ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

ذكره تاج الإسلام ، أبو سعد ابن السّمعاني في «تاريخه» ، فقال : الحسن بن عبد الواحد بن محمد بن الحصين ، أبو القاسم ، أخو مسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، وذكر وفاته في ثاني ربيع الأوّل سنة خمس وخمس مئة. ووهم ، رحمه‌الله ، إذ جعله أخا لمسعود لأنّ مسعودا هو ابن أبي غالب عبد الواحد ، وأبو غالب هذا أخو أبي القاسم هبة الله ، وهما ابنا أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد ابن أحمد بن العباس بن الحصين الشّيباني ، وأبو القاسم هبة الله هذا محدّث مشهور بالرّواية ، حدّثنا عنه جماعة ، ومسعود ابن أخيه لم يكن له أخ أبدا ، وإنما دخل الوهم عليه لا شتراكهما في اسم الأب حسب ، ولو تدبّر اسم الجدّ لعلم أنّ أبا القاسم ليس بأخ لمسعود ؛ لأن اسم جد مسعود : محمد ، واسم جد أبي القاسم الحسن : أحمد ، وكذا ذكر عند ذكره لأبيه عبد الواحد ، فقال : عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين أبو سعد الفقيه ، تفقه على الشّيخ أبي إسحاق الشّيرازي ، وعند ذكره لأخيه أبي الفضل نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين. ولكن رأى اشتراكهما في اسم الأب وفي اسم الجد الأعلى ، وهو الحصين فجعل أبا القاسم الحسن أخا لمسعود وليس بأخيه ، وليس بيتهما واحدا إذ مسعود من ولد الحصين الشّيباني والحسن من ولد الحصين الدّسكري. وأبو القاسم يعرف بابن الفقيه ، وهو المشهور من نسبه ، ومسعود معروف بابن الحصين لا غير.

وقد ذكر أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني في «تاريخه» أبا القاسم الحسن بن عبد الواحد بن الحصين المعروف بابن الفقيه (١) ، وذكر ولايته للمخزن المعمور ووفاته ، وغيره من أصحاب التواريخ. فمن أحبّ الوقوف على ما ذكرناه ليعلم أنّ أبا القاسم الحسن ليس بأخ لمسعود كما ذكرنا ، فليقف على كتاب أبي الحسن ابن الهمذاني عند ذكر وفاته في سنة خمس وخمس مئة ،

__________________

(١) بعد هذا في النسخ : «في تاريخه» ، وهو تكرار لا معنى له كأنه كان هكذا في الأصل.

١٠١

فسيجده كما صوّبناه إن شاء الله تعالى.

١١٩٧ ـ الحسن بن عمر بن الحسن الفتوّتيّ (١) الورّاق.

أظنه من أهل الجانب الغربي.

أجاز لجماعة في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، ولم أقف له على ذكر في غير ذلك ، والله الموفّق.

١١٩٨ ـ الحسن (٢) بن عليّ بن يوسف المحوّليّ ، أبو عليّ.

أديب فاضل له معرفة حسنة بالنّحو واللّغة العربية. قرأ على أبي عليّ محمد بن الحسين بن شبل ، وروى عنه. قرأ عليه شرف الدّولة أبو الحسن عليّ ابن الوزير أبي عليّ بن صدقة. وروى عنه الشّيخ أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب ، وغيرهما.

١١٩٩ ـ الحسن بن عليّ بن محمد الفرجيّ (٣) ، أبو علي الفارسيّ.

كان فقيها فاضلا قدم بغداد ، وأقام بها إلى حين وفاته. وسمع بها الكثير بنفسه وبقراءته من جماعة ، منهم : أبو بكر أحمد بن عليّ بن الحسين الصّوفي الطّريثيثي ومن بعده ، وحدّث أيضا.

سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف وغيره ، وسمعت من يذكره بالصّلاح والعلم والمعرفة.

توفي قبل سنة عشرين وخمس مئة بقليل ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٠٠ ـ الحسن بن عليّ بن الحسن ابن الدّوّاميّ ، أبو عليّ ، جد

__________________

(١) لعله منسوب إلى «الفتوة» ، فالضبط مني.

(٢) ترجمه القفطي في إنباه الرواة ١ / ٣١٥ ، وابن مكتوم في تلخيصه ، الورقة ٥٩ ، وابن قاضي شهبة في طبقات النحاة ، الورقة ٣١١ ، والمؤلف هو المصدر وإن لم يشيروا إليه.

(٣) قيده الذهبي في المشتبه بضم الفاء وسكون الراء ، وقال : سمع منه يحيى بن بوش ، ذكره ابن النجار (ص ٥٠٣) ، وتابعه ابن ناصر الدين في التوضيح ٧ / ٦٩ ولم يزد عليه.

١٠٢

شيخنا أبي عليّ الحسن بن هبة الله.

