ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

ذكر من اسمه شعيب

١٥٥٢ ـ شعيب (١) بن عليّ بن عبد الواحد بن أحمد بن العبّاس الدّينوريّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو الفتوح بن أبي الحسن الخيّاط.

من أهل باب البصرة ، من أولاد الشيوخ الصّالحين والرّواة المذكورين ، روى لنا عن أبيه غير واحد ، وأثنوا عليه.

سمع شعيب من أبيه ، وحدّث عنه. سمع منه أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقيّ وأخرج عنه حديثا في «معجمه».

أخبرنا عمر بن عليّ الحافظ في كتابه ، قال : أخبرنا أبو الفتوح شعيب بن عليّ الدّينوري ، قال : أخبرني أبي ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلّال ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بالبصرة ، قال : حدثنا أبو الوليد الطّيالسي ، قال : حدّثنا زياد بن خيثمة ، قال : حدثنا سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة : أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقرأ في الصّبح ب (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) [ق : ١] ورأيت صلاته بعد تخفيفا (٢).

قال القرشيّ : وتوفي شعيب ابن الدّينوري يوم الأحد العشرين من ربيع الأول سنة إحدى وستين وخمس مئة ، وقد قارب الثمانين.

١٥٥٣ ـ شعيب (٣) بن الحسن بن عبد الباقي بن يحيى ، سبط عمر بن

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٤٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠١.

(٢) إسناده حسن ، من أجل سماك بن حرب ، وباقي رجاله ثقات.

أخرجه مسلم ٢ / ٤٠ (٤٥٨) من طريق زائدة بن قدامة الثقفي وزهير بن معاوية ، كلاهما عن سماك به. وأخرجه أحمد من هذا الوجه الذي أخرجه مسلم ٥ / ٩٠ و ١٠٢.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٨٠٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٥٤٣ ،

٣٨١

عبد الله الحربيّ المقرئ.

وشعيب هذا من أهل الحربية ، سكن قرية من قرى دجيل ، وكان يقدم البلد لأشغاله.

سمع جدّه لأمّه عمر الحربي ، وأبا الحسن عليّ بن محمد بن أبي عمر الدّبّاس ، وغيرهما. كتبنا عنه.

قرأت على شعيب بن الحسن بن عبد الباقي من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم جدّك أبو حفص عمر بن عبد الله بن عليّ المقرئ وأبو الحسن عليّ بن محمد بن أبي عمر قراءة عليهما في مجلس واحد وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قالا : حدثنا النّقيب أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبي إملاء ، قال : حدثنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران المعدّل ، قال : حدثنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا أحمد بن منصور الرّمادي ، قال : حدثنا عبد الرّزّاق ، قال (١) : أخبرنا معمر ، عن الزّهري ، عن أنس بن مالك أنّ رجلا من الأعراب أتى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله متى الساعة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما أعددت لها؟» فقال الأعرابي : ما أعددت لها من كبير أحمد عليه نفسي إلا أنّني أحبّ الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فإنّك مع من أحببت» (٢).

توفّي شعيب هذا يوم السّبت تاسع عشر ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وست مئة ، ودفن بباب حرب.

__________________

والمختصر المحتاج ٢ / ١٠١

(١) مصنف عبد الرزاق (٢٠٣١٧).

(٢) حديث صحيح.

أخرجه من طريق عبد الرزاق أحمد ٣ / ١٦٥ ، ومسلم ٨ / ٤٢ (٢٦٣٩) ، وابن مندة في الإيمان (٢٩٠).

وأخرجه الحميدي (١١٩٠) ، وابن أبي شيبة ١٥ / ١٦٩ ، ومسلم ٨ / ٤٢ (٢٦٣٩) من طرق عن سفيان بن عيينة عن الزهري ، به.

٣٨٢

١٥٥٤ ـ شعيب (١) بن أبي طاهر بن كليب بن مقبل ، أبو الغيث الضّرير.

من أهل البصرة.

قرأ القرآن الكريم بها ، وشيئا من الأدب على أبي أحمد محمد بن طلحة بن عمر ، وسمع منه. ثم قدم بغداد وتفقّه بها على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، ودرس على الشيخين أبي طالب وأبي القاسم صاحبي أبي الحسن ابن الخلّ ، وحصّل طرفا صالحا من معرفة المذهب والخلاف والأدب ، وله ترسّل وشعر.

وخرج إلى مكّة شرّفها الله وأقام بها برباط أنشأته بعض جواري دار الخلافة المعظّمة مديدة يؤمّ فيه ويقرئ العلم. ثم عاد إلى بغداد واستوطنها.

