ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

وذكره القاضي القرشي فيما رسمه من «التاريخ» : الحسن بن يلدرك أبا شجاع. وابن كامل أعرف بشيوخه ، والقرشي لم يلقه.

١٣٣٤ ـ الحسين (١) بن يوحن بن أبوية بن النّعمان الباوريّ ، أبو عبد الله اليمنيّ ، وباور المنسوب إليها من مخاليف اليمن.

كان رجلا صالحا ، خرج من بلده في طلب العلم ، وطاف الآفاق ؛ ما بين الحجاز والعراق والشّام وبلاد الجبال ، واستقرّ في آخر أمره بأصبهان فكانت موطنه إلى حين وفاته.

وقدم بغداد مرارا كثيرة ، وسمع بها من أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي الفضل محمد بن ناصر وغيرهما. وسمع بأصبهان من أبي بكر محمد بن محمود الفارفانيّ ، وأبي مسعود عبد الجليل بن محمد المعروف بكوتاه ، وغيرهما.

ولقيته في الحج سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، وكتبت عنه ، ثم لقيته ببغداد في سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة ، وقد صدر عن مكة شرّفها الله ، فكتبت عنه شيئا.

قرأت على أبي عبد الله الحسين بن يوحن ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن محمود بن محمد قراءة عليه بأصبهان ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عمرو عبد الوهّاب بن محمد بن مندة ، قال : أخبرني أبي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن زياد ومحمد بن يعقوب ، قالا : حدّثنا الحسين بن عليّ بن عفّان ، قال : حدثنا عبد الله بن نمير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : عن الله عزوجل ، قال : «أنا عند ظنّ عبدي بي ، إن تقرّب إليّ شبرا تقرّبت إليه ذراعا ، وإن تقرّب إليّ ذراعا تقرّبت إليه باعا ، وإن أتاني

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخه مرتين ، الأولى في وفيات سنة ٥٨٧ نقلا من تاريخ ابن الدبيثي هذا (١٢ / ٨٣٢) ، والثانية في وفيات سنة ٥٨٨ منه نقلا من تاريخ ابن النجار (١٢ / ٨٥٢).

٢٠١

يمشي أتيته أهرول» (١).

توفّي الحسين بن يوحن بأصبهان في عشية الثلاثاء ثالث عشري ربيع الأول سنة سبع وثمانين وخمس مئة.

«آخر الجزء الخامس والعشرين»

١٣٣٥ ـ الحسين بن أبي الحسين ، أبو عبد الله الشّهرابانيّ.

وشهرابان المنسوب إليها بلدة معروفة بطريق خراسان من سواد بغداد.

من شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل ذكره في «معجم شيوخه» ، وقال : أنشدني لنفسه :

يا بانة الوادي التي سفكت دمي

بلحاظها بل يا فتاة الأجرع

منّي عليّ بنظرة فيها رضا

ثم اصنعي ما شئت بي أن تصنعي

وتحقّقي أني بحبّك مغرم

قول المحقّ خلاف قول المدّعي

١٣٣٦ ـ الحسين بن أبي بكر الجنزيّ.

من شيوخ ابن كامل أيضا ، ذكر عنه في «معجمه» إنشادا ، ولم يسمّ أباه.

وقد ذكر تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني : الحسين بن محمد الجنزي في كتابه ، وقال : قدم بغداد. ولعله هذا ، والله أعلم.

١٣٣٧ ـ الحسين بن أبي السّعادات بن الحسين الحدّاد.

هكذا ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق فيمن أجاز له ، وقال : كان مقيما بباب البصرة ، ولم يكنّه ، ولا ذكر ممّن سمع.

١٣٣٨ ـ الحسين (٢) بن أبي بكر بن الحسين ، أبو عبد الله.

__________________

(١) حديث صحيح ، فهو في الصحيحين من حديث سليمان بن مهران الأعمش : البخاري ٩ / ١٤٧ (٧٤٠٥) ، ومسلم ٨ / ٦٢ (٢٦٧٥).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٦٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣٠ ، والمشتبه ٨٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥٧٥.

٢٠٢

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن محلة الحربية ، ويعرف بابن السّمك.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن أبي الأصابع ، وروى عنه. سمع منه أحمد بن سلمان المعروف بالسّكّر ، وغيره.

توفي يوم الخميس سابع عشر محرم سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٣٣٩ ـ الحسين (١) بن أبي بكر بن الحسين ، أبو عبد الله الخبّاز ، يعرف بابن قطنبا.

من أهل الحريم الطّاهري.

