ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

ابن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «التمسوا الرّزق في خبايا الأرض» (١).

قال الدّار قطني : تفرّد به المخزومي عن هشام بن عروة ولم يروه عنه غير مصعب الزّبيري.

قلت : ذكر بعض أهل العلم أنّ معنى خبايا الأرض : الزّرع ، والله أعلم.

توفي عبد الله بن صافي الخازني بالمارستان العضدي ببغداد في العشر الأخر من جمادى الأولى سنة ثلاث وست مئة ، ودفن بمقبرته ، وقد جاوز التّسعين ، رحمه‌الله وإيانا.

١٦٥٠ ـ عبد الله (٢) بن عبد الله الرّوميّ ، أبو الخير الجوهريّ ، عتيق جعفر بن سليمان الطّيبي التّاجر.

كان يسكن درب حبيب.

وكان خيّرا حافظا لكتاب الله العزيز. قرأ على أبي العز محمد بن الحسين القلانسي الواسطي ببغداد لما قدمها في سنة سبع عشرة وخمس مئة ، وروى عنه حرف أبي عمرو بن العلاء ، وأقرأ النّاس به ، وسمع أبا القاسم بن الحصين ، وغيره. رأيته ولم آخذ عنه شيئا.

توفي في شعبان سنة ثمان وسبعين وخمس مئة ، ودفن بالجانب الشّرقي بالمقبرة المعروفة بالعطّافيّة.

١٦٥١ ـ عبد الله (٣) بن عبد الله الطّوسيّ ، أبو محمد الصّوفيّ ، شيخ

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف هشام بن عبد الله المخزومي ، قال ابن حبان : لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد ، وهو الذي روى عن هشام عن أبيه عن عائشة مرفوعا : «اطلبوا الرزق في خبايا الأرض» المجروحين ٣ / ٩١) ، وتقدم مفصلا في الترجمة (١٤٤٨).

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٦١٥ ، وفي المختصر المحتاج ٢ / ١٤٦.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٣.

٤٦١

الصّوفية برباط الشّونيزي.

هكذا وجدت اسمه ونسبه على قبره مكتوبا. قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وسكن رباط الشّونيزي ، وخدم الفقراء به سنين. وكان ينتسب إلى حجة الإسلام أبي حامد الغزّالي بطريق من غير تحقيق. وكان أحد الشّيوخ المشهورين بالتّصوف المعروفين به.

توفي برباط الشّونيزي يوم الأحد رابع عشري ذي الحجة من سنة أربع وثمانين وخمس مئة ، ودفن مقابل الرّباط المذكور ، وأظنه روى شيئا من الحديث ، والله أعلم.

١٦٥٢ ـ عبد الله (١) بن عبد الرحمن بن أيوب بن عليّ البستنبان (٢) ، أبو محمد.

من أهل الحربية.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبا العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ، وأقرانهما. وروى عنهم. كتبت عنه. وكان من أبناء المحدّثين.

قرئ على أبي محمد عبد الله بن عبد الرّحمن بن أيوب وأنا أسمع بجامع الحربية ، قيل له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٧٨ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٥٧ ، والنجيب عبد اللطيف في مشيخته ، الورقة ٧٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٦ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٤١٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٢٧ ، والعبر ٥ / ٢ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ١ / ٥٦٥ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ١٨٨ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٣.

(٢) قيده المنذري فقال : بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وفتح التاء ثالث الحروف وسكون النون وبعدها باء موحدة وبعد الألف نون ، ويقال فيه أيضا البستانبان بإثبات الألف ، وتقال هذه الكلمة لمن يحفظ البستان والكرم.

٤٦٢

وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو طالب محمد بن محمد بن غيلان قراءة عليه ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشّافعي ، قال (١) : حدثنا يعقوب بن يوسف القزويني ، قال : حدثنا محمد بن سعيد بن سابق ، قال : حدثنا أبو جعفر الرّازي ، عن سليمان التّيمي ، عن أبي عثمان النّهدي ، عن أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قمت على باب الجنّة فرأيت أكثر أهلها المساكين ، ورأيت أصحاب الجد محبوسون إلا أصحاب النّار فإنّهم أمر بهم إلى النّار ، وقمت على النّار فرأيت أكثر أهلها النّساء» (٢).

توفي عبد الله بن أيّوب هذا في يوم الخميس سلخ شهر ربيع الأول سنة إحدى وست مئة ، ودفن بباب حرب.

١٦٥٣ ـ عبد الله (٣) بن عبد الرّحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الأنباريّ ، أبو محمد ابن الشّيخ أبي البركات النّحوي.

وقد تقدّم ذكرنا لجده محمد بن عبيد الله (٤) ، وسيأتي ذكر والده فيمن اسمه عبد الرّحمن إن شاء الله.

