ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

والأشعار الكثيرة ويذاكر بها.

ذكر لي أنّه سمع من أبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وغيره ، وأنّه روى شيئا. علّقت عنه أناشيد.

سمعت أبا الفتوح سعيد بن عبد العزيز النّاتلي يقول : بلغ أبا الحسن عليّ ابن العبّاس ابن الرّومي الشّاعر أنّ صديقا له قد مرض فكتب إليه :

قد قلت للدّهر على أنّني

آيس أن يرجع عن ظلمه

أمرضت من أهوى وعافيتني

حكمت في الحبّ سوى حكمه

فقال : لم تفهم وكلّ امرىء

آفته النّقصان من فهمه

قد نلت من قلبك ما أشتكي

أضعاف ما قد نلت من جسمه

سألت أبا الفتوح هذا عن مولده فقال : في سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي بتستر في رجب سنة ست مئة ، ودفن هناك.

١٥٠٢ ـ سعيد (١) بن محمد بن محمد بن محمد عطّاف الهمدانيّ (٢) ، أبو القاسم بن أبي الفضل الموصليّ الأصل البغداديّ المولد والدّار.

كان يعلّم الصّبيان الخطّ ، وله مكتب بقراح أبي الشّحم. من أبناء الشّيوخ المحدّثين والرّواة المذكورين ، وله أخ اسمه الفضل يأتي ذكره.

سمع سعيد هذا من أبيه ، ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزّاز ، ومن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وغيرهم.

وكانت له إجازة من أبي القاسم بن الحصين. سمع منه قبلنا القاضي عمر

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٢٢٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٦٠ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢١٠ ، والنجيب عبد اللطيف الحراني في مشيخته ، الورقة ٨٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٥ ، والعبر ٥ / ٦ ، والمشتبه ٢٠٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ٧٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٩.

(٢) قال المنذري : «وهو همداني ، بسكون الميم وبعدها دال مهملة منسوب إلى همدان القبيلة المشهورة» (التكملة ٢ / الترجمة ٩٦٠).

٣٤١

القرشي ، وكتبنا عنه.

قرأت على أبي القاسم سعيد بن محمد بن عطّاف المؤدّب ، قلت له : أخبركم القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد ابن الغطريف الجرجاني ، قال : أخبرنا أبو خليفة الفضل ابن الحباب الجمحي ، قال : حدثنا القعنبي ، عن منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود البدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن مما أدرك النّاس من كلام النّبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت» (١).

سألت سعيد بن عطّاف عن مولده فقال : في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمس مئة ، وسأله القرشي قبلنا فقال : في عاشر ذي الحجّة المذكور.

قلت : وتوفي يوم الأحد ثاني شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وست مئة ، ودفن بالوردية في اليوم المذكور.

١٥٠٣ ـ سعيد (٢) بن عليّ بن أحمد بن الحسين بن حديدة ، أبو المعالي الوزير.

بلغني أنّه من ولد قطبة بن عامر بن حديدة الأنصاريّ. أصله من كرخ سامراء ، وسكن بغداد من صباه. وكان أحد الموسرين وذوي المال والجاه

__________________

(١) حديث ربعي بن حراش عن أبي مسعود البدري في صحيح البخاري من طريق شعبة وزهير عن ربعي ، به ٤ / ٢١٥ (٣٤٨٣) و (٣٤٨٤) و ٨ / ٣٥ (٦١٢٠). وينظر تمام تخريجه في تعليقنا على ابن ماجة (٤١٨٣).

(٢) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٣٠٢ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥٦٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٩٤ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٨٥ ، وابن الطقطقى في الفخري ٣٢٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٢٣٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩١ ، والعبر ٥ / ٣٥ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ١٨٠ و ٢٤٣ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٦٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٠٩ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٤٦.

٣٤٢

والمكانة عند السّلطان والمتقدّمين ، لم يزل ملحوظا بعين الإكرام مشمولا من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ بسوابغ الإنعام إلى أن اقتضت الآراء الشّريفة النّاصرية ـ أسماها الله وأجلّها ـ تأهيله للوزارة ، فاستدعي من داره يوم السّبت لسبع خلون من شعبان من سنة أربع وثمانين وخمس مئة إلى دار الخلافة المعظّمة شيّد الله قواعدها بالعز ـ ومثل بباب الحجرة الشّريفة ، وحضر أرباب المناصب والولايات والحجّاب وأتباع الدّيوان العزيز والقضاة والأعيان ، وأفيضت عليه الخلع المعدّة له اللائقة بهذا المنصب ، فكانت : قميصا أطلس ، وفرجية ممزّج ، وعمامة قصب كحليّة بأعلام ذهب ، وقلّد سيفا محلى ، وأنطي (١) مركوبا من المراكب الشّريفة ، وسلّم إليه عهده بتوليه الوزارة ولقّب معز الدّين. فركب من هناك ومشى بين يديه سائر أرباب الولايات إلى الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ وجلس في دست الوزارة بالإيوان الذي يجلس فيه الوزراء ، وكتب إنهاء إلى العرض الأشرف المقدّس النّاصري ـ زاده الله شرفا ـ يتضمّن شكر ما أنعم عليه ، ويذكر حضوره بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ منفّذا ما يؤمر به من المراسم الشّريفة ، ودفعه إلى حاجب الباب أبي شجاع محمد بن سعيد ابن الظّهيري ، فنهض في الحال ، وقصد باب الحجرة الشّريفة ، وعرضه ، وبرزت المطالعة الشّريفة عقيب ذلك بالوقوف عليه ، وعلم ما أنهاه ، فقرئ ذلك بحضور الجماعة.