وعلّقت عنه أناشيد ؛ أنشدني أبو الغيث شعيب بن أبي طاهر البصري ببغداد ، قال : أنشدني أبو أحمد محمد بن طلحة المالكيّ بالبصرة لنفسه :

إذا كنتم للنّاس أهل سياسة

فسوسوا كرام النّاس بالجود والبذل

وسوسوا لئام النّاس بالذّلّ يصلحوا

عليه فإنّ الذّلّ أصلح للنّذل

ذكر أنّه ولد بالبصرة في سنة خمس وأربعين وخمس مئة تقريبا ، رحمه‌الله وإيانا (٢).

__________________

(١) ترجمه ابن الشعار في قلائد الجمان ٣ / الورقة ١٥٢ ، وابن الفوطي في الملقبين بعز الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٩٥ ، والذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ١٠٢ ، والصفدي في الوافي ١٦ / ١٦٣ ، وفي نكت الهميان ١٦٧ ، والسبكي في طبقات الشافعية ٨ / ١٥١ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٣ / ٩٧.

(٢) لم يذكر المؤلف وفاته ، أو هكذا وقع في النسخة الباريسية الفريدة إذ لم أجد فيها تاريخ الوفاة ، وذكر ابن الفوطي أنه توفي سنة ٦١٨ وصدّر الترجمة بالنقل عن المؤلف حصرا ، فإما أن يكون ذلك في نسخته التي نقل منها ، وإما أن يكون أضافه من مصدر آخر لعله تاريخ ابن النجار ، فكذلك جاءت وفاته عند الصفدي وغيره ، ومصدرهم تاريخ ابن النجار بلا ريب. على أن الذهبي ذكر وفاته في أول سنة ٦١٨ في «المختصر المحتاج» من غير إشارة إلى أنها من زياداته ، مما يقوي أن يكون ذلك في أصل النسخة التي اختصر منها.

٣٨٣

ذكر من اسمه شافع

١٥٥٥ ـ شافع بن عبد الملك بن عبد السّلام بن عبد الملك ، أبو الحارث بن أبي محمد ، يعرف بابن الصّدر.

من أهل الجانب الغربي ، من بيت معروفين بالرّواية ، وسيأتي ذكر أبيه وذكر ابنته ست الكمال أيضا إن شاء الله.

سمع شافع هذا من أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبي بكر أحمد بن عليّ بن الأشقر ، وغيرهما. وما أعلم أنّه حدّث بشيء ، وإن كان فيسيرا.

ذكر لي عبد الله بن أبي طالب المقرئ أنّه توفي في سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٥٦ ـ شافع (١) بن صالح بن شافع بن صالح بن حاتم بن أبي عبد الله الجيليّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو محمد بن أبي المعالي ، أخو أبي الفضل أحمد ، وهذا الأسن.

من بيت العدالة والعلم والرّواية.

شهد أبو محمد هذا عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله النّحوي قراءة عليه ونحن نسمع ، قيل له : أخبركم القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار ابن المندائي قراءة عليه وأنت تسمع في «تاريخ الحكّام بمدينة السلام» تأليفه ، فأقرّ به ، قال في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وأثبت تزكيته : وأبو محمد شافع ابن صالح بن شافع يوم الاثنين سابع محرم سنة أربع وثلاثين وخمس مئة ، وزكّاه

__________________

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥٥٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٢ ، والصفدي في الوافي ١٦ / ٧٧.

٣٨٤

الشّيخان أبو منصور سعيد بن محمد ابن الرّزّاز المعدّل وأبو منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي اللّغوي.

قلت : وابن الجواليقي لم يكن من المعدّلين ، والعادة في إثبات التّزكية أن يشهد بها العدلان فإن الرّزاز أحد العدول وابن الجواليقي شيخ محلّه من الدّين والعلم رفيع فلذلك أثبت قاضي القضاة تزكيته بشهادته وإن لم يكن متّسما بالعدالة. وعزل شافع بعد شهادته بقليل.

وسمع من أبي سعد أحمد بن عبد الجبّار ابن الطّيوري ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وأبي القاسم هبة الله بن عبد الله الشّروطي ، وأبي الحسين محمد بن محمد ابن الفرّاء ، وأبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم. وروى عنهم.

سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق ، وأبو الفضل إلياس بن جامع الإربليّ في جماعة. وأجاز لنا في سنة أربع وسبعين وخمس مئة.

أخبرنا أبو محمد شافع بن صالح بن شافع إجازة ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر ابن السّمرقندي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا مصعب بن عبد الله الزّبيري ، قال : حدثني أبي ، عن هشام بن عروة ، عن محمد ابن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ألا أخبركم على من تحرم النّار غدا ؛ على كلّ هيّن ليّن قريب سهل» (١).

