ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

عبد الملك بن مواهب بن مسلم الورّاق المعروف بالخضري وسيأتي ذكره.

وسلمان هذا ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق في «معجم شيوخه» ، وقال : أجاز لي. وما أظنّه سمع منه ، والله أعلم.

١٥٢٣ ـ سلمان بن شاذي بن عبد الله ، أبو الرّبيع المقرئ.

من أهل باب الأزج.

كان قد قرأ القرآن الكريم على جماعة وتفقه على مذهب أبي عبد الله أحمد بن حنبل رحمه‌الله ، وأقام بمكة مدة وأمّ بالناس بالحرم الشّريف في مقام الحنابلة بعد وفاة محمد بن عبد الله الهروي. ثم عاد إلى العراق وخرج عن بغداد قاصدا إلى الشام في سنة ثمان وست مئة فبلغ حرّان ، فتوفي بها في هذه السنة ، فيما بلغنا ، والله أعلم.

١٥٢٤ ـ سلمان (١) بن رجب بن مهاجر ، أبو الفوارس الضّرير المقرئ.

من أهل راذان ، وراذان من سواد العراق.

قدم بغداد واستوطنها ، وحفظ بها القرآن العزيز ، وتفقّه بالمدرسة النّظامية سنين ، وسمع شيئا من الحديث من الكاتبة شهدة بنت الإبري ، وروى عنها. سمعنا منه أحاديث.

قرئ على أبي الفوارس سلمان بن رجب المقرئ وأنا أسمع ، قيل له : أخبرتكم الكاتبة فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الدّينوري قراءة عليها وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا النقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ،

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٩٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٨ ، والسبكي في الطبقات ٨ / ١٤٨ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٢٣٨.

٣٦١

قال : أخبرنا أبو عليّ الحسين بن صفوان البرذعي ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن أبي الدّنيا ، قال : حدثنا حيوة بن شريح ، قال : أخبرني أبو هانئ الخولاني أنّه سمع عمرو بن مالك الجنبي ، أنّه سمع فضالة بن عبيد يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «المجاهد من جاهد نفسه في الله عزوجل» (١).

توفي يوم الأربعاء عاشر ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة وست مئة.

* * *

__________________

(١) حديث صحيح ، وهو قطعة من حديث أطول.

أخرجه ابن المبارك في الجهاد (١٧٤) و (١٧٥) ، وأحمد ٦ / ٢٠ و ٢٢ ، وأبو داود (٢٥٠٠) ، والترمذي (١٦٢١) ، والنسائي في الرقاق من سننه الكبرى كما في تحفة الأشراف ٧ / ٤٩٦ حديث (١١٠٣٨) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (٢٣١٦) ، وابن حبان (٤٦٢٤) و (٤٧٠٦) ، والطبراني في الكبير ١٨ / حديث (٨٠٢) و (٨٠٣) ، والحاكم ٢ / ٧٢ و ١٤٤.

٣٦٢

ذكر من اسمه سالم

١٥٢٥ ـ سالم بن حمزة بن أحمد ، أبو الغنائم.

من أهل أوانا.

ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشيّ ، ومن خطّه نقلت أنّه سمع أحمد بن عمر بن ميخائيل العكبري وحدّث عنه ، قال : وسمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن السّقطي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه». قال : وكتب عنه بعكبرا.

١٥٢٦ ـ سالم الورّاق.

هكذا ذكره صدقة بن الحسين في «تاريخه» غير منسوب ، وقال : كان فقيها متزهّدا ، توفي يوم الأربعاء سابع شعبان سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، وصلّي عليه بالتّاجيّة ، ودفن بمقبرة أحمد ، يعني مقبرة باب حرب (١).

١٥٢٧ ـ سالم بن محمد بن أحمد بن عليّ ، أبو المرجّى المقرئ الفقيه الشافعي.

من أهل الموصل.

قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته ، ذكره القاضي عمر القرشيّ فقال : كان

__________________

(١) لم يعرفه المؤلف ، وهو سالم بن عبد الله بن عبد الملك الشيباني الفقيه الزاهد ، أبو الفتح ، هكذا ذكره ابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة وقال : صحب أبا بكر الدينوري ، وسمع من الشريف أبي العز بن المختار ، وأبي الغنائم النرسي ، وغيرهما. حدث باليسير. سمع منه الشريف أبو الحسن الزيدي ، وإبراهيم بن الشعار ، وأبو الفضل بن شافع ، وقال عنه : كان فقيها زاهدا مخمولا ذكره عند أبناء الدنيا ، رفيعا عند الله وصالح عباده ، وقال صدقة بن الحسين : كان فقيها متزهدا توفي ليلة الأربعاء سابع شعبان سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب رحمه‌الله تعالى» (١ / ٢٣٢) ومن هذا الذيل ترجمه ابن العماد في الشذرات ٤ / ١٦٦.

٣٦٣

ذا فقه وعلم ودين ، أمّ بالراشد في خلافته.

