ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

سألت أبا عبد الله بن أيوب عن مولده ، فقال : ولدت يوم الخميس سابع عشري ذي الحجّة سنة عشرين وخمس مئة.

وتوفي في ليلة الأربعاء حادي عشري ذي القعدة من سنة خمس وست مئة ، وصلّي عليه يوم الأربعاء ، ودفن بباب أبرز.

١٢٧٦ ـ الحسين (١) بن أحمد بن الحسين الغزّال ، أبو عبد الله بن أبي بكر ، يعرف بابن الخياريّ (٢).

من أهل باب البصرة.

سمع جدّته أمّ أبيه ستّ السّعود أمة الوهّاب بنت أبي نصر هبة الله بن عليّ ابن المجلي ، وأبا حفص عمر بن عبد الله الحربي ، وأبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، وأبا الحسن بن أبي عمر الدّبّاس ، وغيرهم. وروى عنهم. وكان يقول الشّعر. سمعنا منه.

قرأت على أبي عبد الله الحسين بن أحمد البابّصريّ ، قلت له : أخبرتكم جدّتك ستّ السّعود أمة الوهّاب بنت هبة الله بن عليّ الواعظ قراءة عليها وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالت : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٤٧٨ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٦١١ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٦١ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٢٤ ، وابن الفوطي في الملقبين بموفق الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٩٢٨ ، وابن جماعة في معجمه ، الورقة ٦٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٩٥ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٣ ، والمشتبه ١٧٩ و ٢٧٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٤٦٢ و ٣ / ٤٧٧ ، وابن ناصر الدين في تبصير المنتبه ٢ / ٥٤٨ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٤٠٨.

(٢) ضبطتها كتب المشتبه ، وكذلك المنذري فقال : «بكسر الخاء المعجمة وفتح الياء آخر الحروف وبعد الألف راء مهملة». قلت : وهي نسبة إلى بيع الخيار كما ذكر ابن نقطة في إكمال الإكمال.

١٦١

قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي ، قال : حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحامليّ إملاء ، قال : حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني ، قال : حدثنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «من توضّأ فليستنثر ، ومن استجمر فليوتر» (١).

سألت أبا عبد الله ابن الخياري عن مولده ، فقال : في شهر ربيع الأوّل سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي ليلة الاثنين ثامن عشر رمضان سنة سبع عشرة وست مئة.

١٢٧٧ ـ الحسين (٢) بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن عليّ بن أحمد بن

__________________

(١) حديث صحيح ، رواه عن مالك غير واحد من أصحابه ، منهم : أبو مصعب الزهري في الموطأ (٤٦) ومن طريقه البغوي (٢١١) ، وزيد بن الحباب عند ابن أبي شيبة ١ / ٢٧ وابن ماجة (٤٠٩) ، وداود بن عبد الله الجعفري عند ابن ماجة (٤٠٩) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي عند أبي عوانة ١ / ٢٤٧ ، وعبد الله بن وهب عند ابن خزيمة ٧٥ وأبي عوانة ١ / ٢٤٧ والطحاوي في شرح المعاني ١ / ١٢٠ ، وعبد الرحمن بن القاسم في روايته للموطأ (٧٥) ، وعبد الرحمن بن مهدي عند أحمد ٢ / ٢٣٦ والنسائي في الكبرى (٩٥) ، وعبد الرزاق بن همام الصنعاني عند أحمد ٢ / ٧٧ ، وعثمان بن عمر بن فارس عند ابن خزيمة (٧٥) وأبي عوانة ١ / ٢٤٧ ، وقتيبة بن سعيد عند النسائي ١ / ٦٦ ، وفي الكبرى (٩٥) ، ومحمد بن الحسن في روايته للموطأ (٧) ، ومطرف بن عبد الله عند أبي عوانة ١ / ٢٤٧ ، ويحيى بن يحيى الليثي في روايته للموطأ (٣٤) ، ويحيى بن يحيى التميمي النيسابوري عند مسلم ١ / ١٤٦ وأبي عوانة ١ / ٢٤٧ والبيهقي ١ / ١٠٣.

ورواه مالك أيضا عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان ، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن أبي هريرة ، وهو في الموطأ أيضا (كما في رواية أبي مصعب ٤٤ ، والليثي ٣٣ وغيرهما) ومن طريقه أخرجه البخاري ١ / ٥٢ (١٦٢) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الموطأ برواية الليثي.

(٢) ترجمه الشريف عز الدين الحسيني في صلة التكملة ، الورقة ٢٤ (من نسختي المصورة) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٤٠٨ و ٤٤٠ ، وفي المختار من تاريخ ابن الجزري ١٩٦ ،

١٦٢

هبة الله بن محمد بن عليّ ابن المهتدي بالله ، أبو طالب بن أبي العباس بن أبي الحسن بن أبي تمّام بن أبي الحسن بن أبي تمّام بن أبي الحسن ابن القاضي أبي الحسين المعروف بابن الغريق الهاشميّ الخطيب.