وعبد الله هذا من أولاد الشّيوخ الصّالحين. كان والده فاضلا عالما صالحا ورعا. سمع أباه وغيره ، وتفقّه على مذهب الشافعي ، وتكلّم في الوعظ ، وروى عن أبيه شيئا من تصانيفه. وكان يسكن الأنبار ، ويقدم بغداد ، وبها رأيته (٥).

__________________

(١) الغيلانيات (١٣٠).

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٤٥٨ ، وتكرر في الترجمة ١٢١٧.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٥٠٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ٤٦ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٢٤٧.

(٤) الترجمة ٢٤٤.

(٥) تأخرت وفاته إلى سنة ٦٣١ ، كما ذكر المنذري والذهبي وغيرهما.

٤٦٣

١٦٥٤ ـ عبد الله بن عبد الرّحيم بن إسماعيل بن أحمد النّيسابوريّ الأصل ، أبو محمد ابن شيخ الشيوخ أبي القاسم ابن شيخ الشيوخ أبي البركات ابن شيخ الشيوخ أبي سعد.

كان شابا صالحا ، نشأ بين الصّوفية ، وسمع من أبي منصور المظفّر بن أردشير العبادي الواعظ وغيره ، وخرج عن بغداد مسافرا إلى الشام فتوفّي بحلب ، ووصل نعيّه إلى أبيه إلى بغداد في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، ودفن هناك. وكان شابا.

١٦٥٥ ـ عبد الله (١) بن عبد العزيز ، أبو محمد القيروانيّ.

من أهل المغرب.

قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وكان ينزل بدرب دينار ، ويخالط الصّالحين ، ويحفظ حكاياتهم وأشعارهم وغير ذلك. سمع أبا محمد ابن الخشّاب. كتبنا عنه أناشيد لتعذّر مسموعاته.

أنشدني أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز المغربي ببغداد من حفظه للقاضي عبد الوهّاب بن نصر المالكي البغدادي الساكن بمصر (٢) :

أهيم بذكر الشّرق والغرب دائما

وما لي لا شرق البلاد ولا الغرب

ولكنّ أو طانا نأت وأحبّة

فقدت متى أذكر عهودهم أصب

ولا أنس من ودّعت بالشّطّ سحرة

وقد غرّد الحادون واستعجل الرّكب

أليفان : إلف سائر نحو غربة

وإلف مقيم سار عن جسمه القلب

سألت عبد الله هذا عن مولده ، فقال : ولدت في سنة تسع عشرة وخمس مئة بالقيروان من بلاد المغرب.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٠١.

(٢) الأبيات في ترجمة عبد الوهاب المالكي من وفيات الأعيان لابن خلكان ٣ / ٢٢١ باختلاف لفظي في بعض الأبيات.

٤٦٤

وتوفي ببغداد في يوم الاثنين ثاني شهر ربيع الآخر من سنة ست وست مئة ، ودفن بالجانب الغربي في مقبرة الشّونيزي.

١٦٥٦ ـ عبد الله (١) بن عبد العزيز بن عبد الله ، أبو القاسم التّفليسيّ.

قدم بغداد واستوطنها ، وصحب الشّيخ أبا النّجيب السّهروردي ، وسمع معه الحديث من جماعة ، منهم : أبو المظفّر هبة الله بن أحمد ابن الشّبلي ، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبو زرعة طاهر بن محمد المقدسي ، وغيرهم ، وحدث عنهم. سمعنا منه.

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن عبد العزيز التّفليسي قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو المظفّر هبة الله بن أحمد بن محمد الدّقّاق قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن عليّ الزّينبي قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو الحسين عليّ بن محمد بن بشران ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسين بن صفوان البرذعي ، قال : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرشي ، قال : حدثنا خالد بن خداش ، قال : حدثنا حمّاد بن زيد ، عن ثابت ، عن أبي بردة ، عن الأغر المزني ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كلّ يوم مئة مرّة» (٢).

توفي أبو القاسم التّفليسي يوم الخميس سابع عشر ربيع الأول سنة عشرين وست مئة ، ودفن يوم الجمعة بباب حرب.

١٦٥٧ ـ عبد الله بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد ابن الثّقفي ، أبو الفتوح القاضي ابن قاضي القضاة أبي جعفر بن أبي الحسين.

وقد تقدّم ذكرنا لأخيه قاضي القضاة أبي البركات جعفر (٣).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٩٢٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦١٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٧.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٥٧٥.

(٣) الترجمة.

٤٦٥

وأبو الفتوح هذا شهد بمدينة السّلام عند أخيه قاضي القضاة أبي البركات في ثاني يوم ولايته وذلك يوم الأربعاء عاشر صفر سنة ست وخمسين وخمس مئة ، وزكّاه القاضيان أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن الحرّاني وأبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن البيضاوي ، واستنابه في الحكم والقضاء بمدينة السّلام. ولم يزل على ذلك إلى أن توفّي أخوه قاضي القضاة في سنة ثلاث وستين وخمس مئة ، وانعزل عن الحكم مدة. ثم تولّى القضاء بالجانب الغربي من بغداد والحسبة ، فكان على ذلك إلى حين وفاته.