ونهض الوزير بعد ذلك إلى الدّار المعدّة له بباب النّوبي ، وتعرف بسكنى قيماز الملقب قطب الدين ، وداوم الرّكوب إلى الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ والقيام بمراسم الخدمة الشّريفة. وبسط العدل ، وقرّب أهل العلم ، واستجلب الأدعية الكثيرة للخدمة الشّريفة الإماميّة النّاصرية ، خلّد الله ملكها واستجاب فيها دعاء كلّ عبد مخلص.

__________________

(١) أنطى : أعطى ، وبها قرئ شاذا(إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، وروي في الحديث : «لا مانع لما أنطيت» ، وهي لغة اليمن على ما قاله الجوهري ، وتستعمل اليوم في العراق.

٣٤٣

ولم يزل على حاله إلى أن عزل يوم الجمعة خامس عشري صفر سنة خمس وثمانين وخمس مئة ، وعاد إلى داره ، فكان بها مقيما إلى أن توفي.

وقد كان سمع شيئا من الحديث من الشّيخ أبي الخير أحمد بن إسماعيل الفقيه القزويني ، وروى عنه ، وسمعنا منه بعد عزله.

قرئ على معز الدّين أبي المعالي سعيد بن عليّ بن حديدة وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم الشّيخ أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطّالقاني قراءة عليه ، فأقرّ به.

وأخبرناه أحمد هذا إجازة ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد النّيسابوري ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، يعني البيهقي ، قال (١) : حدثنا أبو بكر بن فورك ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا يونس بن حبيب ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي (٢) ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد ، عن سعد ، قال : خلّف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّ بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال : يا رسول الله أتخلّفني في النّساء والصّبيان؟ فقال : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، غير أنّه لا نبي بعدي» (٣).

سئل معزّ الدّين عن مولده وأنا أسمع فذكر ما يدل أنّه في سنة ست وثلاثين وخمس مئة تقريبا ، والله أعلم.

وتوفي يوم الاثنين السادس من جمادى الأولى سنة عشر وست مئة ، وصلّي عليه آخر نهار هذا اليوم ، وحمل إلى الكوفة ، فدفن عند مشهد أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه.

«آخر الجزء الثامن والعشرين من الأصل»

__________________

(١) السنن الكبرى ٩ / ٤٠.

(٢) مسند الطيالسي (٢٠٩).

(٣) حديث مصعب بن سعد عن أبيه في الصحيحين : البخاري ٦ / ٣ (٤٤١٦) ، ومسلم ٧ / ١٢٠ (٢٤٠٤). وقد تقدم من حديث سعيد بن المسيب عن سعد في الترجمة ١٠١٣.

٣٤٤

١٥٠٤ ـ سعيد (١) بن المبارك بن بركة بن عليّ بن فتوح ، أبو القاسم بن أبي الفتوح يعرف بابن كمّونة النّخّاس (٢).

من ساكني درب منيرة.

من أبناء الشّيوخ الرّواة. سمع من أبيه ، ومن أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، ومن شيخ الشّيوخ أبي البركات إسماعيل بن أحمد النّيسابوري ، ومن أبي الحسن عليّ بن محمد بن أبي عمر ، ومن أبي سعد أحمد ابن محمد الأصبهاني المعروف بابن البغدادي وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي القاسم سعيد بن المبارك بن بركة ، قلت له : أخبركم شيخ الشّيوخ أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرّحمن المخلّص ، قال : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا خلّاد بن أسلم ، قال : حدثنا عبد العزيز بن محمد الدّراوردي ، عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد ، عن عمر بن ثابت ، عن أبي أيوب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام رمضان وأتبعه ستا من شوّال فكأنّما صام الدّهر» (٣).

سألت سعيد بن المبارك هذا عن مولده ، فقال : في يوم الثّلاثاء الثامن والعشرين من محرم سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في «اللبان» من إكمال الإكمال ٥ / ٢٢٠ ثم في «النّخّاس» ٦ / ٧١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٨٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣٦ ، والمشتبه ٦٣٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٣ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٩ / ٤٣ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٤ / ١٤٣٤.