أحد الشّهود المعدّلين ، هو ووالده. شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله بن الحسين ابن الدّامغاني يوم السّبت رابع عشري شهر رمضان من سنة أربع وست مئة ، وزكّاه العدلان أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرّزّاز وأبو منصور سعد بن أحمد ابن الخلّال.

وتولّى الخطابة بجامع القصر الشّريف مناوبة مع الشّريف أبي الفضل عبيد الله بن أحمد ابن المنصوري بعد وفاة أبيه ، ثم استقلّ بذلك ، وهو الآن على ذلك (١).

١٢٧٨ ـ الحسين (٢) بن إبراهيم بن الحسين بن جعفر ، أبو عبد الله الجورقانيّ (٣) ، بالرّاء المهملة.

__________________

والصفدي في الوافي ١٢ / ٣٣٨ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ١٦٥ ، والغساني في العسجد المسبوك ٥٣١.

(١) تأخرت وفاته إلى رجب من سنة ٦٤٢ كما ذكر ابن النجار. وذكره عز الدين الحسيني في أول وفيات سنة ٦٤٣ ، وابن النجار أعرف به ، فهو معاصره وبلديه.

(٢) ترجمه ياقوت في معجم البلدان ٢ / ١٨٤ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ١٨٥ ، وابن الأثير في اللباب ١ / ٣٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٨٢٥ ، وتذكرة الحفاظ ٤ / ١٣٠٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ١٧٧ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٣١٥ ، وابن حجر في اللسان ٢ / ٢٦٩ ، وتبصير المنتبه ١ / ٣٧٩ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٣٦.

(٣) هذا هو التقييد المعتمد عند المؤلف ، وقيده السمعاني بضم الجيم وسكون الواو ، وبه أخذ الذهبي في تاريخ الإسلام. وقيده ياقوت بالزاي بدل الراء ونسبه إلى قبيلة من الأكراد لا إلى المدينة ، وكذلك فعل ابن الأثير في اللباب لكنه ذكره بالراء. وقد نسبه ابن نقطة إلى «جورقان» قرية من نواحي همذان ، وهو المعتمد إن شاء الله تعالى ، وينظر بلا بد كتابنا : الذهبي ومنهجه ، ص ٢١٦ فلنا تعليق مطوّل هناك.

١٦٣

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في «معجمه» فقال : سمع الكثير وكتب وصنّف. ورد بغداد وقرئ عليه من مصنّفاته ، وأجاز لي. وتوفّي يوم الأربعاء سادس عشر رجب سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة. كلّ ذلك كلام ابن مشّق ، أخبرنا به في كتابه.

١٢٧٩ ـ الحسين (١) بن إبراهيم بن خطّاب ، أبو عبد الله الكاتب.

كان أديبا فاضلا قرأ على أبي زكريا يحيى بن عليّ التّبريزي ، وكان له لسن ، ونظم حسن ، ورسائل ، رتّب صاحب خبر بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ مدة.

قال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع : توفّي ، يعني ابن خطّاب يوم الأربعاء حادي عشري جمادى الآخرة من سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.

١٢٨٠ ـ الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن قرواش الدّقّاق ، أبو عبد الله.

من أهل نهر القلائين ، أحد المحال الغربية.

سمع أبا الفرج محمد بن الفرج المعلّم ، وأبا بكر محمد بن أحمد القطّان الزّاهد ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وغيرهم.

ذكر أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني أنّه سمع منه.

أنبأنا أبو الحسن عليّ بن يحيى الوكيل ، ومن خطّه نقلت ، أنّ الحسين بن قرواش توفي ليلة الخميس يوم عرفة من سنة تسع وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٠٢٨ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٩٥ ـ ٢٩٦ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٣١٦ ، وابن حجر في لسان الميزان ٢ / ٢٧٢ ، ولم يذكره الذهبي في تاريخ الإسلام والعجيب أنه ذكره في سير أعلام النبلاء مع قوله فيه : «وكان غاليا في الرفض متهما في الرواية» ، وهو في العادة لا يذكر مثل هذا في النبلاء!

١٦٤

١٢٨١ ـ الحسين (١) بن جهير بن محمد بن محمد بن جهير ، أبو عبد الله بن أبي البركات.

هو ابن أخي الوزير أبي القاسم عليّ بن محمد بن محمد بن جهير.

