ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي

ذيل تأريخ مدينة السلام - ج ٣

المؤلف:

أبي عبد الله محمّد بن سعيد بن الدبيثي


المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيّوب البزّاز ، قال : أخبرنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم البصري ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : حدثنا سليمان التّيمي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب عليّ فليتبوأ مقعده من النّار ، متعمّدا» (١).

توفّي أبو عليّ بن حبانش بواسط في يوم الخميس سادس عشر ربيع الآخر سنة أربع وخمسين وخمس مئة ، ودفن يوم الجمعة عند أبيه بمقبرة المصلّى.

١٢٢٢ ـ الحسن (٢) بن محمد بن الحسن بن زكروية ، أبو القاسم الشّاعر.

من أهل الأنبار ، قدم بغداد في سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة ، وروى بها شيئا من شعره.

كتب عنه أبو عبد الله محمد بن جرير القرشي ، وأبو الفضل محمد بن محمد بن عطّاف ، وأبو الحسن سعد الخير بن محمد الأنصاري ، رحمهم‌الله وإيانا.

١٢٢٣ ـ الحسن بن محمد بن الحسين ، أبو عليّ ، يعرف بابن الخيزرانيّ ، والد شيخنا أبي جعفر محمد الذي قدّمنا ذكره (٣).

سمع أبا الحسن عليّ بن يوسف الهكّاريّ الزّاهد ، وأبا عبد الله مالك بن أحمد البانياسيّ ، وغيرهما ، وحدّث عنهم.

سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه قبل قليل ، الترجمة ١١٩٤.

(٢) ترجمه العماد في القسم العراقي من الخريدة ٤ / ٢٩١ ـ ٢٩٣ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٢٠.

(٣) الترجمة ١٢٢.

١٢١

وقرأت بخطّه في غير «المعجم» : توفّي أبو عليّ ابن الخيزراني في ليلة الأحد سابع عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة ، وصلّي عليه بجامع القصر ، ودفن بالوردية.

١٢٢٤ ـ الحسن بن محمد بن أحمد بن كردي ، أبو محمد.

أحد الشّهود المعدّلين ؛ من بيت مشهور بالعدالة والقضاء ، شهد منهم بمدينة السّلام جماعة ، وتولّى منهم قضاء النّهروان قوم.

والحسن هذا شهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عليّ بن الحسين الزّينبي فيما أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد النّحوي قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار بن عليّ الواسطي ، قراءة عليه في كتاب «تاريخ الحكّام بمدينة السّلام» ، في ذكر من قبل قاضي القضاة أبو القاسم الزّينبي شهادته وسمع تزكيته ، قال : وأبو محمد الحسن بن محمد بن كردي في يوم الثّلاثاء ثامن عشر ذي القعدة من سنة سبع عشرة وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو السّعادات محمد بن الحسن بن كردي ، وأبو القاسم عليّ بن عبد السيّد ابن الصّبّاغ.

١٢٢٥ ـ الحسن بن محمد بن الحسن ، أبو عليّ بن أبي البقاء ، يعرف والده بصاحب ابن شاندي.

وأبو علي هذا من أهل واسط ، أحد العدول بها ، ويلقّب بالمتنبّي.

سألت أبا الفتح عبد الوهّاب بن الحسن الفرضي المعروف بابن الكتّاني الواسطي عن سبب تلقيب أبي عليّ هذا بالمتنبّي فقال : كان صبيا في المكتب ويتعاطى قول الشّعر ونظمه ، فكان الصّبيان يقولون له : أنت كالمتنبّي قال الشّعر وهو في المكتب ، فغلب عليه هذا اللّقب ، وبقي حتى صار لا يعرف إلا به. هذا الكلام أو معناه.

سمع الحديث بواسط من جماعة منهم : أبو سعد أحمد بن محمد بن الخطّاب الفرضي المعروف بابن عصفور ، وأبو الحسن محمد بن عليّ بن أبي الصّقر ، وغيرهما.

١٢٢

ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ القرشي فيما رسمه من التّاريخ ومن خطّه نقلت ، أنّ أبا عليّ الشّاهد من أهل واسط ، ويعرف بالمتنبّي ، قدم بغداد في سنة إحدى وأربعين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي سعد بن عصفور ، وأنّ أبا بكر المبارك بن كامل سمع منه بها ، والله الموفّق.

توفي أبو عليّ المتنبي بواسط في رابع رجب سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة.

١٢٢٦ ـ الحسن بن محمد بن عليّ بن حمدون الكاتب ، أبو سعد ، والد أبي المعالي محمد الذي قدّمنا ذكره (١).

كان من شيوخ الكتّاب والعارفين بقواعد التّصرّف ، وله تصنيف في معرفة الأعمال. عمّر حتى أسنّ وكبر.

أنبأني أبو الحسن عليّ بن يحيى الوكيل ، ومن خطّه نقلت ، قال : توفي ابن حمدون الشّيخ ، يعني أبا سعد ، يوم السبت عاشر جمادى الأولى سنة ست وأربعين وخمس مئة.

١٢٢٧ ـ الحسن (٢) بن محمد بن خلّ ، أبو عليّ الكرديّ الفقيه الشّافعيّ.

من أهل إربل. قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته. وكان فقيها شافعيا ديّنا صالحا مفتيا. ولما توّلى القاضي أبو عبد الله الحسين بن عليّ ابن الشّهرزوريّ الموصليّ القضاء ببغداد استنابه في الحكم.

