ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

سألت أبا منصور هذا عن مولده فلم يحقّقه وقال : أنا أكبر من أخي إبراهيم بسنتين. وسألت إبراهيم عن مولده فقال : في سنة عشر وخمس مئة فيكون مولده في سنة ثمان وخمس مئة على ما ذكر.

وتوفي يوم الأحد رابع صفر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.

١٦٩٦ ـ عبد الله (١) بن محمد بن عبد الله بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم عليّ بن الحسن ابن المسلمة ، أبو الحسن ابن الوزير أبي الفرج بن أبي الفتوح.

من بيت مشهور بالتّقدّم والولاية والفضل.

وعبد الله هذا سمع من أبي القاسم يحيى بن ثابت البقّال ، وناب عن أبيه في ديوان المجلس أيام وزارته ، وبعده لم يخدم في شيء ولزم طريقة التّصوف إلى حين وفاته ولم يحدّث بشيء لأنّه توفي شابا في أوائل شهر ربيع الأول سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٦٩٧ ـ عبد الله (٢) بن محمد بن عبد القاهر بن عليّان ، أبو محمد.

من أهل الحربية.

وكان يسمّي نفسه أيضا عبد الغني ويكتب بخطه : عبد الله عبد الغني ، إلا أنّ عبد الله كان الغالب عليه. وهو المكتوب في سماعاته.

__________________

تحرير التقريب ٣ / ١٤٦ ، وضمرة هو ابن ربيعة الفلسطيني ثقة يهم كما في التحرير أيضا ، وابن شوذب اسمه عبد الله ، وهو خراساني ثقة كما في التحرير ، وباقي رجاله ثقات.

وأخرجه البزار ، كما في كشف الأستار (١٤١) و (١٤٢) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ١ / ١٨٢ ، وقال : رواه البزار ، ورجاله موثقون.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٨٣ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٥٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٨.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٧١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٧٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٦٣ ، والعبر ٤ / ٣٠٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣٣٩.

٥٠١

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي وروى عنهم. وأصابه في آخر عمره نوع من السّوداء ، فامتنع من الرّواية ، وجئناه لنسمع منه فأبى ، فقال لنا أحمد بن أبي شريك الحربي : لا تسمعوا منه فقد تغيّر ، فتركناه. وكان قد أجاز لنا غير مرة قبل ذلك.

توفي ليلة السبت ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة تسع وخمس مئة ، ودفن يوم السبت بمقبرة باب حرب.

١٦٩٨ ـ عبد الله (١) بن محمد بن عليّ بن إبراهيم (٢) بن زبرج ، أبو المعالي بن أبي منصور ، يعرف بابن العتّابي.

كان أبوه من محلة العتّابيين ، أحد المحال الغربية من مدينة السلام فنسب إليها وقد تقدّم ذكرنا له (٣).

وهذا عبد الله تفقّه على مذهب الشافعي ، وكان من أولاد الأدباء ، وكان يحج في كلّ سنة عن الإمام المستضي بأمر الله رضي‌الله‌عنه إلى حين وفاته.

وسمع منه بعض طلبة الحديث شيئا من أمالي أبي محمد الجوهري بروايته له عن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري بعد كره منه لذلك وامتناع ، وقال : إني لم أسمع من القاضي أبي بكر الأنصاري وما كنت في حياته في سنّ يصح لي منه سماع فلم يقبل منه الذين سمعوا هذا القول ، وحملوه

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٠١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٠٠ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٥٦٦ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ١٦٢ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ٥٥.

(٢) في الأصل : «محمد» وهو خطأ بيّن ، والتصحيح من ترجمة أبيه إبراهيم ومن مصادر ترجمته.

(٣) الترجمة ٣٣٨.

٥٠٢

على كراهيته الرّواية وأن لا يكثر عليه طلبة الحديث. والأظهر ما قاله من استبعاد سماعه من القاضي أبي بكر لأنّ الذي قرئ عليه كان تاريخ السّماع فيه في سنة تسع وعشرين وخمس مئة ، وتوفي هو في سنة ست مئة ، فبين سماعه ووفاته إحدى وسبعون سنة ، وقد كان سنّه لما سمع خمس سنين ، فعلى هذا يكون له حين توفي ست وسبعون سنة أو أكثر ، وكان عمره لما توفي هذا القدر ، بل كان قد نيّف على السّبعين سنة أو سنتين لا غير. ولمّا بلغتني هذه القصة أخذت جزءا قد قرأه والده على القاضي أبي بكر المذكور في سنة تسع وعشرين وخمس مئة وفيه : وسمع بقراءتي ابني أبو المعالي من غير تسميته بعبد الله ، وجئته به لأسمعه منه فوقف على السماع وعرف خطّ أبيه وقال : ما هذا سماعي ولا سمعت من القاضي أبي بكر شيئا لعل هذا أخا كان لي أكبر مني يكنى بكنيتي وأصرّ على ذلك فتركته ولم أعد إليه.