تولّى أبو عبد الله أستاذيّة الدّار العزيزة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ في أيام الإمام المسترشد بالله ، وعزل عن ذلك في شوّال سنة ثمان عشرة وخمس مئة ، وعاش بعد ذلك مدة. وقد سمع شيئا من الحديث ، وروى على ما قيل.

بلغني أنّ مولده في محرم سنة ست وستين وأربع مئة.

وتوفي في ليلة الثلاثاء سابع عشري شعبان سنة خمس وأربعين وخمس مئة ، ودفن بالمقبرة المقابلة لجامع المنصور بالجانب الغربي.

١٢٨٢ ـ الحسين (٢) بن الحسن بن الخصيب العبّاسيّ ، أبو عبد الله.

ذكره أبو بكر بن كامل في «معجم شيوخه» ، وقال : سمعته يقول : رأيت عليّ بن أبي طالب في المنام فقال لي : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : من أطاع الله أطاعه كلّ شيء.

١٢٨٣ ـ الحسين (٣) بن الحسن بن الخصيم ، أبو عبد الله بن أبي عليّ.

من أهل الكوفة ، كان يتولّى الخطابة بها. قدم بغداد في سنة ست وخمسين وخمس مئة ، وروى بها شيئا من شعره.

سمع منه أبو أحمد العباس بن عبد الوهّاب البصري ، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري ، وأبو الحسن محمد بن محمد ابن النّرسي ، وروى لنا

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٨٧٣ ولقبّه ناصح الدولة ، فكأنه نقل ترجمته من تاريخ ابن النجار.

(٢) تأمل التعليق الذي بعده.

(٣) ترجمه الصفدي في الوافي ١٢ / ٣٥١ لكن قال فيه «الخصيب» بدلا من «الخصيم» ونسبه عباسيا ، فعرف أنه والذي قبله هما واحد عنده ، فالله أعلم.

١٦٥

النّرسيّ عنه.

أنشدني أبو الحسن محمد بن أبي الفرج الكاتب ، قال : أنشدنا الحسين بن الحسن خطيب الكوفة ببغداد لنفسه (١) :

أطوف كيما أرى مثالكم

لتشتفي العين منه بالنّظر

لا والذي بالنّوى عليّ قضى

فذلّ جفني بالدّمع والسّهر

ما نظرت مقلتي إلى صور

إلا وأنتم أحلى من الصّور

١٢٨٤ ـ الحسين (٢) بن الحسن بن عليّ بن أحمد ، أبو عبد الله الصّوفيّ.

من أهل تكريت ، سكن بغداد ، واستوطنها إلى حين وفاته ، وصحب شيخ الشيوخ أبا القاسم عبد الرّحيم بن إسماعيل النّيسابوري ، وكان في رباطه ، وسمع منه ، ومن غيره. كتبت عنه أناشيد.

أنشدني أبو عبد الله الحسين بن الحسن التّكريتيّ ببغداد من حفظه ، قال : أنشدني أبو الجوائز مقداد بن مختار المطاميريّ بتكريت لنفسه (٣) :

تبارك من لا يعلم الغيب غيره

وشكرا على ما قد قضاه وقد حكم

إذا كان ربّي عالما بسريرتي

وكنت بريئا عنده غير متّهم

فقل لظلوم ساءني سوء فعله

سينتصف المظلوم من كلّ من ظلم

عدمتك دنيا ما نجا من همومها

سوى راغب عنها يرى الغنم في العدم

__________________

(١) الأبيات الثلاثة في الوافي للصفدي ١٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٢.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٦ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٣٥٥.

(٣) الأبيات الثلاثة الأولى في الوافي ، وزاد بيتا آخر :

فيا نفس لي في يوسف خير أسوة

فصبرا فإن الصّبر خير من الندم

وعلّق الصفدي على هذا الشعر فقال : شعر منحط!

١٦٦

تجافى جناها واجتوى طيّباتها

وما شكّ يوما أنّ صحّتها سقم

إذا ما لسان المرء زلّ أزلّة

وليس يخاف المرء من زلّة القدم

سألت الحسين هذا عن مولده ، فقال : في سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة بتكريت.

وتوفي ببغداد في ليلة السبت ثالث عشر ذي القعدة من سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بالجانب الغربي بمقبرة معروف الكرخي بباب مسجد الجنائز.

١٢٨٥ ـ الحسين (١) بن سعيد بن الحسين بن شنيف (٢) ، أبو عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي عبد الله.

من أهل الجانب الغربي ، من محلة دار القز. كان أمين القضاة بمحلّته وما يليها هو وأبوه ، وكان مشكورا.

سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد الحريري ، وأبا الفضل عبد الملك وأبا الحسن عليّ ابني عبد الواحد بن زريق القزّاز ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي البزّاز ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية الزّاهد ، وغيرهم ، وروى عنهم.