شاخ وأسنّ حتى قارب المئة. وكان قد سمع على علوّ سنّه من أبي عليّ أحمد بن محمد ابن الرّحبي. سمع منه أبو الخطاب عمر بن محمد العليمي الدّمشقي مناما رآه في فضل الحديث وأهله وكتبه عنه سنة ستين وخمس مئة. وعاش الحسين بعد ذلك مدة ، ورأيته وما سمعت منه.

بلغني أنّه ذكر أنّ مولده في سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.

وتوفي في رجب سنة سبع وست مئة.

* * *

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٦٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٦٠.

٢٠٣

ذكر من اسمه حمزة

١٣٤٠ ـ حمزة (١) بن عبد القاهر بن عبيد الله الهاشميّ ، أبو السعادات ، يعرف بابن قارون.

من أهل الجانب الغربي ، من محلة دار القزّ.

سمع أبا الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ ، وروى عنه. سمع منه المبارك بن كامل ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه». وسمع منه شيخنا عمر بن محمد بن طبرزد مع أخيه أبي البقاء ، وحدّثنا عنه.

قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن معمّر المؤدّب ، قلت له : أخبركم أبو السّعادات حمزة بن عبد القاهر بن عبيد الله الهاشميّ قراءة عليه وأنت تسمع في جمادى الآخرة من سنة ست وعشرين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن حمّاد الواعظ ، قال : حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن البهلول ، قال : حدثنا جدّي إسحاق بن البهلول ، قال : حدّثنا أبي ، عن ورقاء بن عمر ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله عزوجل : أنا عند ظنّ عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني» (٢).

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ٤٧.

(٢) أخرج البخاري ٩ / ١٧٧ (٧٥٠٥) الجملة الأولى منه «أنا عند ظن عبدي بي» من حديث أبي الزناد عبد الله بن ذكوان عن الأعرج. وأخرج بقيته أبو نعيم في «المستخرج» وهو : «وأنا معه حيث يذكرني» ، وكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية مالك عن أبي الزناد مثله سواء. ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في النكت الظراف ، واستفدناه في تعليقنا على تحفة الأشراف ٩ / ٥٧٣. وقد تقدم الحديث قبل قليل (الترجمة ١٣٣٤) من رواية أبي صالح السمان عن أبي هريرة.

٢٠٤

١٣٤١ ـ حمزة (١) بن عليّ بن طلحة بن عليّ الرّازيّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو الفتوح بن أبي الحسن بن أبي محمد ، ويعرف بابن بقشلان (٢).

كان أحد الأماثل الأعيان ، وممن رزق الحظوة عند السّلطان ، وتخصّص بالقرب من خدمة الإمام المسترشد بالله رضي‌الله‌عنه فولّاه حجابته في أواخر سنة اثنتي عشرة وخمس مئة. وفي صفر سنة أربع عشرة وخمس مئة جعله صاحب مخزنه ، ووكّله وكالة جامعة شرعيّة أشهد عليه بها. ولم تزل حاله عنده عالية ومنزلته لديه وافية مدّة خلافته ، وكذلك من بعده في أيام المقتفي لأمر الله قدّس الله روحه إلى أن حجّ واستعفى من الخدمة في سنة ست أو سبع وثلاثين وخمس مئة ، فأعفي ، ولزم بيته منقطعا إلى الاشتغال بالخير وأسبابه.

وكان كثير الحج والمجاورة بمكة شرّفها الله ، وبنى مدرسة للفقهاء الشافعيين مجاورة لداره بباب العامّة المحروس ووقف عليها ثلث أملاكه ، ورتّب فيها أبا الحسن محمد بن المبارك ابن الخل مدرّسا.

وقد سمع الحديث من الإمام المسترشد بالله ، ومن أبي القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وغيرهما. وحدّث عنهم. سمع منه القاضي عمر بن عليّ الدّمشقي وجماعة.

قرأت على أبي نصر عمر بن أبي بكر الدّينوري ، قلت له : أخبركم أبو الفتوح حمزة بن عليّ بن طلحة قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٠٢ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٢٨٠ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٢٣٦ ، وابن الفوطي في الملقبين بكمال الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٣٤٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٨ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ١٧٩ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٢٤٥.

(٢) ويقال فيه : «البقشلام» بالميم.

٢٠٥

القاسم عليّ بن أحمد بن بيان الرّزّاز. وأخبرناه عاليا أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد المحتسب بواسط وأبو السّعادات نصر الله بن عبد الرّحمن بن محمد ببغداد بقراءتي على كلّ واحد منهما منفردا ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصّفّار أبو عليّ ، قال : أخبرنا الحسن بن عرفة العبديّ ، قال : حدثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «آتي يوم القيامة باب الجنّة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك» (١).