كان وكيلا لبعض الأمراء من أولاد الأئمة الخلفاء رضي‌الله‌عنهم الساكنين بدار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ وبلغني أنّ نسبته بالدّوّامي إلى خدمة جهة كانت من جهات الإمام القائم بأمر الله قدّس الله روحه ، تعرف بالدّوّاميّة.

قال لي ولد ولده أبو عليّ : أصلنا من باب الطّاق ، محلة كانت قريبة من مشهد أبي حنيفة رحمه‌الله.

سمع أبا الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزّاز ، وأبا الخطاب ابن البطر ، وحدّث عنهما.

سمع منه أيضا أبو بكر بن كامل ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، وأبو محمد ابن الخشّاب.

١٢٠١ ـ الحسن (١) بن عليّ بن محمد المتولّي ، أبو عليّ الفقيه.

من أهل نيسابور.

قدم بغداد ، وأقام بالمدرسة النّظامية ، وأعاد لأسعد بن أبي نصر الميهني المدرّس بها درسه. وقد كان سمع بها من أبي محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السّرّاج ، وروى عنه.

سمع منه المبارك بن كامل ، وأسعد بن هبة الله ابن الخيزراني المؤدّب.

١٢٠٢ ـ الحسن بن عليّ الأكّاف ، أبو عليّ.

سمع جعفر بن أحمد السّرّاج أيضا ، وحدّث عنه. روى عنه أبو بكر بن كامل حديثا في «معجم شيوخه».

١٢٠٣ ـ الحسن بن عليّ البدويّ ، أبو عليّ.

__________________

(١) ترجمه السبكي في طبقات الشافعية الكبرى ٧ / ٦٥.

١٠٣

من شيوخ أبي بكر بن كامل أيضا ، روى عنه في «معجمه» ، وقال : أنشدني فيما قرأت بخطّه ومنه نقلت :

ترحّلت الأظعان فالعين تدمع

وقلبك بالأشواق والذّكر موجع

فلا دارهم تدنو ولا الصّبر يرتجى

ولا خير يأتي إليك فتطمع

أعاذلتي مهلا فلم تبق حيلة

لمن بعد الأحباب عنه وأزمعوا

١٢٠٤ ـ الحسن (١) بن عليّ بن عبد الملك بن يوسف ، أبو محمد الإسكافيّ.

منسوب إلى بلد كان بالنّهروان يعرف بإسكاف.

كان حافظا للقرآن المجيد ، قرأ على الشّيخ أبي منصور محمد بن أحمد الخيّاط ، وسمع منه ، ومن أبي الفرج محمد بن أبي حاتم محمود بن الحسن القزويني ، وأبي الفضل محمد بن عبد السّلام الأنصاري ، وأبي سعد محمد بن عبد القاهر الأسديّ ، وأبي محمد جعفر بن أحمد السّرّاج ، وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع ، والشّريف أبو الحسن عليّ ابن أحمد الزّيدي ، وأبو الرّضا أحمد بن طارق القرشي ، وأبو الخير صبيح بن عبد الله العطّاري ، وجماعة. وروى لنا عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر.

وذكره أبو الفضل بن شافع في «تاريخه» فقال : كان صحيح السّماع ، مضى على السّتر والسّلامة.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن أبي نصر البزّاز ، قلت له : أخبركم أبو محمد الحسن بن عليّ بن عبد الملك بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفرج محمد بن أبي حاتم محمود بن الحسن القزويني قدم علينا حاجا قراءة عليه

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٢ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٨٢.

١٠٤

وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبي أبو حاتم محمود بن الحسن ، قال : أخبرنا أبو جعفر المقرئ في آخرين ، قالوا : أخبرنا إبراهيم بن ساروية ، قال : حدثنا أبو حاتم الرّازي ، قال : حدثنا الحسن بن عطية ، عن طريف بن سليمان (١) ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اطلبوا العلم ولو بالصّين ، فإنّ طلب العلم فريضة على كلّ مسلم» (٢).

قال أبو محمد ابن الخشّاب : سألت أبا محمد بن عبد الملك عن مولده ، فقال : في رابع عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة.

قرأت بخطّ أبي الفضل أحمد بن صالح العدل ، قال : توفي أبو محمد الحسن بن عليّ بن عبد الملك الإسكافيّ يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، وصلّي عليه يوم الخميس ، ودفن بمقابر قريش ، رحمه‌الله وإيّانا.

١٢٠٥ ـ الحسن بن عليّ بن صالح ، أبو عليّ المغربيّ.

من أهل مالقة أحد بلاد المغرب ، ويقال : إنّ أباه كان خطيبها.

__________________

(١) هكذا وقع في هذه الرواية ، وكذلك عند ابن الجوزي في الموضوعات. أما في الجرح والتعديل ٤ / الترجمة ٢١٦٩ ، وتاريخ البخاري الكبير ٤ / الترجمة ٣١٣٥ وتهذيب الكمال ٣٤ / ٥ وفروعه جميعا فهو : طريف بن سلمان ، ويقال : سلمان بن طريف ، وهو مشهور بكنيته : أبو عاتكة.

