ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

فلم يزل على هذه القاعدة إلى أن توفّي الإمام المستنجد بالله في تاسع شهر ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة ، وولي ولده الإمام المستضيء بأمر الله أبو محمد الحسن في عاشر الشّهر المذكور فولّاه وزيره أبو الفرج محمد بن عبد الله بن المظفّر قضاء القضاة شرقا وغربا بإذن الإمام المستضيء بأمر الله له في ذلك في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شهر ربيع الآخر المذكور ، وخاطبه بالولاية من غير أن يخلع عليه ولا كتب عهده لأجل عزاء الإمام المستنجد بالله ، ثم خلع عليه وقرئ عهده بعد ذلك ، فاستناب ولده أبا المعالي عبد الملك في الحكم والقضاء بدار الخلافة المعظّمة وما يليها وغير ذلك من الأعمال المردودة إليه ، ولم يزل على حكمه وقضائه إلى أن توفّي على ما سيأتي ذكره.

وسمع الحديث من أبي منصور محمد بن عبد الباقي البجلي الكوفي ، وأبي القاسم إسماعيل بن الفضيل الجرجاني ، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، وغيرهم ، وحدّث عنهم.

سمع منه أبو الحسن صدقة بن الحسين الواعظ الواسطيّ ، وأبو المفاخر محمد بن محفوظ الجرباذقاني ، والشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي. وحدّثنا عنه جماعة.

قرأت على أبي الفضل إسفنديار بن الموفّق بن أبي عليّ الكاتب ، قلت له : أخبركم قاضي القضاة أبو طالب روح بن أحمد بن محمد الحديثي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الباقي بن مجالد الكوفي قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله ابن عليّ بن أبي قربة العجليّ ، قال : أخبرنا أبو الطّيّب محمد بن الحسين التّيملي ، قال : حدثنا عبد الله بن زيدان البجلي ، قال : حدثنا حسين بن زيد ،

٢٨١

قال : حدثنا عائذ بن حبيب ، عن صالح (١) ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أشرف المجالس ما استقبل به القبلة» (٢).

أنبأنا القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي ، قال : سألت قاضي القضاة روح ابن الحديثي عن مولده ، فقال : في سنة اثنتين وخمس مئة. قال : وتوفي يوم الاثنين خامس عشري محرم من سنة سبعين وخمس مئة. وقال غيره : وصلّي عليه بجامع القصر الشّريف ، ودفن بتربة له بقراح ظفر.

١٤٣٤ ـ روح بن محمد بن روح بن أحمد ابن الحديثي ، أبو طالب بن أبي عليّ بن أبي طالب ، حفيد المقدّم ذكره.

شاب من أولاد القضاة والعدول وقد تقدم ذكر أبيه (٣).

__________________

(١) هو صالح بن حسان النصري المدني.

(٢) إسناده ضعيف جدا ، صالح بن حسان المدني متروك ، كما في التقريب. ورواه عيسى بن ميمون المدني المعروف بالواسطي وهو متروك أيضا عن محمد بن كعب القرظي ، به (ميزان الاعتدال ٣ / ٣٢٦) ، وتقدم بالإسناد نفسه في الترجمة ١٠٦٩ بلفظ «الصلاة» بدلا من «القبلة».

وأخرجه الطبراني في الكبير (١٠٧٨١) من طريق هشام بن زياد وهو متروك أيضا.

وأخرجه الطبراني في الأوسط (٨٣٥٧) من حديث ابن عمر وفيه حمزة بن أبي حمزة متروك أيضا.

ولكن أخرجه الطبراني في الأوسط أيضا (٢٣٧٥) عن إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ، عن عمرو بن عثمان ، قال : حدثنا محمد بن خالد الوهبي ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن لكل شيء سيدا ، وإن سيّد المجالس قبالة القبلة». وهذا إسناد حسن ، فعمرو بن عثمان هو ابن سعيد الحمصي المتوفى سنة ٢٥٠ وهو ثقة كما بيناه في تحرير التقريب ٣ / ١٠٠ ، وروايته عن محمد بن خالد الوهبي مصرّح بها في تهذيب الكمال ٢٢ / ١٤٥ ، ومحمد بن خالد ثقة كما بيناه في تحرير التقريب ٣ / ٢٣٥ ، ومحمد بن عمرو بن علقمة من رجال الشيخين لكن حديثه لا يرتقى كله إلى مراتب الصحة لذلك روى له البخاري مقرونا بغيره وروى له مسلم في المتابعات حسب ، وهو صدوق حسن الحديث كما بيناه في التحرير أيضا ٣ / ٢٩٩ ، والله الموفق للصواب.

(٣) ١ / الترجمة ١٨٢.

٢٨٢

من ساكني دار الخلافة المعظّمة ـ شيّد الله قواعدها بالعز ـ في دار جدّه قاضي القضاة روح بن أحمد بباب العامة.