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، قال : توفي أبو الفتوح ابن طلحة ليلة الجمعة تاسع عشري صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة. زاد غيره : ودفن يوم الجمعة بعد الصّلاة بالحربية في تربة له معروفة به ، رحمه‌الله وإيانا.

١٣٤٢ ـ حمزة بن حيدرة بن عليّ بن أحمد بن الإسكندر ، أبو عمارة ابن أبي الفتوح بن أبي مضر العلويّ الحسينيّ.

من أهل المدائن ، مدائن كسرى.

ولد بها ، ونشأ ، ودخل بغداد ، وأقام بها ، وسمع من أبي المعالي محمد بن محمد ابن الجبّان المعروف بابن اللّحّاس العطّار ، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطّي ، وغيرهما. وسمع بواسط من أبي العبّاس هبة الله بن نصر الله المعروف بابن الجلخت البزّاز ، وسكن بأخرة الموصل إلى حين وفاته ، وحدّث بها. فسمع عليه هناك قوم من أهلها والواردين إليها.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٣ ، وتقدم من حديث ثابت عن أنس في التراجم ٣٥٨ و ٥٨٦.

٢٠٦

وتوفي بعد الثمانين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٣٤٣ ـ حمزة (١) بن سلمان بن جروان بن الحسين الماكسانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو يعلى النّجّار.

من أهل الجانب الغربي ، من محلة تعرف بدرب الشّعير ، بين باب البصرة والنّصريّة ، أخو أبي البركات المبارك وسيأتي ذكره.

سمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، ومن أبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، ومن غيرهما ، وحدّث هو وأخوه. سمعنا منهما.

قرأت على أبي يعلى حمزة بن سلمان بن جروان النّجّار ، قلت له : أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الفقيه قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرتنا خديجة بنت محمد الشاهنجانية الواعظة ، قالت : حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ ، قال : حدثنا أحمد بن سليمان الدّمشقي ، قال : حدثنا هشام بن عمّار ، قال : حدّثنا عبد الحميد بن حبيب ، قال : حدّثنا الأوزاعي ، قال : حدثني إسماعيل بن عبيد الله ، قال : حدّثتني أمّ الدّرداء ، عن أبي الدّرداء ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «(يقول الله عزوجل) (٢) : أنا مع عبدي ما ذكرني وتحرّكت بي شفتاه» (٣).

توفي حمزة بن سلمان في يوم الخميس منتصف ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مئة.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٥١٩ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٦٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٤٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٤٤.

(٢) ما بين الحاصرتين إضافة لا بد منها.

(٣) إسناده حسن ، من أجل هشام بن عمار فإن حديثه لا يرتقي إلى مراتب الصحة ، وعبد الحميد ابن حبيب هو ابن أبي العشرين قد بينا في «تحرير التقريب» أنه ثقة. ومتن الحديث معروف عن عدد من الصحابة. وانظر ما تقدم في التراجم ١٣٣٤ و ١٣٤٠.

٢٠٧

١٣٤٤ ـ حمزة (١) بن عليّ بن حمزة بن فارس الحرّانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو يعلى بن أبي الحسن المعروف باب القبّيطي.

أحد القرّاء المجوّدين الموصوفين بحسن القراءة وجودة الأداء. قرأ القرآن الكريم بالقراءات على جماعة ، منهم : أبو محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد سبط أبي منصور الخيّاط ، وأبو الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري العطّار ، وأبو الحسن عليّ بن أحمد اليزدي. وسمع منهم ، ومن أبي الحسن محمد بن أحمد بن توبة الأسدي ، وأبي عبد الله محمد بن محمد ابن السّلّال ، وأبي الحسن أحمد بن عبد الله ابن الآبنوسي الفقيه ، وأبي الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري ، وأبي غالب محمد بن عليّ ابن الدّاية المكبّر ، وإبراهيم بن نبهان الرّقّي ، وأبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وغيرهم. واحترقت كتبه فأقرأ النّاس وحدّث من أصول شيوخه.

وكان ثقة صدوقا ، حسن الخلق والخلق ، محمودا. سمعنا منه الكثير ، ونعم الشّيخ كان.

قرأت على أبي يعلى حمزة بن عليّ بن حمزة المقرئ غير مرّة ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد ابن السّلّال الورّاق قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ محمد بن وشاح بن عبد الله مولى الزّينبيين ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن عليّ بن عيسى الوزير ، قال : قرئ على أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وأنا أسمع ، قال : حدثنا

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٥٧ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٢٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٣٩ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٥٤ ، وابن الساعي في الجامع ٩ / ١٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٧ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤٤١ ، والعبر ٥ / ٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٥٠ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٨١ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ١٧٧ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٢٦٤ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٩٠ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٩٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٧.