قلت : وقد سمع سالم هذا ببغداد من أبي الفضل محمد بن عمر الأرمويّ ، وأبي الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وطبقتهما ، وأظنّه حدّث بشيء يسير لأنّ الرّواية عنه لم تنتشر.

قال أبو الفضل بن شافع : قرأت عليه جزءا من تخريجه عن شيوخه.

أنبأنا أبو المحاسن عمر بن عليّ القاضي ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي سالم الموصلي يوم الأربعاء سادس عشري ذي الحجة سنة ستين وخمس مئة ، ودفن بالعطّافية ، يعني المقبرة المعروفة بالعطّافية بالجانب الشّرقي مجاورة الوردية.

١٥٢٨ ـ سالم (١) بن عليّ بن سلامة ، أبو الحسن دلّال الأبريسم ، يعرف بابن البيطار.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن بالحريم الطّاهري.

سمع بنفسه من جماعة منهم : القاضيان أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبو القاسم عليّ بن عبد السّيّد ابن الصّبّاغ ، وأبو بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر وجماعة بعدهم ، وروى عنهم.

سمع منه القاضي عمر القرشيّ ، وأبو بكر بن مشّق ، وغيرهما من أقرانهما. وكان صحيح السّماع ، معروفا بين أهل الرّواية.

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ، ومن خطّه كتبت ، أنّ سالم ابن البيطار توفي في يوم الأحد العشرين من ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

١٥٢٩ ـ سالم بن هبة الله بن خلف بن سعد ، أبو البقاء الصّوفيّ.

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٩ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٨٨.

٣٦٤

من أهل تكريت.

ذكره القاضي عمر بن عليّ القرشي في «معجم شيوخه» الذين كتب عنهم ، وأظنّه لقيه ببغداد ، والله أعلم.

١٥٣٠ ـ سالم (١) بن عبد السّلام بن علوان ابن الرّبع ، أبو المرجّى.

من أهل البوازيج.

دخل الموصل في صباه ، وصحب القاضي أبا عبد الله الحسين ابن نصر بن خميس ، وسمع منه. ثم قدم بغداد وأقام بها إلى حين وفاته ، وصحب الشيخ أبا النّجيب السّهروردي ولازمه ، وسمع معه الحديث من أبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي وغيره ، وأخذ عنه طريقة التّصوّف ، وروى الحديث.

سمع منه يوسف بن محمد الدّمشقي الواعظ وعمر بن علي القرشي الحافظ. وحدثنا عنه أبو نصر عمر بن أبي بكر الدّينوري ، وأبو زكريا يحيى بن القاسم الفقيه. وقد رأيته وما اتفق لي منه سماع.

قرأت على أبي نصر عمر بن محمد بن أحمد المقرئ ، قلت له : أخبركم أبو المرجّى سالم بن عبد السّلام البوازيجي قراءة عليه ببغداد وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد النّيسابوري قدم علينا حاجا قراءة

__________________

(١) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بقوام الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٣٠٤٨ لكنه سمى جده «عبدان» ، والذهبي في المتوفين على التقريب من أصحاب الطبقة (٥٨) من تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٥٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٩ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٨٣ وذكر أنه توفي سنة ٥٨٢ من غير أن يذكر مصدره ، فلعله نقل ذلك من تاريخ ابن النجار ، والسبكي في طبقات الشافعية ٧ / ٨٩ وتصحفت وفاته فيه إلى ٥٣٢ ، لكنها جاءت على الصواب في طبقاته الوسطى كما دل عليه تعليق محققيه الفاضلين ، والإسنوي في الطبقات ١ / ٢٦٨ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٢٩ وذكر وفاته سنة ٥٨٢ أيضا وذكر أن الشيخ شهاب الدين عمر السهروردي قد سمع منه ، فالثابت وفاته سنة ٥٨٢ ، ولم يذكره المنذري في التكملة لكثرة تعويله على تاريخ ابن الدبيثي.

٣٦٥

عليه وأنا أسمع ببغداد ، قال : أخبرنا أبو سعد محمد بن عبد الرّحمن الجنزروذي ، قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو يعلى أحمد بن عليّ الموصلي ، قال : حدثنا أميّة بن بسطام ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا سعد بن سعيد ، عن عمر بن ثابت الأنصاري ، عن أبي أيوب الأنصاري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوّال فقد صام الدّهر كلّه» (١).

سمع معنا سالم البوازيجي من شيخ الشّيوخ عبد الرّحيم بن إسماعيل في سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وتوفي بعد ذلك بقليل ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٣١ ـ سالم (٢) بن منصور بن عبد الحميد ، أبو الغنائم المقرئ الفقيه.

من أهل عربان ، أحد قرى الخابور.

تفقه بالرّحبة على أبي عبد الله ابن المتقنة ، وقدم بغداد بعد سنة خمسين وخمس مئة ، وأقام بالمدرسة النّظامية سنين كثيرة ، وسمع بها الحديث من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وغيرهما ، وروى عن أبي المرهف نصر بن منصور النّميري شيئا من شعره.