تفقه على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه على الشّيخ أبي القاسم يعيش بن صدقة صاحب أبي الحسن ابن الخل ، وسمع شيئا من الحديث من جماعة ، وتوفّي شابا قبل أوان الرّواية يوم الجمعة ثاني صفر سنة إحدى عشرة وست مئة ، ودفن عند جدّه بقراح ظفر.

* * *

الأسماء المفردة في حرف الرّاء

١٤٣٥ ـ رمضان بن أبي الأزهر بن عبد الله ، أبو الحسين الواسطيّ.

سكن بغداد واستوطنها ، وصحب الشّيخ عبد القادر الجيليّ ولازمه وسمع معه ومع أولاده من جماعة منهم : أبو الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبو الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبو الوقت السّجزي ، وغيرهم.

وحدّث بشيء يسير ؛ سمع منه أبو القاسم عمر بن مسعود البزّاز وغيره.

١٤٣٦ ـ رستم (١) بن سرهنك الواعظ.

من أهل الجانب الغربي ، كان يسكن على نهر عيسى في موضع يعرف بشارع رزق الله ويعظ ويتكلّم.

ذكره صدقة بن الحسين النّاسخ في «تاريخه» فقال : كان من أصحاب أبي الحسن عليّ بن عبيد الله ابن الزّاغوني. قال : وتوفي في يوم الثلاثاء سادس عشري ربيع الأول سنة تسع وستين وخمس مئة ، وصلّي عليه ، ودفن بمقبرة

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٤٨ ، والصفدي في الوافي ١٤ / ١١٩.

٢٨٣

أحمد ، يعني بباب حرب.

قلت : وقد روى شيئا من الحديث.

١٤٣٧ ـ راضي بن أسعد بن راضي المقرئ الضرير.

من ساكني المأمونية. سمع أبا الخطّاب محفوظ بن أحمد الكلوذاني ، وحدّث عنه.

سمع منه أبو الفضل إلياس بن جامع الإربليّ ، وروى عنه في تخريجه ، وذكر أنّه سمع منه ببغداد.

١٤٣٨ ـ رجب (١) بن مذكور بن أرنب ، أبو الحرم (٢) ، وقيل : أبو عثمان ، بن أبي المختار الأكّاف.

سمع مع أبيه وأخيه ثعلب من جماعة منهم : أبو القاسم هبة الله بن محمد ابن الحصين ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء وأخوه أبو عبد الله يحيى ، وغيرهم ، وروى عنهم. وكان أميّا لا يعرف شيئا.

سمع منه قبلنا القاضي عمر بن عليّ القرشي وجماعة ، وسمعنا منه.

أخبرنا أبو عثمان رجب بن مذكور بن أرنب قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد ابن البنّاء قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن جابر بن ياسين بن الحسن الحنّائي ، قال : أخبرنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون ، قال : حدثنا الحسين بن يحيى بن عيّاش القطّان ، قال : حدثنا الحسن بن الصّبّاح الزّعفراني ، قال : حدثنا سفيان بن

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٢٤٧ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٠٩ ، والنعال في مشيخته ١١٣ ـ ١١٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٧٠ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٢٢٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٦٩ ، والمشتبه ٢٢٩ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٣ / ١٩٩ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ١ / ٤٣١.

(٢) الحرم : بالحاء والراء المهملتين المضمومتين ، قيده ابن نقطة والمنذري والذهبي وغيرهم.

٢٨٤

عيينة ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، قال : قال عبد الله بن مسعود : كنّا نسلّم على النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيردّ علينا حتّى أتينا أرض الحبشة فلمّا رجعت سلّمت عليه وهو يصلّي فلم يرد عليّ ، فأخذني من ذلك ما قرب وما بعد حتى إذا قضى صلاته أخبرته ، فقال : «إنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، وإنّه قد أحدث أن لا تكلّموا في الصّلاة» (١).

توفي رجب بن مذكور في ليلة الأحد ثالث عشر شهر رمضان سنة تسع وثمانين وخمس مئة.

١٤٣٩ ـ رافع (٢) بن عليّ بن رافع ، أبو البدر العلويّ الموسويّ.

من ساكني مشهد الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

علويّ خيّر. سمع من أبي عليّ أحمد بن محمد ابن الرّحبي وغيره ، وله شعر. سمعنا منه.

قرئ على أبي البدر رافع بن عليّ العلوي وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو

__________________

(١) إسناده حسن من أجل عاصم ، وهو ابن أبي النجود ، وباقي رجاله ثقات ، أبو وائل هو شقيق ابن سلمة الكوفي.