(٢) بالخاء المعجمة ، قيدته كتب المشتبه.

(٣) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٠٤٨.

٣٤٥

وتوفي يوم الأربعاء ثالث صفر من سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن في عشية اليوم المذكور.

١٥٠٥ ـ سعيد (١) بن حمزة بن أحمد بن الحسن بن سارخ ، أبو الغنائم الكاتب.

ولد بالنّيل من نواحي الحلّة ، وقدم بغداد في صباه وسكنها إلى حين وفاته ، وخدم في الأمور السّلطانية ، وتقلّبت به الأحوال حضرا وسفرا ورحل إلى الشام وبلاد الرّوم. وكان يقول الشعر ويمدح الأمراء والولاة.

وذكره العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الكاتب نزيل دمشق في كتابه المسمّى «بالخريدة» وقال : قدم دمشق ، ومدح أمراءها ، وعاد إلى بغداد ، وكبر وأسنّ ، وضعف عن الحركة فانقطع في بيته إلى أن مات.

وقد سمع شيئا من الحديث ببغداد من أبي عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحرّاني الشّاهد ، وسمع أيضا من أبي المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي رسالة من إنشاء أبي نصر ابن المجلي بروايته لها عنه. سمعنا منه ، وكتبنا عنه شيئا من شعره. وغيره أوثق منه.

قرئ على أبي الغنائم سعيد بن حمزة بن سارخ من أصل سماعه ونحن نسمع ، قيل له : أخبركم العدل أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن العبّاس الحرّاني قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النّعالي ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو ابن البختري ، قال : حدثنا يحيى بن جعفر ، قال :

__________________

(١) ترجمه سبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٥٧٧ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٩٥ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٩٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٧٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٣ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٢١١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٦٨٧ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٦٠ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢١٧.

٣٤٦

حدثنا الضّحّاك بن مخلد ، قال : أخبرنا هشام بن سعد ، عن أبي حازم ، عن سهل ابن سعد أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «منبري على ترعة من ترع الجنّة» (١).

أنشدنا أبو الغنائم سعيد بن حمزة لنفسه من قصيدة :

يا شائم البرق من شرقيّ كاظمة

يبدو مرارا وتخفيه الدّياجير

إذا سقيت الحيا من كلّ معصرة

وعاد مغناك خصبا وهو ممطور

سلّم على الدّوحة الغنّاء من سلم

وعفّر الخدّ إن لاح اليعافير(٢)

واستخبر الجؤذر(٣)السّاجي اللّحاظ أخا ال

تعذير هل عاقه عنّا معاذير

فإن يكن حال عمّا كنت أعهده

وشاب أيمانه البهتان والزّور

فلا يغرّنّ مخلوقا بمهجته

بعدي فما ذاك عند النّاس معذور

سألت أبا الغنائم بن سارخ عن مولده ، فقال : ولدت لثلاث خلون من ربيع الأوّل سنة ثمان عشرة وخمس مئة بالنّيل.

وتوفي ببغداد في شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة وست مئة.

١٥٠٦ ـ سعيد (٤) بن هبة الله بن عليّ بن نصر بن عبد الواحد ابن

__________________

(١) حديث صحيح وإن كان شيخ المؤلف قد قال فيه المؤلف ما قال ، فقد أخرجه أحمد ٥ / ٣٣٥ بلفظه بإسناد صحيح عن حسين بن محمد بهرام المرّوذي عن محمد بن مطرف ، عن أبي حازم. وأخرجه أبو عوانة في الحج كما في إتحاف المهرة ٦ / ١١٥ من طريق علي بن عياش ، والطبراني في الكبير (٥٧٧٩) من طريق سعيد بن أبي مريم ، كلاهما عن محمد بن مطرف عن أبي حازم. وأخرجه الطحاوي في شرح المشكل (٢٨٨٤) ، وابن قانع في معجم الصحابة ١ / ٢٧٠ ، والطبراني في الكبير (٥٨٠٩) و (٥٩٧١) و (٥٩٩٥) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٥ / ٢٤٧ من طرق عن أبي حازم ، به.

(٢) اليعافير ، جمع يعفور : الظبي الذي لونه كلون العفر ، وهو التراب.

(٣) الجؤذر : ولد البقرة الوحشية.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٥٥٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٠٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٤.

٣٤٧

الصّبّاغ ، أبو البركات بن أبي نصر بن أبي الحسن.

من بيت معروف بالفقه والعدالة والرّواية. تفقّه على يوسف بن بندار الدّمشقي بالمدرسة النّظامية مدة ، وسمع شيئا من الحديث من أبي عبد الله عثمان بن أبي نصر المعروف بالصّالح وغيره. والموجود من سماعه يسير. كتبنا عنه.