(٢) حديث موضوع ، آفته طريف بن سلمان أو سليمان ، فإنه منكر الحديث ذاهب الحديث ، قال ابن حبان في المجروحين ١ / ٣٨٢ : «منكر الحديث جدّا ، يروي عن أنس ما لا يشبه حديثه ، وربما روى عنه ما ليس من حديثه». وذكره السليماني فيمن عرف بوضع الحديث ، كما في الباعث الحثيث ، الترجمة ٣٥٤.

وهذا الحديث ساقه ابن الجوزي في الموضوعات (١٩٧) و (١٩٨) و (١٩٩) وقال : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ... وقال ابن حبان : وهذا الحديث باطل لا أصل له. وتعقب ابن الجوزي بعض من تعقبه بما لا طائل تحته إذ ساقوا طرقا أو هى من هذه ، فانظر تنزيه الشريعة ١ / ٢٥٨ واللآلئ للسيوطي ١ / ١٩٣.

١٠٥

رحل إلى العراق في طلب الحديث ، وسمع في طريقه من أبي طاهر أحمد ابن محمد بن سلفة ، ودخل بغداد في سنة سبع وخمسين وخمس مئة ، وسمع بها من شيوخ ذلك الوقت ، وحدّث بها عن أبي طاهر بن سلفة وهو في الحياة.

سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري ، وغيرهم.

وكان في صحبته كتب نفيسة من غرائب التّصنيف في علم الحديث وغيره. وخرج إلى أصبهان فتوفّي بها.

قال القرشيّ : وبلغنا أنّ الحسن بن عليّ المالقيّ توفي بأصبهان في سنة إحدى وستين وخمس مئة.

١٢٠٦ ـ الحسن (١) بن عليّ بن محمد بن عليّ الدّامغانيّ ، أبو نصر ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله.

كان ينوب عن أخيه القاضي أبي الحسين أحمد في الحكم والقضاء بالجانب الغربي من مدينة السّلام.

سمع أبا الغنائم محمد بن عليّ النّرسي ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشي.

أنبأنا عمر بن عليّ الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو نصر الحسن بن عليّ الدّامغاني ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، قال : أخبرنا محمد بن إسحاق بن فدّوية ، قال : أخبرنا عليّ بن عبد الرحمن البكّائي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الموتشمات والمتنمّصات والمتفلّجات. قال شعبة :

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٣٦ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٨٢ ، والقرشي في الجواهر ١ / ١٩٩ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / ٩٧.

١٠٦

وأحسبه قال : «والمغيّرات خلق الله ، إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عنه» (١).

أخبرنا أبو المحاسن بن أبي الحسن الحافظ في كتابه ، قال : توفي أبو نصر ابن الدّامغاني ليلة الجمعة حادي عشر شوّال من سنة خمس وستين وخمس مئة ، عفا الله عنا وعنه.

١٢٠٧ ـ الحسن (٢) بن عليّ بن محمد بن عليّ بن أحمد بن عبيد الله ، أبو محمد بن أبي الحسن ، يعرف بابن السّوادي.

من أهل واسط ، يلقّب بالكامل. من بيت مشهور بالكتابة والتّناية والتّميّز ، وسيأتي ذكر أبيه إن شاء الله.

وأبو محمد هذا كان حاسبا ذا معرفة حسنة بأنواع الحساب من الجبر والمقابلة والضّرب والمساحة وقسمة التّركات ، وغير ذلك.

سمعت شيخنا أبا الفتح عبد الوهّاب بن الحسن بن عليّ الفرضي المعروف بابن الكتّاني الواسطي بها يذكر الكامل أبا محمد ابن السّوادي ويثني عليه ويصف فضله ومعرفته بالفرائض وفنون الحساب ، ويقول : قرأت عليه وتخرّجت به.

سمع الحسن هذا بواسط عمّيه أبا عبد الله محمد بن محمد ابن السّوادي ، وأبا الحسن محمد بن عليّ بن أبي الصّقر الشّاعر ، وأبا نعيم محمد بن إبراهيم بن الجمّاري ، وجماعة آخرين.

وقدم بغداد غير مرّة وسمع بها من أبي الخير المبارك بن الحسين الغسّال

__________________

(١) حديث منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس النخعي هذا في الصحيحين : البخاري في التفسير من صحيحه ٦ / ١٨٤ (٤٨٨٦) و (٤٨٨٥) ، وفي اللباس ٧ / ٢١٢ و ٢١٣ و ٢١٤ (٥٩٣١) و (٥٩٣٧) و (٥٩٣٩) و (٥٩٤٤) و (٥٩٤٨) ، ومسلم ٦ / ١٦٦ (٢١٢٥) ، وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على الترمذي (٢٧٨٢) ، بألفاظ مقاربة.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٤٩ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٨٣ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ١٦٣.