أخرجه الشافعي في مسنده ١ / ١١٩ ، وعبد الرزاق (٣٥٩٤) ، والحميدي (٩٤) ، وابن أبي شيبة ٢ / ٧٣ ، وأحمد ١ / ٣٨٠ ، والنسائي في المجتبى ٣ / ١٩ ، وفي الكبرى (٥٥٩) و (١١٤٤) ، وأبو يعلى (٤٩٧١) ، والطبراني في الكبير (١٠١٢٢) ، وابن حبان (٢٢٤٣) ، و (٢٢٤٤) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ٣٥٦ ، من حديث سفيان بن عيينة. بهذا الإسناد.

وأخرجه أبو داود (٩٢٤) ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ٤٥١ و ٤٥٥ ، والطبراني في الكبير (١٠١٢٣) من طرق عن عاصم ، به.

(٢) ترجمه المنذري في وفيات سنة ٦٢٩ من التكملة ١ / الترجمة ٢٤١٣ فقال : وفي الثامن عشر من شعبان توفي الشريف الصالح أبو البدر رافع ... ودفن بمشهد التبانين» ، وتبعه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٨١ لكنه وهم فنسب تاريخ وفاته إلى ابن الدبيثي ، وابن الدبيثي لم يذكر أحدا توفي بعد سنة ٦٢١.

٢٨٥

عليّ أحمد بن محمد بن أحمد ابن الرّحبي العطّار قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو العز محمد بن المختار بن محمد قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن لؤلؤ ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الورّاق ، قال : حدثني أبي ويحيى بن صاعد ، قالا : حدثنا عليّ بن حرب الطّائي ، قال : حدثنا أبو الصّلت الهروي وهو عبد السّلام بن صالح ، قال : حدثني عليّ بن موسى الرّضا ، قال : حدثني أبي ؛ موسى بن جعفر ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الإيمان إقرار باللّسان ومعرفة بالقلب وعمل بالأركان» (١).

* * *

__________________

(١) موضوع ، وآفته أبو الصلت الهروي أحد الروافض الكذابين ، قال الدار قطني بعد أن ساقه : «وهو متهم بوضعه لم يحدث به إلا من سرقه منه ، فهو الابتداء في هذا الحديث» (وينظر تهذيب الكمال ١٨ / ٧٣ ـ ٨٢).

أخرجه ابن ماجة (٦٥) ، والخطيب في تاريخه ٢ / ٦٧ و ٣ / ٤٢١ و ١١ / ٢٨ و ١٢ / ٥٨ و ٣١٧ و ٣٢٢ ، وابن الجوزي في الموضوعات (٣٦) و (٣٧) ، وقال : حديث موضوع لم يقله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٨٦

حرف الزّاي

ذكر من اسمه زيد

١٤٤٠ ـ زيد بن إبراهيم بن برهو ، أبو البقاء.

روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل في «معجم شيوخه» وقال : أنشدني ، قال : أنشدني أبو عبد الله المواقيتي بالأهواز :

الأمان الأمان وزري ثقيل

وذنوبي إذا عددن تطول

أوبقتني وأوقعتني ذنوبي

فترى لي إلى الخلاص سبيل؟

١٤٤١ ـ زيد (١) بن عليّ بن زيد ، أبو الحسين السّلميّ.

من أهل دمشق.

قدم بغداد ، وقرأ بها القرآن الكريم بالقراءات على جماعة من الشيوخ ، وسمع بها الحديث من جماعة ، وعاد إلى بلده. وحدّث هناك بشيء يسير.

مولده في ليلة الخميس ثاني شهر ربيع الأول سنة سبع وخمس مئة.

وتوفي بدمشق في ليلة الخميس ثامن عشر ذي الحجة (٢) سنة إحدى وستين وخمس مئة ودفن بباب الصّغير.

١٤٤٢ ـ زيد (٣) بن أبي القاسم بن الحسن ، أبو منصور البزّاز.

من أهل همذان.

سمع ببلده من الحافظ أبي جعفر الهمذاني ، وبنيسابور من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، وأبي الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، وأبي

__________________

(١) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٩ / ٤٨٠ ـ ٤٨١ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٤٨.

(٢) في تاريخ دمشق والذهبي : في المحرم.

(٣) ترجمه الذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ٧٠.

٢٨٧

المحاسن عبد الماجد بن عبد الواحد القشيري ، وأبي الحسن عليّ بن عبد الله بن الهيصم.

قدم بغداد في سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، وحدّث بها ، وسمع منه بها الحافظ يوسف بن أحمد البغدادي ، وأبو حامد أحمد بن محمد بن إسحاق الأصبهاني ، وفضل الله بن عبد الرّحمن الميهني.

وذكره الحافظ يوسف ، فقال : شيخ صالح يحبّ الحديث وأهله.

