المزار الكبير

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي

المزار الكبير

المؤلف:

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: نشر القيوم
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: ٧٠٤

عن رجاله عن الكاهلي قال : قال لي : الا تذهب بنا إلى مسجد أمير المؤمنين عليه‌السلام فنصلي فيه ، قلت : وأي المساجد هذا ، قال : مسجد بني كاهل ، وانه لم يبق منه اسه واس مئذنته (١) ، قلت : حدثني بحديثه ، قال : صلى علي بن أبي طالب بنا في مسجد بني كاهل الفجر فقنت بنا ، فقال :

اللهم انا نستعينك ونستغفرك ونستهديك ، ونؤمن بك ، ونتوكل عليك ، ونثني عليك الخير كله ، نشكرك ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من ينكرك.

اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد ، واليك نسعي ونحفد (٢) ، نرجو رحمتك ونخشى عذابك ، ان عذابك بالكافرين ملحق.

اللهم اهدنا فيمن هديت ، وعافنا فيمن عافيت ، وتولنا فيمن توليت ، وبارك لنا فيمن أعطيت ، وقنا شر ما قضيت ، انك تقضي ولا يقضى عليك ، انه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ، أستغفرك وأتوب إليك.

( ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين ) (٣).

__________________

(١) المئذنة ـ بالكسر ـ موضع الاذان.

(٢) نحفد في الدعاء إليك : نسرع إلى الطاعة.

(٣) عنه وعن مزار الشهيد البحار ١٠٠ : ٤٥٢ ، والآية في البقرة : ٢٨٦.

١٢١

٢ ـ وبالاسناد عن عبد الله بن يحيى الكاهلي ، قال : صلى بنا أبو عبد الله عليه‌السلام في مسجد بني كاهل الفجر فجهر في السورتين وقنت قبل الركوع وسلم واحدة تجاه القبلة (١).

الباب (٤)

ذكر ما جاء في فضل المسجد الجامع بالكوفة

١ ـ اخبرني الشيخ الفقيه العالم أبو محمد عبد الله بن جعفر الدوريستي رحمه‌الله ، عن جده ، عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن قولويه ، [ قال : حدثني محمد بن الحسن بن الوليد ] (٢) ، قال : حدثني محمد ابن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن إبراهيم بن محمد ، عن الفضل بن زكريا ، عن نجم بن حطيم (٣) ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : لو يعلم الناس ما في مسجد الكوفة لا عدوا له الزاد و الرواحل من مكان بعيد ، ان صلاة فريضة فيه تعدل حجة ، وصلاة نافلة تعدل عمرة (٤).

__________________

(١) عنه البحار ١٠٠ : ٤٥٣.

(٢) زيادة منا ، لان ابن قولويه لا يروي عن الصفار الا بواسطة ، كما أن ابن الوليد أحد مشايخ ابن قولويه واحد الرواة عن الصفار ، راجع معجم الرجال ١٥ : ٢٨٠.

(٣) في الأصل : نجم بن حكيم ، وما أثبتناه هو الصحيح ، ذكره الشيخ في رجاله : ١٤٧ ، الرقم : ١٦٣١ في أصحاب الباقر عليه‌السلام

(٤) رواه في الكامل : ٧١ ، المزار للمفيد : ٢٠ ، التهذيب ٦ : ٣٢ ، عنهم البحار ١٠٠ : ٣٩٩ ، الوسائل ٥ : ٢٥٦ ، وفي جامع الأخبار : ٨١ ، عنه البحار ٨٣ : ٣٧٦.

١٢٢

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد ، عن الحسن ابن عبد الله [ بن محمد ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبد الله ] (١) ابن جبلة ، عن سلام بن أبي عمرة ، عن سعد بن ظريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والفريضة تعدل حجة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد صلى فيه الف نبي والف وصي (٢).

٣ ـ وبالاسناد قال : قال الصادق عليه‌السلام : ما من عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجد كوفان ، حتى أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري به قال له جبرئيل عليه‌السلام : أتدري أين أنت يا رسول الله الساعة أنت مقابل مسجد كوفان ، قلت : فاستأذن لي ربي حتى اتيه فاصلي فيه ركعتين ، فاستأذن الله عزوجل فاذن له ، وان ميمنته لروضة من رياض الجنة ، وان مؤخره روضة من رياض الجنة (٣) ، وان الصلاة المكتوبة فيه تعدل بألف صلاة (٤).