وتوفي في ليلة الجمعة ثاني جمادى الآخرة سنة ست مئة.

١٦٩٩ ـ عبد الله بن محمد بن بركة بن الحسن الصّلحيّ الأصل ، أبو القاسم بن أبي بكر.

بغداديّ سكن سنجار وأقام بها إلى حين وفاته ، وحدّث هناك ب «سنن» أبي عبد الرحمن النّسائي عن أبي الحسن عليّ بن أحمد اليزدي البغداديّ ، وبلغني أنّه سمع ببغداد أيضا من القاضي أبي بكر الأنصاري. وخرج عن بغداد قديما ولم يحدّث بها ، وكان في سنة تسع وتسعين وخمس مئة حيّا لأنّه في هذه السنة حدّث بكتاب «السنن» بسنجار ، والله الموفق.

١٧٠٠ ـ عبد الله (١) بن محمد بن محمد بن هبة الله بن عليّ بن أبي

__________________

(١) ترجمه القفطي في إنباه الرواة ٢ / ١٣٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨١١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٣٠ ، وابن مكتوم في تلخيصه ، الورقة ٩٨ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٥٣٥ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ٥٩.

٥٠٣

عيسى ـ وسألته عن اسمه فقال : الفضل ـ بن إبراهيم ، أبو محمد بن أبي الفتح.

من أهل شهرابان ، من أعمال طريق خراسان. من أولاد العدول والقضاة ببلده ، وقد تقدّم ذكر أبيه في كتابنا هذا (١).

وعبد الله كانت له معرفة بالأدب حسنة. قرأ على أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب النّحو واللغة والعربية ، وحصل له من ذلك طرف صالح ، وسمع شيئا من الحديث من أبي القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وكان يقول الشعر. كتبنا عنه ببغداد.

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي عيسى قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عليّ الزّينبي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن خلف الورّاق ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أبو عبيد الله المخزومي ، قال : حدثنا ابن أبي فديك ، عن عيسى بن أبي عيسى ، عن أبي الزّناد ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النّار الحطب ، والصّدقة تطفئ الخطايا ، والصّلاة نور المؤمن ، والصّيام جنة من النّار» (٢).

أنشدنا أبو محمد بن أبي عيسى لنفسه (٣) :

نحن قوم قد تولّى حظّنا

وأتى قوم لهم حظّ جديد

وكذا الأيّام في أفعالها

تخفض الهضب فتستعلي الوهود

__________________

(١) الترجمة ٤٤٦.

(٢) إسناده ضعيف جدا ، فإن عيسى بن أبي عيسى الحناط متروك.

أخرجه ابن ماجة (٤٢١٠) ، وأبو يعلى (٣٦٥٦).

(٣) الأبيات الأربعة في إنباه الرواة ، والثلاثة الأولى في الوافي.

٥٠٤

إنّما الموت حياة لامرىء

حظّه ينقص والهمّ يزيد

وإذا قام لأمر مكثب

قعد الحظّ به فهو بعيد

سألت أبا محمد هذا عن مولده فقال : ولدت ليلة الخميس ثاني عشر شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وخمس مئة. ومرض ببغداد في رجب سنة ست مئة فحمل مريضا إلى شهرابان فمات قبل وصوله إليها بموضع يعرف بالحصن في ليلة السّبت سادس عشر الشّهر المذكور ، فحمل ميتا ، فدفن بشهرابان ، رحمه‌الله وإيانا.

١٧٠١ ـ عبد الله (١) بن محمد بن عليّ بن إبراهيم بن محفوظ السّلميّ ، أبو بكر بن أبي عبد الله ، يعرف بابن الفرّاء.

أصله من آمد ، وهو ابن أخي إبراهيم بن عليّ ابن الفرّاء المعروف بالظّهير الذي قدّمنا ذكره (٢).