أنبأنا أبو العز يوسف بن أحمد بن إبراهيم الشّيرازيّ ، ومن خطّه نقلت ، قال : قرأت على أبي منصور زيد بن أبي القاسم البزّاز الهمذاني ببغداد بعد عوده من الحجّ في صفر سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، قلت له : أخبركم أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي بنيسابور ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا جدي لأمي أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيريّ ، قال : أخبرنا أبو الحسين الخفّاف ، قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق السّرّاج ، قال : حدثنا لوين (١) ، قال : حدثنا أبو أسامة ، عن بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ أعظم النّاس أجرا في الصّلاة أبعدهم ممشى فأبعد ، والذي ينتظر الصّلاة حتى يصلّيها في جماعة أعظم أجرا من الذي يصلّيها ثم ينام» (٢).

١٤٤٣ ـ زيد بن الحسين بن زيد بن أبي الحسن ، ويعرف بأبوجة ، بن حمزة بن الحسين بن محمد بن الحسين بن عليّ بن عمر الأفطس بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، أبو طالب.

من أهل أصبهان.

__________________

(١) في الأصل : «أبو لوين» خطأ ، ولوين هو محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي ، كوفي الأصل نزل المصيصة ، وقدم بغداد مرات ، وتوفي سنة ٢٤٦ وهو شيخ أبي داود والنسائي.

(٢) أبو أسامة هو حماد بن أسامة ، وبريد هو ابن عبد الله بن أبي بردة ، وحديث أبي أسامة هذا في الصحيحين : البخاري ١ / ١١٦ (٦٥١) ، ومسلم ٢ / ١٣٠ (٦٦٢).

٢٨٨

سمع ببلده من أبي بكر بن أبي ذر الصّالحاني ، ومن فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية ، وغيرهما.

وقدم بغداد حاجا ، وحدّث بها بعد عوده من الحج في سنة سبع وسبعين وخمس مئة ، فسمع منه جماعة من أصحابنا ، ولم أكن حينئذ ببغداد ، وقد أجاز لنا. وذكر لي عبد الله بن أحمد الخبّاز أنّه توفي بأصبهان في سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، والله أعلم ، رحمه‌الله وإيانا.

١٤٤٤ ـ زيد (١) بن ثابت بن مقلّد ، أبو عبد الله الورّاق.

من أهل الجانب الغربي ، من محلة الشار سوك (٢).

شيخ مقلّ ، وجدنا سماعه في شيء يسير من أبي البركات المبارك بن كامل ابن حبيش الدّلال ، ومن أبي الحسين عليّ بن المبارك ابن الحصّاص الصّوفي. سمعنا منه.

قرأت على زيد بن ثابت الورّاق بالجانب الغربي ، قلت له : أخبركم أبو البركات المبارك بن كامل بن حبيش قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : حدثنا أبو القاسم عليّ بن أحمد ابن البسري إملاء ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي ، قال : حدثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ، قال : حدثنا جدّي ، قال : حدثنا محاضر (٣) ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صام رمضان وقامه إيمانا غفر له ما كان قبل ذلك» (٤).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٣٥٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣١٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٠.

(٢) الشار سوك ، هي الجهار سوك بالفارسية ، يعني : المربّعة.

(٣) هو محاضر بن المورّع الكوفي ، من رجال مسلم ، صدوق حسن الحديث كما في التحرير ٣ / ٣٤٩.

(٤) إسناده حسن ، من أجل محاضر بن المورع فإن حديثه لا يرتقي جميعه إلى مراتب الصحة ،

٢٨٩

توفي زيد بن ثابت الورّاق يوم السّبت ثاني شعبان من سنة إحدى عشرة وست مئة.

١٤٤٥ ـ زيد (١) بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير بن الحارث بن ذي رعين الأصغر ـ هكذا وقع إلى نسبه غير مستوفى ـ أبو اليمن الكنديّ البغداديّ مولدا ومنشأ الدّمشقيّ دارا ووفاة.

شيخ فاضل ، حفظ القرآن الكريم في صغره ، وقرأ بالقراءات الكثيرة وله عشر سنين عن جماعة منهم : أبو محمد عبد الله بن عليّ بن أحمد المقرئ سبط أبي منصور الخيّاط ، والشريف أبو الفضل محمد بن عبد الله ابن المهتدي الخطيب ، وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم خطيب المحوّل ، وأبو القاسم هبة الله بن أحمد ابن الطّبر الحريري.

وسمع الحديث منهم ، ومن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاريّ ، وأبي منصور عبد الرّحمن بن محمد بن زريق القزّاز ، وأبي القاسم

__________________

وباقي رجاله ثقات ، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ثقة مترجم في تاريخ الخطيب ١٦ / ٤٠٣ ، وجده إسحاق بن البهلول التنوخي صاحب «المسند» ثقة أيضا ، وهو مترجم في تاريخ الخطيب أيضا ٧ / ٣٩٠. وهذا المتن معروف مشهور من حديث أبي هريرة. وينظر مجمع الزوائد ٣ / ٣٠٣ حديث ٥٠١٥ في قيام رمضان حسب ، وتقدم في الترجمة ٤٠٩.