وكان ثقة ، من بيت الحديث والرّواية. سمعنا منه ، ونعم الرّجل كان.

قرأت على أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن شنيف الأمين ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر بن الطّبر المقرئ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ،

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ١٥٠ و ٣ / ٤٤٨ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٨٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٤ ، والعبر ٥ / ٣٥ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٥ / ٤٢.

(٢) قيده المنذري فقال : بضم الشين المعجمة وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف وفاء.

١٦٧

قال : أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيّوية ، قال : حدثنا محمد بن هارون ابن المجدّر ، قال : حدثنا عبد الرّحمن بن يونس السّرّاج ، عن بقيّة ، عن محمد ابن زياد ، قال : سمعت عبد الله بن أبي قيس ، قال : سمعت عائشة تقول : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الوصال (١).

سألت أبا عبد الله بن شنيف عن مولده ، فقال : في سنة خمس وعشرين وخمس مئة.

وتوفّي يوم الأربعاء بعد الظّهر ثالث عشر محرم سنة عشر وست مئة ، وصلّي عليه يوم الخميس بجامع محلة دار القزّ ، ودفن بمقبرة باب حرب.

١٢٨٦ ـ الحسين (٢) بن عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن محمد بن أحمد بن حسنون النّرسيّ ، أبو عبد الله بن أبي محمد بن أبي نصر بن أبي طاهر البيّع.

أحد الشّهود المعدّلين ، ومن بيت العدالة والرّواية ، وسيأتي ذكر أبيه. والحسين هذا والد أحمد الذي قدّمنا ذكره (٣).

شهد عند قاضي القضاة أبي طالب روح بن أحمد ابن الحديثي في يوم الخميس ثامن عشري شوّال سنة سبع وستين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو المظفّر أحمد بن أحمد بن حمدي ، وأبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ.

__________________

(١) حديث صحيح عن عدد من الصحابة.

وحديث عائشة هذا وإن كان فيه بقية بن الوليد المدلس تدليس التسوية لكن هذا من صحيح حديثه لتصريحه بالتحديث عن محمد بن زياد أولا ولأنه توبع في روايته ثانيا.

أخرجه أحمد ٦ / ٨٩ و ٩٣ ، والطبراني في مسند الشاميين (٨٤٤) و (٨٤٥). وهو في الصحيحين : البخاري ٣ / ٤٨ (١٩٦٤) ، ومسلم ٣ / ١٣٤ (١١٠٥) من طريق عروة عن عائشة.

(٢) ترجمه الذهبي في المشتبه ٦٣٨ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٩ / ٦٣.

(٣) الترجمة ٧٠١.

١٦٨

وسمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي وغيره. وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

توفي يوم الثّلاثاء سادس عشري شوّال سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٨٧ ـ الحسين بن عبد الملك بن الحسين بن أبي الدّنيا ، أبو عبد الله الضّرير المقرئ الفقيه.

من أهل بعقوبا.

ذكره المبارك بن كامل في «معجم شيوخه» ، وقال : سمع ببغداد من أبي غالب محمد بن الحسن البقّال وغيره ، وروى عنهم. أخرج عنه ابن كامل حديثا في «معجمه».

١٢٨٨ ـ الحسين بن عبد الملك البصريّ.

من شيوخه أيضا ، روى عنه في «معجمه» ولم يكنّه ، وقال : أنشدني لبعضهم :

قفي فانظري جسمي وما فعل الهوى

وكوني على ما شئت في أيّ ما حال

زعمت بأني قد سلوت وإنّني

مللت وما قلبي وعيشك بالسّالي

وبلّغك الواشون عني ولم أكن

كما قيل عنّي في هواك بفعّال

١٢٨٩ ـ الحسين (١) بن عبد العزيز بن الحسين الكوفيّ الأصل الواسطيّ المولد والمنشأ ، أبو عبد الله البزّاز ، يعرف بابن الوكيل ؛ لأنّ أباه كان وكيلا بباب القضاة بواسط.

سمع الحسين هذا بواسط من أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزديّ ، ومن أبي الجوائز سعد بن عبد الكريم الغندجانيّ ، ومن القاضي أبي

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٩٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٥.

١٦٩

العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي.

قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وحدّث بها. سمعنا منه.

قرئ على أبي عبد الله الحسين بن عبد العزيز الواسطي ببغداد وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد الأزدي قراءة عليه وأنت تسمع بواسط ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو تمّام علي بن محمد ابن الحسن الواسطي ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن المظفّر بن عيسى الحافظ ، قال : حدثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفي ، قال : حدثنا عبد الله بن عمير الكوفي ، قال : حدثنا يحيى بن يمان ، عن عبد الله ابن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس : الصّحة ، والفراغ» (١).