٢٠٨

كامل بن طلحة الجحدري ، قال : حدثنا ابن لهيعة ، قال : حدثنا مشرح بن هاعان ، قال : سمعت عقبة بن عامر يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لو كان القرآن في إهاب ما مسّته النّار» (١).

سألت حمزة ابن القبّيطي عن مولده ، فقال : في عاشر شهر رمضان من سنة أربع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي عشية الأربعاء ثامن عشر ذي الحجة سنة اثنتين وست مئة ، وحضرنا الصّلاة عليه يوم الخميس تاسع عشر بالمدرسة النّظامية ، والجمع كثير ، ودفن بالجانب الغربي عند أبيه بمقبرة باب حرب.

١٣٤٥ ـ حمزة (٢) بن عليّ بن عثمان ، أبو القاسم القرشيّ.

من أهل مصر.

سمع بالإسكندرية من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن سلفة ، وبمصر

__________________

(١) إسناده ضعيف لضعف ابن لهيعة ، وكذلك شيخه مشرح بن هاعان فهو وإن كان صدوقا حسن الحديث ، لكنه يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير لا يتابع عليها ، والصواب ترك ما انفرد به من الروايات عنه ، فهذا منها (وينظر تحرير التقريب ٣ / ٣٨٠ ـ ٣٨١).

أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن ٢٢ ـ ٢٣ ، وأحمد ٤ / ١٥١ و ١٥٤ و ١٥٥ ، والدارمي (٣٣١٣) ، والفريابي في فضائل القرآن (١) ، والطبراني في الكبير ١٧ / حديث رقم (٨٥٠) ، وابن عدي في الكامل ٦ / ٢٤٦٠ ، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (٧٤٠) ، وأبو نعيم في أخبار أصفهان ٢ / ٣٢٣ ، والبغوي في شرح السنة (١١٨٠) من طرق عن ابن لهيعة به.

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته لعدم وقوفه عليها كما يظهر ، وذكرها زكي الدين المنذري ، وقد سمع منه ، فقال : في سلخ ذي الحجة من سنة ٦١٥. وهو أدق من قول الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن محمد الحراني الذي ذكر وفاته سنة ٦١٦ من غير تحديد لليوم والشهر ، كما نقله ابن المستوفي في تاريخ إربل.

وقد ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ١ / ٧٢٩٣ والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٤٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٣٤ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ١٨٠.

٢٠٩

من أبي عبد الله محمد بن عبد الرّحمن المسعودي ، ومن غيرهما.

قدم بغداد رسولا من الملك الظاهر أبي الفتح غازي بن يوسف بن أيوب صاحب حلب ، وحدّث بها ، وروى بها شيئا من شعره. وكان فاضلا متميّزا. سمع منه جماعة من الطّلبة ، وعاد إلى الشّام فكان بها.

* * *

ذكر من اسمه حمد

١٣٤٦ ـ حمد (١) بن عثمان بن سالار ، أبو محمد المعدّل.

من أهل أصبهان.

سمع بها من أبي طاهر محمد بن أحمد المعروف بهاجر. وقدم بغداد مرارا ، وحدّث بها. سمع منه بها القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ وغيره.

أنبأنا عمر بن أبي الحسن الحافظ ، قال : حدثنا أبو محمد حمد بن عثمان ابن سالار الأصبهاني من لفظه ببغداد بعد عوده من الحجّ وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة ستين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن القاسم المعروف بهاجر ، قال : أخبرنا أبو منصور شجاع وأبو زيد أحمد ابنا عليّ ابن شجاع ، قالا : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة ، قال : حدثنا

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣١٦ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ١٥٩ وتعجل محققه فقال من غير روية : ترجمته في تلخيص ابن الفوطي ١ / ٤٥٥ ، ولو راجع لما وجد ترجمة ، بل ذكر ابن الفوطي في ترجمة عضد الدين أبي المحاسن محمد بن عليّ بن أحمد السميرمي وهو ينقل من تاريخ ابن النجار أنّه حدث فسمع منه جماعة منهم حمد بن عثمان بن سالار هذا!

٢١٠

أحمد بن محمد بن زياد ، قال : حدثنا عبد الله بن أيوب المخرّمي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن عطاء ، بن يزيد ، عن تميم الدّاريّ يبلغ به النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : «الدّين النّصيحة ، الدّين النّصيحة. قالوا : لمن يا رسول الله؟ قال : لله ولكتابه ولأئمة المسلمين» (١).