علّقت عنه أناشيد. وكان خيّرا كثير التّلاوة للقرآن ، أنشدني أبو الغنائم سالم بن منصور العرباني بالمدرسة النّظامية ببغداد لبعضهم :

وقال أناس حال عن صفو ودّه

وما ذاك إلا من صحيح اعتقاده

وما صدّ عنّي أنه لي مبغض

ولا أنّ قتلي في الهوى من مراده

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٠٤٨ ، وتكرر في الترجمة ١٥٠٤.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٢٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٤.

٣٦٦

ولكن رأى أنّ الدّنوّ يزيدني

غراما فأحيا مهجتي ببعاده

توفي سالم العرباني ببغداد ، بعد أن أسنّ وانقطع في منزله ، يوم الاثنين ثاني جمادى الآخرة سنة أربع وست مئة ، وصلّي عليه يوم الثّلاثاء ثالثه ، وحمل إلى الجانب الغربي ، فدفن بمقبرة الشّونيزي ، وقد بلغ الثّمانين أو ناهزها ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٣٢ ـ سالم (١) بن أحمد بن سالم بن أبي الصّقر ، أبو المرجّى النّحويّ العروضيّ.

كانت له معرفة بالنّحو ويقول الشّعر ويعرف عروضه وأوزانه ، وله في ذلك يد جيدة. سافر الكثير ، ولقي جماعة من الأدباء ، وأخذ عنهم ، ونظم أرجوزة في النّحو على الأبواب «كملحة» أبي محمد ابن الحريري البصري ، ومدح جماعة بقصائد من شعره. سمعنا منه قطعا كثيرة من قوله وقصائد من مدحه ، ولم يحصل الآن عندنا منها شيء.

وتوفي في يوم الأحد خامس ذي القعدة سنة إحدى عشرة وست مئة ، وصلّي عليه في هذا اليوم وحمل إلى الجانب الغربي ، فدفن بمشهد الإمام موسى ابن جعفر ، رحمهم‌الله.

١٥٣٣ ـ سالم بن مكّي بن محمد بن عمرون ، أبو المرجّى الشّاعر.

من أهل حمص.

قدم بغداد للتّجارة غير مرّة ، وأقام بها ، وكتب عنه بها شيء من شعره. ويقال : إنه كان جيّد الشّعر ، حسن النّظم. لم ألقه ، سمع منه رفقاؤنا. وأظنّه

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٣٣٩ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ٦٧ ، و ٦٨ والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٧٤ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٨٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٢ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٧٨ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ٥٧٥.

٣٦٧

توفي ببغداد في سنة اثنتي عشرة وست مئة ، والله أعلم. وكان سئل عن مولده ، فقال : في مستهلّ شوّال سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة بحمص ، رحمه‌الله وإيانا.

* * *

ذكر من اسمه سلامة

١٥٣٤ ـ سلامة بن عبيد الله بن مخلد بن إبراهيم بن مخلد ، أبو البركات البجليّ المعروف بابن الرّطبيّ الكرخيّ ، من كرخ جدّان لا كرخ بغداد ، والد القاضي أبي العباس أحمد بن سلامة ابن الرّطبي.

سمع أبا طاهر محمد بن محمد بن الحسين الكوفي ، وأبا يزيد محمد بن عقيل السّجستاني ، وروى عنهما.

قال القاضي عمر بن عليّ القرشي : سمع منه ابنه أبو العباس أحمد ، وروى عنه في «مشيخته».

١٥٣٥ ـ سلامة (١) بن غيّاض ـ بالغين المعجمة وبعدها ياء تحتها نقطتان مشددة ـ بن أحمد ، أبو الخير الشّاميّ.

من أهل كفر طاب (٢).

كان أديبا فاضلا ، له معرفة جيّدة بالنّحو ، وله فيه تصانيف حسنة. قرأ

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٣٨٠ نقلا من تاريخ ابن النجار ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٢٢٤ نقلا صريحا من هذا الكتاب ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ٦٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٥٩٤ ، والمشتبه ٤٧٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٣٩٨ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٩٧٧ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ٥٩٣.

(٢) وتفتح الفاء أيضا.

٣٦٨

بمصر على أبي الحسن عليّ بن جعفر العرقي المعروف بابن القطّاع وغيره.

قدم العراق بعد سنة عشرين وخمس مئة ، وأقام ببغداد مدة ، قرأ عليه بها قوم من أهلها ، وسمعوا منه منهم : أبو المعالي المبارك بن هبة الله ابن الصّبّاغ البقّال وغيره. ثم صار إلى واسط وأقام بها أيضا ، وذكر بها دروسا في النّحو في جامعها ، علّقها عنه أبو الفتح المبارك بن زريق الحدّاد المقرئ ، وسمعها منه ابنه أبو جعفر المبارك بن المبارك ، وأبو بكر عبد الله بن منصور ابن الباقلاني ، والقاضي أبو الفتح نصر الله بن عليّ ابن الكيّال ، ورووا لنا عنه.

وله رسالة في فضل العربية والحثّ على تعلّمها ، رأيتها بخطّه حسنة في فنّها. وله أشعار في الزّهد وغيره.