سمع عبد الله هذا بإفادة عمّه من أبي عبد الله محمد بن عبيد الله ابن الرّطبي ، ومن أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، ومن النّقيب أبي جعفر أحمد بن محمد العبّاسي المكي ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي بكر عبد الله بن محمد ابن الفرّاء من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن سلامة الكرخي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد ابن البسري ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا محمد بن حميد الرّازي ، قال : حدثنا سلمة بن الفضل ، قال : حدثنا سليمان بن قرم الضّبّي ، عن أبي إسحاق

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٠٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٧٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٦٥ ، وشيخنا مصطفى جواد في : أصول التاريخ والأدب ١٨ / ٨٦ و ٢١ / ٦.

(٢) الترجمة ٩٦١.

٥٠٥

الهمداني ، قال : سمعت حبشي بن جنادة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعليّ يوم غدير خم : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأعن من أعانه» (١).

توفي أبو بكر ابن الفرّاء هذا يوم الثلاثاء حادي عشري شوّال سنة ثلاث عشرة وست مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٧٠٢ ـ عبد الله بن محمد بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله ، أبو البشائر التاني ، أخو أبي الفتح محمد الذي قدّمنا ذكره (٢).

من أهل أوانا ، كان أبوه قاضيها.

لقيته بقرية من قرى دجيل فتذاكرنا فأنشدني من حفظه لبعضهم :

ومهفهف عبث السّقام بلحظه

وغدا يعرّس في معاقد خصره

مزّقت أنوار الظلام بثغره

ثم انثنيت أحوكها من شعره

١٧٠٣ ـ عبد الله بن محمد بن عليّ بن يعيش ، أبو الفرج.

واسمه أيضا عبد الرحمن وهو الأصح ؛ لأنّ في سماعاته القديمة : أبو الفرج عبد الرحمن لا غير ، لكن هو كان يكتب : عبد الله عبد الرحمن يجمع بينهما ويقول هما اسمي.

وسنذكره فيمن اسمه عبد الرحمن على ما نتحققه بأتم من هذا إن شاء الله تعالى (٣).

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف محمد بن حميد الرازي ، وسليمان بن قرم البصري الذي ضعّفه يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان والنسائي وابن حبان والعقيلي والحاكم واتفقوا فضلا عن ذلك على غلوه في التشيع ، كما بيناه في تحرير التقريب ٢ / ٧٥.

أخرجه الطبراني في الكبير (٣٥١٤).

(٢) الترجمة ٥٠١ من المجلد الثاني.

(٣) الترجمة ١٨٤٣ وتخريجه هناك.

٥٠٦

١٧٠٤ ـ عبد الله (١) بن المبارك بن الحسن بن خلف بن نبال العكبريّ ، أبو محمد ، يعرف أبوه بعسكر.

سمع أبا نصر محمد بن محمد الزّينبي ، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي ، وأبا الغنائم محمد بن عليّ بن أبي عثمان ، وأبا الحسين عاصم بن الحسن المقرئ. وتفقه على أبي الوفاء بن عقيل ، وعلى أبي سعد البرداني.

وحدث باليسير ؛ سمع منه أبو بكر بن كامل ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

وذكره أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» فقال : كان من أهل القرآن ، وأثنى عليه وقال : اشترى كتب أبي الوفاء بن عقيل بعد موته ووقفها.

أنبأنا الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن عليّ ابن الجوزي قال : توفي أبو محمد بن نبال في ليلة الثلاثاء ثاني عشري جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٧٠٥ ـ عبد الله (٢) بن المبارك بن عليّ بن الحسين القزّاز ، أبو الفتح ، يعرف بابن البقلي.

من أهل الحريم الطاهري.

حدث عن أبي المعالي ثابت بن بندار البقّال. سمع منه الشريف أبو الحسن الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن القرشي ، والحافظ أبو بكر الباقداري ، وصبيح

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٣٨ وهو من مصادر المؤلف ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٢٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٤٧٥ ، والمشتبه ٦٧٢ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ١٨٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٢٥٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٥٠٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٨٥.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٩٥ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٦٦.

٥٠٧

ابن عبد الله العطّاري ، وأبو بكر بن مشّق ، وغيرهم.

أنبأنا عمر بن عليّ الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن المبارك ابن البقلي ، قال : أخبرنا أبو المعالي ثابت بن بندار البقّال ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله البزّاز ، قال : حدثني محمد بن غالب ، قال : حدثني عبد الصمد بن النّعمان ، قال : حدثنا ورقاء ، عن منصور ، عن هلال ، عن أبي يحيى ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أسبغوا الوضوء ويل للأعقاب من النّار» (١).