أخبرنا عمر بن عليّ القرشي في كتابه ، قال : خرج حمد بن عثمان هذا إلى الحج من بغداد فتوفي بالحلّة السّيفيّة في حادي عشر ذي القعدة من سنة أربع وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٣٤٧ ـ حمد (٢) بن حميد بن محمود ، أبو محمد

من أهل دنيسر.

قدم بغداد للتفقه ، وأقام بها مدة بالمدرسة النّظامية ، وسمع بها الحديث من جماعة من شيوخنا ، وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ وروى عنه بجامع القصر الشّريف. وكان له شعر.

كتب عنه جماعة ببغداد شيئا من شعره ، وعاد إلى بلده وحدّث به.

* * *

__________________

(١) حديث صحيح ، فهو في صحيح مسلم من حديث السفيانين ، عن سهيل به ١ / ٥٣ (٥٥) (٩٥ و ٩٦).

وأخرجه أحمد ٤ / ١٠٢ ، والدارمي (٣٠٣٧) ، وأبو داود (٤٩٤٤) ، والنسائي في المجتبى ٧ / ١٥٦ ، وفي الكبرى (٧٨٢٠) و (٧٨٢١) و (٨٧٥٣) ، وغيرهم.

(٢) ترجمه الصفدي في الوافي ١٣ / ١٥٦ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ٥٤٦.

٢١١

ذكر من اسمه حامد

١٣٤٨ ـ حامد (١) بن محمود بن حامد بن محمد بن أبي عمر ، أبو الفضل الفقيه.

من أهل حرّان ، يعرف بابن أبي الحجر.

قدم بغداد ، وسمع بها من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن صهر هبة ، ومن أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، وغيرهما. وعاد إلى بلده ، وحدّث عنهما. سمع منه هناك القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا عمر بن أبي الحسن القرشيّ ، قال : حدثنا الفقيه الزّاهد أبو الفضل حامد بن محمود بن أبي الحجر الحرّانيّ من لفظه ، قال : أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ببغداد ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا محمد بن زياد ، قال : حدّثنا أبو أسامة (٢) ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تلقّوا السّلع حتى يبلغ بها السّوق» (٣).

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٥٤ وكان صديقا له ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٣٩ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٣٢ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٥٤٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٣٧.

(٢) هو حماد بن أسامة الكوفي.

(٣) حديث حماد بن أسامة عن عبيد الله حديث صحيح أخرجه النسائي في البيوع من المجتبى ٧ / ٢٥٧ وفي الكبرى (٦٠٩٠) من طريقه. وهو عند مسلم ٥ / ٥ (١٥١٧) من طريق عبد الله بن نمير ، وعند ابن ماجة (٢١٧٩) من طريق عبدة بن سليمان ، وعند مسلم ٥ / ٥ (١٥١٧) من طريق ابن أبي زائدة ، وعنده وعند النسائي في المجتبى ٧ / ٢٥٧ والكبرى

٢١٢

توفي حامد بن أبي الحجر بحرّان في سنة سبعين وخمس مئة فيما ذكر ، والله أعلم.

١٣٤٩ ـ حامد (١) بن إسماعيل بن نصر بن عبد الله بن محمد الأصبهانيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو محمد البائع.

سمع أبا منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وحدّث عنه. سمع منه جعفر بن محمد العبّاسي ، وابنه محمد بن حامد ، وغيرهما.

وكان مقلّا لم يشتهر بالرّواية ، رأيته وما سمعت منه شيئا ، وقد أجاز لي.

توفي في يوم الأربعاء سابع جمادى الأولى سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، فيما أظنّ ، والله أعلم.

١٣٥٠ ـ حامد (٢) بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن ألّه ، أبو بكر الأصبهانيّ المولد البغداديّ الدّار والوفاة ، يعرف بابن أخي العزيز.

وهو أخو أبي عبد الله محمد بن محمد الكاتب الذي قدّمنا ذكره (٣) ، وكان الأصغر.

قدم بغداد في صباه واستوطنها ، وسمع بها من أبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيره. ونفّذ من الديوان العزيز ـ مجّده الله ـ رسولا إلى صلاح الدّين يوسف بن أيّوب ملك الشّام ، وعاد إلى بغداد ، وحدّث بها فيما ذكر لي صاحبنا يوسف بن عمر الواسطي ، وأنّه سمع منه. بلغني أنّه كانت له إجازة من أبي القاسم بن الحصين إلا أنّه لم يرو بها.

__________________

(٦٠٨٩) من طريق يحيى بن سعيد القطان ؛ أربعتهم عن عبيد الله بن عمر ، به. وهو في الموطأ من طريق مالك عن نافع ، به.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠١٥.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٨٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٣٩ ، والصفدي في الوافي ١١ / ٢٧٨ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٠٨.