٤ ـ وبالاسناد عن سهل بن زياد ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عبد الله الخزاز ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

__________________

(١) زيادة منا لكي يستقيم العبارة.

(٢) رواه في الكامل : ٧٢ ، التهذيب ٦ : ٣٢ ، عنهم البحار ١٠٠ : ٤٠٠ ، الوسائل ٥ : ٢٥٧ ، وفي جامع الأخبار : ٨١ ، عنه البحار ٨٣ : ٣٨٦.

(٣) لا يبعد أن يكون المراد بالميمنة قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وبالمؤخر قبر الحسين عليه‌السلام  ـ البحار.

(٤) رواه في التهذيب ٦ : ٣٢ ، عنه الوسائل ٥ : ٢٥٣.

١٢٣

قال لي : يا هارون بن خارجة كم بينك وبين مسجد الكوفة ، يكون ميلا ، قلت : لا ، قال : فتصلي فيه الصلوات كلها ، قلت : لا ، قال : اما لو كنت حاضرا بحضرته لرجوت ان لا يفوتني فيه صلاة ، وتدري ما فضل ذلك الموضع ، ما من عبد صالح ولا نبي الا وقد صلى في مسجدكم هذا ـ وذكر مثل الحديث الأول ، وقال في آخر الحديث :

وان الصلاة المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة ، وان النافلة فيه لتعدل بخمسمائة صلاة ، وان الجلوس فيه بغير تلاوة [ ولا ذكر ] (١) لعبادة ، ولو علم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا (٢).

٥ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب ، [ عن العدة ] (٣) ، عن أحمد بن محمد ، عن أبي يوسف يعقوب بن عبد الله من ولد أبي فاطمة ، عن إسماعيل ابن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو في مسجد الكوفة فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه ، فقال : جعلت فداك اني عزمت على المضي إلى المسجد الأقصى فقد اتيت أسلم عليك وأودعك ، فقال له : اي شئ تريد بذلك ، قال : الفضل جعلت

__________________

(١) من المصادر.

(٢) رواه في الكافي ٣ : ٤٩٠ ، المحاسن : ٥٦ ، الأمالي للصدوق : ٣١٥ ، كامل الزيارات : ٧٢ ، عنه الوسائل ٥ : ٢٥٣ ، المزار للمفيد : ٢١ ، الأمالي للطوسي ٢ : ٤٣ ، التهذيب ٣ : ٢٥٠ ، الغارات ٢ : ٤١٣ ، عنه البحار ٨٣ : ٣٥٩ ، تفسير العياشي ٢ : ٢٧٧ ، عنه البحار ١٠٠ : ٤٠٥.

(٣) زيادة من المصادر ، لعدم صحة العبارة بدونه.

١٢٤

فداك ، قال :

فبع راحلتك وكل زادك وصل في هذا المسجد ، فان الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة والنافلة عمرة مبرورة ، والبركة منه على اثنى عشر ميلا (١) ، يمينه يمن ويساره مكر (٢) ، وفي وسطه عين من دهن وعين من لبن وعين من ماء شراب للمؤمنين ، وعين من ماء طهر للمؤمنين ، ومنه سارت سفينة نوح ، وكان فيه نسر ويغوث ويعوق ، صلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا انا آخرهم (٣) ، وقال بيده على صدره ، ما دعا فيه مكروب يسأله في حاجة من الحوائج الا اجابه الله وفرج عنه كربه (٤).

٦ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن صالح ابن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن أبي عبد الرحمان الحذاء ، عن أبي أسامة ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال :

مسجد كوفان روضة من رياض الجنة صلى فيه الف نبي وسبعون نبيا ، وميمنته رحمة وميسرته مكر ، وفيه عصى موسى وشجرة يقطين

__________________

(١) لعل المراد بقوله عليه‌السلام : ( البركة منه على اثني عشر ميلا ) ، ما كان في جهة الغري إلى حيث انتهت الأميال ، لبركة قبره عليه‌السلام ، ولذا قال : ( يمينه يمن ) ، إشارة إلى ذلك.