قرأت على أبي البركات سعيد بن هبة الله بن عليّ ابن الصّبّاغ ، قلت له : أخبرك أبو عبد الله عثمان بن أبي نصر المؤدّب قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي قراءة عليه ، قال : أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي ، قال : أخبرنا أحمد بن عيسى البرتي القاضي ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان : من يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما ، ومن يحبّ المرء لا يحبّه إلا الله ، ومن يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النّار» (١).

سألت أبا البركات ابن الصّبّاغ عن مولده فقال : في ثاني عشر ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.

وتوفي في ليلة الثلاثاء تاسع شوّال سنة أربع عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة معروف ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٠٧ ـ سعيد (٢) بن محمد بن سعيد بن محمد بن عمر ، أبو منصور بن

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٥١٨ ، وتقدم في الترجمة ٩٠١ أيضا.

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٩٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٥٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٩٧ ، والمشتبه ٣١٢ ، والعبر ٥ / ٦١ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٤٦ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٦٧.

٣٤٨

أبي سعد بن أبي منصور المعروف بابن الرّزّاز.

أحد الشّهود المعدّلين هو وأبوه وجده ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (١) ، ومن بيت الثّقة والرّواية.

شهد أبو منصور هذا عند قاضي القضاة أبي الحسن عليّ بن أحمد ابن الدّامغاني في ولايته الثانية في يوم الخميس ثامن محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وزكّاه أبو جعفر محمد بن عبد الواحد ابن الصّبّاغ وأبو جعفر هارون بن محمد ابن المهتدي بالله الخطيب. وسمع الحديث من جماعة منهم : أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، وأبو القاسم نصر بن نصر ابن العكبري الواعظ ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي منصور سعيد بن أبي سعد ابن الرّزّاز ، قلت له : أخبركم القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الشافعي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عمر المعدّل ، قال : حدثنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن الزّهري ، قال : حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد ابن الحسن الفيريابي ، قال : حدثنا عمرو بن عليّ ، قال : حدثنا يحيى بن محمد ابن قيس ، قال : حدثنا العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أتمن خان» (٢).

سألت أبا منصور ابن الرّزّاز عن مولده ، فقال : ولدت في سنة ثلاث

__________________

(١) الترجمة ١٩١.

(٢) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن محمد بن قيس.

أخرجه مسلم ١ / ٥٦ (٥٩) (١٠٩) ، والترمذي (٢٦٣١) ، وأبو يعلى (٦٥٣٣) ، وأبو عوانة ١ / ٢١ ، وابن عدي في الكامل ٧ / ٢٦٩٩. وتقدم في الترجمة ٥ و ٦٩٠ من طريق مالك بن أبي عامر عن أبي هريرة ، به.

٣٤٩

وأربعين وخمس مئة.

وتوفي في يوم الأربعاء ثاني محرم سنة ست عشرة وست مئة ، ودفن يوم الخميس بباب أبرز.

١٥٠٨ ـ سعيد (١) بن الحسين بن عليّ ، أبو منصور ، يعرف بابن البزوريّ.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن بالكرخ.

سمع أبا محمد المبارك بن أحمد الكندي ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وغيرهما. كتب عنه جماعة لمّا وجدوا سماعه ، ولم يكن من أهل هذا الشأن. وسمعنا منه على ما فيه!

قرئ على أبي منصور سعيد بن أبي عبد الله الطّحّان في درب الفراغنة من أصل سماعه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم سعيد بن أحمد بن الحسن ابن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حمّاد الواعظ ، قال (٢) : حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا عليّ بن مسلم ، قال : حدثنا أبو داود ، قال (٣) : أخبرنا ابن عون ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» (٤).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٧٠٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٦.

(٢) أخرجه الخطيب في تاريخه ١٣ / ٩٥ عن شيخه أبي الحسين أحمد بن محمد هذا ، بإسناده ومتنه.

(٣) مسند الطيالسي (١٨٤٤).

(٤) حديث صحيح.

أخرجه أحمد ٢ / ٤٩ ، وأبو نعيم في الحلية ٣ / ٤٣ ، والقضاعي في مسند الشهاب

٣٥٠

توفي سعيد هذا في أوائل شوّال سنة ست عشرة وست مئة.

١٥٠٩ ـ سعيد (١) بن أبي سعد بن عبد العزيز بن أبي سعد الجامديّ الأصل ، منسوب إلى الجامدة (٢) ، قرية من البطائح وسواد واسط.

وسعيد هذا من أهل قيلوية (٣) قرية من قرى نهر الملك قريبة من بغداد.

كان والده أحد الزّهاد وأصحاب القبول ، سكن قيلوية ، وولد ابنه سعيد بها ، وكان واعظا صالحا.

سمع أبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي وغيره. وحدّث ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وخمس مئة عن الكروخي ، فسمع منه تميم ابن البندنيجي ، ويوسف بن سعيد القطّان ، ومحمد بن عبد الغني المقدسي ، وغيرهم ، رحمهم‌الله وإيانا (٤).