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف عبد الله بن مصعب الزبيري والد المصعب ، وهو حديث خطأ ، فقد قال ابن أبي حاتم في العلل ٢ / ١٠٨ حديث ١٨١٩ : «سألت أبي وأيا زرعة عن حديث رواه مصعب بن عبد الله الزبيري عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر ، عن جابر

٣٨٥

أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ بن الخضر القرشي ، قال : سألت أبا محمد شافع بن صالح عن مولده فقال في سنة عشر وخمس مئة أو أواخرها.

وقال غيره : توفي يوم الخميس ثالث ذي الحجة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب.

* * *

__________________

عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : ألا أخبركم على من تحرم النار غدا ، على كل هين سهل قريب. قالا : هذا خطأ ، رواه الليث بن سعد وعبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأودي عن ابن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهذا هو الصحيح. قلت لأبي زرعة : الوهم ممن هو؟ قال : من عبد الله بن مصعب. قلت : ما حال عبد الله بن مصعب؟ قال : شيخ». وقال الطبراني بعد أن ساقه في معجمه الأوسط (٨٤١): «لم يرو هذا الحديث عن هشام بن عروة إلا عبد الله بن مصعب ، تفرد به ابنه». وأخرجه في الصغير أيضا (٨٩) ، وهو في مسند أبي يعلى (١٨٥٣) عن المصعب ، به.

قلت : وحديث عبد الله بن مسعود الذي أشار إليه ابن أبي حاتم في العلل : أخرجه أحمد ١ / ٤١٥ ، والترمذي (٢٤٨٨) ، وأبو يعلى (٥٠٥٣) ، وابن حبان (٤٦٩) و (٤٧٠) ، والطبراني في الكبير (١٠٥٦٢) ، والبغوي في شرح السنة (٣٥٠٥) ، والمزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٣٧٣ وإسناده ضعيف فهو من رواية عبد الله بن عمرو الأودي وهو مجهول. وأما قول أبي حاتم وأبي زرعة من أنه هو الصحيح ، فإن هذا القول منهما لا يعني تصحيح الحديث كما لا يخفى على أهل العلم ، إنما يريدان أن مجيئه من هذا الطريق هو الصحيح بصرف النظر عن صحته أو ضعفه ، وينظر تعليقنا على الترمذي (٢٤٨٨).

٣٨٦

ذكر من اسمه شاكر

١٥٥٧ ـ شاكر بن فضائل بن مسلم بن طليب ، أبو خليد.

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء وغيره. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان المعروف بالسّكّر ، وأبو إسحاق إبراهيم بن شاذي البزّاز ، وغيرهما. وأجاز لنا غير مرّة.

١٥٥٨ ـ شاكر (١) بن أحمد بن محمد ، أبو البركات بن أبي بكر الخيّاط.

من أهل الحريم الطّاهري ، يعرف بابن صديقات.

سمع أبا عليّ أحمد بن أحمد ابن الخزّاز ، وروى لنا عنه.

قرأت على أبي البركات بن أبي بكر بن محمد بن أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو عليّ أحمد بن أحمد بن عليّ المستعمل قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن أبي عثمان الدّقّاق قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله ابن البيّع ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا أحمد بن منصور ، قال : حدثنا عبد الرّزّاق ، قال (٢) : أخبرنا ابن جريج ، قال : أخبرني يحيى بن عبيد مولى السّائب أنّ أباه أخبره أنّ عبد الله بن السّائب أخبره أنّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول ما بين ركن بني جمح (٣) والرّكن الأسود : (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٨٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٧١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٢.

(٢) مصنف عبد الرزاق (٨٩٦٣).

(٣) هو الركن اليماني ، ونسب إلى بني جمح لأن بيوتهم كانت إلى جهته.

٣٨٧

الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ) (١) [البقرة : ٢٠١].

توفّي شاكر هذا في العشر الأوسط من شهر رمضان من سنة ثلاث عشرة وست مئة.

١٥٥٩ ـ شاكر بن أبي الفضائل بن أبي القاسم ، أبو القاسم ، يعرف بابن الأحدب.

من أهل باب البصرة.

سمع أبا القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي.

ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الخبّاز أنه سمع منه ، وأخرج عنه حديثا في «مشيخته».

* * *

__________________

(١) إسناده ضعيف ، فإن عبيد مولى السائب المخزومي مجهول ، تفرد بالرواية عنه ابنه يحيى بن عبيد ولم يوثقه أحد سوى ذكر ابن حبان له في الثقات ، وهو شبه لا شيء ، ولذلك ذكره الذهبي في الميزان.

أخرجه أحمد ٣ / ٤١١ عن عبد الرزاق ، به. وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١٦٩) ، وابن الجارود في المنتقى (٤٥٦) ، والطبراني في الدعاء (٨٥٩) من طريق عبد الرزاق.