أنشدني القاضي أبو الفتح نصر الله بن عليّ بن منصور بواسط ، قال : أنشدنا أبو الخير الكفر طابيّ النّحوي لنفسه (١) :

اقنع لنفسك فالقناعة ملبس

لا يطمع الإسراف في تخريقه

فلربّ مغرور غدا تغريقه

في حرصه سببا إلى تغريقه

عاد الكفر طابي إلى الشّام بعد مفارقته للعراق ، وتوفي هناك (٢) ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٣٦ ـ سلامة (٣) بن أحمد بن عبد الملك بن عبد السّلام ، أبو بكر التّاجر يعرف بابن الصّدر.

من أهل باب البصرة ، من بيت معروفين بالرّواية والتّحديث ، قد ذكرنا في كتابنا هذا منهم جماعة.

__________________

(١) البيتان في معجم الأدباء ، ووقع فيه «الأشرار» بدلا من «الإسراف» وما هنا أوفق.

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته ولكن جاء في حاشية النسخة : «مات في سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة». قلت : وهو الصواب.

(٣) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٣٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٩.

٣٦٩

سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي ، وأبا الخطّاب نصر بن أحمد ابن البطر القارئ ، وغيرهما.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود ابن الشّعّار ، والشّريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي.

وحدّثنا عنه عبد العزيز بن الأخضر ، وأبو زكريا يحيى بن القاسم الفقيه ، وأبو نصر عمر بن محمد الدّينوري.

قرأت على أبي نصر بن أبي بكر بن جابر المقرئ ، قلت له : أخبركم أبو بكر سلامة بن أحمد بن عبد الملك التّيمي قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القارئ ، قال : حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : أخبرنا محمد بن سنان القزّاز ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن سفيان ، عن إسماعيل ، عن قيس بن أبي حازم ، عن المستورد الفهري ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما الدّنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم يده في يمّ ثم يخرجها ولا ترجع إليه شيئا» (١).

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ، ومن خطّه نقلت : قال : توفي سلامة ابن الصّدر ليلة الأربعاء ثامن ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وخمس مئة ، ودفن يوم الخميس بمقبرة باب حرب.

__________________

(١) حديث صحيح ، أبو عاصم هو الضحاك بن مخلد النبيل ، وسفيان هو ابن عيينة ، وإسماعيل هو ابن أبي خالد ، والمستورد هو ابن شداد بن عمرو الفهري القرشي الصحابي.

أخرجه ابن المبارك في الزهد (٤٩٦) ، والحميدي (٨٥٥) ، وابن أبي شيبة ١٣ / ٢١٨ ، وأحمد ٤ / ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٢٣٠ ، ومسلم ٨ / ١٥٦ (٢٥٥٨) ، والترمذي (٢٣٢٣) ، وابن ماجة (٤١٠٨) ، وابن حبان (٤٣٣٠) ، والطبراني في الكبير ٢٠ / حديث (٧١٣) و (٧١٤) و (٧١٦) و (٧١٧) و (٧٢٢) ، وفي الأوسط (٤١٩٢) ، والحاكم ٤ / ٣١٩ ، وقال الترمذي : حسن صحيح.

٣٧٠

الأسماء المفردة في حرف السّين

١٥٣٧ ـ سهيل بن سهل بن بشر بن يحيى بن أحمد ، أبو الفضل التّميميّ.

من أهل إسفرايين ، أحد بلاد خراسان.

فقيه شافعيّ ، كان صاحبا لنظام الملك أبي عليّ الحسن بن عليّ وزير السّلطان ، تجري على يده رسوم الفقهاء وأهل العلم.

قدم بغداد ، وحدّث بها عن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي. سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن السّقطي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» فيما ذكر عنه القاضي عمر بن عليّ القرشي.

١٥٣٨ ـ سلطان بن سالم بن مسلم ، أبو العز الواعظ.

كان أحد شيوخ الوعّاظ ، وله صومعة قريبة من قبر السّبتي خارجة عن البلد ينتابها وينقطع فيها للخلوة والعبادة ، ويتكلّم على النّاس في الوعظ ويتبرّك النّاس به.

سمع شيئا من الحديث في حال كبره ، ما أعلم أنّه حدّث بشيء.

توفي في ليلة الجمعة عاشر رجب من سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، ودفن بصومعته المذكورة.

١٥٣٩ ـ سقر بن عبد الله الرّومي ، أبو سعيد ، أحد مماليك المقتفوية ، يعرف بالكبير.

تولّى إمارة الحاج في سنة سبعين وخمس مئة ، فحج بالنّاس في هذه السّنة وحمدت سيرته ، وعاد وصرف عن ذلك ، ولزم منزله إلى أن توفي في ليلة السّبت مستهل ذي القعدة سنة سبع وست مئة ، ودفن يوم السّبت المذكور.

٣٧١

١٥٤٠ ـ سنجر (١) بن عبد الله التّركي النّاصري ، أبو الحارث ، أحد مماليك الخدمة الشّريفة الإماميّة النّاصرية ، خلّد الله ملكها.