١٥١٠ ـ سعيد بن محمد بن أبي الغنائم ، أبو الرّضا القزّاز ، يعرف بابن زوتان.

من أهل الحريم الطّاهري.

__________________

(٢٢١) من طرق عن ابن عون. وهو في الصحيحين من حديث نافع عن ابن عمر : البخاري ٤ / ٢٥٢ (٣٦٤٤) ، ومسلم ٦ / ٣١ (١٨٧١).

(١) ترجمه ياقوت في «الجامدة» من معجم البلدان ٢ / ٩٥ ـ ٩٦ واختلطت ترجمته بترجمة قبله فصار سعيد هذا شيخا للذي قبله ، ثم أعاده في «قيلولة» ٤ / ٤٢٣ ، وترجمه ابن ماكولا في إكمال الإكمال ٢ / ٣٣١ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٧٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٤٨٤.

(٢) قيدها المنذري فقال : بفتح الجيم وبعد الألف ميم مكسورة ودال مهملة مفتوحة وتاء تأنيث.

(٣) قيدها المنذري أيضا فقال : بفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف بعدها لام مضمومة وواو ساكنة وياء آخر الحروف مفتوحة وتاء تأنيث.

(٤) لم يذكر المؤلف وفاته مع أنها من شرطه ، وتوفي سعيد هذا في شهر رمضان من سنة ٦٠٣ ، كما في تكملة المنذري وغيره. وذكر ياقوت في معجم البلدان أنه سأله عن مولده فقال : في سنة ٥٦٤.

٣٥١

سمع أبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان ، وغيره. سمعنا منه أحاديث يسيرة.

قرأت على أبي الرّضا سعيد بن محمد ، قلت له : أخبركم أبو الفتح محمد ابن عبد الباقي بن أحمد ويعرف بابن البطّي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون إجازة ، قال : أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبد الله ابن المحاملي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عمر بن جعفر ابن سلم الختلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، قال : حدثنا الهيثم بن خارجة ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن يحيى بن يزيد ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عبد الوهاب المكّي ، عن عبد الواحد النّصري ، عن واثلة بن الأسقع ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «المسلم على المسلم حرام : عرضه ، ودمه ، وماله» (١).

١٥١١ ـ سعيد بن صدقة بن المبارك بن سعيد ، أبو الفتح.

أحد العدول ، شهد عند القاضي محمود بن أحمد الزّنجاني يوم الجمعة ثالث عشري محرم سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وزكّاه أبو منصور سعيد ابن الرّزاز والحسين ابن اللّمغاني.

١٥١٢ ـ سعيد بن أبي سعد ، أبو الخير الباقلانيّ.

من أهل باب المراتب.

سمع أبا محمد عبد الملك بن محمد البزوغاني (٢) ، وروى عنه. سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد ابن الخشّاب في سنة ست وخمسين وخمس مئة ، فيما قرأت بخطّه.

وسألت عن سعيد هذا أبا بكر محمد بن محمد الوكيل ، وكان من أهل باب

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف تقدم تخريجه والكلام عليه في الترجمة ٦٥١.

(٢) منسوب إلى بزوغى ، من قرى بغداد قرب المزرفة ، والمزرفة قائمة إلى اليوم شمالي بغداد.

٣٥٢

المراتب ، فعرفه ، وقال : كان جارنا. ولعلّ ابن الخشّاب ظفر بشيء من سماعه فقرأ عليه.

* * *

ذكر من اسمه سليمان

١٥١٣ ـ سليمان (١) بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان واسمه محمد ابن داود بن ميكال بن سلجوق ، أبو داود ، ويدعى سليمان شاه ، وشاه بالفارسية ملك ، أخو مسعود بن محمد.

قدم بغداد في خلافة الإمام أبي عبد الله محمد المقتفي لأمر الله رضي‌الله‌عنه ، وذلك في شعبان سنة خمسين وخمس مئة ، وخرج إلى تلقّيه من الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ موكب جميل صدره عز الدين أبو عبد الله محمد ابن الوزير عون الدين أبي المظفّر يحيى بن محمد بن هبيرة وسائر أرباب المناصب والحجّاب ، ودخل البلد ، وأسكن دار الأمير أحمد ابن نظام الملك عند المدرسة النّظامية.

وفي محرّم سنة إحدى وخمسين وخمس مئة خطب له على سائر منابر الجوامع بمدينة السّلام بالسّلطنة ، ونثر على الخطباء عند ذكر اسمه الدّنانير ، ولقّب ألقابا كثيرة منها : غياث الدّنيا والدّين.

وفي صفر من السّنة استدعي إلى دار الخلافة وخلع عليه الخلع السّنيّة وأعطي الأعلام والكوسات ، وخرج متوجّها نحو الجبل ولقي ملكشاه بن محمد ،

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١١ / ٢٦٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١١ ، والعبر ٥ / ١٦٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٦ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٤٢٤ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٧٧.