(١) ترجمته مشهورة في العديد من كتب التراجم لتنوع معارفه ، فممن ترجمه على سبيل المثال لا الحصر : العماد في القسم الشامي من الخريدة ١ / ١٠١ ، وياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٣٣٠ ، وابن نقطة في التقييد ٢٧٥ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ٣١٥ ، والقفطي في إنباه الرواة ٢ / ١٠ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٧٢ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٩٨ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٩٥ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ٢ / ٣٣٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٦٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧١ ، ومعرفة القراء ٢ / ٥٨٦ ، والعبر ٥ / ٤٤ وغيرها ، والصفدي في الوافي ١٥ / ١٨٥ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٧١ ، وابن الجوزي في غاية النهاية ١ / ٢٩٣ ، والقرشي في الجواهر ١ / ٢٤٦ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٣٦٠ وغيرهم.

٢٩٠

إسماعيل بن أحمد ابن السّمرقندي ، وأبي الحسن محمد وأبي محمد عبد الجبار ابني أحمد بن توبة ، ومن أبي البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي ، ومن أبي الحسن علي بن عبد السّلام ، وسعد الخير الأنصاري ، وغيرهم.

وقرأ النّحو على الشّريف أبي السعادات هبة الله بن عليّ ابن الشّجري ، وعلى أبي محمد ابن الخشّاب ، واللغة العربية على أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي.

وسافر عن بغداد في شبابه ، ويقال : آخر ما كان بها في سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وسكن دمشق واتخذها منزلا ، وعمّر حتى انفرد بما كان عنده من القراءات والمسموعات. وأقرأ النّاس مدة ، وحدّث ، وروى ، وما أظنه حدّث ببغداد.

وكتب إلينا بالإجازة غير مرّة ، وذكر لنا أنّ مولده في سنة عشرين وخمس مئة في العشرين من شعبانها. وتوفي بدمشق ضحوة يوم الاثنين السادس من شوّال سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وصلّي عليه بعد صلاة العصر من هذا اليوم بجامعها ، ودفن عشية بجبل قاسيون عن ثلاث وتسعين سنة وشهر وستة عشر يوما.

١٤٤٦ ـ زيد (١) بن يحيى بن أحمد بن عبيد الله بن هبة الله ، أبو بكر ابن أبي المعمّر.

من أهل باب الأزج ، من درب يعرف بدرب الأعراب ، وهو أخو أبي

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٢٣٥ ، والتقييد ٢٧٥ ، وابن النجار في تاريخه كما دل عليه المستفاد ٢٣٦ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٩٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٦٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٧٦ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٣ ، وميزان الاعتدال ٢ / ١٠٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٣٤٧ ، وابن حجر في اللسان ٢ / ٥١٢.

٢٩١

المعالي أحمد الذي قدّمنا ذكره (١) ، وزيد الأصغر.

سمع مع أخيه من جماعة منهم : أبو الوقت السّجزي ، وأبو المظفّر ابن الشّبلي ، وأبو القاسم أحمد بن المبارك بن قفرجل القطّان ، وغيرهم ، وروى عنهم. سمعنا منه.

أخبرنا أبو بكر زيد بن يحيى بن أحمد قراءة عليه من أصل سماعه ، قيل له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح الأنصاري ، قال : حدثنا حامد بن محمد المذكّر ، قال : حدثنا أبو عليّ بشر بن موسى ، قال : حدثنا أبو نعيم الفضل ابن دكين ، قال : حدثنا سفيان (٢) ، عن أبي إسحاق (٣) ، عن أبي الأحوص (٤) ، عن عبد الله ، قال : كان من دعاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اللهم إنّي أسألك الهدى والتّقى والعفّة والغنى» (٥).

توفي زيد هذا يوم الاثنين خامس عشر شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وست مئة ، ودفن بباب حرب.

* * *

__________________

(١) ٢ / الترجمة ٩١٨.

(٢) هو الثوري.

(٣) عمرو بن عبد الله السبيعي.

(٤) هو عوف بن مالك بن نضلة الجشمي.

(٥) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٣٢١.

٢٩٢

ذكر من اسمه زكريا

١٤٤٧ ـ زكريا بن رزق الله بن صالح بن رزق الله ، أبو الحسن الورّاق.

من أهل الجانب الغربي.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا عمر بن عليّ القرشي ، قال : أخبرنا أبو الحسن زكريا بن رزق الله الورّاق ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ ابن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي أحمد بن محمد ، قال (١) : حدثنا يعلى بن عبيد ، قال : حدثنا محمد ، يعني ابن إسحاق ، عن العلاء بن عبد الرّحمن ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدريّ ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إزرة المؤمن إلى نصف السّاق ، فما كان إلى الكعب فلا بأس ، وما كان تحت الكعب ففي النّار» (٢).