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي أبو الفتح ابن البقلي يوم الجمعة خامس عشر صفر سنة ثمان وستين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٧٠٦ ـ عبد الله بن المبارك بن أبي الكتائب ، واسمه أحمد ، بن إبراهيم ، أبو جعفر الفقيه الشافعي.

سمع أبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني ، وغيره.

ذكره القاضي القرشي فقال : سافر عن بغداد مدة ثم قدمها فسمعنا منه ، ثم خرج إلى الموصل فتوفي بها.

__________________

(١) حديث صحيح ، ورقاء هو ابن عمر اليشكري أبو بشر الكوفي ثقة كما بيناه في التحرير ٤ / ٥٨ ، ومنصور هو ابن المعتمر ، وهلال هو ابن يساف ، وأبو يحيى هو المعرقب واسمه مصدع.

أخرجه ابن أبي شيبة ١ / ٢٦ ، وأحمد ٢ / ١٦٤ و ١٩٣ و ٢٠١ ، والدارمي (٧١٢) ، ومسلم ١ / ١٤٧ و ١٤٨ (٢٤١) ، وأبو داود (٩٧) ، والنسائي ١ / ٧٧ و ٨٩ ، وابن ماجة (٤٥٠) ، والطبري في تفسيره ٦ / ١٣٣ و ١٣٤ ، وابن خزيمة (١٦١) ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٣٨ و ٣٩ ، وابن حبان (١٠٥٥) ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ٦٩. وهو في الصحيحين من طريق يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو ، كما بيناه في تعليقنا على ابن ماجة.

٥٠٨

١٧٠٧ ـ عبد الله بن المبارك بن حيدر الشّيرازيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو محمد ، يعرف بابن أخواجا (١).

من أتباع الوزير أبي الفرج ابن رئيس الرّؤساء وأصحابه. سمع أبا عبد الله الحسين بن عليّ الخيّاط سبط أبي منصور الخيّاط ، وأبا الحسن محمد بن أحمد ابن توبة. وروى شيئا يسيرا.

سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو القاسم بن أنوشتكين (٢) السّيّدي ، وأبو عبد الله ابن السّيبي. وكان في سنة أربع وسبعين وخمس مئة حيّا.

١٧٠٨ ـ عبد الله (٣) بن المبارك بن أبي نصر بن زوما (٤) ، أبو بكر البزّاز.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، وغيرهما.

سمع منه أبو المحاسن القاضي ، وأبو سعد بن حمدون ، وتميم بن أحمد ابن البندنيجي ، وجماعة من أصحابنا.

أنبأنا القرشي ، قال : سألت أبا بكر ابن زوما عن مولده فقال ما يدل أنه في سنة أربع عشرة وخمس مئة.

وقال غيره : توفي يوم الأربعاء حادي عشر شهر ربيع الأول سنة تسع

__________________

(١) هكذا في النسختين بالألف في أولها.

(٢) ويكتب : «انشتكين» ، وهو أبو القاسم المبارك بن أنوشتكين بن عبد الله النجمي السيدي البغدادي المتوفى سنة ٦٠٧ ه‍ ، (التكملة ٢ / الترجمة ١١٣٨).

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٥٦٧ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٩١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٧٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٦٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ٥٥.

(٤) قيده المنذري فقال : بضم الزاي وسكون الواو وفتح الميم.

٥٠٩

وثمانين وخمس مئة ، ودفن بباب أبرز.

١٧٠٩ ـ عبد الله (١) بن المبارك بن هبة الله بن سلمان الصّبّاغ ، أبو جعفر بن أبي المعالي.

كان والده يعرف بابن سكّرة.

سمع عبد الله هذا بإفادة أبيه من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، ومن أبي عبد الله محمد بن محمد ابن السّلّال ، وأبي الفضل محمد ابن عمر الأرموي ، وأبي الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وجماعة سواهم.

وحدّث بالقليل ؛ سمع منه أبو القاسم تميم بن أحمد البندنيجيّ وجماعة من رفقائنا. وقد أجاز لي.

أنبأنا أبو جعفر عبد الله بن المبارك بن هبة الله ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزّاز قراءة عليه وأنا أسمع.

وأخبرناه القاضي أبو العباس أحمد بن علي بن هبة الله الهاشميّ قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد قراءة عليه ، قال : قرئ على أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكيّ وأنا حاضر أسمع ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي ، قال : أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصريّ ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثني سليمان التّيمي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوأ مقعده من النّار» (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١٩٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٢٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٠٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٦٦ ، والمشتبه ٣٦٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١١٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٦٨٥.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١١٩٤.