٣٥٣

وجرت بينهما حروب نصر فيها سليمان ، وعاد متوجها إلى بغداد بطريق شهرزور ، فخرج إليه عسكر من أهل الموصل ، فأخذوه وحملوه إلى الموصل ، فكان بها محبوسا إلى أن نفذ قضاء الله فيه.

١٥١٤ ـ سليمان (١) بن محمد بن الحسن بن محمد ابن العكبري ، أبو طالب المقرئ.

من أهل واسط ، من بيت صالح ، أهل دين وخير.

قرأ القرآت الكريم بالقراءات بواسط على أبي القاسم عليّ بن عليّ بن شيران وغيره ، وقدم بغداد وقرأ بها على أبي بكر محمد بن الحسين المزرفي ، وعلى أبي محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد سبط الشيخ أبي منصور الخيّاط ، وعلى أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري ، وسمع منهم. وسمع بواسط من القاضي أبي عليّ الحسن بن إبراهيم الفارقي ، وأبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد ، وأبي الحسن عليّ بن عبد السّلام ابن الرّيحاني ، مكّي قدمها وحدّث بها ، وغيرهم. وروى لنا عنهم. سمعنا منه ، وقرأنا عليه القرآن الكريم ، ونعم الشيخ كان دينا وصلاحا وعبادة.

توفي أبو طالب ابن العكبري بواسط في ليلة الخميس ثالث عشري محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة ، وحضرنا الصّلاة عليه يوم الخميس بالجامع بها والجمع كثير ، ودفن عند تربة كاتب حمدونة بمقبرة مسجد قصبة ، رحمه‌الله.

١٥١٥ ـ سليمان (٢) بن أرسلان بن جعفر بن عليّ ابن المتوّج ، أبو داود ابن أبي الفضل يعرف بابن شاووش.

أحد الأماثل الأعيان ، وممن عرف بالتّقدم في خدمة السّلطان ، فنظر

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٨٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٧ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٣١٥.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٩٩ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٣٥٢.

٣٥٤

بأعمال السّواد كنهر ملك ونهر عيسى بن عليّ وغير ذلك.

ولما أفضت الخلافة إلى سيّدنا ومولانا الإمام المفترض الطاعة على كافة الأنام أبي العباس أحمد النّاصر لدين الله أمير المؤمنين ـ خلد الله ملكه ـ شرّفه بتوليته النّيابة بديوان المجلس لخبره وسنّه ومعرفته وذلك في يوم الجمعة السادس من ذي القعدة من سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، وخلع عليه بالتّاج الشّريف جبّة أبريسم بيضاء مصمت وبقيار قصب أبيض لأجل العزاء بالإمام المستضيء بأمر الله رضي‌الله‌عنه. وجلس بالتّاج منفّذا للمراسم الشّريفة وسائر أرباب الدّولة عنده. وبعد انفصال العزاء جلس بالدّيوان العزيز. ولم يزل على ذلك إلى أن عزل في سادس محرم سنة ست وسبعين وخمس مئة ، فلزم بيته إلى أن توفي.

وكان فيه فضل ، ويحفظ القرآن المجيد. وقد قرأ شيئا من الفقه على أبي الوفاء بن عقيل ، وسمع منه ، ومن غيره.

ذكر أبو الحسن عليّ بن محمد البراندسي (١) أنّه سمع منه.

توفي يوم السّبت مستهل جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة الشّونيزي بالجانب الغربي قريبا من قبر سمنون الصّوفي ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥١٦ ـ سليمان بن أحمد بن محمد بن خميس الرّزّاز ، أبو داود بن أبي الفرج.

من أهل باب الأزج.

__________________

(١) منسوب إلى «براندس» قرية على نهر عيسى فوق المحول لم يذكرها ياقوت ، وهو علي بن محمد بن علي ابن الزيتوني البراندسي المتوفى سنة ٥٨٦ والآتية ترجمته في موضعها من هذا الكتاب ، وهو مترجم في تكملة المنذري ١ / الترجمة ١٠٦ ، وتاريخ ابن النجار ، الورقة ٧ (من مجلد باريس) ، وفي ذيل ابن رجب ١ / ٣٦٦ وغيرها كما في تعليقنا على التكملة.

٣٥٥

سمع أبا محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي ، وأبا الحسن علي بن أبي سعد الخبّاز وأمثالهما ، وتوفي شابا فيما أظن.

قال تميم ابن البندنيجي : توفي سليمان الرّزّاز في ذي القعدة من سنة سبع وثمانين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥١٧ ـ سليمان (١) بن أحمد بن عبد الرّحيم ، أبو داود المقرئ ، يعرف بابن العميد.