تولّى إمارة الحاج في سنة تسع وثمانين وخمس مئة ، وأقطع الحويزة ، وأضيف إليه حماية فارس ، فحجّ بالنّاس في هذه السّنة ، وعاد في صفر سنة تسعين وخمس مئة ، فاعترض الحاج في طريقهم رجل من غزنة يعرف بدهمش وطلب منهم مالا قرّره ليجيزهم ، فالزم سنجر موسري الحاج بذلك وجمعه له وسلّم إليه ، فلمّا دخلوا بغداد أنهوا إلى الدّيوان العزيز حالهم وما ألزموا به ، فأنكر على سنجر ما فعله ، وألزم بردّ ما أخذ من كلّ واحد والتزم بذلك ، وحضر أصحابه وعدول بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وسلّموا إلى كلّ إنسان عوض ما كان أخذ منه ، وذلك في يوم الجمعة رابع عشري صفر المذكور ويوم السّبت والأحد بعده بحيث لم يبق لأحد مطالبة وكتب بذلك مشروح وضع فيه الحاضرون من أرباب الدّولة والفقهاء والعدول خطوطهم ، وعزل سنجر عن إمارة الحاج خاصة.

وفي سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ردّ إلى إمارة الحاج ، فاستناب من حجّ بالنّاس عنه ولم يحج هو ، ثم توفّر على ما هو في نظره وإقطاعه.

ولم يزل على ذلك إلى أن توفّي حموه الأمير طاشتكين المقتفوي وهو يومئذ يتولّى تستر وأعمالها وخوزستان وما يجري معها ، فنقل سنجر إلى تستر ، وجعلت هذه البلاد في إقطاعه وتولّيه. فكان على ذلك إلى أن أدّى به الغنى إلى الطّغيان ، وزيّن له الشّيطان الخلف والعصيان ، فروسل ولوطف من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ ليعود عن غيّه ويقصد العتبة الشّريفة ببغداد ويتنصّل من فعله فأبى وأصرّ على خلافه فتجرّد له مؤيد الدين محمد بن محمد القمّي النّائب

__________________

(١) ترجمه سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥٦٨ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٤٧٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٠٩.

٣٧٢

بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وعز الدين أبو اليمن نجاح بن عبد الله مولى أمير المؤمنين النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ وخاصّته وفي صحبتهما العساكر والأجناد وخلق كثير ، وخرجوا إليه في ربيع الأول سنة سبع وست مئة ، فلما قاربوا خرج عن تستر بنفسه وبمن تبعه مجرّدين هاربين قاصدين شيراز من بلاد فارس ، فدخل المعسكر المنصور تستر وأعمالها وأصلحوا ما كان شعث بها من الأمور ، ثم قصدوا شيراز فلما قاربوها وقد وصلها سنجر وحصل عند زعيمها ، راسلهم زعيمها وفرق من قدومهم عليه ، وبذل تسليم سنجر ، فقبلوا ذلك منه ، واستقرّ الأمر على تسليمه وعودهم ، فسلّمه (١).

وعاد المعسكر المنصور وسنجر معهم وجماعة من أصحابه تحت الاستظهار ، فدخلوا بغداد في رابع عشري محرم سنة ثمان وست مئة سالمين مظفّرين ، واعتقل سنجر وأصحابه.

فلما كان يوم الاثنين خامس صفر من السنة عقد مجلس بدار مؤيّد الدّين حضر فيه أرباب المناصب والعلماء والأعيان ، وأحضر سنجر وقرئت كتب كان كتبها في أيام مخالفته إلى نوّابه وأصحابه بأعمال تستر بمعاملة من ظفروا به من أصحاب الدّيوان العزيز وأتباعه بالسّوء ، وقرّر على ذلك ، فاعترف به ، فلما انتهت قال مؤيّد الدّين للجماعة : قد عرفتم ما ارتكبه هذا الحاضر من مفارقة الطّاعة وإظهار المخالفة ، وما ظهر من أفعاله الموجبة للمؤاخذة ، ومع ذلك فإنّ السّلطان أعزّ الله نصره قد عاد عليه بالعفو عن ذنبه والصّفح عن جرمه ، وشمله بإنعامه ، وأمر أن يخلع عليه ويرد إلى داره وأهله ، يعني زوجته ابنة طاشتكين ، فخلع عليه في الحال ، وأطلق وأركب مركوبا جميلا ، ومضى إلى داره بالصّاغة قريب الدّيوان العزيز ـ مجده الله ـ وكثر الدّعاء للخدمة الشّريفة ، وتفرّق الجماعة.

__________________

(١) ينظر تاريخ الإسلام للذهبي ١٣ / ٢١.

٣٧٣

ولم يزل سنجر ببغداد بعد هذه الحال مقيما بداره ، وله جراية والإنعام تشمله ، إلى أن توفّي يوم الاثنين خامس شوّال سنة عشر وست مئة ، وصلّي عليه بعد العصر من هذا اليوم بجامع القصر الشّريف ، وحضره أرباب المناصب والفقهاء والعلماء ، وتقدّم في الصّلاة عليه قاضي القضاة أبو القاسم ابن الدّامغاني ، وحمل إلى الجانب الغربي ، فدفن بمقبرة الشّونيزي.