سمع من أبي الوقت السّجزي وغيره ، وما أعلم أنّه حدّث بشيء.

ذكره أبو الفرج صدقة بن الحسين الحنبليّ في «تاريخه» ، فقال : وفي يوم الأربعاء حادي عشري رجب سنة ثمان وخمسين وخمس مئة توفّي حسن الإربليّ

__________________

(١) الترجمة ١١٢.

(٢) ترجمه ابن المستوفي في تاريخ إربل ، الترجمة ٧٧ نقلا من هذا الكتاب.

١٢٣

الفقيه الكردي الذي كان بالنّظامية. وكان شيخا صالحا وفقيها مفتيا عارفا بمذهب الشّافعي ، ودفن بباب أبرز ، وكان استنابه ابن الشّهرزوريّ القاضي.

١٢٢٨ ـ الحسن بن محمد بن الحسين ابن الخراسانيّ ، أبو عليّ بن أبي منصور.

من أهل باب المراتب ، من بيت مشهور بالرّواية قد حدّث منهم جماعة.

سمع أبا بكر أحمد بن عليّ بن بدران الحلوانيّ ، وروى عنه. سمع منه القاضي عمر بن عليّ القرشيّ ، وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه».

أنبأنا الحافظ أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدّمشقي ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن محمد ابن الخراساني ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن بدران المقرئ ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله الطّبري.

وأخبرناه أبو محمد عبد الغني بن الحسن ابن العطّار الهمذاني والقاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي ، قدما علينا قراءة عليهما ، قالا : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه ، قال : أخبرنا القاضي أبو الطّيّب طاهر بن عبد الله بن طاهر الطّبري ، قال : أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف الجرجاني ، قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن عمر بن شريح ، قال : حدثنا أبو يحيى الضّرير محمد بن سعيد ، قال : حدثنا عبيدة ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن عليّ ابن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، قال : كنت رجلا مذّاء فكنت أكثر من الاغتسال ، فسألت النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يكفيك منه الوضوء (١).

__________________

(١) حديث صحيح ، لكن قوله : «فسألت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم» غير محفوظ ، لأن المحفوظ من هذا الوجه : «فأمرت رجلا فسأل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنه» ، والرجل هذا هو المقداد بن الأسود ، كما في غير هذه الرواية ، وإنما فعل ذلك بسبب كونه زوج ابنته فاطمة.

أخرجه أحمد عن عبيدة بهذا الإسناد (١ / ١١٠). وأخرجه البزار (٤٥١) ، والنسائي في المجتبى ١ / ٢١٤ ، وابن خزيمة (٢٣) ، والطحاوي في شرح معاني الآثار ١ / ٤٦ من

١٢٤

قال القرشيّ : وتوفي أبو عليّ ابن الخراساني في ربيع الأوّل سنة إحدى وستين وخمس مئة.

١٢٢٩ ـ الحسن (١) بن محمد بن هبة الله بن محمد بن عليّ بن المطّلب ، أبو عليّ بن أبي عبد الله ابن الوزير أبي المعالي.

من أهل بيت ذوي رئاسة وتقدّم هو وأبوه وجدّه.

تولّى النّظر ببعقوبا وغيرها من أعمال السّواد ، وسمع أبا الحسن عليّ بن محمد ابن العلّاف ، وأبا عليّ محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وغيرهما.

ذكر القاضي أبو المحاسن الدّمشقي ، وأبو بكر ابن المارستاني أنّهما سمعا منه.

توفّي يوم الخميس ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وستين وخمس مئة ، ودفن ضحوة الجمعة بمقابر قريش في الجانب الغربي ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٣٠ ـ الحسن بن محمد بن عليّ ابن الشّطرنجيّ ، أبو عليّ ، والد شيخنا محمد بن أبي عليّ (٢).

من أهل الحريم الطّاهري.

ذكره أبو بكر محمد بن المبارك بن مشّق البيّع في «معجم شيوخه» الذين سمع منهم وكتب عنهم ، قال : وتوفي في يوم الخميس سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس وستين وخمس مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٣١ ـ الحسن (٣) بن محمد بن عبد المحسن بن أحمد بن

__________________

طرق ، عن عبيدة.

(١) ترجمه الذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٢٧٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٢.

(٢) تقدمت ترجمته في هذا الكتاب برقم ١٢٧.

(٣) ترجمه الصفدي في الوافي ١٢ / ٢٢٧.

١٢٥

عبد الوارث بن الطّيّب بن جدّا (١) ، أبو عليّ الشّاعر.

من أهل هيت.

قدم بغداد في سنة خمس وستين وخمس مئة ، وكتب عنه بها شيء من شعره فيما قرأت بخطّ بعض أصحاب الحديث ، والله الموفّق.

١٢٣٢ ـ الحسن بن محمد بن عبد الوهّاب بن هبة الله ابن السّيبيّ ، أبو البركات ، وقيل : أبو محمد بن أبي عبد الله بن أبي الفرج الملقّب خالصة الدّولة.

هكذا سمّاه أبو بكر عبيد الله بن عليّ المارستاني : الحسن ، وأظنّه وهم فيه ، والصّواب أحمد ، هكذا رأيته في شيء من مسموعاته ، والله أعلم.

وهو من أهل البيوت القديمة والأعيان الأماثل ، ولهم اتصال ببيت رئيس الرّؤساء وبينهما صهريّة.