(٣) الترجمة ٤٨٠.

٢١٣

مولده في سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة بأصبهان.

وتوفي ببغداد في ثاني عشر ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمحلّة العتّابيين في تربة لعمّه العزيز الأصبهاني هناك.

١٣٥١ ـ حامد بن المظفّر بن حامد بن بنبق ، أبو المظفّر.

من أهل النّعمانية.

كان يتولّى القضاء بها على عادة أسلافه. قبل قاضي القضاة أبو طالب عليّ بن عليّ ابن البخاري شهادته بمدينة السّلام في ولايته الثانية يوم الاثنين تاسع عشري ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، وزكّاه أبو الحسن عليّ بن المبارك بن جابر ، وأبو الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب.

١٣٥٢ ـ حامد بن أبي بكر ، أبو الشّكر ، يعرف بابن الكمّوش.

من أهل الجانب الغربي ، من محلة دار القزّ.

سمع من أحمد بن سلمان الحربي ، وأظنه روى شيئا ، ولم ألقه ، وقد أجاز لنا.

* * *

٢١٤

ذكر من اسمه حمّاد

١٣٥٣ ـ حمّاد (١) بن إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق بن أحمد بن شيث الصّفّار ، أبو المحامد.

من أهل بخارى.

قدم بغداد حاجا ، فحجّ وعاد إليها في صفر سنة ستين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل. سمع منه الحافظ عمر بن عليّ القرشيّ ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته.

أخبرنا القاضي أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي في كتابه ، قال : قرأت على أبي المحامد حمّاد بن إبراهيم الصّفّار البخاري في صفر سنة ستين وخمس مئة ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل إملاء ، قال : حدثنا أبو القاسم ميمون بن عليّ بن ميمون ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد المروزي الأمير ، قال : حدثنا محمد بن زكريا السّرخسي ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدّبري ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال (٢) : أخبرنا معمر ، عن الزّهري ، عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يتمنّينّ أحدكم الموت ، إما محسن فيزداد إحسانا ، وإما مسيء

__________________

(١) ترجمه السمعاني في «الصفار» من الأنساب ، وابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣٠٤١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٨١ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٩١ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٢٤ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / ١٨١.

(٢) المصنف (٢٠٩٣٦).

٢١٥

فلعله أن يستعتب» (١).

أنبأنا عمر بن عليّ القرشي ، قال : سألته ، يعني حمّاد بن إبراهيم ، عن مولده ، فقال : في ليلة عيد الأضحى سنة ثلاث وتسعين ، يعني وأربع مئة.

١٣٥٤ ـ حمّاد (٢) بن سعيد ، أبو عبد الله الضّرير المقرئ المنونيّ ، منسوب إلى منونيا ناحية من سواد العراق.

قدم بغداد ، وقرأ بها القرآن على جماعة من الشيوخ ، ولقّن جماعة ، ويقال : إنه كان صالحا.

أنشدني عنه صدقة بن عليّ المقرئ بيتين ذكر أنه أنشده إياهما يوم عيد فأنشدنيها أيضا أبو الفتح صدقة بن عليّ بن مسعود الأوسي ، قال : أنشدنيهما أبو الحسن عليّ بن أحمد اليزدي في كتابه المسمّى «بالبستان» :

النّاس كلّهم بالعيد قد فرحوا

وما فرحت به والواحد الصّمد

لمّا علمت بأني لا أرى سكني

غمّضت عيني فلم أنظر إلى أحد

١٣٥٥ ـ حمّاد (٣) بن مزيد بن خليفة ، أبو الفوارس المقرئ الضّرير.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات على أبي الحسن عليّ بن عساكر البطائحي ، وغيره. وسمع من أبي بكر أحمد ابن المقرّب الكرخي وجماعة. وأمّ بالنّاس في الصّلوات في مسجد ابن جردة بالجوهريين مدة ، وأقرأ فيه النّاس إلى أن توفّي في عشية الثّلاثاء حادي عشر شعبان سنة ست وتسعين وخمس مئة ، ودفن يوم

__________________

(١) حديث عبد الرزاق بن همام الصنعاني حديث صحيح ، ومن طريقه أخرجه أحمد ٢ / ٣١٦ ، ومسلم ٨ / ٦٥ (٢٦٨٢) وغيرهما. وله طرق كثيرة عن أبي هريرة ، وأنس.

(٢) ترجمه ياقوت في «منونيا» من معجم البلدان ٥ / ٢١٧.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٣٩ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٣٢ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢٠٨٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٦٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٥٠ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ١٥٣ ، ونكت الهميان ١٤٨ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٢٥٩.