١٥٤١ ـ سنقر (١) بن عبد الله التّركي ، أبو سعيد ، أحد مماليك الخدمة الشّريفة الإماميّة النّاصرية ـ أعزّ الله أنصارها وضاعف اقتدارها ونصر عساكرها ـ يلقّب وجه السّبع.

حج بالنّاس مرّتين أميرا عليهم أولهما سنة خمس وتسعين وخمس مئة ، والثّانية سنة اثنتين وست مئة ، فلما عاد بهم في محرم سنة ثلاث وست مئة وبلغ موضعا يعرف بالمرجوم فارقهم واستخلف عليهم بعض الأتراك ، وتوجّه نحو الشّام في نفر من أصحابه يسير ، ودخل الحاج العراق سالمين ، وأخبروا بمفارقته وصار هو إلى دمشق وقبله أمراؤها. ثم صار إلى مصر وأقام هناك إلى سنة ثمان وست مئة ، فإنه سأل الملك العادل ملك الشّام الشّفاعة في حقّه إلى الدّيوان العزيز مجّده الله والصّفح عن جرمه والإذن له في العود إلى الأبواب الشّريفة ، وأن يجدّد عهده بتقبيل عتبتها الشّريفة ، فشفع فيه ، فقبلت شفاعته وأذن له في العود ، فوصل إلى بغداد يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الآخرة من السّنة المذكورة ، ودخلها ضحى هذا اليوم ، وقصد باب النّوبي المحروس وقبّل العتبة الشّريفة. ثم صار إلى دار مؤيّد الدّين نائب الوزارة ، فلقيه ، ثم من عنده قصد البدرية الشّريفة ولقي عزّ الدين نجاح الشّرابي. ثم انفصل من عنده إلى دار بخربة إلياس من السّوق الجديد. ثم بعد ذلك أقطع الكوفة وأعمالها ، وأضيف إليه

__________________

(١) أخباره في الكامل لابن الأثير ١٢ / ٢٥٨ وتاريخ الإسلام للذهبي ١٣ / ١٠ ، وترجمته في الوافي للصفدي ١٥ / ٤٨٩ وغيره.

٣٧٤

جماعة من العسكر المنصور. ثم صار إلى تستر فهو بها ، والله يديم ظل الخدمة الشّريفة على كافّة الخلائق بمنّه وكرمه (١).

حرف الشّين

ذكر من اسمه شجاع

١٥٤٢ ـ شجاع بن عبد الله الصّوفيّ.

أحد شيوخ أبي بكر المبارك بن كامل الخفّاف ، وروى عنه في «معجم شيوخه» بيتين من الشّعر ذكر أنّه أنشده إياهما وهما :

سروا ونجوم اللّيل زهر طوالع

على أنّهم بالليل للنّاس أنجم

وأخفوا على تلك المطايا سيرهم

فنمّ عليهم في الظّلام التّبسّم

١٥٤٣ ـ شجاع (٢) بن الحسن بن الفضل ، أبو الفضل الفقيه الحنفيّ.

من ساكني محلّة باب الطّاق وتربة أبي حنيفة رحمه‌الله ، والد شيخنا أبي الفرج عبد الرّحمن الذي يأتي ذكره.

كان شجاع من شيوخ أهل مذهب أبي حنيفة وفقهائهم المتميزين ، مع دين وصلاح اشتهر به.

وسمعت شيخنا مجير الدين أبا القاسم محمود بن المبارك البغدادي يذكر شجاعا الحنفي هذا فقال : كان يعرف بشجاع التّربة ، يعني تربة أبي حنيفة ، عرف

__________________

(١) توفي سنة ٦٢٥ كما في الوافي وغيره.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٠٤ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٢٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٦ ، والصفدي في الوافي ١٦ / ١١٢ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ٢ / ٢٤٦ ، وابن كثير في البداية ١٢ / ٢٤٥.

٣٧٥

بذلك لانقطاعه إليها ومقامه بها ، وأثنى عليه ووصفه بالفقه والمعرفة والصّلاح والدّيانة.

وقال صدقة بن الحسين النّاسخ في «تاريخه» : توفي شجاع الفقيه الحنفي يوم الخميس حادي عشري ذي القعدة من سنة سبع وخمسين وخمس مئة وصلّى عليه أقضى القضاة أبو نصر الزّينبي ، ودفن في بقيّة يومه خارج محلّة أبي حنيفة مما يلي القبّة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٤٤ ـ شجاع بن عمر بن عبد الله بن عليّ ، أبو عمر.

من أهل الحربية ، من أولاد الشيوخ المعروفين بالرّواية والإقراء.

سمع القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الفرضي ، وأبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، وأباه عمر بن عبد الله ، وغيرهم.

وحدّث بالقليل ؛ سمع منه أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وقال : توفّي في سنة سبعين وخمس مئة.