٥١٠

توفي أبو جعفر بن أبي المعالي ابن الصّبّاغ ليلة الخميس سادس عشري محرم سنة تسعين وخمس مئة ، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٧١٠ ـ عبد الله (١) بن المبارك بن هبة الله بن محمد بن الحسن ابن الأخرس ، أبو محمد بن أبي بكر بن أبي القاسم.

من أهل الجانب الغربي وساكني محلة دار القز ، يعرف بابن الطّويلة. وسمعته يقول : جدي أبو القاسم كان يعرف بالطّويلة.

سمع أبا المواهب أحمد بن عبد الملك بن ملوك الورّاق ، وأبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وأبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وغيرهم. وروى عنهم. سمعنا منه.

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أبي بكر ابن الطّويلة قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو المواهب أحمد بن محمد بن ملوك الورّاق قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف قراءة عليه وأنا أسمع بجرجان ، قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب ، قال : حدثنا القعنبي ، عن منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود البدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ مما أدرك النّاس من كلام النّبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» (٢).

توفي أبو محمد ابن الطّويلة يوم الثّلاثاء تاسع شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وقد نيّف على الثمانين ، ودفن بباب حرب.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٠٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٩٩ ، والعبر ٤ / ٢٩٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٦٧ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٢٩.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٥٠٢.

٥١١

١٧١١ ـ عبد الله (١) بن المبارك بن أحمد بن سكّينة (٢) ، أبو محمد بن أبي عبد الله.

من ساكني دار الخلافة المعظّمة ، شيّد الله قواعدها بالعزّ.

شيخ من أهل القرآن المجيد ، ومن أهل بيت معروف بالقراءة ، كان والده يؤمّ بالإمام المسترشد بالله في الصّلوات ، وقتل معه لما قتله الملاحدة بمراغة في سنة تسع وعشرين وخمس مئة.

وعبد الله هذا سمع ببغداد أبا محمد عبد الله بن عليّ المقرئ سبط أبي منصور الخيّاط ، وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، وأبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي. وبهمذان من أبي المحاسن نصر بن المظفّر البرمكي. وحدّث عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد عبد الله بن المبارك بن سكّينة من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو المحاسن نصر بن المظفّر بن الحسين البرمكيّ قراءة عليه وأنت تسمع بهمذان ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد ، قال : حدثنا أبو القاسم عيسى بن عليّ ابن عيسى الوزير إملاء ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ ، قال : حدثنا أبو شهاب ، عن إسماعيل ، عن قيس ، عن عبد الله ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يحلّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٣ / ١٨٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٠٩ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٠٨٨ ، وفي الملقبين بمجير الدين منه ٥ / الترجمة ٧٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٤٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٦٧ ، والمشتبه ٣٦٤ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٥ / ١٢٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٦٨٦.

(٢) قيدته كتب المشتبه ، والمنذري الذي قال : بكسر السين المهملة وتشديد الكاف وكسرها وياء آخر الحروف ونون.

٥١٢

ثلاثة أيام» (١).

بلغني أنّ مولد عبد الله بن سكّينة في سنة تسع وعشرين وخمس مئة.

وتوفي يوم الجمعة ثاني عشر شعبان سنة عشر وست مئة ، وصلّي عليه بعد صلاتها ، وحمل إلى مقبرة باب حرب ، فدفن بها ، رحمه‌الله وإيانا وجميع المسلمين.

١٧١٢ ـ عبد الله (٢) بن المبارك بن عبيد الله بن الحسن البزّاز ، أبو القاسم بن أبي نزار.

من أهل باب المراتب. وكان أحد الصّوفية برباط بهروز ، وهو أخو إبراهيم ابن المبارك الذي قدّمنا ذكره (٣) ، وعبد الله هذا الأكبر.

سمع أبا القاسم نصر بن نصر ابن العكبري الواعظ ، وأبا الوقت السّجزي ، وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم بن أبي نزار البزّاز ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر الدّاوديّ قراءة عليه وأنا أسمع في سنة خمس وستين وأربع مئة ببوشنج ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله ابن أحمد بن حمّوية السّرخسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري ، قال : قرئ على أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاريّ وأنا

__________________

(١) إسناده صحيح ، أبو الربيع الزهراني اسمه سليمان بن داود ، وأبو شهاب هو عبد ربه بن نافع الحناط ، وإسماعيل هو ابن أبي خالد ، وقيس هو ابن أبي حازم البجلي الأحمسي.