١٠٧

المقرئ وغيره ، وحدّث بها في سنة سبع وعشرين وخمس مئة عن عمه أبي عبد الله وبواسط عن أبي الخير الغسّال وغيره.

وروى لنا عنه جماعة منهم : أبو الفتح الفرضي ، وأبو نصر محمد بن يحيى القاضي ، وأبو طالب عبد الرّحمن بن محمد الهاشميّ.

قرأت على عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الله الهاشميّ ، قلت له : أخبركم أبو محمد الحسن بن عليّ بن محمد بن السّوادي بقراءتك عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الخير المبارك بن الحسن بن أحمد الغسّال بقراءتي عليه بمدينة السّلام في سنة عشر وخمس مئة. وأخبرناه عاليا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب ابن سعد التّاجر بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو الخير المبارك بن الحسين بن أحمد الغسّال قراءة عليه وأنت تسمع ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد ابن الحسن الخلّال ، قال : حدثنا يوسف بن عمر القوّاس ، قال : حدثنا محمد بن صالح الجواربي ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي ، قال : حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي ، عن علّاق بن مالك ، عن أبان بن عثمان ، عن أبيه عثمان بن عفّان ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله تعالى ليشفّع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ثم العلماء ثم الشّهداء» (١).

قرأت بخط أبي محمد ابن السّوادي : مولدي في ليلة ثاني عشر ذي القعدة سنة تسع وسبعين وأربع مئة.

وسمعت أبا الفتح عبد الوهّاب بن الحسن الفرضي ، يقول : توفّي في سابع عشري شهر رمضان من سنة ست وستين وخمس مئة ، وصلّينا عليه في صبيحتها

__________________

(١) موضوع ، وآفته عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص متروك ، ورماه أبو حاتم بالوضع.

أخرجه ابن ماجة (٤٣١٣) ، والعقيلي في الضعفاء ٣ / ٣٦٧ ، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ١ / ٣٠ ، والمزي في تهذيب الكمال ٢٢ / ٥٥٢.

١٠٨

بجامع واسط ، ودفن بمقبرة داوردان.

١٢٠٨ ـ الحسن (١) بن عليّ بن الحسن بن عمر ، أبو علي البطليوسيّ ، منسوب إلى بلدة نحو صقلية تسمى بطليوس.

ورد العراق مجتازا إلى خراسان ، فأقام هناك مدة ، وسمع بنيسابور من أبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي وغيره ، وعاد إلى بغداد ، وحدّث بها في صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة وسمع منه بها الحافظ عمر بن عليّ الدّمشقيّ ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشيّ ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ البطليوسيّ ، قدم علينا مدينة السّلام ، قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشّحّامي ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن الجنزروذي ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ ، قال : حدثنا محمد بن هارون التّاجر ببغداد ، قال : حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزّهري (٢) ، عن مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اللهمّ بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم» (٣) ، يعني :

__________________

(١) ترجمه السمعاني في «البطليوسي» من الأنساب ، وابن الأثير في اللباب ، وابن الأبار في التكملة ١ / ٢١٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٩٦٢ و ١٢ / ٣٩٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥١١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٨٤ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ١٤٥ ، والمقري في نفح الطيب ٢ / ٥٠٩.

(٢) الموطأ ، برواية الزهري (١٨٤٥) بتحقيقنا ، ومن طريقه الجندي في فضائل المدنية (٥) ، وابن حبان (٣٧٤٥) ، وأبو أحمد الحاكم في العوالي (٢).

وينظر تمام تخريجه من طريق مالك تعليقنا على الموطأ برواية الليثي (٢٥٩٠).

(٣) هو في الصحيحين من طريق مالك : البخاري في البيوع من صحيحه ٣ / ٨٩ (٢١٣٠) وفي كفارات الأيمان ٨ / ١٨١ (٦٧١٤) ، وفي الاعتصام ٩ / ١٢٩ (٧٣٣١) ، ومسلم في المناسك ٤ / ١١٤ (١٣٦٨).

١٠٩

أهل المدينة.

بلغنا أنّ أبا عليّ البطليوسي توفي بحلب في سنة ثمان وستين وخمس مئة.

١٢٠٩ ـ الحسن (١) بن عليّ بن الحسن ، أبو عليّ الخبّاز ، يعرف بابن شيروية.

أصله ديلمي ، كان يسكن بباب الأزج.

سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النّرسيّ ، وحدّث عنه. أدركته ولم أسمع منه.

سمع منه أبو العباس أحمد وأبو القاسم تميم ابنا أحمد بن أبي السعادات البندنيجي ، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج الحصري ، وعبد الله بن أبي طالب الخبّاز المقرئ.

وقال تميم : توفّي في إحدى جماديين من سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الغريبات بباب الأزج ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢١٠ ـ الحسن بن عليّ بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش ، أبو محمد الأنباريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أخو القاضي أبي عبد الله محمد الذي قدّمنا ذكره (٢).