وأخرجه الشافعي في مسنده ١ / ٣٤٧ ، وفي الأم ٢ / ١٤٧ ، وأبو داود (١٨٩٢) ، وابن خزيمة (٢٧٢١) ، والحاكم ١ / ٤٥٥ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٥ / ٨٤ ، وفي شعب الإيمان (٤٠٤٥) ، والبغوي في شرح السنة (١٩١٥) من طرق عن ابن جريج ، به.

٣٨٨

ذكر من اسمه شهاب

١٥٦٠ ـ شهاب بن أحمد بن محمد ، أبو الوفاء ، يعرف بابن زلزا.

من أهل عكبرا ، سمع بها من أحمد بن عمر بن ميخائيل.

قال القاضي عمر القرشي : وحدّث عنه بأحاديث ، سمع منه أبو البركات هبة الله بن المبارك ابن السّقطي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

١٥٦١ ـ شهاب بن عبد الله بن عبد المحسن العبسميّ (١) ، أبو روح الفقيه الشّافعيّ.

من أهل أبهر زنجان ، أخو القاضي أبي الحسين عبد المحسن العبسمي الذي يأتي ذكره ، وشهاب الأسن.

فقيه فاضل واعظ ، قدم بغداد ، وتفقّه بها على أسعد بن محمد الميهني ، وسمع بها أيضا وعاد إلى بلده ، ودرّس ، ووعظ ، وحدّث.

ذكر لي أبو طالب بن فرامرز الأبهري أنّه سمع منه ، وأثنى عليه.

١٥٦٢ ـ شهاب بن عليّ بن إسماعيل ، أبو السّعادات الفقيه الشافعيّ.

نيسابوريّ سكن زنجان ، وقدم بغداد حاجا في سنة ثمانين وخمس مئة ، فحج وعاد إليها فحدّث بها عن أبي بكر أحمد بن عبد الرّحمن العلوي.

سمع منه جماعة من أصحابنا ، وكتب لنا إجازة بها ، وعاد إلى بلده زنجان.

* * *

__________________

(١) منسوب إلى جد له يقال له «عبد السلام» كما ذكر ابن نقطة في ترجمة أخيه عبد المحسن في إكمال الإكمال ٤ / ٢٥٧.

٣٨٩

الأسماء المفردة في حرف الشّين

١٥٦٣ ـ شادي بن عبد الله الرّضوانيّ ، أبو عبد الله ، منسوب إلى ولاء ابن رضوان.

سمع أبا محمد الحسن بن عليّ الجوهري فيما ذكر أبو بكر المبارك ابن كامل وروى عنه. سمع منه أبو بكر هذا وروى عنه حديثا في «معجم شيوخه».

١٥٦٤ ـ شعبان (١) بن بدران بن أبي طاهر بن مضروب ، أبو طاهر الضّرير المقرئ.

من أهل بادرايا ، سكن بغداد ، ونزل الخاتونية الخارجة.

وسمع ببغداد أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وغيره ، وحدّث وروى بها. سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو العباس أحمد بن أحمد المعدّل ، وغيرهما.

أنبأنا الحافظ أبو المحاسن بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو طاهر شعبان بن بدران الضّرير ، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الكاتب ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدّثني أبي ، قال (٢) : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن هبيرة ، عن عليّ أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهديت له حلّة من حرير فكسانيها ، قال : فخرجت فيها فقال النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لست أرضى لك ما أكره لنفسي» ، فأمرني فشققتها بين نسائي خمرا : بين

__________________

(١) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ١٠٣.

(٢) مسند أحمد ١ / ١٣٧.

٣٩٠

فاطمة وعمّته (١).

قال القرشيّ : وتوفي شعبان البادرائي ببغداد في يوم الأربعاء سادس عشر جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وخمس مئة ، ودفن في يومه ، رحمه‌الله وإيانا.

١٥٦٥ ـ شيروية (٢) بن شهردار بن شيروية بن شهردار بن شيروية ، أبو الغنائم بن أبي منصور بن أبي شجاع الدّيلميّ.

من أهل همذان ، من بيت معروفين بالحديث وطلبه وجمعه وروايته. وجده أبو شجاع صاحب كتاب «الفردوس» ومصنّفه ، ووالده أبو منصور ورد بغداد وروى بها.

وأبو الغنائم هذا سمع بهمذان من جماعة من أهلها وممن وردها ، وقدم بغداد في سنة ست وأربعين وخمس مئة ، وسمع بها من القاضي أبي الفضل

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن من أجل هبيرة بن يريم الراوي عن علي ، فإنه صدوق حسن الحديث.