١٥٤٥ ـ شجاع (١) بن بركة يعرف بابن البقشيّة.

من شيوخ أبي بكر بن مشّق أيضا ، ذكره في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم ، فيما قرأت بخطّه ، والله الموفق.

١٥٤٦ ـ شجاع (٢) بن عليّ بن بديرة الملّاح.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٦ / ٤٧ وضبط «البقشية» فقال : «بفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون القاف وكسر الشين المعجمة وتشديد الياء المعجمة باثنتين من تحتها» ، وترجمه بأحسن مما هنا فقال : «حدث عن عبد الوهاب الأنماطي ، رأيت طبقة سماع عليه في سنة ستين وخمس مئة ، فسألت عنه بعض أصحابنا من أهل الحريم فذكر أنه كان رجلا صالحا يعمل المكانس ويصلي بالناس». ومن ابن نقطة استفاده الذهبي في المشتبه ٦٤٨ ، وابن ناصر الدين في التوضيح ٩ / ١١٧ ، وابن حجر في التبصير ٤ / ١٤٢٦.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٩ / ٢٦ في باب : «نذير وبدير» فقال : «شجاع بن علي ابن بدير الملاح. سمع أمالي ابن سمعون العشرين من أبي القاسم هبة الله بن أحمد

٣٧٦

سمع أبا القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، وروى عنه. سمع منه أبو بكر بن أبي طاهر البيّع فيما ذكر ، قال : وتوفّي ليلة الاثنين ثالث شعبان سنة ثمان وستين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

١٥٤٧ ـ شجاع بن خليفة بن شجاع.

من أهل محلة الحربيّة.

من شيوخ أبي بكر بن أبي طاهر المذكور أيضا أورده في «معجمه» وذكره فيمن سمع منه ، فيما وقفت عليه بخطّه.

١٥٤٨ ـ شجاع (١) بن معالي بن محمد ، أبو القاسم الغرّاد.

من أهل الجانب الغربي ، من موضع يعرف بدرب الشّعير ، قريب من محلة النّصرية ، يعرف بابن شدّقيني.

هكذا اسمه عندنا ، وقد سمّاه القاضي عمر بن عليّ القرشي في «معجم شيوخه» قيسا ، وسمّاه آخرون «فرح» بالحاء المهملة. والصحيح أنّ هذا الشيخ كان بكنيته معروفا ، سمّاه كلّ قوم في حرف ، واستأذنوه في ذلك فأذن لهم ، ولا يرى في ذلك مخالفتهم ، والله أعلم.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبا بكر محمد ابن أبي طاهر صهر هبة ، وغيرهما. كتب عنه القرشي قبلنا ، وسمعنا نحن منه.

__________________

الحريري بسماعه من أبي طالب العشاري عنه. هكذا نقلته من خط محمد بن مشق بغير هاء. ورأيته في موضع آخر : بديرة بزيادة هاء. توفي في ثالث شعبان من سنة ثمان وستين وخمس مئة». واستفاده الذهبي في المشتبه ٦٣٦ لكنه انقلب عليه فسماه : «علي بن شجاع» ، فنبه عليه الحافظان ابن ناصر الدين في التوضيح ٩ / ٥٧ وابن حجر في التبصير ٤ / ١٤١٣ ، وترجمه ابن ناصر الدين في «التستري» من التوضيح أيضا ١ / ٥١٣.

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٥١٨ و ٤ / ٣٠٥ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٧٨٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٨ ، والعبر ٤ / ٣١٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٠ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٦ / ٢١٤.

٣٧٧

قرأت على أبي القاسم بن معالي الغرّاد ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد الواعظ قراءة ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان ، قال (حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال) (١) : حدثني أبي ، قال (٢) : حدثنا ابن نمير ، قال : أخبرنا سفيان ، عن عبد الله بن السّائب ، عن زاذان ، قال : قال عبد الله بن مسعود : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ لله عزوجل في الأرض ملائكة سيّاحين يبلّغوني من أمّتي السّلام» (٣).

ذكر القاضي عمر القرشي في «معجمه» أنّه سأل أبا القاسم ابن شدّقيني عن مولده فذكر ما يدلّ أنّه في سنة ست عشرة وخمس مئة.

قلت : وتوفّي في شهر ربيع الآخر من سنة ست مئة ، ودفن بمقبرة باب

__________________

(١) ما بين الحاصرتين إضافة مني كأنه سقط من الأصل ، ولا يصح الإسناد من غيرها ، فأبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان هو القطيعي راوي «المسند» عن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه.

(٢) مسند أحمد ١ / ٣٨٧.

(٣) حديث صحيح ، ابن نمير هو عبد الله بن نمير ، وسفيان هو الثوري ، وزاذان هو أبو عمر الكندي.