سألت أبا عبد الله الواسطيّ عن مولده فذكر ما يدل أنّه في سنة خمس وعشرين وخمس مئة.

وتوفي ببغداد في ليلة الجمعة عاشر جمادى الأولى سنة عشر وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.

١٢٩٠ ـ الحسين (٢) بن عمر بن نصر بن الحسن بن سعد بن باز ، أبو عبد الله.

من أهل الموصل. سمع بها أباه ، وغيره.

وقدم بغداد في سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة وبعدها ، وسمع بها من

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٣٩ ، وتكرر في الترجمة ٩٦٧ أيضا.

(٢) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ١٨٣ ـ ١٨٤ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٠٢٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٠٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٢٥٨ ، والعبر ٥ / ٨٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٦ ، والمشتبه ٣٩ و ٤٢ ، وابن الفرات في تاريخه ١٠ / الورقة ٦٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٠٨ و ٣٢١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٠٠.

١٧٠

جماعة منهم : أبو محمد لا حق بن عليّ بن كاره ، والكاتبة فخر النّساء شهدة بنت أحمد ابن الفرج الإبري ، وأبو أحمد أسعد بن يلدرك الجبريلي ، وأبو عبد الله المظفر بن أبي نصر البوّاب ، وأبو الحسين عبد الحق بن عبد الخالق بن يوسف ، وأبو منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدّقّاق ، وآخرون.

وكتب شيئا من مسموعاته ، وعاد إلى بلده ، واشتغل بالمعاش والتّكسّب ، وترك الاشتغال بالحديث ، وسافر إلى الشّام وديار مصر.

وعاد إلى بغداد في سنة ست مئة ، وسمع بها معنا ، ثم عاد إلى الموصل ، وأقام بدار الحديث المظفّرية بها شيخا ومسمّعا. ولقيته هناك ، وكتبت عنه ، وسألته عن مولده ، فقال : في ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة.

١٢٩١ ـ الحسين (١) بن عثمان بن عليّ ، أبو عبد الله القطّان.

من أهل الحربية ، يعرف بابن الكوفيّ.

سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وروى عنه. سمعنا منه.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عثمان الحربيّ قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أبي الحسين اليوسفي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدثنا رضوان بن أحمد الصّيدلاني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطارديّ ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، عن داود بن يزيد ، عن عامر الشّعبي ، عن جرير بن عبد الله ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وحجّ البيت ، وصوم رمضان» (٢).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٨٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٧.

(٢) إسناده ضعيف ، لضعف داود بن يزيد وهو الأودي الكوفي ، لكن متن الحديث صحيح لا

١٧١

بلغني أنّ مولد الحسين ابن الكوفي في سنة أربع عشرة وخمس مئة.

وتوفي ليلة الأربعاء عاشر ربيع الآخر سنة ست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٢٩٢ ـ الحسين بن عليّ ، أبو عبد الله الطّيبيّ.

من شيوخ أبي بكر بن كامل ، ذكره في «معجم شيوخه» وذكر أنّه أنشده بيتين من الشّعر عن أبي عليّ الواعظ ، ولم يسمّه.

١٢٩٣ ـ الحسين بن عليّ ابن المردوستيّ (١) ، أبو الفوارس.

سمع أبا محمد الحسن بن عليّ الجوهري ، وروى عنه.

وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني : عليّ بن الحسين بن عليّ المردوستي أبا الفوارس ، وأنّه روى عن الجوهري ، وأن أبا المعمّر الأنصاري سمع منه. وفي «معجم» الأنصاري : الحسين بن عليّ كما ذكرناه.

قال القاضي عمر بن عليّ القرشي الحافظ : ووهم في ذلك تاج الإسلام ، والصّواب : الحسين بن عليّ ابن المردوستي أبو الفوارس ، نقلت ذلك من خطّه ، أعني القرشيّ ، والله الموفّق.

١٢٩٤ ـ الحسين (٢) بن عليّ بن القاسم بن المظفّر بن عليّ ابن الشّهرزوريّ ، أبو عبد الله بن أبي الحسن بن أبي أحمد.

من أهل الموصل ، من البيت المشهور بالقضاء والولاية والتّقدّم.

قدم بغداد ، واستوطنها إلى حين وفاته ، وولي القضاء بها مطلقا في يوم

__________________

يحتاج إلى بيان.

أخرجه من حديث داود : أحمد ٤ / ٣٦٤ ، وأبو يعلى (٧٥٠٧) ، والطبراني في الكبير (٢٣٦٤) ، وأبو نعيم في الحلية ٩ / ٢٥١.

(١) لم يذكر السمعاني هذه النسبة في «الأنساب» مع أنه ترجم لواحد بهذه النسبة في تاريخه لبغداد كما ذكر المؤلف ، ولا ذكر ياقوت موضعا تنسب إليه هذه النسبة.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٧.