أخرجه الطبراني في الكبير (١٠٣٩٩) ، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٨ / ٨٠ حديث ١٢٩٧١ وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٥٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٦٨.

(٣) الترجمة ٩٧٥.

٥١٣

أسمع ، قال : حدثنا مكي بن إبراهيم البلخي ، قال : حدثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة ، قال : سمعت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من يقل عليّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النّار» (١).

توفي أبو القاسم هذا يوم الأحد ثالث شعبان سنة إحدى عشرة وست مئة (٢).

١٧١٣ ـ عبد الله (٣) بن المظفّر بن عبد الله بن محمد ، أبو الحكم الباهليّ الأندلسيّ الأصل اليمنيّ المولد.

ذكر أبو شجاع محمد بن عليّ ابن الدّهّان البغدادي في «تاريخ» جمعه : أنّه قدم بغداد وأقام بها مدة يعلّم الصّبيان ، وأنّه كان ذا معرفة بالأدب والطّبّ والهندسة ، وله شعر وأنّه مدح بها جماعة.

ومن شعره ما قاله في أحمد بن محمد الحويزي (٤) :

رأيت الحويزيّ يهوى الخمول

ويلزم زاوية المنزل

لعمري لقد صار حلسا له

كما كان في الزّمن الأوّل

__________________

(١) البخاري ١ / ٣٨ حديث رقم ١٠٩.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥٦٩ ، وتقدم أيضا في الترجمة رقم ٨٠٠ و ٨٦٠ و ٨٦٣ و ١٠٥٥.

(٣) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٨ / ١٢٠ وسماه «عبيد الله» وكذلك من نقل عنه ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٣ / ١٢٣ وسماه «عبيد الله» أيضا ، ومن عجب أنّه نقل من تاريخ ابن الدبيثي هذا ولم يشر إلى الاختلاف في الاسم مع أن الرجل مذكور ضمن العبادلة مما يدفع التحريف ، وذكره ياقوت في «الحويزة» من معجم البلدان استطرادا ٢ / ٣٢٧ وسمّاه «عبد الله» كما هنا. وترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٩٦٨ باسم «عبيد الله» ، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء ٢ / ١٤٤ ، والمقري في نفح الطيب ٢ / ١٣٣ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٣٥.

(٤) ذكر ياقوت الأبيات في ترجمة الحويزي من معجم البلدان ٢ / ٣٢٧.

٥١٤

يدافع بالشّعر أوقاته

وإن جاع طالع في «المجمل»

يعني كتاب «المجمل في اللغة» تأليف أبي الحسين بن فارس ، وكان الحويزي دائم المطالعة له والاشتغال به.

قال ابن الدّهّان : وكان مولد عبد الله الباهلي في سنة ست وثمانين وأربع مئة باليمن. وتوفي بدمشق في سنة تسع وأربعين وخمس مئة ، ودفن بباب الفراديس (١).

١٧١٤ ـ عبد الله (٢) بن المظفّر بن هبة الله بن المظفّر ابن رئيس الرّؤساء أبي القاسم ابن المسلمة ، أبو جعفر بن أبي شجاع ، يلقّب بالأثير.

من البيت المشهور بالسّيادة والتّقدّم والولايات ، كان فيه فضل وكتابه.

وقد سمع من جماعة منهم : أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن توبة ، وأبو سعد أحمد بن محمد ابن البغدادي ، وغيرهم. وحدث باليسير ؛ سمع منه القاضي عمر القرشي ، وأبو الفضل إلياس ابن جامع الإربلي ، وغيرهما.

بلغني أنّه ولد في سنة تسع عشرة وخمس مئة. وتوفي في تاسع عشر صفر سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة.

١٧١٥ ـ عبد الله (٣) بن المظفّر بن أبي نصر هبة الله البوّاب ، أبو

__________________

(١) نقل ابن خلكان عن ابن الدبيثي ـ وما أظنه إلا واهما ـ أنه قال : توفي لساعتين خلتا من ليلة الأربعاء سادس ذي القعدة بدمشق.

(٢) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ١ / ١٥٠ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣١٥ ، وأبو الشامة في ذيل الروضتين ٨ ووقع فيه اسمه «عبيد الله» وهو تحريف ، وابن الصابوني في تكملة إكمال الإكمال ٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٧٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٦٩ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٦٢٦ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٠٩.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٧٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٣١ ،

٥١٥

محمد بن أبي عبد الله.

كان عبد الله إسكافا وأبوه بوّابا بدار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ وسيأتي ذكره.