تولّى أبو البركات هذا النّظر بأعمال طريق خراسان ، ثم أعمال قوسان من سواد العراق. وسمع شيئا من الحديث ، وما أعلم أنه حدّث بشيء.

توفي يوم السّبت حادي عشر رجب سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وكان من ذوي الهيئات ، رحمه‌الله وإيانا.

١٢٣٣ ـ الحسن (٢) بن محمد بن محمد بن الحسن بن أحمد بن عليّ ابن أحمد ، أبو عليّ الجائزانيّ الميمي ، منسوب إلى ميمة بلدة قريبة من أصبهان.

رجل صالح ، قدم بغداد في سنة أربع وسبعين وخمس مئة ، وحدّث بها عن أبي عليّ الحسن بن أحمد الحدّاد الأصبهاني. سمع منه بها أبو بكر محمد بن موسى الحازمي ، وأبو الفتوح نصر بن أبي الفرج ابن الحصري ، وأبو بكر

__________________

(١) قال الصفدي : «بكسر الجيم وتشديد الدال المهملة وبعدها ألف ، كذا وجدته مضبوطا».

(٢) ترجمه ياقوت في «ميمة» من معجم البلدان ٥ / ٢٤٥.

١٢٦

عبد الله بن أبي طالب الخبّاز ، وسمعت الخبّاز يثني عليه كثيرا ويصفه بالصّلاح.

١٢٣٤ ـ الحسن (١) بن محمد بن عليّ ، أبو علي بن أبي بكر البقّال ، يعرف بابن العجميّ وابن القطائفيّ.

من أهل الحريم الطّاهري.

سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وروى عنه. سمع منه قبلنا القاضي أبو المحاسن عمر بن عليّ الدّمشقي ، وسمعنا منه ، وكان سوقيّا صحيح السّماع.

قرأت على أبي عليّ الحسن بن محمد ابن العجمي البقّال بشارع دار الرّقيق ، قلت له : أخبركم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد قراءة عليه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو عليّ الحسن بن عليّ بن محمد الواعظ ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، قال : أخبرنا أبو عبد الرّحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال (٢) : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن سليمان ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، يعني ابن مسعود ، عن النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنّه قال : «المرء مع من أحبّ» (٣).

قرأت بخطّ القاضي عمر بن عليّ القرشي ، قال : سألت أبا عليّ ابن القطائفيّ عن مولده ، فذكر ما يدلّ أنّه في سنة ست عشرة وخمس مئة تقريبا. قلت : وتوفي يوم الجمعة حادي عشر محرم سنة خمس وتسعين وخمس مئة.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٦٤ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٢٩ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٢.

(٢) المسند ١ / ٣٩٢ و ٤ / ٤٠٥.

(٣) حديث شعبة عن سليمان بن مهران الأعمش في الصحيحين : البخاري في الأدب من صحيحه ٨ / ٤٨ (٦١٦٨) ، ومسلم فيه أيضا ٨ / ٤٣ (٢٦٤٠) (١٦٥).

١٢٧

١٢٣٥ ـ الحسن (١) بن محمد بن عليّ بن طوق ، أبو عليّ بن أبي البركات الكاتب.

أصله من الموصل ، وأبو عليّ بغداديّ المولد والدار.

تفقه في صباه ، على مذهب الشافعي رضي‌الله‌عنه ، وأقام بالمدرسة النّظامية ، وسمع من أبي الوقت السّجزي وغيره ، وترك ذلك ، واشتغل بخدمة السّلطان ، وتولّى النّظر في ديوان التّركات الحشرية والعقار الخاص ، وما أعلم أنه روى شيئا.

توفي في شوّال سنة ستّ وتسعين وخمس مئة.

١٢٣٦ ـ الحسن (٢) بن محمد بن عليّ بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الشّيرازيّ الأصل البغداديّ المولد والدّار ، أبو منصور بن أبي الحسن بن أبي القاسم الكاتب ، يعرف جدّه بالبقرانيّ.

من أهل درب القيّار ، وقد تقدّم ذكر والده (٣).

كان أبو منصور كاتبا في الأعمال السّلطانية مدة ، وترك ذلك ، واشتغل بطريقة التّصوّف ، وتولّى خدمة الصّوفية برباط الأرجوان بدرب زاخي مدة.

وقد كان سمع في صباه من سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبي الوقت عبد الأوّل بن عيسى السّجزي ، وغيرهما ، وحدّث باليسير. سمع منه أبو محمد جعفر بن محمد العبّاسي ، ومحمد بن أحمد الهاشمي المكيّ.

وتوفي في حياة أبيه ليلة الخميس ، يوم عرفة من سنة ست وتسعين وخمس مئة ، وحضرنا الصّلاة عليه يوم الخميس بالمدرسة النّظامية والجمع كثير ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي إلى جانب ابن عمّه الحافظ يوسف بن

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٤٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٦٨ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٤ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٣٤.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٥٥٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠٦٨.

(٣) الترجمة ٣٧٥.

١٢٨

أحمد البغدادي.

١٢٣٧ ـ الحسن (١) بن محمد بن عبدوس ، أبو عليّ.

شاب من أهل واسط ، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته. وكان فيه فضل ، وله معرفة بالنّحو واللّغة العربية ، وقال الشعر الحسن ، وله مدائح كثيرة في المواقف المقدّسة الإمامية النّاصرية ، خلّد الله ملكها.