١٧٢

الخميس ثامن عشر صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة مع قاضي القضاة أبي البركات جعفر بن عبد الواحد ابن الثّقفي ، وأسكن بدار بباب العامّة من دار الخلافة. وكان يجلس للحكم بباب النّوبي المحروس.

وفي شهر ربيع الآخر من السّنة تقدّم إلى الشّهود بمدينة السّلام أن يحضروا مجلسه ، ويشهدوا عنده وعليه فيما يسجله ، وأذن له أن يسجل عن الإمام المستنجد بالله ، فحضر الشّهود عنده ، وسمع البيّنة يوم الأربعاء سابع عشري الشّهر المذكور ، وهو أوّل مجلس أثبت فيه بدعوى الوكلاء المثبّتين على المديرين.

وقد سمع الحديث بالموصل من أبي البركات محمد بن محمد بن خميس ، وحدّث عنه ببغداد ؛ سمع منه بها القاضي عمر بن عليّ القرشيّ.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن عليّ ابن الشّهرزوري بقراءتي عليه بمدينة السّلام ، قال : أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهنيّ بالموصل ، قال : أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق ، قال : أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد المرجي ، قال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنى الموصلي ، قال (١) : حدثنا إبراهيم بن الحجّاج السّامي ، قال : حدثنا بشّار بن الحكم (٢) ، قال : حدثنا ثابت البناني ، عن أنس عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «إنّ الخصلة الصّالحة لتكون في الرّجل فيصلح الله بها عمله كلّه ، وطهور الرّجل لصلاته يكفّر الله به ذنوبه ،

__________________

(١) مسند أبي يعلى (٣٢٩٧).

(٢) في حاشية «ش» تعليق نصه : «صوابه سيار أبو الحكم» ، وهو تعليق غير صحيح. نعم ، سيار أبو الحكم يروي عن ثابت عن أنس ، لكن هذا غيره ، وهو بشار بن الحكم أبو بدر الضبي ، ذكره ابن حبان في المجروحين ١ / ١٩١ ، وقال : «منكر الحديث جدا ، ينفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه كأنه ثابت آخر ، لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب» وساق قسما من هذا الحديث.

١٧٣

وتبقى صلاته نافلة» (١).

توفي القاضي أبو عبد الله ابن الشّهرزوريّ ببغداد يوم الجمعة ثاني عشري جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم السّبت ثالث عشري ، ودفن بالجانب الغربي.

١٢٩٥ ـ الحسين (٢) بن عليّ بن محمد بن عليّ ابن الدّامغانيّ ، أبو عليّ ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.

وقد تقدّم ذكر أخيه أبي نصر الحسن (٣) ، وجماعة من أهله ، والتّنبيه على بيتهم وسلفهم.

سمع أبو عليّ هذا من أبي الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، وحدّث عنه. روى عنه القاضي أبو المحاسن الدّمشقيّ في «معجم شيوخه» ، رحمهم‌الله.

أخبرنا الحافظ عمر بن عليّ بن الخضر في كتابه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسين بن عليّ ابن الدّامغاني ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق بن فدّوية ، قال : حدثنا عليّ بن عبد الرّحمن البكّائي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا ابن نمير وأبو أسامة جميعا ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : سمعت عبد الله بن جعفر ، قال : سمعت عليّ بن أبي طالب يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، فإن بشار بن الحكم متروك.

أخرجه البزار (٢٥٣) من طريق معلى بن أسد عن بشار ، به.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٤٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٨ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢١٤ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / ١٥٤.

(٣) الترجمة ١٢٠٦.

١٧٤

نسائها خديجة» (١).

قال القرشيّ : وتوفي أبو عليّ ابن الدّامغاني يوم الجمعة حادي عشر رجب سنة إحدى وستين وخمس مئة.

١٢٩٦ ـ الحسين بن عليّ بن الحسين بن محمد بن عليّ الزّينبيّ ، أبو عبد الله ابن قاضي القضاة أبي القاسم ابن نور الهدى أبي طالب ، أخو أقضى القضاة أبي نصر القاسم ابن قاضي القضاة أبي القاسم.

جعله أخوه يقرأ عليه السّجلّات بمجلس الإثبات يوم الإسجال ، وأذن له في الشّهادة عليه بها ، وأن يضع خطّه فيما يشهد عليه.

وقد سمع مع إخوته من جماعة إلا أنّه توفّي شابا في يوم الثّلاثاء ثالث عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، وصلّى عليه أخوه أقضى القضاة يوم الأربعاء بجامع القصر في جماعة ، ودفن بباب الطّاق.