أخرجه البزار (٧٢٦) ، وأبو يعلى (٣١٩) من طريق محمد بن جعفر غندر ، به. وأخرجه الطيالسي (١١٩) ، وأبو يعلى (٤٤٣) من طريق شعبة ، به. وأخرجه بنحوه ابن أبي شيبة ٨ / ٣٤٦ و ١٢ / ٦٦ ، وابن ماجة (٣٥٩٦) من طريق أبي فاخته سعيد بن علاقة عن هبيرة بن يريم ، وهذا إسناد ضعيف.

على أن متن الحديث بلفظ مقارب في الصحيحين من حديث زيد بن وهب عن علي : البخاري ٣ / ٢١٣ (٢٦١٤) و ٧ / ٨٥ (٥٣٦٦) و ٧ / ١٩٥ (٥٨٤٠) ، ومسلم ٦ / ١٤٢ (٢٠٧١). وتنظر طرقه الأخرى وتمام تخريجه في تعليقنا المفصّل على ابن ماجة (٣٥٩٦).

(٢) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٩٦ ، وفي إكمال الإكمال ١ / ٢٩٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٠٥ ، وابن الفوطي في الملقبين بفخر الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ٢١٢٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١١٩٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٣ ، والصفدي في الوافي ١٦ / ٢١٨ ، والأشرف الغساني في العسجد المسبوك ٢٨٩.

٣٩١

محمد بن عمر الأرموي ، وغيره. وعاد إلى بلده وحدّث به مدة ، وكتب إلينا من هناك إجازة برواية مسموعاته.

أنبأنا أبو الغنائم شيروية بن شهردار الدّيلمي في كتابه إلينا ، قال : أخبرنا القاضي أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد ، قال : أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد العلوي الأقساسي ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي ، قال : حدثنا صالح بن وصيف ، قال : حدثنا أحمد بن ملاعب البغدادي ، قال : حدّثني عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة ، قال : حدثنا سلّام بن أبي مطيع ، قال : حدثنا قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «المستثار مؤتمن» (١).

كتب إلينا شيروية هذا بالإجازة فوصل إلينا خطّه في ذي القعدة من سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وبلغنا أنّه توفي بعد ذلك بيسير إما في أواخر هذه السنة أو أول سنة ثمان وتسعين ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

«آخر الجزء التاسع والعشرين من الأصل»

* * *

__________________

(١) إسناده ضعيف جدا ، عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة متروك ، ولكن متن الحديث صحيح ، فقد ورد عن عدد من الصحابة منهم : أبو هريرة ، وأم سلمة ، وابن مسعود ، وابن عمر ، وأبو مسعود البدري وغيرهم ، فينظر جامع الترمذي (٢٨٢٢) و (٢٨٢٣) وتعليقنا عليه.

٣٩٢

حرف الصّاد

ذكر من اسمه صالح

١٥٦٦ ـ صالح بن المبارك بن جعفر بن مسلم ، أبو الفضل الهاشميّ.

قرأ القرآن الكريم ، وتفقّه ، وسمع الكثير (١).

١٥٦٧ ـ (٢) صالح (٣) بن المبارك بن محمد بن عبد الواحد ، أبو محمد ابن أبي المعالي المقرئ ، يعرف بابن الرّخلة القزّاز.

كان يسكن الكرخ.

سمع بإفادة أبيه من ابن طلحة النّعالي ، وأبي الحسين ابن الطّيوري. سمع منه عمر القرشي ، وعليّ بن أحمد الزّيدي ، وتميم بن أحمد (ابن البندنيجي) ، وابن مشّق ، وجماعة.

توفّي في صفر سنة اثنتين وسبعين وخمس مئة. من خط عمر القرشي).

١٥٦٨ ـ (٤) صالح (٥) بن عبد الرّحمن بن عليّ بن زرعان ، أبو

__________________

(١) حدث في هذا الموضع خرم في النسخة قدر ورقة واحدة لا ندري عدد التراجم الساقطة ، وسنحاول إعادة بناء بعض التراجم التي تحقق عندنا أن المؤلف ذكرها ، من المختصر المحتاج ، وسأضع هذه التراجم بين حاصرتين وأشير إلى المصدر المنقول منه ..

(٢) هذه الترجمة ساقطة من نسخة الأصل استفدناها من المختصر المحتاج ٢ / ١٠٤.

(٣) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٦٨٧ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٥١٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٠ ، والعبر ٣ / ٦٢ ، والمشتبه ٣١١ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٤ / ١٦٢ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٢ / ٥٩٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٨٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٤١.

(٤) هذه الترجمة ساقطة من نسخة الأصل ، وهذا المختصر مستفاد من المختصر المحتاج ٢ / ١٠٥.

(٥) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٢٨.

٣٩٣

محمد التّاجر.

أحد الأعيان. سمع هبة الله بن الحصين ، وأبا غالب محمد بن الحسن الماوردي ، وأبا غالب محمد بن الحسن ابن البنّاء ، والمزرفي ، وجماعة. وكتب بخطّه عنهم.