سمعنا منه كثيرا من شعره حالة إيراده في المواسم والهناءات.

توفي ببغداد في ليلة الجمعة خامس صفر من سنة إحدى وست مئة ، وصلّي عليه يوم الجمعة بالمدرسة النّظامية ، ودفن بالجانب الغربي بالمشهد بمقابر قريش على ساكنيه السّلام.

١٢٣٨ ـ الحسن بن محمد بن طالب ابن المقرئ ، أبو جعفر ، وقيل : أبو محمد.

من ساكني الظّفريّة.

قبل قاضي القضاة أبو طالب عليّ بن عليّ ابن البخاري شهادته في ولايته الثّانية يوم الجمعة حادي عشري ذي القعدة من سنة إحدى وتسعين وخمس مئة ، وزكّاه العدلان أبو الحسن عليّ بن المبارك بن جابر ، وأبو الغنائم محمد بن محمد ابن المهتدي بالله. وتولّى الإشراف بالعقار الخاص إلا أنّه عزل عن الجميع قبل موته.

__________________

(١) ترجمه ابن الأثير في الكامل ١٢ / ٢٠٧ وذكر أنه اجتمع به بالموصل حين وردها مادحا لصاحبها نور الدين أرسلاه شاه وغيره من المقدمين ، وابن النجار كما دل عليه المستفاد منه للحسامي الدمياطي ، الترجمة (٧٠) ، والمنذري في التكملة ٢ / الترجمة ٨٦٦ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ١٥٣ ، وابن الفوطي في الملقبين بقطب الدين من تلخيصه ٤ / الترجمة ٢٧٨١ ، وابن سعيد المغربي في الغصون اليانعة ١٢ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٣٥ ، والمختار من تاريخ ابن الجزري ٨٩ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٢٨ ، والسيوطي في بغية الوعاة ١ / ٥٥٣ وغيرهم.

١٢٩

لم يعن بالحديث ولا روايته ، ويقال : كانت له معرفة بتعبير الرّؤيا.

توفي يوم الجمعة حادي عشر رجب سنة أربع وست مئة ، ودفن بالجانب الغربي بمقبرة الشّونيزي.

١٢٣٩ ـ الحسن (١) بن محمد بن الحسن بن محمد بن حمدون ، أبو سعد بن أبي المعالي بن أبي سعد الكاتب.

وقد تقدّم ذكر أبيه (٢) وجدّه (٣).

وأبو سعد هذا بقيّة بيته ، وهو آخر من كان بقي من بني حمدون ، وقد كانوا جماعة كتّابا فضلاء ، رواة للحديث.

سمع أبا بكر محمد بن عبيد الله ابن الزّاغوني ، والنّقيب أبا جعفر أحمد بن محمد العبّاسيّ المكيّ ، وأبا حامد محمد بن أبي الرّبيع الغرناطي مغربيا قدم بغداد وقد مضى ذكره ، وأبا المعالي محمد بن محمد ابن اللّحّاس العطّار ، ووالده أبا المعالي محمدا ، وأبا الفتح محمد بن عبد الباقي بن سلمان المعروف بابن البطّي وجماعة بعدهم.

وكتب بخطّه ، وكان حسن الخطّ ، صحيح النّقل ، وافر الهمّة في الطّلب ، حصّل الأصول ، وجمع الكتب الكثيرة ، وعلّق الوفيات وأحوال الشّيوخ ، وجمع شعر جماعة من الشّعراء المتأخرين ودوّنها ، وحدّث بشيء من مسموعاته ، ووقف جملة من كتبه على الطّلبة والمستفيدين. سمع معنا الكثير ، وسمعنا منه ،

__________________

(١) ترجمه ياقوت في معجم الأدباء ٣ / ١٠١٢ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ١٢٤ ، المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١١٨٢ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٧٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٨٩ ، والعبر ٥ / ٢٧ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٣ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٢١ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ٦٢ ، والخزرجي في العسجد المسبوك ٢ / ٣٣٩ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ٣٢.

(٢) تقدمت ترجمة والده في المجلد الأول برقم ١٢٢.

(٣) تقدمت ترجمة جده الحسن قبل قليل ، الترجمة ١٢٢٦.

١٣٠

ونعم الرّجل كان.

قرأت على الأجل أبي سعد الحسن بن محمد بن الحسن بن حمدون من كتابه الذي فيه سماعه ، قلت له : أخبركم أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر ابن الزّاغوني قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك وعرفه ، قال : أخبرنا أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمد ابن البسري ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلّص ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغويّ ، قال : حدثنا سويد بن سعيد ، قال : حدثنا فضيل ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اتقوا النّار ولو بشقّ تمرة ، فإن لم تجدوا فبكلمة طيّبة» (١).

سألت أبا سعد بن حمدون عن مولده ، فقال : ولدت في صفر سنة سبع وأربعين وخمس مئة.

وخرج لتلقي مؤيّد الدين محمد بن محمد القمّي نائب الوزارة لما قفل من خوزستان يوم الأحد العشرين من محرّم سنة ثمان وست مئة ، فلما بلغ مدائن كسرى ، وبينها وبين بغداد سبعة فراسخ ، عرض له ألم ، أوجبه حرّ الوقت ، وتزايد به ، فمات في بقية يومه ، وحمل من هناك في سفينة إلى بغداد ، ودفن بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام بالجانب الغربي.