(٢) المراد بالميسرة منازل الخلفاء التي كانت هناك ، كما ورد في رواية الصدوق في ثواب الأعمال : ٢٨ ، وفيها : ( فقلت لأبي بصير : ما يعني بقوله مكر ، قال : يعني منازل الشياطين ).

(٣) في المصادر : أحدهم.

(٤) رواه في الكافي ٣ : ٤٩١ ، الكامل : ٨٠ ، التهذيب ٣ : ٢٥١ ، عنه البحار ٨٣ : ٣٦٠ ، ١٠٠ : ٤٠٤ ، الوسائل ٥ : ٢٥١.

١٢٥

وخاتم سليمان ، ومنه فار التنور ونجرت السفينة ، وهو صرة (١) بابل ومجمع الأنبياء (٢).

٧ ـ وأخبرني السيد الاجل العالم عبد الحميد بن التقي بن عبد الله ابن أسامة العلوي الحسيني رضي‌الله‌عنه في ذي العقدة من سنة ثمانين وخمسمائة قراءة عليه بحلة الجامعين ، قال : أخبرنا الشيخ المقرئ أبو الفرج أحمد بن مشش القرشي في يوم الأربعاء السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ست وستين وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرنا الشيخ العدل الحافظ أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون القرشي المعروف بابي إجازة ، قال : اخبرني الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمان العلوي الحسيني قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو تمام عبد الله ابن أحمد بن عبيد الأنصاري المؤدب ، قال : حدثنا أبو سعيد عبيد الله بن كثير العامري التمار ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ، قال : حدثنا محمد بن فضيل الضبي ، عن محمد بن سوقة ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة بن الأسود ، عن عبد الله بن الأسود ، عن عبد الله بن مسعود ، قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا بن مسعود لما أسري بي إلى السماء الدنيا أراني مسجد كوفان فقلت : يا جبرئيل ما هذا ، قال : مسجد مبارك كثير

__________________

(١) سرة ( خ ل ) ، الصرة مجمع النقود التي هي أفضل الأموال والمراد انه أشرف اجزائها ، وسرة الوادي أفضل مواضعه.

(٢) رواه في الكافي ٣ : ٤٩٣ ، عنه التهذيب ٣ : ٢٥٢ ، عنهما الوسائل ٥ : ٢٥١.

١٢٦

الخير عظيم البركة ، اختاره الله لأهله وهو يشفع لهم يوم القيامة ـ وذكر الحديث بطوله في مسجد الكوفة (١).

٨ ـ وبالاسناد قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمان بن أبي السري الركابي قراءة عليه ، [ عن محمد بن عبد الله الحضرمي ] (٢) ، قال : حدثنا العلاء بن سعيد الكندي ، حدثنا طلحة بن عيسى التوزي ، حدثنا الفضل بن ميمون البجلي ، عن القاسم بن الوليد الهمداني ، عن حبة العرني و ميثم الكناني قال : اتى رجل عليا عليه‌السلام فقال : يا أمير المؤمنين اني تزودت زادا وابتعت راحلة وقضيت ثباتي ـ يعني حوائجي ـ وانطلق إلى بيت المقدس ، فقال له عليه‌السلام :

انطلق فبع راحلتك وكل زادك وعليك بمسجد الكوفة ، فإنه أحد المساجد الأربعة ، ركعتان فيه تعدلان كثيرا فيما سواه من المساجد ، والبركة منه على رأس اثنى عشر ميلا من حيث ما جئته ، وقد ترك من اسه الف ذراع ، ومن زاويته فار التنور ، وعند الأسطوانة الخامسة صلى إبراهيم الخليل ، وصلى فيه الف نبي والف وصي ، وفيه عصى موسى وخاتم سليمان وشجرة يقطين ، ووسطه روضة من رياض الجنة ، وفيه ثلاثة أعين يزهرن ، عين من ماء وعين من دهن وعين من لبن ، انبثت من ضغث تذهب الرجس وتطهر المؤمن ، ومنه سير جيل الأهواز.

__________________

(١) عنه البحار ١٠٠ : ٣٩٤.

(٢) من البحار.

١٢٧

وفيه صلى نوح النبي عليه‌السلام ، وفيه أهلك يغوث ويعوق ، ويحشر يوم القيامة منه سبعون ألفا ليس عليهم حساب ولا عذاب ، جانبه الأيمن ذكر وجانبه الأيسر مكر ، ولو علم الناس ما فيه من الفضل لاتوه حبوا (١).