وسمع الحديث من أبيه قاضي القضاة أبي جعفر ، ومن أبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، ومن أبي العباس أحمد بن يحيى بن ناقة الكوفي. وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

توفي في شعبان سنة ثمانين وخمس مئة ، ودفن بالتّربة المجاورة لرباط الزّوزني مقابل جامع المنصور ، رحمه‌الله وإيانا.

١٦٥٨ ـ عبد الله (١) بن عبد الصّمد بن عبد الرزاق السّلميّ ، أبو محمد.

قال القاضي عمر بن عليّ القرشيّ : كان يذكر أنّه من ولد أبي عبد الرّحمن السّلمي.

سمع أبا القاسم عليّ بن الحسين الرّبعي ، وأبا منصور عليّ بن محمد ابن الأنباري الواعظ ، وأبا القاسم عليّ بن أحمد بن بيان ، وأبا الغنائم محمد بن عليّ ابن ميمون النّرسي ، وأبا عثمان إسماعيل بن محمد بن ملّة الأصبهاني ، وأبا المعالي أحمد بن عليّ ابن البخاري ، وغيرهم. وروى الكثير.

سمع منه الشريف أبو الحسن عليّ بن أحمد الزّيدي ، وأبو أحمد العبّاس

__________________

(١) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ٢٥٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٨ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٥٧٤.

٤٦٦

ابن عبد الوهّاب البصري ، والقاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وأبو الرّضا أحمد بن طارق القرشي ، وأبو إسحاق مكّي بن أبي القاسم الغرّاد ، وروى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وغيره.

قرأت على أبي محمد بن أبي نصر البزّاز : أخبركم أبو محمد عبد الله بن عبد الصّمد بن عبد الرزاق السّلمي بقراءتك عليه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ ابن أحمد بن محمد الرّزّاز.

وأخبرناه عاليا أبو طاب محمد بن عليّ بن أحمد الكتّاني ، وأبو الفتح عبيد الله بن عبد الله بن محمد البغدادي بقراءتي عليهما ، قلت لهما : أخبركما أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد الرّزّاز قراءة عليه ، فأقرّا به ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزّاز ، قال : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، قال : حدثنا الحسن بن عرفة ، قال : حدثنا أبو النّضر هاشم بن القاسم ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «آتي يوم القيامة باب الجنّة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك» (١).

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع وأبو المحاسن عمر بن عليّ القاضي ، قالا : توفي عبد الله بن عبد الصّمد السّلمي في محرم سنة سبعين وخمس مئة. زاد محمد بن أبي طاهر : ليلة الجمعة ثامنه.

١٦٥٩ ـ عبد الله (٢) بن عبد الباقي ابن التّبّان ، أبو بكر.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ٢٣ ، وتقدم أيضا في التراجم ٣٥٨ و ٥٨٦ و ١٣٤١.

(٢) ترجمه ابن الجوزي في المنتظم ١٠ / ١٤٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٨٥٤ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٢٣٨ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٢١٦ ، والعيني في عقد الجمان ١٦ / الورقة ٢٠١ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٣٩.

٤٦٧

تفقّه على أبي الوفاء عليّ بن عقيل الحنبلي ، وسمع من أبي الحسين المبارك بن عبد الجبّار ابن الطّيوري. وكان أميّا.

ذكر الشّيخ أبو الفرج ابن الجوزي في «تاريخه» أنّه توفي في شوّال سنة أربع وأربعين وخمس مئة ، وأنّه دفن بباب حرب.

١٦٦٠ ـ عبد الله (١) بن عبد القادر بن أبي صالح الجيليّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو عبد الرحمن.

كان أكبر ولد الشّيخ عبد القادر ، ولم يكن مشتغلا بالعلم ، ولا من أهل هذا الشأن ، غير أنّ والده كان أسمعه في صغره من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء ، وغيرهما. ويقال : إنّه روى شيئا يسيرا.

بلغني أنّ مولده في سنة ثمان وخمس مئة.

وتوفي في سابع عشري صفر سنة سبع وثمانين وخمس مئة.

١٦٦١ ـ عبد الله بن عمر بن محمد بن الحسين بن عليّ بن محمد بن أحمد بن الحسين بن الحسن بن سهل ، أبو القاسم ابن الظّريف البلخيّ.

والد أبي الحياة محمد بن عبد الله البلخي الواعظ الذي قدّمنا ذكره (٢).

قدم بغداد حاجا في سنة ستين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي الحسن عليّ بن أحمد السّلامي ، فسمع منه جماعة منهم : القاضي عمر بن عليّ القرشي ، وأبو العز يوسف بن محمد الموصلي ، وأخوه سليمان وغيرهم.