سمع عبد الله مع أبيه من جماعة منهم : أبو البركات يحيى بن عبد الرّحمن ابن حبيش الفارقي ، والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي محمد عبد الله بن المظفّر البوّاب ، قلت له : أخبركم أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش قراءة عليه وأنت تسمع في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفضل عمر بن عبيد الله ابن البقّال ، قال : أخبرنا قاضي القضاة أبو محمد عبد الله بن الحسين ابن محمد وهو ابن الأكفاني ، قال : حدثنا بشر بن أحمد التّميميّ ، قال : حدثنا إبراهيم بن عليّ الذّهلي النّيسابوري ، قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قلت لمالك ابن أنس : حدّثك سميّ ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «السّفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم نومه وشرابه وطعامه ، فإذا قضى أحدكم نهمته من وجهه فليعجّل إلى أهله» (١). قال : نعم.

توفي عبد الله بن مظفّر البوّاب في يوم الجمعة حادي عشري ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وخمس مئة.

١٧١٦ ـ عبد الله بن محمود الجيليّ ، أبو الغريب.

طلب الحديث ، ورحل فيه ، وسمع الكثير ، وقدم بغداد وسمع بها من جماعة منهم : أبو الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف الحاجب ، وحدّث بها أيضا.

__________________

والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٠.

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٩٣٩.

٥١٦

سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل الخفّاف وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، وتوفي ببغداد يوم الاثنين ثامن عشر شعبان سنة ثمان عشرة وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

١٧١٧ ـ عبد الله (١) بن مسعود بن عبد الله بن أبي عليّ الشّيرازيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو القاسم بن أبي عليّ الخيّاط.

من أولاد الشيوخ الرّواة ، وسيأتي ذكر أبيه وأخيه عبد الرحمن أيضا إن شاء الله.

سمع عبد الله هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، ومن أبي البركات ابن الأيسر ، وحدّث عنهما.

سمع منه أبو الفتح محمد بن محمود الحرّاني ، وغيره. وقد أجاز لنا في سنة خمس وثمانين وخمس مئة.

وتوفي في محرم سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٧١٨ ـ عبد الله (٢) بن منصور بن هبة الله بن أحمد بن محمد ، أبو محمد بن أبي الفوارس بن أبي عبد الله ابن الموصليّ البغداديّ.

كان أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه ، وسيأتي ذكر أبيه.

شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه ونحن نسمع في كتاب «تاريخ

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٣٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٣٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٠.

(٢) ترجمه الزكي البرزالي في المشيخة البغدادية ، الترجمة ١٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٣٦٦ ، والعبر ٤ / ١٩٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٠ ، والفاسي في ذيل التقييد ٢ / ٦٩ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٦٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٢٢.

٥١٧

الحكّام بمدينة السّلام» تأليفه ، قال : ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته : وأبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله ابن الموصلي يوم السّبت سابع عشر جمادى الأولى سنة ثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه القاضي أبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ ، وأبو عليّ الحسن بن سلامة المنبجي.

قلت : وعزل عن الشّهادة بعد ذلك بيسير ، ولم يعد إلى أن توفي. سمع أبا البركات محمد بن عبد الله الوكيل ، وانفرد برواية «ديوان» المتنبي عنه ، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطّيوري ، وأبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وشجاعا الذّهلي ، وأبا القاسم بن بيان ، وغيرهم. وحدّث بالكثير.

سمع منه تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني وذكره في «تاريخه» ، وذكرناه نحن لأنّ وفاته تأخرت عن وفاته ، وبعده أبو محمد ابن الخشّاب ، والقاضي عمر القرشيّ ، وعبد السّلام بن يوسف الدّمشقي. وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وجماعة.

قرأت على أبي محمد عبد العزيز بن محمود بن المبارك ، قلت له : أخبركم أبو محمد عبد الله بن منصور بن هبة الله ابن الموصلي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد بن بيان الرّزّاز قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عليّ إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عرفة العبديّ ، قال : حدثنا خالد بن الحارث الهجيميّ البصري ، قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، قال : أخبرنا قتادة ، عن نصر بن عاصم ، عن مالك بن الحويرث أنّه قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يرفع يديه في صلاته إذا ركع وإذا رفع رأسه من الرّكوع حتى يحاذي بهما فروع أذنيه» (١).

__________________

(١) إسناده صحيح.