قال القرشيّ : وسألت زكريا الورّاق عن مولده فقال ما يدلّ أنّه في سنة

__________________

(١) مسند أحمد ٣ / ٣٠ ـ ٣١.

(٢) حديث صحيح ، محمد بن إسحاق وإن كان مدلسا وقد عنن ، فقد تابعه على روايته الثقات ، منهم : مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، وشعبة بن الحجاج ، وإسماعيل بن جعفر ، ويزيد ابن أبي حبيب ، وعبيد الله بن عمر العمري ، كما بيناه مفصلا في المسند الجامع ٦ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤ حديث رقم (٤٤٧٦).

أخرجه مالك في الموطأ (٢٦٥٧ برواية الليثي) ، والحميدي ٧٣٧ ، وابن أبي شيبة ٨ / ٩١ ، وأحمد في غير الموضع الذي أشرنا إليه ٣ / ٦ و ٤٤ و ٥٢ و ٩٧ ، وأبو داود ٤٠٩٣ ، وابن ماجة ٣٥٧٣ ، والنسائي في الكبرى (٩٧١٤) و (٩٧١٦) و (٩٧١٧) ، وابن حبان (٥٤٤٧) و (٥٤٥٠) ، والبيهقي في السنن الكبرى ٢ / ٢٤٤ وغيرهم.

٢٩٣

ثلاث عشرة وخمس مئة.

١٤٤٨ ـ زكريا (١) بن عليّ بن حسّان بن عليّ بن الحسين بن عبد الله ، أبو يحيى يعرف بابن العلبي (٢).

من أهل الحريم الطّاهريّ ، من أبناء الشيوخ الرّواة ، وسيأتي ذكر أبيه.

سمع زكريا هذا من أبيه ، ومن أبي الوقت السّجزي ، وغيرهما. سمعنا منه.

قرأت على أبي يحيى زكريا بن عليّ العلبي من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرتنا أم عزّى بيبى بنت عبد الصّمد بن عليّ الهرثميّة ، قالت : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا مصعب بن عبد الله الزّبيري ، قال : حدثني هشام بن عبد الله المخزومي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «التمسوا الرّزق في خبايا الأرض» (٣).

* * *

__________________

(١) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٤ / ٣٣٩ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٥١٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٤٣ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣٥٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٣ ، والعبر ٥ / ١٢٤ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٨٦ ، وابن العماد في شذرات الذهب ٥ / ١٤٤.

(٢) وقد تفتح اللام حين ينسب إلى الجمع «العلب» لكن السكون أكثر وأصح ، قاله ابن نقطة والمنذري.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف هشام بن عبد الله المخزومي ، ذكره ابن حبان في «المجروحين» ٣ / ٩١ وقال : «من أهل المدينة يروي عن هشام بن عروة ما لا أصل له من حديثه كأنه هشام آخر ، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد ، وهو الذي روى عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : اطلبوا الرزق في خبايا الأرض» وذكره الذهبي في الميزان ٤ / ٣٠٠ نقلا عنه ، وأشار إلى وقوع هذا الحديث عاليا في جزء بيبى ، كما هنا.

٢٩٤

ذكر من اسمه زاهر

١٤٤٩ ـ زاهر بن عبد الرّحمن بن بركة بن أبي العز البقّال ، أبو القاسم ، يعرف بابن الرّزماشي (١).

من ساكني المأمونية.

سمع من أبي العباس أحمد بن أبي غالب ابن الطّلّاية ، وروى عنه فيما ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي طالب الخبّاز ، فإنه سمع منه ، وروى عنه في «مشيخته».

١٤٥٠ ـ زاهر بن عمر بن خليف (٢) بن عثمان ، أبو نصر القارئ.

من أهل الحربية.

سمع أبا البركات عبد الوهّاب بن المبارك الأنماطي وغيره ، وحدث عنهم. سمع منه أبو العباس أحمد بن سلمان المعروف بالسّكّر الحربي وغيره من أصحابنا ، وما اتفق لي منه سماع ، وقد أجاز لي ، رحمه‌الله وإيانا.

١٤٥١ ـ زاهر (٣) بن رستم بن أبي الرّجاء الأصبهانيّ الأصل البغداديّ المولد والمنشأ ، أبو شجاع المقرئ.

__________________

(١) كأنه لقب لأبيه أو لأحد أجداده ، وكان بقالا ، فكأنه كان يقول : الرزماشي ، فذهب عليه ، والله أعلم ، فمثل هذا كثير عند البغداديين.