أخرجه ابن المبارك في الزهد (١٠٢٨) ، وعبد الرزاق (٣١٦٦) ، وأحمد ١ / ٤٤١ و ٤٥٢ ، والدارمي (٢٧٧٧) ، والنسائي في الصلاة من المجتبى ٣ / ٤٣ وفي الصلاة من الكبرى (١٢٠٥) ، وفي عمل اليوم والليلة (٦٦) ، وفي الملائكة من الكبرى أيضا كما في تحفة الأشراف ٦ / ٢٧٠ حديث ٩٢٠٤ ، وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢١) ، والبزار كما في الزوائد (٨٤٥) ، والشاشي (٨٢٥) و (٨٢٦) ، والطبراني في الكبير (١٠٥٢٩) و (١٠٥٣٠) ، والحاكم ٢ / ٤٢١ ، وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٢٠٠ ، وفي أخبار أصبهان ٢ / ٢٠٥ ، والبغوي في شرح السنة (٦٨٧) من طرق عن سفيان الثوري ، به. وله طرق أخرى عن عبد الله بن السائب كما هو موضح في المسند الجامع ١٢ / ١٧٧ حديث (٩٣٥٩) ، وتعليقنا على تاريخ الخطيب ١٠ / ١٥٠.

٣٧٨

الشّام بالجانب الغربي.

١٥٤٩ ـ شجاع (١) بن سالم بن عليّ بن سلامة ابن البيطار ، أبو الفضل ابن أبي الحسن.

من أهل الحريم الطّاهريّ ، وقد تقدّم ذكر أبيه (٢).

سمع أبا بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر حضورا ، وأبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وأبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، وأبا المظفّر هبة الله بن أحمد القصّار المعروف بابن الشّبلي ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي الفضل شجاع بن سالم بن عليّ البقّال ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزّاهد الورّاق قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد ابن عبد الرّحمن بن العباس الذّهبي ، قال : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا الحسين بن سلمة بن أبي كبشة اليحمدي ، قال : حدثنا عبد الرّحمن بن مهدي ، عن مالك بن أنس ، عن الزّهري ، عن السّائب أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذ الجزية من مجوس هجر (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٠٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٠.

(٢) الترجمة ١٥٢٨.

(٣) حديث صحيح ، وهذا إسناد معلول ، الحسين بن سلمة ثقة كما بيناه في تحرير التقريب ١ / ٢٨٨ ، وباقي رجاله ثقات ، لكنه غريب ، فقد رواه مالك في الموطأ عن الزهري بلاغا (٧٥٥ برواية الليثي) ، وقال ابن عبد البر : «هكذا هذا الحديث في الموطأ عند جميع رواته ، وكذلك رواه معمر عن ابن شهاب» ثم قال : «ورواه عبد الرحمن بن مهدي ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن السائب بن يزيد ، والسائب بن يزيد ولد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحفظ عنه وحج معه ، وتوفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن تسع سنين وأشهر» (التمهيد ١٢ / ٦٣).

٣٧٩

توفّي شجاع ابن البيطار يوم الخميس حادي عشر شعبان من سنة عشر وست مئة ، ودفن بمقبرة باب حرب.

١٥٥٠ ـ شجاع بن أبي شجاع الذّهبيّ.

شيخ روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل إنشادا ذكره في «معجمه» وهو :

كلّما أمّلت مؤمّا صالحا

عرّض المقدور لي في أملي

وأرى الأيام لا تدني الذي

أرتجي منك وتدني أجلي

١٥٥١ ـ شجاع بن أبي الفضل المقرئ.

من شيوخه أيضا ، أورد عنه في «معجمه» أبياتا أنشده إياها ، وقال : أنشدنيها بعض إخواني.

لم أر له ولا للذي قبله ذكرا في غير كتاب ابن كامل ، والله أعلم.

__________________

قال بشار : ورواية عبد الرحمن بن مهدي المتصلة أخرجها الطبراني في الكبير (٦٦٦٠) ، وابن عبد البر في التمهيد ١٢ / ٦٤ و ٦٥ من طريق الدار قطني من رواية الحسين ابن سلمة هذا ، وقال : «تفرد به الحسين بن سلمة عن ابن مهدي ، لم يذكر فيه السائب غيره» ، فهذا شذوذ عن رواية أصحاب الموطآت ، وكذلك قال البخاري حينما سأله الترمذي (الجامع ٣ / ٢٤٢).

على أن أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم الجزية من مجوس هجر ثابت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حديث عبد الرحمن بن عوف ، إذ أخرجه البخاري ٤ / ١١٧ (٣١٥٧) ، والطيالسي (٢٢٥) ، والشافعي في الرسالة (١١٨٣) ، وعبد الرزاق (٩٩٧٢) و (٩٩٧٣) و (١٠٠٢٤) و (١٩٣٩٠) و (١٩٣٩١) ، والحميدي (٦٤) وأبو عبيد في الأموال (٧٧) ، وابن أبي شيبة ١٢ / ٢٤٣ ، وأحمد ١ / ١٩٠ و ١٩٤ ، والدارمي (٢٥٠٤) ، وأبو داود (٣٠٤٣) ، والترمذي (١٥٨٦) و (١٥٨٧) وغيرهم.

٣٨٠