أخرجه أحمد ٣ / ٤٣٦ و ٤٣٧ و ٥ / ٥٣ ، والدارمي (١٢٥٤) ، والبخاري في رفع

٥١٨

وأخبرنيه أبو طالب محمد بن عليّ بن أحمد الواسطي بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو القاسم عليّ بن أحمد بن بيان قراءة عليه ، فأقرّ به ، بإسناده مثله.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر ، قال : سألت أبا محمد ابن الموصلي عن مولده فقال : في سنة سبع وثمانين وأربع مئة. قال : وتوفي في ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمس مئة ، وجد في بيته ميتا بعد أن فقد أياما.

وقال صدقة بن الحسين الفرضي : توفي أبو محمد ابن الموصليّ المحدّث يوم الأربعاء ثامن ربيع الآخر سنة سبع وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه بالنظامية ، ودفن بمقبرة الشّونيزي.

١٧١٩ ـ عبد الله (١) بن منصور بن عمران المقرئ ، أبو بكر المعروف بابن الباقلّاني.

من أهل واسط ، مقرئ أهلها وشيخهم في القراءة ومعرفة التّلاوة والقراءات.

قرأ بواسط على أبي العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي ، وعلى أبي

__________________

اليدين ٧ و ٥٣ و ٦٥ و ٩٨ ، ومسلم ٢ / ٧ (٣٩١) ، وأبو داود ، والنسائي في المجتبى ٢ / ١٢٢ و ١٢٣ و ١٨٢ و ١٩٤ و ٢٠٦ و ٢٣١ ، وفي الكبرى (٦٤٣) و (٦٧٢) و (٦٧٣) و (٦٧٤) و (٧٢٩) و (٩٥٤) و (٩٥٥) و (١٠٩٧) ، وابن ماجة (٨٥٩) ، والبيهقي في الكبرى ٢ / ٢٥ و ٧١.

(١) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٣٣ / ٢٢٦ ومات قبله باثنتين وعشرين سنة ، وابن نقطة في التقييد ٣٢٧ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٥٤ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٤٥٣ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٨١ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٩٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٤٦ ، والعبر ٤ / ٢٨١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٧٢ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٧ ، ومعرفة القراء ٢ / ٥٦٥ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٥٠٨ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٦٤٠ ، والغساني في العسجد المسبوك ٢٤١ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٤٦٠ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢١٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٤٦ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣١٤.

٥١٩

القاسم عليّ بن عليّ بن شيران ، وببغداد على أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط أبي منصور الخيّاط ، وغيره. وانفرد برواية القراءات العشر تلاوة عن أبي العز المذكور باتفاق من النّاس كلّهم ، وادّعى رواية شيء آخر مما زاد عليها من القراءات الشاذة فتكلّم النّاس فيه ، ووقفوا في ذلك ، واستمرّهو على روايته بالمشهور والشّاذ شرها في الرّواية ، فالمحققون لم يقرؤا عليه سوى القراءات العشر وتركوا ما زاد عليها. وكان حسن التّلاوة عارفا بوجوه القراءات وآدابها.

قد سمع الحديث الكثير ببلده من أبي العز القلانسي ، وأبي القاسم بن شيران ، وأبي الحسين ابن غلام الهرّاس ، والقاضي أبي عليّ الفارقي ، وأبي الكرم بن مخلد الأزدي ، وأبي الجوائز الغندجاني ، وأبي عبد الله ابن الجلاني وجماعة آخرين.

قدم بغداد مرارا كثيرة أولها في سنة عشرين وخمس مئة وبعدها ، وسمع بها من البارع أبي عبد الله ابن الدّبّاس ، وأبي القاسم ابن الحصين ، وأبي العز بن كادش ، وأبي غالب ابن البنّاء ، وأبي بكر المزرفي ، والقاضي أبي بكر الأنصاري ، وإسماعيل ابن السّمرقندي ، وغيرهم.

وعاد إلى بلده وتصدّر بجامعه ، وأقرأ ، وحدّث أكثر من أربعين سنة. وحدّث ببغداد في بعض قدماته إليها ، وسمع منه بها القاضي عمر القرشي وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

وقال لي عبد الله بن أحمد الخبّاز : قرأت عليه القرآن ببغداد.

قلت : ورأيته بها في سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وهي آخر مرّة قدمها ، قرأت عليه القرآن المجيد بالقراءات العشر بواسط ، وسمعت منه الكثير بها.

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن منصور ابن الباقلّاني بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن محمد بن حمدان العكبري المعروف بابن كادش الأنصاري بقراءتك عليه بمنزله بباب المراتب في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر

٥٢٠