سمع منه عمر القرشي ، ومحمد بن أحمد السّيّدي ، وآخرون. توفّي سنة تسع وسبعين وخمس مئة).

١٥٦٩ ـ (صالح بن عليّ بن أحمد بن خليفة المقرئ الضرير ، أبو الورد الصّرصريّ ، من أهل صرصر الأدنى (١).

قرأ (٢) عليه شيخنا أبو طاهر خليل بن أحمد بن علي بن خليل الجوسقي ، وقال :) كان شيخنا أبو الورد مقرئا حافظا قد قرأ بالقراءات ببغداد على جماعة منهم : أبو محمد ابن بنت الشّيخ أبي منصور الخيّاط ، وأبو محمد دعوان بن علي الجبّائي ، وأبو الكرم ابن الشّهرزوري ، وغيرهم. وعاش ، وكبر وأسنّ ، وأقرأ النّاس بقريته ، وقرأنا عليه. وأثنى شيخنا خليل عليه ، ثم قال : توفّي في سنة سبع وتسعين وخمس مئة ونحوها. هذا كلّه كتبته عنه لفظا.

١٥٧٠ ـ صالح بن دهبل بن عليّ بن كاره ، أبو عبد الله بن أبي الحسن.

من أهل الحريم الطاهري.

هكذا وجد اسمه في بعض مسموعاته وكنيته أبو عبد الله ، وهو وهم ،

__________________

(١) استفدت اسمه من تكملة المنذري ١ / الترجمة ٦٣٠ ، وهو مترجم في تاريخ الإسلام للذهبي ١٢ / ١٠٩٨.

(٢) هذه العبارة إلى الحاصرة من إنشائي استنتجتها ، فقد ذكر المؤلف في ما بقي من الترجمة أنه ينقل من شيخه خليل ، واسترجمت أن خليل هذا هو المذكور في هذه العبارة لأنّه كان يتولى الخطابة في ناحية صرصر ، فلا بد أنه هو المقصود بذلك ، بل لا يعرف من شيوخه من اسمه خليل يمكن أن ينطبق عليه ذلك سواه ، والله الموفق.

٣٩٤

والصواب أنّ اسمه عبد الله وكنيته أبو محمد هكذا في الطبقات القديمة بخطوط المعتبرين ، وبعبد الله كان مشهورا ، ولكن ذكرناه ههنا على ما وقع ، وسنذكره في حرف العين أتم من هذا إن شاء الله تعالى (١).

١٥٧١ ـ صالح (٢) بن محمد بن عليّ بن بارس (٣) ، أبو جعفر.

من أهل باب الأزج.

شاخ وأسنّ ، وجد سماعه من أبي الفضل عبد الملك بن عليّ بن يوسف ، وسمع النّاس منه بتعريف أبي القاسم تميم بن أحمد ابن البندنيجي له. ولم يكن من أهل هذا الشأن. كتبنا عنه أحاديث.

قرأت على أبي جعفر بن بارس : أخبركم أبو الفضل عبد الملك بن عليّ بن عبد الملك قراءة عليه في سنة إحدى وعشرين وخمس مئة ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الباقرحي ، قال : حدثنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن حمّاد الواعظ ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب بن بهلول ، قال : حدثنا جدي ، قال : حدثنا موسى ، عن قيس ، عن محارب ، عن جابر ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «نعم الإدام الخلّ» (٤).

__________________

(١) الترجمة ١٦٤٥ ، وسنخرج ترجمته هناك.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢١٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٣١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٥ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٢١.

(٣) قيده المنذري في التكملة فقال : بفتح الباء الموحدة وبعد الألف راء مهملة مكسورة وسين مهملة.

(٤) حديث صحيح ، قيس هو ابن الربيع ، ومحارب هو ابن دثار.

أخرجه ابن أبي شيبة ٨ / ٣٣٧ ، وأحمد ٣ / ٣٧١ ، وأبو داود (٣٨٢٠) ، والترمذي (١٨٤٢) ، وفي الشمائل (١٥٣) ، وابن ماجة (٢٣١٧) ، وأبو يعلى (١٩٨١) و (٢٢٠١) ، والطبراني في الأوسط (٦٢٥) و (٨٨١٢) ، والخطيب في تاريخه ٤ / ٤٠٤ و ٩ / ٦٧ و ١٢ / ٥٩ بتحقيقنا.

٣٩٥

توفي صالح هذا يوم الجمعة تاسع شوّال سنة اثنتين وست مئة ، وقد بلغ التّسعين أو جاوزها.

١٥٧٢ ـ صالح (١) بن عليّ بن النّفيس بن عليّ بن محمد بن محمد بن الأخضر ، أبو طالب المعروف بابن الخطيب.

من أهل الأنبار ، أحد عدولها.