قرئ على أبي الفضل سليمان بن محمد بن عليّ بن أبي سعد الصّوفي وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم عبد الله بن عمر بن محمد البلخي قراءة عليه

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ١٣٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٨٣٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٩.

(٢) الترجمة ٢٢٨.

٤٦٨

وأنت تسمع في شوّال سنة ستين وخمس مئة لمّا قدم عليكم حاجا ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسن عليّ بن أحمد بن عليّ السّلامي قراءة عليه وأنا أسمع ببلخ ، قال : أخبرنا أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد الصّوفي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد الصّيرفي ، قال : أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق السّرّاج ، قال : حدثنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أبي المليح ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول» (١).

أنبأنا أبو المحاسن القرشي ، قال : سألت أبا القاسم البلخي عن مولده فقال : في سنة اثنتين وخمس مئة.

قلت : وحجّ وعاد إلى بلده في سنة إحدى وستين وخمس مئة ، وتوفي بعد ذلك ، رحمه‌الله وإيانا.

١٦٦٢ ـ عبد الله (٢) بن عمر بن أحمد بن جواد ، أبو محمد الخبّاز.

من أهل باب الأزج.

سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي ، وأبا الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبا الوقت الصّوفي ، وغيرهم.

ذكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ أنّه سمع منه وأنّه توفي في تاسع عشر جمادى الأولى من سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا.

١٦٦٣ ـ عبد الله (٣) بن عمر بن عليّ بن زيد القزّاز ، أبو المنجّى بن أبي

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٤٥ ، وتكرر في التراجم ١٢٧ و ١٣٦٨.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٣٢ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٧٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٩٥٩.

(٣) ترجمه ابن النجار في تاريخه كما دلّ عليه المستفاد للحسامي الدمياطي ٢٦٩ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٨٠٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٤ / ١٧٤ ، وسير أعلام النبلاء ٢٣ / ١٥ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٤٩ ، والعبر ٥ / ١٤٣ ، والصفدي في الوافي

٤٦٩

حفص ، يعرف بابن اللّتي (١).

من أهل شارع دار الرّقيق.

سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الهروي ، وأبا الفتوح محمد بن محمد الطّائي الهمذاني ، وأبا المعالي محمد بن محمد ابن اللّحّاس العطّار ، وغيرهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي المنجّى عبد الله بن عمر ابن اللّتي ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الهروي ، قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرتنا أم عزّى بيبى بنت عبد الصّمد بن عليّ الهرثمية قراءة عليها وأنا أسمع ، قالت : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أحمد بن محمد الأنصاري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا مصعب بن عبد الله الزّبيري ، قال : حدّثني مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عائشة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الولاء لمن أعتق» (٢).

سألت عبد الله ابن اللّتي عن مولده ، فقال : في ذي القعدة سنة خمس أو ست وأربعين وخمس مئة ، رحمه‌الله وإيانا. (٣)

١٦٦٤ ـ عبد الله (٤) بن عمر بن عليّ بن الخضر بن عبد الله بن عليّ القرشيّ ، أبو بكر بن أبي المحاسن الدّمشقيّ الأصل البغداديّ المولد والدار.

أسمعه والده الكثير في صباه ، وقرأ له على الشّيوخ مثل أبي الفتح محمد

__________________

١٧ / ٣٧٢ ، والفاسي في ذيل التقييد ٢ / ٤٣ ، وابن تغري بردي في النجوم ٦ / ٣٠١ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٧١.

(١) قيده المنذري فقال : بفتح اللام وتشديدها وتاء ثالث الحروف مكسورة وياء النسب.

(٢) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة ١٢٧.

(٣) عمّر فعاش إلى سنة ٦٣٥ ، كما في مصادر ترجمته.

(٤) ترجمه ابن نقطة في التقييد ٣٢٩ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٦٩٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٣.

٤٧٠

ابن عبد الباقي المعروف بابن البطّي ، وأبي بكر عبد الله بن محمد ابن النّقّور ، وأبي القاسم يحيى بن ثابت بن بندار ، وأبي محمد هبة الله بن يحيى الوكيل ، وجماعة من طبقتهم ، ومن بعدهم من أصحاب أبي الحسن ابن العلّاف وأبي القاسم بن بيان وأبي عليّ بن نبهان وغيرهم ، إلّا أنّ مسموعاته ذهب أكثرها بعد موت والده ، وروى هو شيئا مما بقي. وسمع منه جماعة من أصحابنا ، وسمعنا منه.

وسألته عن مولده فقال : في ذي القعدة من سنة ثمان وخمسين وخمس مئة.

وتوفي يوم الخميس رابع رمضان سنة ست عشرة وست مئة ببعقوبا ، ودفن بها.