قرأ القرآن الكريم على أبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري ، وعلى أبي منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، وسمع منهما ، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السّجزي وغيرهم وروى عنهم. سمع منه قوم من الطّلبة وما لقيته.

توفي يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي بمقبرة درب الخبّازين.

١٥١٨ ـ سليمان بن عبد الوهّاب بن عبد القادر بن أبي صالح ، أبو الفتح بن أبي عبد الله بن أبي محمد الجيليّ الأصل البغداديّ المولد.

من أولاد الشّيوخ والرّواة إلا أنّه كان مشتغلا بغير العلم.

سمع شيئا من الحديث بإفادة عمّه عبد الرزاق بن عبد القادر من أبي الحسن محمد بن إسحاق ابن الصّابي الكاتب وغيره ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء ، والله أعلم.

قرأت مولده بخط أبيه في سنة ثلاث وخمسين وخمس مئة. وتوفي يوم الأربعاء تاسع جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وست مئة قبل أخيه عبد السّلام بنحو عشرين يوما ، ودفن بمقبرة الحلبة عند أبيه ، رحمهما‌الله وإيانا.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٥١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٤٢ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٣٥٠.

٣٥٦

١٥١٩ ـ سليمان (١) بن محمد بن عليّ بن أبي سعد ، أبو الفضل بن أبي البركات الموصليّ الأصل البغداديّ المولد والدّار الفقيه الصّوفي.

صحب الشّيخ أبا النّجيب السّهروردي وتفقه عليه ، وسمع الكثير بإفادة أخيه الأكبر يوسف بن محمد ، وبنفسه من جماعة منهم : أبو محمد يحيى بن عليّ ابن الطّرّاح الوكيل ، ومن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، ومن أبي الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، ومن أبي عبد الله الحسين بن عليّ بن أحمد الخيّاط سبط أبي منصور المقرئ ، ومن أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، ومن شيخ الشيوخ أبي البركات إسماعيل بن أبي سعد النّيسابوري. ومن الغرباء مثل أبي سعد أحمد ابن محمد ابن البغدادي ، وأبي بكر محمد بن جعفر بن مهران الأصبهانيين ، وأبي الوقت السّجزي ، وجماعة يطول ذكرهم.

وكان صحيح السّماع ، سليم الباطن ، سهل القياد. حدّث بالكثير. سمعنا منه.

أخبرنا أبو الفضل سليمان بن محمد بن عليّ بقراءتي عليه ، قلت له : أخبركم أبو محمد يحيى بن عليّ بن محمد المدير قراءة عليه وأنت تسمع في شعبان سنة خمس وثلاثين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن عليّ بن محمد ابن المأمون قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن عمر بن أحمد الدّارقطني ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو الرّبيع الزّهراني ، قال : حدثنا إسماعيل بن زكريا ، عن

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٨٦ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٨٩ ، وابن الفوطي في الملقبين بمجاهد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٣٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣٧ ، والمختصر المحتاج ١ / ٩٧ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٤٩.

٣٥٧

بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخازن الأمين الذي يؤدي حقّ ما أمر به طيّبة به نفسه أحد المتصدّقين» (١).

سألت سليمان هذا عن مولده ، فقال : في صفر سنة ثمان وعشرين وخمس مئة. وتوفي في ليلة الخميس ثالث عشري ربيع الأول سنة اثنتي عشرة وست مئة ، وصلّي عليه يوم الخميس ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي عند باب رباط الصّوفية هناك.

١٥٢٠ ـ سليمان (٢) بن مظفّر بن غنائم بن عبد الكريم الجيليّ.

قدم بغداد بعد الثّمانين وخمس مئة ، وأقام بالمدرسة النّظامية ، وتفقه على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وحصّل معرفة مذهبه حتى صار من أفقه أقرانه ، وأفتى ، وعلّم النّاس. وأجاز له سيّدنا ومولانا الإمام النّاصر لدين الله ـ خلّد الله ملكه ـ وروى عنه. ولم يزل على طريقة سديدة واشتغال بالعلم والخير (٣).

* * *

__________________

(١) حديث بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى في الصحيحين : البخاري في الزكاة ٢ / ١٤٢ (١٤٣٨) ، وفي الإجارة ٣ / ١١٥ (٢٢٦٠) ، وفي الوكالة ٣ / ١٣٥ (٢٣١٩) ، ومسلم في الزكاة ٣ / ٩٠ (١٠٢٣).

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٥١٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٤٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٧٠ ، والصفدي في الوافي ١٥ / ٤٢٨ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٤٨ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٣٧٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ١٤١ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٧٨ وغيرهم.

(٣) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، فقد توفي سليمان المذكور سنة ٦٣١ كما في مصادر ترجمته.