٩ ـ وبالاسناد حدثنا محمد بن الحسين النحاس ، قال : حدثنا علي ابن العباس البجلي ، حدثنا بكار بن أحمد ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، عن محمد بن ميمون (٢) ، حدثنا صباح الزعفراني ، عن السدي بن إسماعيل ، عن الشعبي ، قال : قال علي عليه‌السلام :

ان مسجد الكوفة رابع أربعة مساجد للمسلمين ، ركعتان فيه أحب إلي من عشر فيما سواه ، ولقد نجرت سفينة نوح في وسطه ، وفار التنور من زاويته اليمنى ، والبركة منه على اثنى عشر ميلا من حيث ما اتيته ، وقد نقض منه اثنا عشر الف ذراع بما كان على عهدهم (٣).

١٠ ـ وبالاسناد قال : حدثنا أحمد بن الحسين بن عبد الله ، قال : حدثنا ذبيان بن حكيم ، قال : حدثنا حماد بن زيد الحارثي ، قال :

كنت عند جعفر بن محمد عليهما‌السلام والبيت غاص من الكوفيين ، فسأله رجل منهم : يا بن رسول الله اني ناء عن المسجد وليس لي نية الصلاة فيه ، فقال : آته ، فلو يعلم الناس ما فيه لاتوه ولو حبوا ، قال : اني اشتغل ، قال :

__________________

(١) عنه البحار ١٠٠ : ٣٩٤.

(٢) في الأصل : محمد بن إبراهيم بن محمد بن ميمون ، وما أثبتناه هو الصحيح ، عنونه الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه‌السلام.

(٣) عنه البحار ١٠٠ : ٣٩٥.

١٢٨

فاته ولا تدعه ما أمكنك وعليك بميامنه مما يلي أبواب كندة ، فإنه مقام إبراهيم ، وعند الخامسة مقام جبرئيل ، والذي نفسي بيده لو يعلم الناس من فضله ما اعلم لازدحموا عليه (١).

١١ ـ وبالاسناد قال : حدثنا علي بن محمد الدهقان ، عن علي بن محمد بن علي بن السمين ، حدثنا محمد بن زيد القطان ، حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، حدثنا عبيد بن إسحاق الضبي ، حدثنا زهير بن معاوية ، عن الأعمش ، عن سفيان ، عن حذيفة ، قال :

والله ان مسجدكم هذا لاحد المساجد الأربعة المعدودة : المسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الأقصى ومسجدكم هذا ، يعني مسجد الكوفة ، الا وان زاويته اليمنى مما يلي أبواب كندة منها فار التنور ، وان السارية (٢) الخامسة مما يلي صحن المسجد عن يمنة المسجد مما يلي أبواب كندة مصلى إبراهيم الخليل ، وان وسطه لنجرت فيه سفينة نوح ، ولان اصلى فيه ركعتين أحب إلي من أن اصلى في غيره عشر ركعات ، ولقد نقص من ذرعه من الاس الأول اثنا عشر الف ذراع ، وان البركة منه على اثنى عشر ميلا من اي الجوانب جئته (٣).

١٢ ـ وبالاسناد قال : أخبرنا محمد بن الحسين التيملي البزاز ،

__________________

(١) عنه البحار ١٠٠ : ٣٩٥.

(٢) السارية ج سوار : الأسطوانة.

(٣) عنه البحار ١٠٠ : ٣٩٦.

١٢٩

حدثنا علي بن العباس ، حدثنا بكار بن أحمد ، حدثنا محمد بن عمرو عن إبراهيم بن مهدي ، عن سلام بن أبي عمرو ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليه‌السلام قال : النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والفريضة فيه تعدل حجة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد صلى فيه الف نبي والف وصي (١).

١٣ ـ وبالاسناد قال : حدثنا جعفر بن محمد بن حاجب ، ومن أصل كتابه كتبت ، قال : حدثنا محمد بن عمار العطار ، حدثنا محمد بن إسحاق ابن أسامة السرير بن السائب بن شراحيل ، حدثنا علي بن هشام المقري ، حدثنا حسن بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن معاذ بن جبل ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لكأني بمسجد كوفان يأتي يوم القيامة محرما في ملاءتين يشهد لمن صلى فيه ركعتين (٢).