١٦٦٥ ـ عبد الله بن عثمان بن بركة ، أبو علي الحفّار.

من أهل الحربية.

ذكره أبو العباس أحمد بن سلمان الحربي المعروف بالسّكّر في شيوخ الحربية ، وأظنّه سمع منه ، واستجازه لنا ، ولم أظفر بشيء من مسموعاته إلى الآن.

١٦٦٦ ـ عبد الله (١) بن عثمان بن محمد بن الحسن الدّقّاق ، أبو بكر سبط ابن هديّة البيّع.

من أهل باب البصرة ، يعرف بابن قديرة (٢).

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٤٢٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٠٨٥ نقلا من المؤلف ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٣٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٥٠ ، والزبيدي في تاج العروس ٣ / ٤٨٤.

(٢) قيده المنذري فقال : بضم القاف وفتح الدال المهملة وتشديد الياء آخر الحروف وفتحها وبعدها تاء تأنيث.

٤٧١

سمع أبا البدر إبراهيم بن محمد الكرخي ، وأبا بكر أحمد بن عليّ ابن الأشقر ، وأبا محمد المبارك بن أحمد الكندي ، وأبا الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري ، وأبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وغيرهم. وحدّث عنهم. سمعنا منه.

قرأت على أبي بكر عبد الله بن عثمان الدّقّاق ، قلت له : أخبركم أبو البدر إبراهيم بن محمد بن عمر الكرخي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرتنا خديحة بنت محمد الشاهنجانية الواعظة قراءة عليها ، قالت : حدثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن سمعون الواعظ ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن سليمان الدّمشقي ، قال : حدثنا هشام بن عمّار ، قال : حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين ، قال : حدثنا الأوزاعي ، قال : حدثني إسماعيل بن عبيد الله ، قال : حدثتني أمّ الدّرداء ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا مع عبدي ما ذكرني وتحرّكت بي شفتاه» (١).

سألت عبد الله بن عثمان هذا عن مولده ، فقال : في سنة تسع وعشرين وخمس مئة ، وتوفّي ليلة الثلاثاء حادي عشري شعبان سنة اثنتي عشرة وست مئة ، ودفن يوم الثلاثاء بمقبرة جامع المنصور.

١٦٦٧ ـ عبد الله (٢) بن عليّ بن محمد النّهريّ ، أبو البركات.

من أهل الكرخ.

سمع أبا الحسين عاصم بن الحسن المقرئ ، وأبا القاسم عبد الواحد بن عليّ بن فهد العلّاف ، وأبا طاهر أحمد بن الحسن الباقلّاني ، وغيرهم. وروى عنهم ، سمع منه أبو البقاء محمد بن محمد بن طبرزد وأخوه عمر ، وأبو بكر بن مشّق ، وغيرهم.

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد حسن ، تقدم الكلام عليه وتخريجه في الترجمة ١٣٤٣.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١١ / ٨٧٥ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٥١.

٤٧٢

قرأت على أبي حفص عمر بن محمد بن المعمّر ، قلت : أخبركم أبو البركات عبد الله بن عليّ النّهري قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد المقرئ ، قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي ، قال : حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين ابن إسماعيل المحاملي ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقي ، قال : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري ، قال : أخبرنا عاصم الأحول ، عن أبي المتوكّل ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضّأ» (١).

أنبأنا أبو بكر محمد بن أبي طاهر البيّع ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي أبو البركات النّهري في ليلة الجمعة خامس شوّال سنة خمس وأربعين وخمس مئة ، ودفن بمقبرة جامع المنصور.

١٦٦٨ ـ عبد الله (٢) بن عليّ بن عبد الله الطّامذيّ (٣).

قدم بغداد وسمع بها من أبي الخطّاب نصر بن أحمد ابن البطر ، وعاد إلى بلده ، وحدّث عنه. سمع منه هناك الحافظ يوسف بن أحمد البغدادي وروى عنه

__________________

(١) حديث صحيح ، أبو المتوكل هو علي بن داود الناجي البصري.

أخرجه الطيالسي (٢٢١٥) ، وابن أبي شيبة ١ / ٧٩ ، والحميدي (٧٥٣) ، وأحمد ٣ / ٧ و ٢١ / ٢٨ ، ومسلم ١ / ١٧١ (٣٠٨) ، وأبو داود (٢٢٠) ، والترمذي (١٤١) ، وابن ماجة (٥٨٧) ، والنسائي في المجتبى ١ / ١٤٢ ، وفي الكبرى (٢٥٨) و (٩٠٣٨) و (٩٠٣٩) ، وأبو يعلى (١١٦٤) ، وابن خزيمة (٢١٩) ، وأبو عوانة ١ / ٢٨٠ ، والطحاوي في شرح المعاني ١ / ١٢٩ ، وابن حبان (١٢١٠) و (١٢١١) ، والبيهقي في السنن الكبرى ١ / ٢٠٤.

