تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب - ج ٣

الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي

تفسير كنز الدّقائق وبحر الغرائب - ج ٣

المؤلف:

الشيخ محمّد بن محمّد رضا القمّي المشهدي


المحقق: حسين درگاهى
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٣

فقال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : فلم قالوا ذلك؟

قال : لأنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ).

فقال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : فإن كانت الأخت أخا؟

قال : فليس له إلّا السّدس.

فقال له أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : فما لكم نقصتم الأخ إن كنتم تحتجّون للأخت النّصف بأنّ الله سمّى لها النّصف ، فإنّ الله قد سمّى للأخ الكلّ. والكلّ أكثر من النّصف لأنّه قال ـ عزّ وجلّ ـ : (فَلَهَا النِّصْفُ) وقال للأخ (وَهُوَ يَرِثُها) ، يعني : جميع مالها (إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ) فلا تعطون الّذي جعل الله له الجميع في بعض فرائضكم شيئا ، وتعطون الّذي جعل الله له النّصف تاما.

فقال له الرّجل : أصلحك الله ، فكيف يعطى (١) الأخت النّصف ولا يعطى (٢) الذّكر لو كانت هي ذكرا شيئا؟

فقال : يقولون (٣) في أمّ وزوج وإخوة لأمّ وأخت لأب ، فيعطون (٤) الزّوج النّصف والأمّ السّدس والإخوة من الأمّ الثّلث والأخت من الأب النّصف ثلاثة ، فيجعلونها من تسعة وهي من ستّة ، فترتفع إلى تسعة.

قال : وكذلك يقولون (٥) فإن كانت الأخت ذكرا أخا لأب. (٦) قال : ليس له شيء.

فقال الرّجل لأبي جعفر ـ عليه السّلام ـ : فما تقول أنت ـ جعلت فداك (٧) ـ؟

فقال : ليس للإخوة من الأب والأمّ ولا للإخوة (٨) من الأمّ ولا الإخوة من الأب مع الأمّ شيء (٩).

قال عمر بن أذينة : وسمعته من محمّد بن مسلم يرويه مثل ما ذكر من (١٠) بكير

__________________

(١) المصدر : نعطي.

(٢) المصدر : لا نعطي.

(٣) المصدر : قال تقولون.

(٤) المصدر : يعطون.

(٥) المصدر : تقولون.

(٦) هكذا في المصدر. وفي النسخ : الأب.

(٧) المصدر : «جعلني الله فداك فما تقول أنت» بدل «فما تقول أنت جعلت فداك».

(٨) المصدر : الاخوة.

(٩) هكذا في المصدر. وفي النسخ : الأبّ.

(١٠) ليس في المصدر.

٦٠١

المعنى سواء ، ولست أحفظه بحروفه وتفصيله إلّا معناه. قال فذكرت ذلك لزرارة.

فقال : صدقا هو والله الحقّ.

محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان (١) ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، عن بكير ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : سأله رجل عن أختين وزوج.

فقال : النّصف والنّصف.

فقال الرّجل : أصلحك الله ، قد سمّى الله لهما أكثر من هذا ، لهما (٢) الثّلثان.

فقال : ما تقول في أخ وزوج؟

فقال : النّصف والنّصف.

فقال : أليس الله قد سمّى له (٣) المال فقال : (وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ)؟

محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد (٤) ، عن الحسن بن عليّ ، عن عبد الله بن المغيرة (٥) ، عن موسى بن بكر قال : قلت لزرارة : إنّ بكير حدّثني ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ أنّ الإخوة للأب والأخوات للأب والأمّ يزادون وينقصون لأنّهنّ لا يكنّ أكثر نصيبا من الإخوة والأخوات للأب والأمّ لو كانوا مكانهنّ ، لأنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقول : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ) يقول : يرث جميع مالها إن لم يكن لها ولد ، فأعطوا من سمّى الله له النّصف كملا ، وعمدوا فأعطوا الّذي سمّى الله له المال كلّه أقلّ من النّصف ، والمرأة لا تكون أبدا أكثر نصيبا من الرّجل (٦) لو كان مكانها.

قال : فقال زرارة : وهذا قائم عند أصحابنا لا يختلفون فيه.

__________________

(١) نفس المصدر ٧ / ١٠٣ ، ح ٦.

(٢) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «مع الله» بدل «من هذا لهما».

(٣) المصدر : «قد سمّى الله» بدل «الله قد سمّى له».

(٤) نفس المصدر ٧ / ١٠٤ ، ح ٧.

(٥) هكذا في المصدر. وفي النسخ : «عبيد الله بن المغيرة». وهي خطأ. لأنّه عدّه من أصحاب السجاد ـ عليه السّلام ـ وبطلان روايته عن موسى بن بكر الّذي هو من أصحاب الباقر أو الصادق أو الكاظم ـ عليهم السّلام ـ واضح. ر ، تنقيح المقال ٢ / ٢٤١ ، رقم ٧٦٤١ و ٣ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤ رقمين ١٢٢٢٤ و ١٢٢٢٥. وأما بالنسبة إلى «عبد الله بن المغيرة» راجع نفس المصدر ٢ / ٢١٨ ، رقمين ٧٠٨٣ و ٧٠٨٤.

(٦) المصدر : رجل.

٦٠٢

عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه (١) ، عن ابن أبي عمير ومحمّد بن عيسى ، عن يونس جميعا ، عن عمر بن أذينة ، عن بكير بن أعين ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ وذكر حديثا طويلا يقول ـ عليه السّلام ـ في آخره : وفي آخر سورة النّساء (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ) ، يعني : أختا (٢) لأب وأمّ. أو أختا (٣) لأب (فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُها إِنْ لَمْ يَكُنْ لَها وَلَدٌ ... وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً رِجالاً وَنِساءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ) وهم الّذين يزادون وينقصون].(٤)

(يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) ، أي : يبيّن لكم ضلالكم الّذي من شأنكم إذا خليتم وطبائعكم ، لتحترزوا عنه وتتحرّوا خلافه. أو يبيّن لكم الحقّ والصّواب ، كراهة أن تضلّوا.

وقال الكوفيّون (٥) : لئلّا تضلّوا. فحذف «لا».

(وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (١٧٦) : فهو عالم بمصالح العباد في المحيا والممات.

قيل (٦). هي آخر آية نزلت في الأحكام.

__________________

(١) نفس المصدر ٧ / ١٠١ ـ ١٠٢ ، ضمن حديث ٣.

(٢ و ٣) هكذا في المصدر. وفي النسخ : أخت.

(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ. وفيه بدل ما نقل : ومضمون هذا الخبر [يعني به خبر الذي نقل عن تفسير القمي ١ / ١٥٩] مرويّ في كثير من الأخبار المعصوميّة المرويّة في الكافي [٧ / ١٠٥] وغيره.

(٥) أنوار التنزيل ١ / ٢٦٠.

(٦) مجمع البيان ٢ / ١٤٩ ، عن البراء بن عازب

٦٠٣