(٢) الخاء المعجمة غير منقوطة في الأصل ، ورجحت إعجامها حين وجدت ابن نقطة في باب «خليف وحليف» من إكمال الإكمال ٢ / ٤٣٦ يذكر ثلاثة من أهل الحربية عرف بعض أجدادهم باسم «خليف» بالخاء المعجمة ، فالظاهر أن هذا من أقربائهم ، والله أعلم.

(٣) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٢٧٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٢٦٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ٢ / الترجمة ١٢٦٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ١٧ ، ومعرفة القراء الكبار ٢ / ٥٩٩ ، والعبر ٥ / ٣١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٤ ، والصفدي في الوافي ١٤ / ١٦٦ ، والسبكي في الطبقات ٨ / ١٤٦ ، والفاسي في العقد الثمين ٤ / ٤٢٦ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٢٠٧ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٣٧.

٢٩٥

كان يسكن بدرب صالح من سوق الثّلاثاء.

قرأ القرآن الكريم بالقراءات على الشّيخين أبي محمد سبط أبي منصور الخيّاط وسمع الحديث منه ، وأبي الكرم المبارك بن الحسن ابن الشّهرزوري العطّار ، وسمع منه ، ومن أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبي السّعادات محمد بن أحمد بن مكي وغيرهم.

وتفقه على مذهب الشّافعي رضي‌الله‌عنه ، وصحب الصّوفية برباط شيخ الشّيوخ مدة. وكان خيّرا.

خرج قبل موته بسنين إلى مكة شرّفها الله ، وأقام بها إلى أن توفي وأمّ بالنّاس في مقام إبراهيم عليه‌السلام أعواما إلى أن عجز وانقطع في منزله.

سمعت منه بواسط وبغداد ، ونعم الشّيخ كان.

قرأت على أبي شجاع زاهر بن رستم المقرئ ببغداد ، قلت له : أخبركم أبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد ابن الشّهرزوري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد رزق الله بن عبد الوهّاب التّميمي ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا إسماعيل (١) ، عن عمارة بن غزيّة الأنصاري ، عن أبي الزّبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أعطي عطاء فوجد فليجز به ، فإن لم يجد فليثن به ، فإنّه إذا أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره (٢) ، ومن تحلّى بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور» (٣).

__________________

(١) هو ابن عياش الحمصي.

(٢) أي كفر تلك النعمة.

(٣) إسناده ضعيف ، فإسماعيل بن عياش الحمصي ضعيف في روايته عن غير أهل بلده ، وعمارة ابن غزية ليس منهم. وقد أخطأ في إسناد هذا الحديث فجعله عن عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر ، وصوابه : عمارة بن غزية عن شرحبيل بن سعد ، عن جابر كما في رواية يحيى بن أيوب عن عمرة ، وقد قال أبو زرعة الرازي عن حديث إسماعيل : «هذا خطأ إنما

٢٩٦

سألت أبا شجاع هذا عن مولده ، فقال لي : مولدي في سنة ست وعشرين وخمس مئة.

وتوفي بمكة في يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة سنة تسع وست مئة ، ودفن بالمعلا.

* * *

__________________

هو : عمارة بن غزية عن شرحبيل عن جابر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (العلل لابن أبي حاتم ٢٥٦٩). ونظرا لضعف شرحبيل بن سعد كما بيناه في تحرير التقريب فقد جاء مبهما في بعض الروايات ، كما عند أبي داود (٤٨١٣) والبيهقي من طريق بشر بن المفضل عن عمارة بن غزية ، عن رجل من قومه ، عن جابر ، قال أبو داود : «وهو شرحبيل كأنهم كرهوه فلم يسموه» ، وقال أبو حاتم في الرجل المبهم مثل هذا (العلل لابنه ٢٥٦٩) ، فتبين مما تقدم أن مدار الحديث على شرحبيل بن سعد ، وهو ضعيف.

وقد رواه أيوب بن سويد عن الأوزاعي ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر عند ابن عدي في الكامل ١ / ٣٥٦ ، وأيوب ضعيف ، فكيف إذا خولف هنا؟ وإنما ساقه ابن عدي في ترجمته منتقدا عليه هذه المخالفة.

وحديث إسماعيل بن عياش بهذا الإسناد أخرجه الترمذي (٢٠٣٤). وأما حديث شرحبيل بن سعد عن جابر فقد أخرجه عبد بن حميد (١١٤٧) ، والبخاري في الأدب المفرد (٢١٥) ، وأبو يعلى الموصلي (٢١٣٧) ، وابن حبان (٣٤١٥) ، والقضاعي في مسند الشهاب (٤٨٥) ، والبيهقي في الكبرى ٦ / ١٨٢.

٢٩٧

ذكر من اسمه زهير

١٤٥٢ ـ زهير (١) بن محمد بن أحمد بن أبي سعد ، أبو غالب المقرئ.