(٢) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٩٨ ، وسير أعلام النبلاء ٢٠ / ٤٧٣ ، والعبر ٤ / ١٨١ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٥٢ ، وابن الجزري في غاية النهاية ١ / ٤٣٧ ، وابن تغري بردي في النجوم ٥ / ٣٨٠ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٢٠٨.

(٣) منسوب إلى «طامذ» مكان بأصبهان.

٤٧٣

في «الأربعين» التي جمعها لنفسه ، وروى فيها عن شيوخ البلدان.

أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن عبد الله الحافظ فيما أجازه لنا ، وقد سمعنا منه ، قال : أخبرنا عبد الله بن عليّ بن عبد الله الطّامذي بها ، قال : أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله ابن البطر بمدينة السّلام ، قال : أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزّاز ، قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدّقاق ، قال : حدثنا محمد بن أحمد ابن المهدي ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن ، عن محمد بن يزيد الواسطي ، عن عبد الرّحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ، عن عبد الله بن يزيد الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لو وزن مداد العلماء ودم الشّهداء لرجح مداد العلماء على دم الشّهداء» (١).

١٦٦٩ ـ عبد الله بن علي بن أبي خازم ، أبو حازم المقرئ.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه.

ذكره عبد الله بن أحمد المقرئ الخبّاز في شيوخه ، وروى عنه ، وقال :

توفي في سنة خمس وسبعين وخمس مئة.

١٦٧٠ ـ عبد الله (٢) بن عليّ بن محمد بن عليّ ابن الجوزي ، أبو محمد ، أخو شيخنا أبي الفرج الواعظ ، وكان أبو محمد الأسن.

سمع شيئا من الحديث ولم يكن مشتغلا بالعلم إلا أنّه روى فيما بلغنا عن أبي الحسن عليّ بن عبد الواحد الدّينوري بالإجازة له منه.

توفي في ثالث شعبان من سنة تسع وسبعين وخمس مئة.

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ، ولا يوجد لهذا الحديث طريق صحيح.

(٢) له ذكر في ترجمة أخيه أبي الفرج عبد الرحمن من الذيل لابن رجب ١ / ٤٠٠.

٤٧٤

١٦٧١ ـ عبد الله (١) بن عليّ بن عبد الله بن عمر بن الحسن ، أبو محمد المعروف بابن سويدة.

من أهل تكريت.

سمع الكثير بنفسه ، وكتب بخطّه ، ورحل في طلب الحديث ، وجمع منه جملة. سمع ببلده أبا الحسن عليّ وأبا شاكر محمد بن خلف الفقير ، وببغداد أبا الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، وأبا الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي ، وأبا الفضل محمد بن ناصر السّلامي ، وأبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، وبالموصل من أبي المكارم أحمد بن أبي الفضل الزّبيري ، وأبي سعد محمد بن القاسم الأنصاري ، وأبي محمد عبد الرّحمن بن أحمد الخطيب ، وغيرهم.

وحدّث عنهم ، فسمع منه خلق من أهل تكريت ، وممن وردها. وقد كان فيه تساهل في الرّواية سامحه الله وإيانا. كتب إلينا بالإجازة من بلده غير مرّة ، ولم أدخله في حياته.

أنبأنا أبو محمد بن سويدة التّكريتي ، قال : أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله بن أبي سهل الهروي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عبد الصّمد الغورجي.

وأخبرناه أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهّاب بن سعد التّاجر قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو العلاء صاعد بن سيّار بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو المظفّر عبد الله بن عطاء البغاورداني ؛ قالا :

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٣٩ ، وابن الفوطي في الملقبين بكافي الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ٢٥ من الكاف ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٧٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٥٢ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٤٦٣ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٣٣٦ ، وابن كثير في البداية والنهاية ١٢ / ٣٣٢ ، والإسنوي في طبقات الشافعية ٢ / ٥٧ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٦٥.

٤٧٥

أخبرنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمد بن عبد الله الجرّاحي ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب ، قال : حدثنا أبو عيسى محمد بن عيسى التّرمذي ، قال (١) : حدثنا قتيبة ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن درّاج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا حليم إلا ذو عثرة ولا حكيم إلا ذو تجربة» (٢).

توفي عبد الله بن سويدة في يوم الجمعة سابع عشر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وخمس مئة بتكريت ، ودفن بمقبرة المشهد بها.

١٦٧٢ ـ عبد الله (٣) بن عليّ بن أبي غالب ، أبو عبد الرحمن.

من أهل الحربية ، يعرف بابن الأنبلي.

سمع أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وكانت له إجازة من أبي غالب شجاع بن فارس الذّهلي. سمع منه جماعة من أصحابنا ، وأجاز لي ، وما لقيته.

أخبرنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن عليّ الحربي فيما أذن لنا أن نرويه عنه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن يوسف قراءة عليه وأنا أسمع.

__________________

(١) جامع الترمذي (٢٠٣٣).

(٢) إسناده ضعيف ، درّاج هو ابن سمعان أبو السمح ، وهو ضعيف كما بيناه في «تحرير التقريب» ويزداد ضعفه في روايته عن أبي الهيثم العتواري. وقد خالفه عبيد الله بن زحر فرواه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري موقوفا عند البخاري في الأدب المفرد (٥٦٥) ، وابن زحر هذا وإن كان فيه كلام إلا أنه خير من دراج ، فروايته أصح.

أخرجه أحمد ٣ / ٨ و ٦٩ ، وابن حبان (١٩٣) ، وابن عدي في الكامل ٣ / ١٢٥٦ و ٤ / ١٥٢١ ، والحاكم ٤ / ٢٩٣ ، وأبو نعيم في الحلية ٨ / ٣٢٤ ، والخطيب في تاريخه ٣ / ٢٣٢ (بتحقيقنا) ، والقضاعي في مسند الشهاب (٨٣٤) و (٨٣٥).

(٣) ترجمه الذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ١٥٣.

٤٧٦

وأخبرنيه أبو عبد الله عبد الرّحمن بن هبة الله بن أبي نصر المقرئ قراءة عليه وأنا أسمع ، قيل له : أخبركم أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد ابن النّقّور ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص ، قال : أخبرنا رضوان بن أحمد الصّيدلاني ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، قال : حدثنا سعيد بن ميسرة البكري ، عن أنس بن مالك أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كان الحجر من ياقوت الجنّة فمسحه المشركون فاسودّ من مسحهم إياه» (١).

١٦٧٣ ـ عبد الله (٢) بن عليّ بن المبارك بن الحسين بن عبد الوهّاب ابن نغوبا (٣) ، أبو بكر بن أبي الحسن بن أبي السعادات.

من أهل واسط ، أحد العدول بها هو وأبوه ، ومن بيت الرّواية والتّحديث ، وسيأتي ذكر أبيه فيمن اسمه علي إن شاء الله.

سمع عبد الله هذا بواسط من جدّه أبي السّعادات ، ومن أبي الكرم نصر الله بن محمد بن مخلد الأزدي ، ومن أبي عبد الله محمد بن عليّ ابن المغازلي ، ومن أبي الحسن عليّ بن هبة الله بن عبد السّلام لمّا قدمها. وقدم مع أبيه بغداد في سنة أربع وأربعين وخمس مئة ، وسمع بها من أبي البركات

__________________

(١) موضوع ، وآفته سعيد بن ميسرة البكري البصري ، قال ابن حبان : يروي الموضوعات (المجروحين ١ / ٣١٦) ، وقال الحاكم : روى عن أنس موضوعات ، وكذبه يحيى القطان (الميزان للذهبي ٢ / ١٦٠). وقد ساق ابن عدي هذا الحديث في كامله ٣ / ١٢٢٤ وقال :

هو مظلم الأمر.

(٢) ترجمه ابن نقطة في إكمال الإكمال ١ / ٤٢٣ ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩١٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٦٢ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٥٣.

(٣) قال المنذري : «وسئل المبارك عن نغوبا فقال : اسم ضيعة لجدي كان يعبر إليها كثيرا فسمي بها ، وهي بفتح النون وضم الغين المعجمة وسكون الواو وفتح الباء الموحدة».

٤٧٧

عبد الباقي بن أحمد ابن النّرسي المحتسب ، وعاد إلى بلده ، وحدث هناك ، وسمعت منه.

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن عليّ بن الحسين إجازة ، وقد سمعت منه ، قال : أخبرنا القاضي أبو البركات عبد الباقي بن أحمد ابن النّرسي قراءة عليه وأنا أسمع ببغداد في محرم سنة أربع وأربعين وخمس مئة ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله ابن الحسن بن محمد الخلّال قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عليّ الصّيدلاني ، قال : حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد ، قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور ، قال : حدثنا يزيد بن أبي مريم ، عن قزعة أنّه أخبره عن أبي سعيد وعبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «لا تشدّ الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا ، ولا تسافر امرأة مسيرة يومين إلا مع زوجها أو ذي محرم من أهلها» (١).

__________________

(١) حديث صحيح ، وهذا إسناد معلول ، فالحديث حديث أبي سعيد وحده ، ولا يعرف عن قزعة عن أبي سعيد وعبد الله بن عمرو إلا من رواية يزيد بن أبي مريم ، قال الدار قطني في العلل ٤ / الورقة ١ : «الصحيح قول من قال : عن قزعة عن أبي سعيد». ثم إن قوله «يومين» غير محفوظة فالمحفوظ من حديث أبي سعيد وحديث عبد الله بن عمرو : ثلاثة أيام.