١٢٩٧ ـ الحسين (٢) بن عليّ بن حمّاد الجبّائيّ (٣) ، أبو القاسم ، أخو دعوان بن عليّ المقرئ.

وجبّى المنسوب إليها أحد قرى السّواد.

والحسين هذا بغداديّ ، سمع بها أبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا الغنائم محمد بن عليّ الكوفي وغيرهما.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو محمد

__________________

(١) حديث هشام بن عروة هذا في الصحيحين : البخاري في أحاديث الأنبياء ٤ / ٢٠٠ (٣٤٣٢) ، وفي فضل خديجة ٥ / ٤٧ (٣٨١٥) ، ومسلم في الفضائل ٧ / ١٣٢ (٢٤٣٠). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٣٨٧٧).

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٢٠١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٩٥ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٨ ، والمشتبه ١٢٨ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٢ / ١٤٢ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٢٨٨.

(٣) هذه النسبة على غير قياس ، إذ لو كانت على القياس لقيل فيه : جبّوي.

١٧٥

عبد العزيز بن محمود بن الأخضر ، في آخرين.

قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزّاز : أخبركم الحسين بن عليّ أخو دعوان ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان. وأخبرناه عاليا أبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد الدّبّاس في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو القاسم بن بيان قراءة عليه ، فأقرّوا به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا أبو عليّ الحسن بن عرفة ، قال : أخبرنا بشر بن المفضّل البصري ، عن محمد بن عجلان ، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا وقع الذّباب في إناء أحدكم فامقلوه ، فإنّ في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء ، وأنّه يتّقي بالجناح الذي فيه الدّاء فليغمسه كلّه ثم لينزعه» (١).

أنبأنا القرشي ، قال : توفي أبو القاسم أخو دعوان في المحرم سنة ثلاث وستين وخمس مئة.

وقال محمد بن مشّق : توفي يوم السبت تاسع عشر صفر من السّنة المذكورة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٩٨ ـ الحسين (٢) بن عليّ بن محمد ابن رئيس الرّؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن ابن المسلمة ، أبو الفضائل بن أبي الحسين بن أبي نصر.

وقد تقدّم ذكر جماعة من أهله ، وذكر نسبهم ، وتقدّم سلفهم.

وأبو الفضائل هذا سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه الحافظ عمر بن عليّ القرشيّ ، وأخرج عنه حديثا في

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٣٤٢.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٩.

١٧٦

«معجم شيوخه».

أخبرنا القاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي في كتابه ، قال : أخبرنا أبو الفضائل الحسين بن عليّ بن محمد ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله ابن محمد بن عبد الواحد بن الحصين. وأخبرناه عاليا القاضي أبو الفتح محمد ابن أحمد ابن المندائي بقراءتي عليه بواسط وأبو الحسن عليّ بن محمد بن يعيش ببغداد ، قالا : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين قراءة عليه ونحن نسمع ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، قال (١) : حدّثنا إسماعيل بن إسحاق ، قال : حدثنا عليّ ابن المديني ، قال : حدّثنا عثمان بن عمر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس ، عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «نصرت بالصّبا ، وأهلكت عاد بالدّبور» (٢).

أنبأنا القرشيّ ، قال : سألت أبا الفضائل ابن رئيس الرّؤساء عن مولده ، فقال : ولدت في سنة ست وخمس مئة. وتوفي يوم الأحد ثامن عشري ربيع الأوّل سنة خمس وستين وخمس مئة.

وقال صدقة بن الحسين في «تاريخه» : توفي الأجل أبو الفضائل ابن رئيس الرّؤساء عشيّة الأحد ثامن عشري الشّهر المذكور ، وصلّي عليه يوم الاثنين تاسع عشرين بجامع القصر الشّريف ، ودفن بمقبرة باب أبرز ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٩٩ ـ الحسين (٣) بن عليّ بن عبد الله ، أبو عبد الله يعرف بابن السّمّاك.

__________________

(١) الغيلانيات (٢٥١).

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٩٣٢.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٦١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٩.

١٧٧

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا عليّ أحمد بن محمد ابن البردانيّ ، وأبا العز محمد بن المختار الهاشميّ ، وأبا غالب شجاع بن فارس الذّهليّ ، وأبا عليّ محمد بن محمد ابن المهدي.

سافر عن بغداد سنين كثيرة ، وحدّث في سفره ، وعاد إليها ، وحدّث بها ؛ فسمع منه ابنه واثق بن الحسين ، والقاضي عمر بن عليّ القرشيّ ، وأبو بكر محمد ابن المبارك بن مشّق ، وغيرهم.

قال ابن مشّق : ومولده في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة. وتوفّي في أوائل جمادى الآخرة سنة سبع وستين وخمس مئة.