كان ينزل بالجانب الغربي.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن الفضل بن إسماعيل الجرجاني ، ومن بعده مثل أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري.

وحدّث باليسير ؛ سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر الدّمشقي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦١١ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٨٥.

(٢) الترجمة ٣٣٣.

١١٠

أخبرنا عمر بن أبي الحسن القرشيّ في كتابه ، قال : قرأت على أبي محمد الحسن بن عليّ بن محمد بن يعيش في صفر سنة أربع وسبعين وخمس مئة بمنزله بدرب السراج ، يعني بالجانب الغربي ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن الفضل بن إسماعيل الجرجاني قدم علينا ، قال : أخبرنا عبد الرّحمن بن سعيد السّعيدي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ابن الغطريف ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا سقطت لقمة أحدكم ، فليمط عنها الأذى ثم ليأكلها ولا يدعها» (١).

١٢١١ ـ الحسن (٢) بن عليّ بن بركة بن عبيدة (٣) ، أبو محمد بن أبي الحسن المقرئ.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن الكرخ في درب رياح.

مقرئ حسن القراءة ، جيّد الأداء ، له معرفة بالنّحو. قرأ القرآن الكريم

__________________

(١) حديث صحيح ، سفيان هو الثوري ، وأبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس المكي.

أخرجه أحمد ٣ / ٣٠١ و ٣٣١ و ٣٣٧ و ٣٦٥ و ٣٩٣ ، وعبد بن حميد (١٠٦٧) ، ومسلم ٦ / ١١٤ (٢٠٣٣) (١٣٤). ورواية محمد بن كثير العبدي عن سفيان الثوري هذه في شعب الإيمان للبيهقي (٥٨٥٦).

(٢) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٢ / ٩٣٩ ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ١٠٢ ، وإنباه الرواة ١ / ٣١٦ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٣٩٠ ، والمنذري في التكملة ، الورقة ١٦ (من القسم غير المنشور) ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٤٧ ، والمشتبه ٤٣٨ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٨٥ ، ومعرفة القراء ٢ / ٥٥٣ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ١٣٠ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٢٢٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ١٣٧ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٩١٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٠٤ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ٥١١.

(٣) قيدته كتب المشتبه بفتح العين ، وقال المنذري : «بفتح العين المهملة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وبعد الدال المهملة تاء تأنيث».

١١١

ببغداد بالقراءات على أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون الدّبّاس ، وعلى أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط أبي منصور الخيّاط ، وبالكوفة على الشّريف أبي البركات عمر بن إبراهيم العلوي الزّيدي. وقرأ النّحو على الشّريف أبي السّعادات هبة الله بن عليّ ابن الشّجريّ العلويّ. وسمع الحديث منهم :

ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبي السّعادات أحمد بن محمد بن غالب العطاردي ، وغيرهم. وكانت له معرفة أيضا بالفرائض وقسمة التّركات.

أقرأ الناس مدة القرآن المجيد ، وتخرّج به جماعة في علم النّحو والفرائض ، وسمعوا منه الحديث (١).

وقصدناه في سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة للقائه والقراءة عليه فلم نصادفه لشغل كان قد توجه فيه فلم نعد إليه لأسباب اتفقت لنا.

وتوفي يوم الخميس ثامن عشري شوّال سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة.

١٢١٢ ـ الحسن (٢) بن عليّ بن المبارك المؤدّب ، أبو عليّ ، يعرف بابن الحلاويّ.

هكذا رأيت اسمه بخطّه فيما أجازه لي ، وقيل اسمه : المبارك ، وكذا رأيته في بعض سماعاته ، وسنذكره فيمن اسمه المبارك إن شاء الله جمعا بين القولين.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا غالب أحمد بن

__________________

(١) جاء في حاشية نسخة «ج» ما يأتي : «هذا آخر مشايخنا ببغداد ، وعليه قرأت الفرائض والعروض وأصول ابن السراج وغير ذلك ، وقال لي : لم أكرر على شيء من النحو وإنما كنت ألازم مجلس الشيخ ابن الشجري خلوة وخلوة». ولا أعلم لمن هذا التعليق.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣١٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بعون الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٤٤٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٥ ، والمختصر المحتاج ١ / ٢٨٦ و ٣ / ١٧٣.

١١٢

الحسن ابن البنّاء ، وروى عنهما. سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي ، ومن بعده. ورأيته ولم يتفق لي منه سماع ، وقد أجاز لي.

توفي يوم الاثنين سادس عشر صفر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ؛ فيما ذكر تميم بن أحمد ، ومن خطّه نقلت.

«آخر الجزء الثالث والعشرين من الأصل»

١٢١٣ ـ الحسن (١) بن عليّ بن حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد ابن الحسين بن محمد بن عليّ بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن عليّ ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو محمد العلويّ الحسينيّ ، يعرف بابن الأقساسيّ.