سمع بالأنبار من عمّ أبيه أبي نصر يحيى بن عليّ. وهو من أهل بيت معروفين بالرّواية والتّحديث. قدم علينا بغداد مرارا كثيرة وكتبنا عنه بها.

قرأت على أبي طالب صالح بن عليّ بن النّفيس الأنباري ببغداد ، قلت له : أخبركم عمّ والدك أبو نصر يحيى بن عليّ بن محمد الخطيب قراءة عليه وأنت تسمع بالأنبار ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبي أبو الحسن عليّ بن محمد بن محمد الخطيب الأقطع ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطّار إملاء ، قال : حدثنا الحسن ابن عرفة ، قال : حدثنا إسماعيل بن عيّاش ، عن عمارة بن غزيّة الأنصاري ، عن أبي الزّبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أعطي عطاء فوجد فليجز به ، فإن لم يجد فليثن به ، فإنه إذا أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره ، ومن تحلّى بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور» (٢).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٧٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٧٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٦.

(٢) إسناده ضعيف ، إسماعيل بن عياش ضعيف في روايته عن غير أهل بلده ، وعمارة بن غزية ليس منهم ، وقد أخطأ في إسناد هذا الحديث فجعله عن عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر ، حيث خالفه يحيى بن أيوب فرواه عن عمارة بن غزية ، عن شرحبيل بن سعد ، عن جابر ، وهو المحفوظ ، قال أبو زرعة الرازي عن حديث إسماعيل بن عياش : «هذا خطأ ، إنما هو عن عمارة بن غزية عن شرحبيل عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم» (العلل لابن أبي حاتم ٢٥٦٩) ، ونظرا لضعف شرحبيل بن سعد (كما بيناه في تحرير التقريب) فقد جاء مبهما

٣٩٦

سألت أبا طالب ابن الخطيب هذا عن مولده ، فقال : يوم عيد الفطر من سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة بالحلّة المزيدية.

وخالفه في ذلك أخوه أبو القاسم عبد الله ، وكان أسنّ منه ، فقال : ولد في سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.

قلت : وتوفي بالموصل في شعبان سنة ثلاث وست مئة ، فيما بلغنا ، والله أعلم.

١٥٧٣ ـ صالح (١) بن القاسم بن يوسف بن عليّ ، أبو حامد ، يعرف بابن كوّر (٢).

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وروى عنه. سمعنا منه.

قرأت على أبي حامد صالح بن القاسم القزّاز ، قلت له : أخبركم أبو القاسم

__________________

في بعض الروايات ، كما عند أبي داود (٤٨١٣) والبيهقي في السنن الكبرى ٦ / ١٨٢ من طريق بشر بن المفضل عن عمارة بن غزية ، عن رجل من قومه ، عن جابر ، قال أبو داود : «وهو شرحبيل كأنهم كرهوه فلم يسموه» ، وقال أبو حاتم في الرجل المبهم مثل هذا (العلل ٢٤٦٩) فتبين مما تقدم أن مدار الحديث على شرحبيل بن سعد ، وهو ضعيف.

ورواه أيوب ين سويد عن الأوزاعي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر عند ابن عدي في الكامل ١ / ٣٥٦ ، وأيوب ضعيف ، فكيف إذا خولف هنا ، وإنما ساقه ابن عدي في ترجمته منتقدا عليه هذه المخالفة. وقد تقدم تخريجه في الترجمة (١٤٥١) فراجعه هناك.

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٥ / ١١٦ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٤٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٠٠ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٦ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥٧٦ و ٧ / ٣٤٥ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ١١٩٨ ، والزبيدي في تاج العروس ١٤ / ٨١.

(٢) قيده المنذري في التكملة فقال : بفتح الكاف وكسر الواو وتشديدها وآخره راء مهملة ، كان أبوه يعرف به ، وكان أبوه أيضا نقالا ـ بالنون ـ.

٣٩٧

سعيد بن أحمد بن الحسن قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن الحسن بن أبي عثمان ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد ابن أحمد بن رزقوية ، قال : حدثنا أبو بكر مكرم بن أحمد بن مكرم البزّاز ، قال : حدثنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب ، قال : أخبرنا أبو نصر عبد الوهّاب ابن عطاء الخفّاف ، قال : حدثنا محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من صلّى على جنازة فله قيراط ، ومن تبعها حتّى يقضى قضاها فله قيراطان أحدهما ، أو قال : أصغرهما ، مثل أحد» (١).

* * *

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن من أجل محمد بن عمرو بن علقمة.

أخرجه أحمد ٢ / ٤٧٠ و ٤٩٨ و ٥٠٣ ، والترمذي ١٠٤٠ ، والبغوي ١٥٠٢ ، وقال الترمذي : حسن صحيح.