٣٥٨

ذكر من اسمه سلمان

١٥٢١ ـ سلمان (١) بن يوسف بن عليّ بن سلمان بن الحسن بن عبد الله ، أبو نصر بن أبي القاسم بن أبي الحسن بن أبي نصر الطّحّان.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن بباب البصرة. وجد أبيه سلمان بن الحسن يعرف بصاحب الذّهبيّة ، وبنوه يعرفون ببني صاحب الذّهبية ، وسلمان هذا من أولاد الشيوخ الرّواة ، حدّث هو وأبوه وجدّ أبيه.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا السّعود أحمد بن عليّ ابن المجلي ، والقاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، وأبو بكر محمد بن أبي طاهر بن مشّق ، وابنه أبو نصر محمد ، وغيرهم. وكتب لنا إجازة ، وما اتفق لنا سماع منه.

أنبأنا أبو نصر سلمان بن يوسف بن عليّ الطّحّان ، قال : أخبرنا أبو السّعود أحمد بن عليّ بن أحمد الواعظ قراءة عليه وأنا أسمع في رجب سنة سبع عشرة وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو الغنائم عبد الصّمد بن عليّ ابن المأمون قراءة عليه ، قيل له : أخبركم أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن أبي داود السّجستاني ، قال : حدثنا عبّاد بن يعقوب ، قال : حدثنا ابن المبارك ، عن أيوب عن عتبة عن قيس بن طلق ، عن أبيه ، قال : قال رجل يا رسول الله الرّجل يمسّ ذكره أيتوضأ؟ قال : «لا ، إنما هو منك» (٢).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٣١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٠٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٩٨.

(٢) إسناده ضعيف لضعف أيوب بن عتبة ، لكن رواه من هو أوثق منه : عبد الله بن بدر ، عن قيس به ، كما في رواية الترمذي والنسائي وأبي داود وابن الجارود والبيهقي. على أنّ أبا

٣٥٩

أنبأنا الحافظ عمر بن عليّ الدّمشقي ، قال : مولد سلمان ابن صاحب الذّهبية في سنة ثلاث وخمس مئة.

قلت : وتوفي ليلة الأربعاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة تسعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٢٢ ـ سلمان بن مسلم بن ربيعة السّلميّ.

من أهل الجانب الغربي ، كان ينزل محلة النّصرية ، وهو عمّ شيخنا

__________________

حاتم وأبا زرعة الرازيان ويحيى بن معين قد ضعفوا هذا الحديث وأعلوه بقيس بن طلق (العلل لابن أبي حاتم ١١١ ، والدارقطني ١ / ١٤٩ ـ ١٥٠) ، ومن صححه قال بنسخه ، على أن ابن حزم قال في المحلى ١ / ٢٣٩ : «وهذا خبر صحيح ... وإن كلامه عليه‌السلام «هل هو إلا بضعة منك» دليل بين على أنه كان قبل الأمر بالوضوء منه ، لأنه لو كان بعده لم يقل عليه‌السلام هذا الكلام ، بل يبين أن الأمر بذلك قد نسخ ، وقوله هذا يدل على أنه لم يكن سلف فيه حكم أصلا وأنه كسائر الأعضاء».

وإنما قال الناس ذلك لما ثبت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حديث بسرة بنت صفوان أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من مسّ ذكره فلا يصلّ حتى يتوضأ» وهو حديث صحيح أخرجه أحمد ٦ / ٤٠٦ ، والترمذي (٨٢) ، والنسائي ١ / ٢١٦ وغيرهم وقال الترمذي : «حسن صحيح». ثم قال : «وهو قول غير واحد من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم والتابعين ، وبه يقول الأوازعي والشافعي وأحمد وإسحاق» ثم نقل عن شيخه البخاري قوله : «أصح شيء في هذا الباب حديث بسرة».

على أنّ الترمذي قال بعد حديث طلق ١ / ١٢٧ ـ ١٢٨ : «وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبعض التابعين : أنهم لم يرو الوضوء من مس الذكر وهو قول أهل الكوفة وابن المبارك ، وهذا الحديث أحسن شيء روي في هذا الباب».

وحديث طلق بن علي هذا أخرجه : الطيالسي (١٠٩٦) ، وعبد الرزاق (٤٢٦) ، وابن أبي شيبة ١ / ١٦٥ ، وأحمد ٤ / ٢٢ و ٢٣ ، وأبو داود (١٨٢) و (١٨٣) ، والترمذي (٨٥) ، وابن ماجة (٤٨٣) ، والنسائي ١ / ١٠١ ، وابن الجارود (٢٠) و (٢١) ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٧٥ و ٧٦ ، وابن حبان (١١١٩) ، والطبراني في الكبير (٨٢٣٣) و (٨٢٣٤) ، والدارقطني ١ / ١٤٨ ـ ١٤٩ ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ١٣٤ ، والمزي في تهذيب الكمال ٢٤ / ٥٦٩. وينظر تعليقنا المطوّل على ابن ماجة.

٣٦٠