منسوب إلى موضع بين الحلّة المزيديّة والكوفة ، يعرف بالأقساس.

نقيب فاضل من بيت مشهور بالتّقدّم والفضل ، وقد تقدّم ذكرنا لأخيه أبي يعلى محمد (٢).

والحسن هذا تولّى نقابة العلويين بالكوفة مدة ، وقدم بغداد غير مرة ، وسمع بها الحديث من أبي المعالي الفضل بن سهل الإسفراييني المعروف بالأثير الحلبي. وله شعر حسن مدح سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على سائر الأنام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ بقصائد كثيرة.

تولّى نقابة نقباء الطّالبيين في صفر سنة تسع وثمانين وخمسس مئة ، وخلع

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٠٠ ، وأبو شامة في الذيل على الروضتين ١١ ، وابن الفوطي في الملقبين بعلم الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٨٣٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٥ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٩ ، وابن جماعة في المعجم ، الورقة ١٩ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ١٢٨ ، وابن زهرة الحسيني في غاية الاختصار ١١٠ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ١٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢١٣.

(٢) الترجمة ٣٥٥.

١١٣

عليه من الدّيوان العزيز ـ مجده الله ـ وخوطب بالطّاهر ، واستوطن بغداد. ولم يزل على ولايته إلى أن عزل يوم الجمعة ثامن شعبان سنة تسعين وخمس مئة ، فلزم بيته إلى أن توفي يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شعبان سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة ببغداد. وقد كتب النّاس عنه شيئا من شعره.

١٢١٤ ـ الحسن (١) بن عليّ بن نصر بن عقيل بن أحمد بن عليّ ، أبو عليّ العبديّ ، يعرف بابن الغبرينيّ.

من أهل واسط ، سكن بغداد ، ونزل بالجانب الغربي في الكرخ بدرب النّخلة.

وكان شاعرا مجيدا ، حسن القول ، كثير النّظم ، مدح الأكابر بالعراق ، واكتسب بالشّعر ، وصار به مشهورا بعد أن كان مغمورا. ورحل إلى الجزيرة والشّام ومدح أمراءها وأقام بدمشق.

وذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب في كتابه المسمّى «بخريدة القصر في ذكر شعراء العصر» ووصفه بالفضل ، وقال : قدم علينا ، يعني إلى دمشق ، ومدح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب ، وتوفّي عندنا. ومن شعره في النّرجس :

والنّرجس النّضر الرّيّان تحسبه

وسنى نواظر من غير المها الحور

قضب الزّبرجد منه حمّلت حدقا

من خالص التّبر في أجفان كافور

قلت : والحسن هذا كان ينتحل مذهب الإمامية من الشيعة ، ويذبّ عنهم

__________________

(١) ترجمه السبط في المرآة ٨ / ٤٧٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٤١ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٦٨ وأعاده في وفيات سنة ٦٠٣ نقلا من تاريخ ابن أبي طي (١٢ / ٧٣) ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٨ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ١٢٩ ، وابن شاكر في فوات الوفيات ١ / ٣٣٦ (ط. إحسان عباس) ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٢٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٥٨ ، وابن الفرات في تاريخه ٨ / الورقة ٧٦.

١١٤

أصلا وفرعا.

أخبرنا محمد بن محمد بن حامد الكاتب ، قال : توفّي الحسن بن عليّ العبدي الشّاعر بدمشق في العشرين من شعبان من سنة ست وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢١٥ ـ الحسن (١) بن عليّ بن أبي سالم ، واسمه المعمّر بن عبد الملك بن ناهوج الإسكافيّ (٢) الأصل البغداديّ المولد والدار المصريّ الوفاة ، أبو البدر بن أبي منصور.

من أهل باب الأزج.

أحد الكتّاب والمتصرّفين في خدمة الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ هو وأبوه.

كان فيه فضل ، وله معرفة بالأدب وشعر حسن. تنقّل في الولايات إلى أن رتّب مشرفا بالدّيوان العزيز في يوم الاثنين سادس شهر رمضان سنة ست وثمانين وخمس مئة. وكان على ذلك إلى أن عزل في سابع ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.

وكان قرأ النّحو على أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب النّحوي ، وسمع منه ، وما أعلم أنّه روى ببغداد شيئا.

ومن شعره ما أنشدني ابنه أبو منصور عليّ بمكة ، قال : أنشدني أبي بمصر

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٣ / ٩٥٧ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٤٧ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٨٨ نقلا من كتاب الروض الناضر في أخبار الإمام الناصر لشيخه تاج الدين ابن الساعي المتوفى سنة ٦٧٤ وذكر أن وفاته كانت في سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٦٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٩ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ١٣٩ ، وابن الفرات في تاريخه ٨ / الورقة ٧٣ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ٥١٤.

(٢) منسوب إلى إسكاف بني الجنيد ، قرية من قرى بغداد ، كما في تكملة المنذري وغيره.