وهو في الصحيحين كذلك من طريق الأعرج عن أبي هريرة : البخاري ٢ / ١١٠ (١٣٢٥) ، ومسلم ٣ / ٥١ (٩٤٥). وله طرق كثيرة استوعبناها في تعليقنا على الترمذي (١٠٤٠).

٣٩٨

ذكر من اسمه صدقة

١٥٧٤ ـ صدقة (١) بن الحسين بن أحمد بن محمد بن وزير ، أبو الحسن ابن أبي عبد الله الواسطيّ.

من أهل قرية تعرف بخسّابور (٢) ، كان أبوه من تنّائها ومتقدّميها. ولد بها ونشأ ، وأحبّ الاشتغال بالعلم والزّهد في الدّنيا ، فترك ما كان فيه وأقبل على طلب العلم ، وصار إلى واسط ، وحفظ بها القرآن الكريم ، وقرأه بالقراءات العشر على أبي الفتح المبارك بن زريق الحدّاد وغيره. وطلب الحديث ، فسمع هناك من أبي محمد عبد الرّحمن بن الحسين ابن الدّجاجي ، ومن أبي الحسن عليّ بن المبارك بن نغوبا وغيرهما. وحصّل طرفا من معرفة العربية ، وتكلّم في الوعظ ، وصار له بها قبول كثير. وأخذ نفسه بالمجاهدة ، والرّياضة ، وإدامة الصّوم ، وكثرة العبادة. ولم يزل على طريقة محمودة. وله أتباع من أهل الخير.

ثم قصد بغداد ، وسكنها ، ونزل بباب المراتب ، وأكثر الاشتغال بطلب الحديث وسماعه وكتابته ؛ فسمع من الشريف أبي المظفّر محمد بن أحمد بن عبد العزيز الخطيب ، ومن أبي منصور مسعود بن عبد الواحد بن الحصين ، ومن الشريف أبي جعفر أحمد بن محمد نقيب مكة ، ومن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى الهروي ، ومن أبي المظفّر سعيد بن سهل الفلكي ، ومن أبي القاسم أحمد

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٠٤ ، وابن الأثير في الكامل ١١ / ٢٨٩ ، وسبط ابن الجوزي في مرآة الزمان ٨ / ٢٤٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٢٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٠٦ ، والصفدي في الوافي ١٦ / ٢٩١ ، والسبكي في الطبقات ٧ / ١١٢ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٢٤٥ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٣٤٨.

(٢) هكذا يتلفظها العوام ، وهي خسروسابور التي ذكرها ياقوت في معجم البلدان ٢ / ٣٧١ ، وقد تقدم ذكرها على الوجه في ترجمة تلميذ صدقة هذا : أحمد بن أبي الهياج بن علي الواسطي ٢ / ٤٤١ ، الترجمة ٩٢٩.

٣٩٩

ابن المبارك بن قفرجل ، ومن أبي الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي.

وقد سمع بالبصرة من أبي إسحاق إبراهيم بن عطيّة إمام جامعها ، وبالكوفة من أبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة ، وبمكة ـ شرّفها الله ـ من أبي عبد الله محمد بن حمزة القرشي ، وغيرهم.

وكتب بخطّه الكثير ، وتكلّم بها في الوعظ ، وبني له رباط بقراح القاضي وسكنه في جماعة من الفقراء كان يخدمهم بنفسه ، ويواسيهم بما يفتح عليه ، ويأخذ نفسه بكثرة المجاهدة ، وإدامة العبادة إلى أن مرض مرضه الذي مات فيه.

وقد روى القليل ؛ سمع منه جماعة من أصحابه منهم : أحمد بن أبي الهيّاج ابن عليّ الذي خلفه بعد موته في خدمة الفقراء ، وأحمد بن مبشّر بن زيد ، وعمر ابن محمد بن هارون المقرئ ، ومسعود بن محمد بن قراتكين ، وعليّ بن نصر الحلّي ، وغيرهم.

قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن هارون المقرئ من أصل سماعه ، قلت له : حدّثكم أبو الحسن صدقة بن الحسين بن أحمد بن وزير من لفظه ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن حمزة بن محمد القرشي بحرم الله تعالى تجاه الكعبة الشّريفة ، قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد السّلمي ، قال : أخبرنا جدّي محمد بن أحمد بن عثمان ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن سهل ، قال : حدثنا عليّ بن حرب ، قال : حدثنا الحسن الأشيب ، عن حمّاد بن سلمة ، عن سعيد الجريري ، عن أبي العلاء (١) ، عن عثمان بن أبي العاص أنّه سمع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اللهم اغفر لي ذنبي ، خطئي وعمدي ، اللهمّ إني استهديك لأرشد أمري ،

__________________

(١) هو يزيد بن عبد الله بن الشخّير.

٤٠٠