١٢٤٠ ـ الحسن (٢) بن محمد بن عليّ بن أحمد ابن نظام الملك أبي عليّ الحسن بن عليّ بن إسحاق بن العباس الطّوسيّ ، أبو عليّ بن أبي نصر ابن أبي الحسن ابن الوزير أبي نصر.

__________________

(١) حديث صحيح تقدم تخريجه في الترجمة (٦٠٣) ، كما تقدم ذكره في الترجمة ٩٩٥.

(٢) ترجمه المنذري في التكملة ٣ / الترجمة ١٧٦٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٤٩٤ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٤ ، والسبكي في الطبقات الوسطى ، كما في حاشية الكبرى ٨ / ١٤٢ ، وابن الملقن في العقد المذهب ، الورقة ٢٣٢.

١٣١

من بيت معروف بالتّقدّم والفضل والولاية ، وقد تقدّم ذكرنا لأبيه (١).

وأبو علي هذا تفقّه على أبيه وغيره ، وسمع الحديث من أبي الوقت السّجزي ، والنّقيب أبي العباس أحمد بن محمد المكيّ ، وأبي حامد محمد بن عبد الرّحيم القيسي المغربي وغيرهم.

وتولّى النّظر في وقف مدرسة جدّه نظام الملك مدة وغيره من الخدم المتعلّقة بالدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ سمعنا منه.

قرأت على أبي عليّ الحسن بن محمد بن عليّ ، قلت له : أخبركم أبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب الصّوفي قراءة عليه وأنت تسمع ببغداد لما قدمها ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر الدّاودي ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمّوية ، قال : أخبرنا إبراهيم بن خزيم الشّاشيّ ، قال : حدّثنا عبد بن حميد الكشّي ، قال (٢) : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن الزّهري ، قال : أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه ، قال : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلّي على راحلته التّطوّع في كلّ جهة (٣).

سألت أبا عليّ هذا عن مولده فلم يحقّقه ، وذكر ما يدل أنّه في سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة تقريبا ، والله أعلم.

وتوفي يوم الأربعاء ثالث عشري ذي القعدة سنة سبع عشرة وست مئة ، ودفن في يومه.

١٢٤١ ـ الحسن (٤) بن محمد بن طاهر بن زاهر بن طاهر بن محمد بن

__________________

(١) الترجمة ٣٤٣.

(٢) مسند عبد بن حميد (٣١٩).

(٣) حديث معمر عن الزهري في البخاري ٢ / ٥٥ (١٠٩٣). كما أخرجه من طريق عقيل عن الزهري ٢ / ٥٦ (١٠٩٧). وهو عند مسلم من طريق يونس عن الزهري ٢ / ١٥٠ (٧٠١).

(٤) اختاره الذهبي في المختصر المحتاج ٢ / ٢٤.

١٣٢

محمد الشّحّاميّ ، أبو علي.

من أهل نيسابور ، من بيت مشهور بالرّواية معروف بالعدالة ، كلّهم ثقة محدّث.

وأبو عليّ هذا عدل ببلده ، مزكّ ، له مكانة عندهم وتقدّم. سمع أبا بكر محمد بن عليّ الطّوسي ، وأبا الفتح مسعود بن محمد بن سعيد المسعودي المروزي وغيرهما. قدم بغداد حاجا في سنة ثلاث عشرة وست مئة ، وحدّث بها. كتبنا عنه قبل خروجه للحج.

قرأت على أبي عليّ الحسن بن محمد بن طاهر المزكّي ببغداد في الجانب الغربي ، قلت له : أخبركم أبو الفتح مسعود بن محمد المسعودي الفقيه ، قدم عليكم شاذياخ نيسابور من لفظه ، فأقرّ به ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أبي طاهر الصّدقي ، محلة بمرو يقال لها صدقة ، قال : حدّثنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد الشّير نخشيري (١) إملاء ، قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن جعفر غندر البغدادي الحافظ ، قال : حدثنا أبو الخليل العبّاس بن الخليل بن جابر بحمص ، قال : حدثنا محمد بن عمرو بن حنان (٢) ، قال : حدثنا بقيّة ، يعني ابن الوليد ، عن عبد الملك بن عبد العزيز ، قال : حدثنا عطاء ، عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من حمل من أمّتي أربعين حديثا فهو من العلماء» (٣).

__________________

(١) منسوب إلى «شير نخشير» ويقال : «شير نخجير» بالجيم بدلا من الشين ، من قرى مرو ، كما في معجم البلدان ٣ / ٣٨٢.

(٢) حنان ، بفتح الحاء المهملة وخفة النون ، ثقة من رجال التهذيب.

(٣) إسناده ضعيف ، لضعف بقية ، وكان يدلس تدليس التسوية وهو أمر قادح في عدالته ، وشيخه في هذا الحديث هو عبد الأعلى بن عبد الرحمن ، وهو مجهول ، فقد رواه البخاري في الضعفاء من طريق بقية عنه عن ابن جريج ، كما بينه الذهبي في الميزان ٢ / ٥٣١.

وهذا الحديث يروى من طرق عن ابن عباس كلها تالفة ، كما يروى عن عدد من الصحابة بأسانيد واهية لا يصح منها شيء ، تناولها بالتفصيل العلامة ابن الجوزي في العلل

١٣٣

سألت أبا علي الشّحّامي عن مولده ، فقال : ولدت في تاسع عشر ربيع الآخر من سنة إحدى وخمسين وخمس مئة بشاذياخ نيسابور.

١٢٤٢ ـ الحسن بن المبارك بن أحمد ابن الأكفانيّ ، أبو محمد.