١١٥

لنفسه من قصيدة (١) :

وعلى الكثيب مخمّر من تيهه

كالبدر من حسن وليس بآفل

حجبوه بالبيض القواصل ما دروا

من حسنه وسيوفهم كالقاصل

رشأ كأنّ لحاظه مطرورة

قذفت بها غرضا حميّة نابل

فكأنّ سحر بلاغة في لفظه

أخذ تعقّدها نوافث بابل

خرج أبو البدر بن أبي سالم هذا من بغداد حاجا في سنة تسع وثمانين وخمس مئة أو نحوها ، وجاور بمكة ، ثم صار منها إلى مصر فسكنها إلى حين وفاته بها في يوم الأربعاء ثامن عشر شهر رمضان سنة ست وتسعين وخمس مئة بالقاهرة عن سبع وستين سنة ، ودفن بالقرافة ، حدّثني بذلك ابنه بمكة.

١٢١٦ ـ الحسن (٢) بن عليّ بن محمد ، أبو عليّ المقرئ الضّرير الدّرزبينيّ.

من أهل قرية تسمّى الدّرزبينيّة ، من قرى نهر عيسى.

سكن بغداد ، وقرأ بها القرآن الكريم بالقراءات الكثيرة على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي وغيره. وكان حافظا له ، حسن التّلاوة ، جيّد القراءة ، يقرئ بدار الخلافة المعظّمة ، وله مكانة. ويؤمّ في الصّلوات بمسجد بالحدّادين مقابل درب الدّواب ، ويصلّي التّراويح في كلّ شهر رمضان بختمات ، ويجتمع عنده النّاس ويستمعون قراءته.

سمع الحديث من جماعة من شيوخنا ، وما أظنّه روى شيئا.

__________________

(١) الأبيات في معجم الأدباء ٣ / ٩٥٧ ـ ٩٥٨.

(٢) ترجمه ياقوت في «الدرزبينية» من معجم البلدان ٢ / ٤٥٠ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٤٨٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦١١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٦٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٠ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢٢٠.

١١٦

توفي ليلة الاثنين النّصف من شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وحضرت الصّلاة عليه يوم الاثنين بالمدرسة النّظامية والجمع كثير ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢١٧ ـ الحسن (١) بن عليّ بن الحسين بن قنان (٢) الأنباريّ الأصل البغداديّ المولد والدار ، أبو محمد بن أبي الحسن المخلّطيّ (٣) ، يعرف بابن الرّبّي (٤) ، وسيأتي ذكر أخيه الحسين وذكر أبيهما.

سمع الحسن من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي. سمعنا منه.

قرئ على أبي محمد الحسن بن عليّ بن الحسين الأنباري وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرمويّ قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن عليّ ابن المأمون قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل ابن المأمون ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشّار الأنباري ، قال : حدثنا الهيثم بن خالد ، قال : حدثنا هوذة بن خليفة ، قال : حدثنا سليمان التّيمي ، عن أبي عثمان النّهدي ، عن أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قمت على باب الجنّة فإذا عامّة من يدخلها الفقراء ، وقمت على باب النّار فإذا عامة من يدخلها النّساء وأصحاب الجدّ محبوسون» (٥).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٧٣١ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٥٣ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢١ ، والمشتبه ٣٠٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ١٣١ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٦٢٤.

(٢) قيده المنذري في التكملة فقال : بفتح القاف بعدها نون مخففة وبعد الألف نون أيضا.

(٣) قال المنذري : بضم الميم وفتح الخاء المعجمة وبعدها لام مشددة مفتوحة وطاء مهملة مكسورة ، نسبة إلى بيع المخلّط ، وهو الفاكهة اليابسة من كل نوع.

(٤) قيده المنذري فقال : بضم الراء وتشديد الباء الموحدة وكسرها.

(٥) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٤٥٨.

١١٧

وتوفي في ثامن عشري ذي الحجة سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن بالشّونيزي.

١٢١٨ ـ الحسن بن عليّ بن محمد بن هبة الله بن عبد السّميع بن عليّ ابن عبد الصّمد ، أبو محمد بن أبي الحسن بن أبي تمّام الهاشميّ ، يعرف بابن كلبون ، وهو لقب لبعض أجداده.

كان لأبيه وجدّه معرفة بالأنساب الهاشمية معروفون بذلك.

وأبو محمد هذا من أهل الجانب الغربي ، ومنزله بالكرخ. وتولّى الخطابة بجامع المحلة المعروفة بالتّوثة المجاورة لمقبرة الشّونيزي في الجمع. وهو من بيت معروف بالشّرف والنّسب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢١٩ ـ الحسن (١) بن عسكر بن الحسن ، أبو محمد الصّوفيّ.

من أهل واسط ، من قرية تعرف بشافيا من قرى نهر جعفر. كان أبوه شيخها ، وله بها رباط للفقراء.