٢١٦

الأربعاء بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٣٥٦ ـ حمّاد (١) بن هبة الله بن حمّاد بن الفضل ، أبو الثّناء التّاجر.

من أهل حرّان.

سافر الكثير ، وسمع في أسفاره من جماعة منهم : أبو محمد عبد الله بن رفاعة السّعدي بمصر ، وأبو طاهر أحمد بن محمد الحافظ بالإسكندرية ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبو بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان وغيرهم ببغداد ، وعبد السّلام بن أحمد الإسكيف ومسعود بن محمد الغانمي بهراة.

وحدّث ببغداد في ذي القعدة سنة ثمان وستين وخمس مئة ، فسمع منه بها في هذا التّاريخ أبو الخطّاب عمر بن محمد العليمي الدّمشقي.

وصنّف تاريخا لحرّان ، وحدّث به وبغيره ببلده ، وفي أسفاره. وله شعر رواه عنه جماعة.

أنشدني أبو النّجم فرقد بن عبد الله الإسكندراني من حفظه ، قال : أنشدني حمّاد بن هبة الله الحرّاني بمنزله بحرّان لنفسه (٢) :

تنقّل المرء في الآفاق يكسبه

محاسنا لم تكن فيه ببلدته

أما ترى بيذق الشّطرنج أكسبه

حسن التّنقّل فيها فوق رتبته

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٥٨ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥١١ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٩٠ ، وأبو شامة في الذيل ٢٩ ، وابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيصه ٤ / الترجمة ٣٠٤٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٨٥ ، والعبر ٤ / ٣٠٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٥١ ، والصفدي في الوافي ١٣ / ١٥٤ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٣٣ ، وابن رجب في الذيل ١ / ٤٣٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨١ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣٥ وغيرهم.

(٢) ذكر ابن الفوطي هذين البيتين في تلخيص مجمع الآداب.

٢١٧

بلغني أنّ مولد حمّاد بن هبة الله كان في سنة إحدى عشرة وخمس مئة.

وتوفّي في ذي الحجة سنة ثمان وتسعين وخمس مئة بحرّان.

* * *

ذكر من اسمه حيدرة

١٣٥٧ ـ حيدرة بن أحمد بن عليّ بن المعمّر ، أبو الفتوح ابن النقيب الطّاهر أبي عبد الله ابن النّقيب الطّاهر أبي الحسن ابن النّقيب الطاهر أبي الغنائم العلويّ الحسينيّ.

من بيت النّقابة والتّقدّم.

كان شابا متميزا ، قد سمع من أبيه ، ولم يبلغ أوان الرّواية.

توفي يوم الأربعاء السادس من ذي الحجة سنة ستين وخمس مئة ، وحضر الصّلاة عليه كافة أرباب المناصب بجامع القصر ، وكان والده حيّا ، وحمل إلى الجانب الغربي فدفن بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام.

١٣٥٨ ـ حيدرة (١) بن بدر بن محمد ، أبو يعلى الهاشميّ الرّشيديّ ، من ولد الإمام أبي جعفر الرّشيد.

من أهل واسط ، كان أحد عدولها ، والخطباء في الجمع بها.

قدم بغداد غير مرّة ، وأقام ، وسمع من أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ، ومن بعده ، وعاد إلى بلده. وقد كان سمع بواسط من أبي نعيم محمد ابن إبراهيم الجمّاري وغيره ، وحدّث هناك ؛ سمع منه القاضي أبو الفتح محمد ابن أحمد ابن المندائي ، وروى لنا عنه.

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ٥٣ ، وترجمه في تاريخ الإسلام ١١ / ٥٦٩.

٢١٨

توفي بواسط يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، ودفن بداره بدرب الدّيوان مدة ثم نقل إلى الصّحراء.

١٣٥٩ ـ حيدرة (١) بن عمر بن إبراهيم بن محمد بن حمزة ، أبو المناقب العلويّ الزّيديّ.

من أهل الكوفة.

كان والده من الأشراف العلماء المذكورين بالرّواية والفضل. وأبو المناقب هذا سمع من النّقيب أبي الفوارس طراد بن محمد الزّينبي ، ومن أبيه ، وغيرهما.

وحدّث ببغداد في سنة ست وخمسين وخمس مئة ؛ فسمع منه القاضي عمر القرشيّ وطبقته. وروى لنا عنه جماعة.

وذكره تاج الإسلام في «تاريخه» وتأخرت وفاته عنه.