سمع أبا محمد جعفر بن أحمد ابن السّرّاج ، وحدّث عنه. سمع منه أبو بكر المبارك بن كامل وأخرج عنه حديثا في «معجم شيوخه» ، رحمهم‌الله.

١٢٤٣ ـ الحسن (١) بن المبارك بن محمد بن عبد الله بن محمد ، أبو الحسين الشّاعر ، يعرف بابن الخلّ ، أخو أبي الحسن محمد الفقيه الشافعي.

هكذا سمّاه أبو بكر المبارك بن كامل في «معجم شيوخه» ، وذكره فيمن اسمه الحسن ، وروى عنه قطعة من شعره ، نحن نذكرها إن شاء الله.

وذكره تاج الإسلام أبو سعد ابن السّمعاني فيمن اسمه أحمد ، وقال : أحمد ابن المبارك ابن الخلّ ، أبو الحسين ، أخو أبي الحسن. وأبو بكر بن كامل أعرف به ، لأنّه عاصره وسمع منه ، وتاج الإسلام يعتمد على قول ابن كامل وينقل عنه ويسميه المفيد ، فلأجل ذلك صوّبنا قوله ، واعتمدنا على قوله (٢).

قرأت بخط المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفّاف ، قال : أنشدني أبو

__________________

المتناهية ١ / ١١٩ ـ ١٢٩ ، وقد قال الدار قطني : كل طرق هذا الحديث ضعاف لا يثبت منها شيء. وقال ابن الجوزي : هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قال : «وقد بنى على هذا الحديث الذي بينا علله جماعة من العلماء فصنف كل منهم أربعين حديثا ، منهم من ذكر فيها الأصول ، ومنهم من قصر على الفروع ، ومنهم من أورد فيها الرقائق ، ومنهم من جمع بين الكل» (العلل المتناهية في الأحاديث الواهية ١ / ١٢٨).

(١) ترجمه ابن خلكان ضمن ترجمة أخيه محمد من وفيات الأعيان ٤ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨ وسماه أحمد ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٤٤ ، والصفدي في الوافي ٧ / ٣٠٣ فيمن اسمه أحمد ، ثم ذكره فيمن اسمه الحسن ١٢ / ٢١٠ ، وتابعه على ذلك ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات ١ / ١٠٩ و ٣٥١ ، والإسنوي في طبقاته ١ / ٤٨٨ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ١٦٥.

(٢) وكذلك ذكر ابن النجار أنه وجد اسمه مقيدا بخطه «الحسن».

١٣٤

الحسين الحسن بن المبارك ابن الخلّ لنفسه (١) :

قلت لها لا تقتلي مدنفا

حبّك قد هيّج بلباله

ما زال يرجو منك وصلا إلى

أن قطّع الهجران أو صاله

فابتسمت تيها وقالت لنا

كم قتلت عيناي أمثاله

أنبأنا الشّيخ أبو الفرج عبد الرّحمن بن عليّ ابن الجوزي ، قال : توفي أبو الحسين ابن الخلّ في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة (٢).

وقال أبو الفضل أحمد بن صالح بن شافع في «تاريخه» : توفي أبو الحسين ابن الخلّ فجاءة ليلة الأحد رابع عشري ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وخمس مئة ، ودفن بالوردية عند أخيه أبي الحسن الفقيه ، رحمنا الله وإياهما.

١٢٤٤ ـ الحسن بن المبارك ابن الخزّاز ، أبو محمد.

من أهل بغداد.

رأيت إجازته لجماعة في سنة ثمان وسبعين وخمس مئة بخطّه ، ولم أقف له على مسموع ، ولا ذكر في غير ذلك.

١٢٤٥ ـ الحسن (٣) بن المبارك بن أبي سعد ، أبو عليّ ، يعرف بابن البوّاب.

من أهل الحريم الطّاهري ، كان أمين القضاة بالحريم وما يجاورها.

سمع أبا القاسم سعيد بن أحمد ابن البنّاء ، وأبا الوقت السّجزي وغيرهما ، وروى شيئا يسيرا. سمع منه بعض أصحابنا ، ورأيته وما اتفق لي منه سماع.

توفّي يوم الجمعة تاسع عشر محرم سنة ست وست مئة ، ودفن بباب حرب ، رحمه‌الله وإيانا.

__________________

(١) الأبيات في فوات الوفيات ١ / ٣٥٣.

(٢) ذكر هذا في غير المنتظم.

(٣) ترجمه المنذري في التكملة ٢ / الترجمة ١٠٩٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ١٣١.

١٣٥

١٢٤٦ ـ الحسن (١) بن المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم ابن الزّبيديّ ، أبو عليّ بن أبي بكر بن أبي عبد الله.

والزّبيدي هو جده محمد ، من أهل زبيد بلدة باليمن معروفة ، قدم بغداد واستوطنها إلى حين وفاته وعقبه بها ، وسيأتي ذكر أبيه المبارك فيما بعد إن شاء الله.

وأبو عليّ هذا سمع أبا الوقت عبد الأوّل بن عيسى الصّوفي وغيره. كتبنا عنه.

قرأت على أبي علي الحسن بن المبارك بن محمد الزّبيدي ، قلت له : أخبركم أبو الوقت السّجزي قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقرّ بذلك ، قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي قراءة عليه وأنا أسمع بهراة ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي شريح الأنصاري ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي ، قال : حدثنا اللّيث بن سعد ، عن أبي الزّبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يدخل أحد ممن بايع تحت الشّجرة النّار» (٢).