١٣٠٠ ـ الحسين بن عليّ بن أحمد بن هبة الله بن محمد ابن المهتدي بالله ، أبو طالب بن أبي الحسن بن أبي تمّام.

من أهل باب البصرة ، وسكن بالجانب الشّرقي بدار الخلافة المعظّمة.

وكان أحد الشّهود المعدّلين والخطباء المذكورين ؛ شهد عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثّانية يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ ، والشّريف أبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب.

وتولّى الخطابة بالجامع المعروف بجامع السّلطان.

وقد سمع شيئا من الحديث من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبي محمد دعوان بن عليّ المقرئ ، وأبي منصور محمد بن عليّ التّميمي ، وما أعلم أنّه روى شيئا لأنّه توفي شابا في شهور سنة ست وسبعين وخمس مئة.

١٧٨

١٣٠١ ـ الحسين بن عليّ بن زهير بن سنبلة ، أبو عبد الله.

من شيوخ أبي بكر محمد بن أبي طاهر بن مشّق ؛ ذكره في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم ، وقال : كان من أهل الحريم الطّاهري.

وسألت عنه شيخنا أبا المعالي أحمد بن أبي القاسم بن سنبلة التّاجر ، وكان من أهل الحريم فما عرفه ، ولعلّه من غير أهل شيخنا أبي المعالي ، والله أعلم.

١٣٠٢ ـ الحسين بن عليّ ابن الحدّاد ، أبو عبد الله.

من أهل المدائن.

ذكر لي القاضي أبو الحسين هبة الله بن محمد بن أبي الحديد قاضي المدائن أنّه سمع منه ، وقال : كان يروي كتب الشّيعة الإماميّة.

١٣٠٣ ـ الحسين (١) بن عليّ بن عبد الواحد بن شبيب الطّيبيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو عبد الله.

كان له تقدّم وخدمة للإمام المستنجد بالله ، ومن بعده لولده الإمام المستضيء بأمر الله ، وفي أوائل ولاية سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطّاعة على كافة الأنام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ وله في كلّ واحد منهم مدائح.

تولّى إشراف المخزن المعمور مدة. ولمّا عزل أبو بكر ابن العطّار في ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، رتّب أبو عبد الله بن شبيب صدرا بالمخزن المعمور ، وناظرا فيه وفي أعماله. وعزل عن ذلك يوم الجمعة خامس عشري ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

وتوفي في شهر ربيع الآخر من سنة ثمانين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة

__________________

(١) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ترجمة وافية ١ / ١٨٧ ـ ١٩٥ ، وياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١١٣٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٣٨ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٤٤٧ ، وابن شاكر في فوات الوفيات ١ / ٣٧٧.

١٧٩

معروف بالجانب الغربي.

١٣٠٤ ـ الحسين (١) بن عليّ بن مهجل ، أبو عبد الله الضّرير الباقدرائيّ.

من أهل قرية يقال لها باقدرا من قرى طريق خراسان (٢).

كان من حفّاظ القرآن المجيد ، قد قرأه بالقراءات على جماعة من الشّيوخ. وسمع الحديث من البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد الدّبّاس ، ومن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وغيرهما ، وروى عنهم.

وكان صالحا ، ينزل بباب الأزج. سمعنا منه.

قرئ على أبي عبد الله الحسين بن عليّ بن مهجل وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسين بن عليّ بن محمد ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (٣) : حدثنا أبو سلمة الخزاعيّ ، قال : أخبرنا مالك ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حلف على يمين فرأى خيرا منها ، فليكفّر عن يمينه ، وليفعل الذي هو خير» (٤).

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «باقدرا» من معجم البلدان ١ / ٣٢٧ ، والمنذري في التكملة (الورقة ١٢ ـ ١٣ من القسم غير المنشور) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٤٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٣٩ ، والصفدي في نكت الهميان ١٤٤ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٢٤٦.

(٢) قيدها ياقوت فقال : «بفتح القاف ، وسكون الدال ، وراء ، مقصور» ثم نسب المترجم إليها.

وهي غير باقدارى : بكسر القاف ودال مهملة ، وألف ، وراء مفتوحة ، مقصور : من قرى بغداد قرب أوانا والتي ينسب إليها أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد الباقداري الضرير ، فكلاهما مذكور في معجم البلدان ١ / ٣٢٧ ، وينظر تعليقنا على الترجمة ٢٢٢ من المجلد الأول من هذا الكتاب ، فبعضهم يخلط بين الاثنين.

(٣) مسند أحمد ٢ / ٣٦١.

(٤) حديث صحيح رواه عن مالك أيضا : أبو مصعب الزهري في روايته للموطأ (٢٢٠١) ومن

١٨٠