من أهل أصبهان ، يعرف بشعرانة.

سمع ببلده من أبي منصور سعيد بن أبي الرّجاء الصّيرفي وغيره. وكان مقرئا مجوّدا.

قدم بغداد حاجا في سنة تسع وسبعين وخمس مئة ، ولقيته بالحلة السّيفيّة من سقي الفرات ، وسمعت منه بها عن أبي منصور المذكور. ثم لقيته بمدينة الرّسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقرأت عليه بها أيضا شيئا. وعاد معنا إلى وادي العروس (٢) فتوفّي هناك.

قرأت على أبي غالب زهير بن محمد بن أحمد الملقّب شعرانة من أصل سماعه ، قلت له : أخبركم أبو منصور سعيد بن أبي الرّجاء الصّيرفي قراءة عليه وأنت تسمع بأصبهان ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن

__________________

(١) ترجمه ابن الفوطي في الملقبين بغياث الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٧٦٧ نقلا عن المؤلف ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦٣٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٥ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٢٩٥.

(٢) قال شيخنا العلامة مصطفى جواد يرحمه‌الله معلقا : «لم يذكره ياقوت في معجم البلدان ، وذكره ابن جبير الأندلسي الرحال ، قال : «وفي ضحوة يوم السبت الثامن للمحرم المذكور (سنة ٥٨٠) ... كان رحيلنا من المدينة المكرمة إلى العراق ... واستصحبنا منها الماء لثلاثة أيام فنزلنا يوم الاثنين ثالث يوم رحيلنا المذكور بوادي العروس فتزود الناس منها الماء : يحفرون عليه في الأرض بئرا فينبع منها ماء عذب معين يروي الأمة التي لا يحصى لها عدد ... وصعدنا من وادي العروس إلى أرض نجد وخلفنا تهامة وراءنا (رحلة ابن جبير ، ص ٢٠٣ طبعة ليدن الثانية) فزهير بن محمد الأصبهاني توفي بوادي العروس في السنة التي نزله فيها ابن جبير في أثناء قدومه العراق» (المختصر المحتاج ٢ / ٧٥).

٢٩٨

أحمد الثّقفي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن عليّ ابن المقرئ ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى ، قال : حدثنا دحيم عبد الرّحمن (١) بن إبراهيم ، قال : حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : حدثنا ابن ثوبان (٢) ، عن أبيه ، عن مكحول ، عن جبير بن نفير ، عن مالك بن يخامر ، عن معاذ بن جبل ، قال : آخر كلمة فارقت عليها النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قلت : يا رسول الله أي الأعمال خير وأقرب إلى الله ، قال : «أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عزوجل» (٣).

توفّي زهير هذا في يوم الأحد تاسع محرم سنة ثمانين وخمس مئة ، ودفن في يومه ، رحمه‌الله وإيانا.

١٤٥٣ ـ زهير (٤) بن إبراهيم بن أبي الأزهر ، أبو الأزهر ، يعرف بابن الحماميّ.

من أهل الحربية.

سمع أبا العبّاس ابن الطّلّاية ، وسعيد ابن البنّاء ، وأبا الوقت السّجزي ، وروى عنهم سمعنا منه.

قرأت على أبي الأزهر زهير بن إبراهيم الحربي ، قلت له : أخبركم أبو العباس أحمد بن أبي غالب الزّاهد قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو القاسم

__________________

(١) في الأصل : «دحيم بن عبد الرحمن» وهو غلط بيّن ، فإن دحيما هو عبد الرحمن بن إبراهيم ، وهو من رجال التهذيب.

(٢) هو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان العنسي ، صدوق حسن الحديث ، كما بيناه في تحرير التقريب ٢ / ٣٠٩ ، وأبوه ثابت بن ثوبان ثقة معروف.

(٣) إسناده حسن ، من أجل ابن ثوبان ، وباقي رجاله ثقات.

وحديث معاذ عند البزار (كشف الأستار ٣٠٥٩) والمعجم الكبير للطبراني ٢٠ / ١٠٧.

(٤) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٧٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٦١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٧٥.

٢٩٩

عبد العزيز بن عليّ بن أحمد الأنماطي ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا مكيّ بن إبراهيم البلخي ، قال : حدثنا داود بن يزيد الأودي ، عن عامر ، عن جرير بن عبد الله ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، وحجّ البيت ، وصيام رمضان» (١).

توفي زهير الحربي يوم الثلاثاء الثاني من ذي الحجة من سنة سبع وست مئة ، ودفن في يومه بمقبرة باب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

«آخر الجزء السابع والعشرين من الأصل»

* * *

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد ضعيف لضعف داود بن يزيد وهو الأودي ، وتقدم تخريجه والكلام عليه في الترجمة ١٢٩١ من هذا المجلد.

٣٠٠