سألت الحسن بن المبارك هذا عن مولده ، فقال : في سنة ثلاث وأربعين

__________________

(١) لم يذكر المؤلف وفاته لتأخرها عن النشرة الأخيرة لكتابه ، وكانت وفاته في سنة ٦٢٩ كما في مصادر ترجمته. وقد ترجمه الجم الغفير ، منهم : ابن نقطة في التقييد ٢٤٣ ، والمنذري في التكملة ٣ / الترجمة ٢٣٨١ ، وابن الفوطي في الملقبين بموفق الدين من تلخيص مجمع الآداب ٥ / الترجمة ١٩٢٥ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٨٧٩ ، وسير أعلام النبلاء ٢٢ / ٣١٥ ، والعبر ٥ / ١٣٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٥ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢١٢ ، وابن كثير في البداية ١٣ / ١٣٣ ، والقرشي في الجواهر ١ / ٢٠٠ ، والفيومي في نثر الجمان ٢ / الورقة ٤١ والسيوطي في البغية ١ / ٥١٧ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / ١٠٠ ، وابن العماد في الشذرات ٥ / ١٣٠ ، وغيرهم.

(٢) حديث صحيح ، تقدم تخريجه في الترجمة (٣٨٢) ، وتكرر في الترجمة ١١٤٩ أيضا.

١٣٦

وخمس مئة.

١٢٤٧ ـ الحسن (١) بن مسمار بن نعمة ، أبو علي الهلاليّ الحورانيّ.

من أهل دمشق.

قدم بغداد فيما قاله الحافظ أبو القاسم عليّ بن الحسن بن عساكر الدّمشقي ، قرأ بها القرآن العزيز بالقراءات على أبي محمد عبد الله بن عليّ سبط أبي منصور الخيّاط ، وسمع بها الحديث من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين ، وعاد إلى دمشق وأمّ النّاس في جامعها في موضع الحنابلة ، وتوفي بها يوم الأحد سادس شهر رمضان سنة ست وأربعين وخمس مئة.

١٢٤٨ ـ الحسن (٢) بن مسلّم (٣) بن الحسن ، ويقال : مسلّم بن أبي الحسن ، أبو عليّ الزّاهد الفارسيّ.

منسوب إلى قرية تسمّى الفارسية من قرى نهر عيسى مجاورة للمحوّل.

كان رجلا صالحا ، كثير العبادة ، منقطعا إلى الاشتغال بالخير. قد قرأ

__________________

(١) ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٣ / ٣٩٣.

(٢) ترجمه ياقوت في «حورى» من معجم البلدان ٢ / ٣١٨ ، وفي «الفارسية» منه ٤ / ٢٣٨ وسقط اسمه فيه وبقي اسم أبيه أو جده ، أو انقلب في المطبوع ، وابن نقطة في إكمال الإكمال ٢ / ٩١ و ٣٨٣ ، وابن الأثير في الكامل ١٢ / ١٣٨ ، وسبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٤٥٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٤٢٤ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ١٣ ، وابن الساعي في أخبار الزهاد ، الورقة ٤٩ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ١٠١٥ ، وسير أعلام النبلاء ٢١ / ٣٠١ ، والعبر ٤ / ٢٨٣ ، والمختصر المحتاج ٢ / ٢٦ ، والمشتبه ١٩١ ، ودول الإسلام ٢ / ٧٧ ، والصفدي في الوافي ١٢ / ٢٧٠ ، وابن رجب في الذيل على طبقات الحنابلة ١ / ٣٩٥ ، والغساني في العسجد المسبوك ٢٤٧ ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه ٢ / ٥٣٣ ، والعيني في عقد الجمان ١٧ / الورقة ٢٢٢ ، وابن العماد في الشذرات ٤ / ٣١٦.

(٣) قيده المنذري فقال : بضم الميم وفتح السين المهملة وتشديد اللام وفتحها ، وينظر المشتبه للذهبي ٥٨٩.

١٣٧

القرآن الكريم ، وتفقه ، وسمع الحديث. لم يزل على طريقة حميدة.

روى عن أبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي. وسمعنا منه ، وكتبنا عنه ، ونعم الشّيخ كان.

قرأت على أبي عليّ الحسن بن مسلّم الفارسيّ بباب البصرة ، قلت له : أخبركم إبراهيم بن محمد بن منصور الفقيه قراءة عليه وأنت تسمع ، فأقر بذلك ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور البزّاز ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن الحسن الدّقاق ، قال : حدّثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا داود بن رشيد ، قال : حدثنا سويد بن عبد العزيز ، قال : حدثنا يحيى بن الحارث ، عن القاسم بن عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قام في أصحابه ذات يوم فقال : «اغتسلوا يوم الجمعة ، فمن اغتسل يوم الجمعة كانت له كفّارة ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة» (١).

سمعت أبا علي الحسن بن مسلّم يقول لرجل في ضمن كلام ، كان يقول له :

إذا أنت جازيت المسيء بفعله

ففعلك من فعل المسيء قريب

توفي أبو عليّ الفارسي بالفارسية يوم الأحد الحادي عشر من محرم سنة أربع وتسعين وخمس مئة ، ودفن بها برباط له ، وكان قد بلغ التّسعين أو نحوها ، يرحمه‌الله وإيانا.