وأبو محمد هذا سكن واسط من صباه ، وسمع بها الحديث من القاضي أبي عليّ الحسن بن إبراهيم بن برهون الفارقي ، وأبي الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام البغدادي لمّا قدمها ، ومن أبيه أبي الفوارس عسكر بن الحسن وغيرهم. وقدم بغداد غير مرّة. سمعنا منه بواسط.

حدثنا أبو محمد الحسن بن أبي الفوارس الصّوفي لفظا ، قال : كنت ببغداد في ليلة رجب سنة إحدى وعشرين وخمس مئة جالسا على دكّة بالموضع المعروف بباب أبرز للفرجة إذ جاء ثلاث نسوة فجلسن إلى جانبي ، فأنشدت متمثّلا :

__________________

(١) ترجمه ياقوت في «شافيا» من معجم البلدان ٣ / ٣١٠ نقلا من هذا الكتاب وإن لم يصرح بذلك ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيصه ١ / الترجمة ٨٤ نقلا من المؤلف ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٢٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢١.

١١٨

هواء ولكنّه راكد

وماء ولكنّه غير جاري

وسكتّ ، فقالت لي إحداهن : هل تحفظ لهذا البيت تماما؟ فقلت : لا ، ما أحفظ سواه ، فقالت : فإن أنشدك أحد تمامه أو ما قبله ماذا تعطيه؟ فقلت : ليس لي شيء أعطيه ولكن أقبّل فاه ، فأنشدتني :

وخمر من الشّمس مخلوقة

بدت لك في قدح من نضار

إذا ما تأمّلتها وهي فيه

تأمّلت نورا محيطا بنار

فهذا النّهاية في الابيضاض

وهذا النّهاية في الاحمرار

كأنّ المدير لها باليمين

إذا دار بالشّرب أو باليسار

توشّح ثوبا من الياسمين

له فردكمّ من الجلّنار

هواء ولكنه راكد

وماء ولكنه غير جاري

فحفظت الأبيات منها وانصرفت ، وزادني بعض أصحابنا عنه أنه قال : فلما أنشدتني الأبيات وحفظتها ، قالت لي : أين الوعد؟ يعني التّقبيل ، مداعبة ، والله أعلم.

توفي أبو محمد الصّوفيّ بواسط في يوم الخميس لأربع عشر خلون من رجب سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، وقد نيّف على الثّمانين ، ودفن بمقبرة مسجد زنبور ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٢٠ ـ الحسن (١) بن غالب بن عليّ ، أبو علي الرّفّاء البغداديّ.

سمع أبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكيّ ، وروى عنه. سمع منه أبو الوفاء أحمد بن محمد بن الحصين ، وأبو المعالي أحمد بن عليّ ابن السّمين ، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الأصبهاني. وأخرج ابن سلفة عنه حديثا في «مشيخته البغدادية». وسماع ابن الحصين منه في سنة أربع وتسعين وأربع مئة ،

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ٢١.

١١٩

فوفاته بعد هذه السّنة ، والله أعلم.

١٢٢١ ـ الحسن (١) بن الفرج بن عليّ بن عبد الله بن الحسين ، أبو عليّ ابن أبي العز الشّاهد.

من أهل واسط ، يعرف بابن حبانش ، والد شيخنا أبي البقاء هبة الكريم.

كان أحد عدولها هو وأبوه ، قدم بغداد في سنة تسع وخمس مئة ، وسمع بها من أبي الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي ، وعاد إلى بلده ، وحدّث به عنه.

سمع منه ابنه أبو البقاء ، والشّريف أبو الفتح محمد بن عبد السّميع الهاشميّ ، وأبو الفتح المبارك بن عليّ العطّار.

أخبرنا أبو البقاء هبة الكريم بن الحسن بن الفرج بن حبانش المعدّل إذنا ، قال : قرأت على أبي. وأخبرنا الشّريف أبو الفتح محمد بن عبد السّميع بن عبد الله الهاشميّ إجازة ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن الفرج بن عليّ بن حبانش قراءة عليه وأنا أسمع في محرم سنة خمس وأربعين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النّرسي قراءة عليه ، وأنا أسمع ببغداد في ذي الحجة من سنة تسع وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر ابن أحمد البرمكيّ قراءة عليه. وأخبرناه عاليا أبو الفرج أحمد بن المبارك بن الحسين الشّاهد بقراءتي عليه من أصل سماعه قلت له : أخبركم أبو سعيد محمد ابن كمار بن الحسن الدّينوري قراءة عليه وأنت تسمع في شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي قراءة عليه وأنا أسمع في محرم سنة أربع وأربعين وأربع مئة ، قال :

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في «خناس وجياش وحبانش» من إكمال الإكمال ٢ / ٤٤٥ وقيد حبانش بالحروف فقال : بفتح الحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة وكسر الون وآخره شين معجمة ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٥٩.

١٢٠