أخرجه ابن ماجة (١٤١٠) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار بالقسم الأول منه من طريق هشام بن عمّار ، عن محمد بن شعيب ، به.

وأخرجه من حديث أبي سعيد وحده بأوسع من هذا : أحمد ٣ / ٧ وغيره ، والحميدي (٧٥٠) عن سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قزعة ، عن أبي سعيد.

وأخرج الترمذي (٣٢٦) ، والفاكهي في أخبار مكة (١٢٠٢) ، وابن حبان (١٦١٧) القسم الأول منه من حديث سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك ، عن قزعة عن أبي سعيد ، وقال الترمذي : حسن صحيح.

أما حديث عبد الله بن عمرو أن المرأة لا تسافر إلا مع ذي محرم مسيرة ثلاث ، فهو مروي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه ، عن جده عند أحمد ٢ / ١٨٢. ويعاد النظر في

٤٧٨

سألت أبا بكر عن مولده ، فقال : في شعبان من سنة اثنتين أو ثلاث ـ الشك مني ـ وعشرين وخمس مئة.

وتوفي بواسط في صفر سنة اثنتين وست مئة.

١٦٧٤ ـ عبد الله (١) بن عليّ بن النّفيس بن عليّ بن محمد بن محمد الخطيب ، أبو القاسم.

من أهل الأنبار ، أخو شيخنا أبي طالب صالح ، وكان عبد الله الأكبر ، من بيت الخطابة والعدالة والرّواية ببلده.

سمع عمّ أبيه أبا نصر يحيى بن عليّ وغيره ، وقدم بغداد غير مرّة ، وحدّث بها عن أبي نصر هذا وغيره ، ولم يتّفق لي لقاؤه ، وقد أجاز لي.

سئل عن مولده ، فقال : في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين وخمس مئة.

وبلغنا أنه توفي بالموصل في ذي الحجة سنة اثنتين وست مئة ، والله أعلم.

١٦٧٥ ـ عبد الله بن عليّ بن سعيد بن هبة الله ابن الصّيقل الهاشميّ ، أبو طالب بن أبي الحسن.

شاب صالح ، كان يتولّى الخطابة بجامع الحربية. وقد سمع شيئا من الحديث ، ولم يبلغ أوان الرّواية. غرق في دجلة يوم الجمعة وقد قصد الغسل لها عند الحريم الطّاهري ثاني عشر صفر سنة أربع وست مئة ، ولم يوجد.

__________________

تعليقي على ابن ماجة (١٤١١) ويستفاد مما ذكرناه هنا.

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٩٤٠ ، وابن الفوطي في الملقبين بمجد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٩٢ من الميم.

٤٧٩

١٦٧٦ ـ عبد الله (١) بن عليّ بن أبي بكر (٢) بن عبد الجليل بن الخليل ، أبو بكر بن أبي الحسن الفرغانيّ ، خطيب سمرقند.

قدم بغداد حاجا في سنة تسع وتسعين وخمس مئة ، فحجّ وعاد إليها في سنة ست مئة ، وحدّث بها عن أبي عبيد الله محمود بن عليّ قاضي سمرقند ، وأبي بكر بن عثمان الدّبوسي ، وأبي محمد أحمد بن محمود الصّابوني ، ومحمد ابن عليّ بن محمود البخاري ، وأبي محمد عبد الرّحمن بن محمد المروزي ، وأبي منصور الفضل بن عليّ بن غالب ، وأبي الخير دلف بن عبد الله ابن التّبّان البغداديين.

وكان حسن الفهم ، له معرفة بالأدب ، قد سمع الحديث ، وكتب عن الشّيوخ وخرّج لنفسه «أربعين» حديثا حدّث بها في بلده ، وفي أسفاره. كتبنا عنه.

قرأت على أبي بكر عبد الله بن عليّ الخطيب ببغداد بعد عوده من الحجّ ، قلت له : أخبركم أبو محمد أحمد بن محمود بن أبي بكر البخاري قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الكشميهني ، قال : أخبرنا أبي ، قال : حدثنا أبو القاسم الحسن بن إسماعيل المحمودي ، قال : حدثنا أبو سعيد الخليل بن أحمد السّجستاني ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، قال : حدثنا وكيع ، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه ، عن ابن عبّاس ، عن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٧١٨ ، وابن الفوطي في الملقبين بعماد الدين من تلخيص مجمع الآداب ٤ / الترجمة ١٠٨٦ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٧٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ١٥٤ ، والصفدي في الوافي ١٧ / ٣٣٢ ، والقرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٧٧ ، والسيوطي في بغية الوعاة ٢ / ٥٠ نقلا عن ابن النجار.

(٢) سمّاه ابن النجار : «صائن» كما نقله الصفدي والسيوطي وغيرهما.

٤٨٠