١٢٤٩ ـ الحسن بن مسعود بن هبة الله بن عليّ بن خليد الكاتب ، أبو محمد.

من أبناء الكتّاب والمتصرّفين في الأعمال الدّيوانية. تنقّل في الخدمات

__________________

(١) إسناده ضعيف ، لضعف سويد بن عبد العزيز ، وهو ابن نمير السلمي مولاهم الدمشقي.

أخرجه الطبراني في الأوسط (٧٠٨٣) وقال : لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن الحارث إلا سويد بن عبد العزيز.

١٣٨

إلى أن ولي ديوان الزّمام المعمور في يوم الاثنين ثالث عشري شهر ربيع الآخر سنة ست وست مئة. ولم يزل على ولايته وتصرّفه إلى أن عزل يوم الاثنين التاسع من المحرم سنة تسع وست مئة. وأعيد إليه في رجب سنة أربع عشرة وست مئة ، وعزل عنه في سنة سبع عشرة وست مئة.

١٢٥٠ ـ الحسن (١) بن نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد بن الحصين الدّسكريّ (٢) ، أبو القاسم بن أبي الفضل بن أبي سعد ، يعرف بابن الفقيه.

والفقيه هو جده أبو سعد من بيت إهل تقدّم وولاية ، وقد سبق ذكرنا لعمّه الحسن بن عبد الواحد (٣).

سمع الحسن هذا من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشّيباني الكاتب ، ومن أبي غالب أحمد بن الحسن ابن البنّاء وغيرهما ، وخرج عن بغداد ، وأقام بالموصل مدة طويلة ، وعاد إلى بغداد وحدّث بها.

سمع منه أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الصّوفي ، وأبو الحسن عليّ بن المبارك الوارثي ، وأبو بكر عبد الله بن أبي طالب المقرئ وغيرهم.

توفّي في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة.

١٢٥١ ـ الحسن (٤) بن نصر بن عليّ بن أحمد بن محمد ابن النّاقد ، أبو القاسم بن أبي طالب.

__________________

(١) ترجمه المنذري في التكملة ١ / الترجمة ٢٨ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٢ / ٧٥٨.

(٢) قال المنذري : «وبنواحي بغداد دسكرتان ؛ إحداهما بنهر الملك بغربي بغداد والأخرى بسواد شرقي بغداد في طريق خراسان ، ولم يتميز لي من أيهما هو».

(٣) الترجمة ١١٩٦.

(٤) ترجمه سبط ابن الجوزي في المرآة ٨ / ٥٣٦ ، والمنذري في التكملة ١ / الترجمة ٦٠٤ ، وأبو شامة في ذيل الروضتين ٦١ ، وابن الساعي في الجامع المختصر ٩ / ٢٥٠ ، والذهبي في تاريخ الإسلام ١٣ / ٩٢.

١٣٩

ممن ربّي في ظلّ الخدمة الشّريفة المقدّسة الإمامية النّاصرية ـ خلّد الله ملكها ـ وشمله إنعامها طفلا ويافعا ومحتلما. فسما قدره ، وشاع ذكره ، ونفذ أمره ، وتولّى الولايات ، وتنقّل في الخدمات ، فرتّب حاجب الباب المحروس بباب النّوبي في يوم السّبت ثالث المحرم من سنة ست وثمانين وخمس مئة.

فلم يزل على ذلك إلى أن توفّي والده في ثامن عشري جمادى الآخرة من سنة اثنتين وتسعين وخمس مئة ، وكان يتولّى صدرية المخزن المعمور ، فنقل إلى النّظر بالمخزن المعمور في هذا اليوم ، وولي الصّدرية به وبأعماله.

وفي سنة أربع وتسعين وخمس مئة فوّض إليه النّظر في الدّواوين جميعها ، ورسم لأرباب الولايات والنّظّار المصير إليه والمراجعة له ، فكانت الأعمال كلّها مردودة إليه. وولّى النّظر في ديوان الزّمام لأبي البدر ابن أمسينا في داره ، وقاضي القضاة أبي الفضائل ابن الشّهرزوري ، وقرئ عهده عنده. وركب إلى الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ في الأعياد ، وجلس للهناء ، وحضر بباب الحجرة الشّريفة في المواسم التي كان يحضر فيها النّوّاب عن ديوان المجلس.

ولم يزل ساميا ، وأمره نافذا إلى صفر سنة سبع وتسعين وخمس مئة ، وفوّض النّظر في الأمور إلى ناصر بن مهدي ، فركب إلى الدّيوان العزيز ـ مجّده الله ـ نائبا عن الوزارة في الشّهر ، واستقلّ الحسن ابن الناقد بتولّي المخزن المعمور وأعماله إلى أن عزل عن ذلك يوم الخميس رابع عشري جمادى الأولى سنة ثمان وتسعين وخمس مئة ، ولم يستخدم إلى أن توفي في ليلة الأربعاء سابع شهر رمضان سنة أربع وست مئة ، ودفن يوم الأربعاء بمشهد الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام بالجانب الغربي. وقد كان سمع شيئا من الحديث ، ولم يبلغ أوان الرّواية لأنّه توفي شابا.

١٢٥٢ ـ الحسن (١) بن ناصر بن أبي بكر بن بانار بن محمد البكريّ ،

__________________

(١) ترجمه القرشي في الجواهر المضيئة ١ / ٢٠٦ ، والتميمي في الطبقات السنية ٣ / ١١٧.

١٤٠