قرأت على أبي نصر محمد بن محمد بن عليّ الكاتب ، قلت له : أخبركم أبو المناقب حيدرة بن عمر العلوي قدم عليكم من الكوفة قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا النّقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر الكسكري ، قال : أخبرنا الحسين بن يحيى بن عيّاش ، قال : حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ، قال : حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا حميد بن عبد الله الأسدي (٢) ، قال : حدثني خالد (٣) ، عن أبي هريرة ،

__________________

(١) ترجمه السمعاني في «الزيدي» من الأنساب ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٥٣.

(٢) هكذا في النسخ ، وفي تاريخ الخطيب ٨ / ٤٦١ : «حميد أبو عبد الله الكندي» ، وهو حميد ابن مهران الخياط الكندي كما نص عليه المزي في ترجمة محمد بن بكر البرساني من تهذيب الكمال (٢٤ / ٥٣١) ، وهو ثقة كما في الجرح والتعديل ٣ / الترجمة ١٠٠٥.

(٣) هو خالد الربعي ، كما نص عليه الخطيب في روايته ٨ / ٤٦١ ، وهو خالد بن باب الربعي ، متروك ، كما في الجرح والتعديل ٣ / الترجمة ١٤٤٦ ، قال ابن أبي حاتم : «روى عن شهر

٢١٩

قال : أوصاني خليلي أبو القاسم صلى‌الله‌عليه‌وسلم بثلاث لا أدعهنّ ، أوصاني بالوتر قبل النّوم ، وأوصاني بالغسل كلّ جمعة ، وأوصاني بصيام ثلاثة أيام من كلّ شهر (١).

__________________

ابن حوشب وصفوان بن محرز. روى عنه ... وحميد بن مهران الخياط». وانظر الميزان ١ / ٦٢٨.

(١) إسناده ضعيف جدا ، خالد بن باب الربعي متروك الحديث كما بينا في التعليق السابق ، وهو بلا شك لم يلق أبا هريرة ، فحديثه منقطع.

أخرجه الخطيب في تاريخه ٨ / ٤٦١ عن هلال بن محمد الحفار بهذا الإسناد والمتن.

وأخرجه أحمد ٢ / ٣٣١ ، والنسائي ٤ / ٢١٨ من طريق عاصم بن بهدلة عن الأسود ابن هلال عن أبي هريرة ، به ، وإسناده حسن.

وأخرجه النسائي ٤ / ٢٠٤ و ٢١٨ من طريق عاصم بن بهدلة ، عن رجل ، عن الأسود ابن هلال عن أبي هريرة ، لكن قال : «ركعتي الضحى» بدل «الغسل كل جمعة». ورجّح الدار قطني في العلل ١٠ / س ٢٠٣٠ الرواية الأولى ، وهي رواية عاصم عن الأسود.

وأخرجه أحمد ٢ / ٤٨٤ من طريق أبي أيوب مولى عثمان ، عن أبي هريرة ، به ، وإسناده ضعيف فيه الخزرج بن عثمان السعدي ، وهو ضعيف عند التفرد ، كما بيناه في «تحرير التقريب» وقد تفرد به.

وأخرجه الطيالسي (٢٤٧١) ، وابن سعد ٧ / ١٥٨ ، وأحمد ٢ / ٢٢٩ و ٢٣٣ و ٢٤٥ و ٣٢٩٢٦٠ و ٤٧٢ والبخاري في تاريخه الكبير ٤ / ١٦ ، وأبو يعلى (٦٢٣٦) ، وأبو نعيم في الحلية ٨ / ٣٨٩ من طرق عن الحسن البصري عن أبي هريرة ، بذكر غسل الجمعة ، وهذا إسناده ضعيف ، فإن الحسن البصري مدلس وقد عنعنه وتصريحه بالسماع من أبي هريرة عند ابن سعد والبخاري في تاريخه الكبير غير نافع ، فقد قال أبو حاتم بعد أن ذكر هذه الرواية ، وهي رواية ربيعة بن كلثوم المصرّحة بالسماع : «لم يعمل ربيعة بن كلثوم شيئا ، لم يسمع الحسن من أبي هريرة شيئا (المراسيل ٣٦).

وأخرجه عبد الرزاق (٤٨٥٠) ، وأحمد ٢ / ٢٧١ و ٤٨٩ من طريق قتادة عن الحسن عن أبي هريرة ، به بذكر ركعتي الضحى بدل غسل يوم الجمعة ، قال قتادة : «ثم أوهم الحسن فجعل مكان الضحى غسل يوم الجمعة».

قلت : قد تابع الحسن على روايته بذكر الغسل يوم الجمعة الأسود بن هلال كما تقدم.

والحديث بذكر صلاة الضحى بدل غسل الجمعة صحيح من رواية أبي هريرة ، فهو في

٢٢٠