١٤ ـ وبالاسناد قال : حدثنا علي بن محمد بن الفضل الدهقان ، حدثنا محمد بن علي بن السمين ، حدثنا محمد بن زيد القطان ، حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، (٣) قال : أخبرنا توبة بن الخليل ، قال : سمعت محمد بن الحسن ، قال : حدثنا هارون بن خارجة ، قال : قال لي جعفر بن محمد عليهما‌السلام : كم بين منزلك وبين مسجد الكوفة ، قلت : بقربه ، قال :

__________________

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٧٢ ، عنه البحار ١٠٠ : ٤٠٠.

(٢) عنه البحار ١٠٠ : ٣٩٦.

(٣) في النسخة زيادة : ( قال : أخبرنا توبة بن محمد الثقفي ) ، والظاهر أنها من زيادة النساخ.

١٣٠

ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مختار الا وقد صلى فيه ، ومر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة أسري به فاستؤذن له فيه فصلى فيه ركعتين ، والصلاة الفريضة فيه بألف صلاة ، والنافلة فيه بخمسمائة صلاة (١) ، وان الجلوس فيه بغير تلاوة القران عبادة ، فأته ولو زحفا (٢). (٣)

١٥ ـ وبالاسناد قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السراج ، قال : قال معاوية بن وهب ، واخذ بيدي ، وقال : قال لي أبو حمزة واخذ بيدي ، قال : قال لي الأصبغ بن نباتة واخذ بيدي فأراني الأسطوانة السابعة فقال : هذا مقام أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : وكان الحسن عليه‌السلام يصلي عند الخامسة ، فإذا غاب أمير المؤمنين عليه‌السلام صلى فيها الحسن وهي من باب كندة (٤).

١٦ ـ وقال الصادق عليه‌السلام : الأسطوانة السابعة مما يلي أبواب كندة في الصحن مقام إبراهيم عليه‌السلام ، والخامسة مقام جبرئيل (٥).

__________________

(١) الظاهر أن الاختلافات الواردة في هذه الأخبار محمولة على اختلاف الصلوات والمصلين ونياتهم وحالاتهم ، مع أن الأقل لا ينافي الأكثر الا بالمفهوم.

(٢) الزحف : مشى الصبي باسته.

(٣) رواه في الكافي ٣ : ٣٩٠ ، المحاسن : ٥٦ ، الكامل : ٧٢ ، الأمالي للصدوق : ٣٨٥ ، الأمالي للطوسي ٢ : ٤٣ ، التهذيب ٦ : ٣٢ ، عنهم البحار ١٠٠ : ٣٩١ ، الوسائل ٥ : ٢٥٣.

(٤) رواه في الكافي ٣ : ٤٩٣ ، التهذيب ٦ : ٣٣ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤٠٦ ، الوسائل ٥ : ٢٦٣.

(٥) رواه في الكافي ٣ : ٤٩٣ ، التهذيب ٦ : ٣٣ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤٠٦ ، الوسائل ٥ : ٢٦٤.

١٣١

الباب (٥)

ذكر ما ورد من الفضل في مسجد السهلة

١ ـ اخبرني الشيخان الجليلان الفاضلان أبو البقاء هبة الله بن نما وأبو الخير سعد بن أبي الحسن الفراء رضي‌الله‌عنهما ، قالا : حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله الحسين بن طحال المقدادي في منزله بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام في تاسع جمادي الاخر سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ، قال : حدثني الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي‌الله‌عنه ، قال : وحدثنا الشيخ محمد بن علي بن زخيم الصائغ ، عن أبيه ، قال : حدثنا أحمد بن رشيد ، قال : حدثنا قاسم بن محمد ابن سعد بن جشم أبو عبد الله الهلالي ، قال : حدثني أبو موسى محمد بن موسى ، عن مالك بن ضمرة صاحب علي عليه‌السلام قال :

كنت أصلي فوق جبل الخندق فحانت مني التفاتة إلى مسجد السهلة ، فنظرت إليه في وقت الصلاة يوم الجمعة روضة خضراء ، وفيه دوي كدوي النحل ، فسحت عيني ثم نظرت إليه ، فإذا هو كما رأيته أولا ، قال : فنزلت من الجبل أمشي حتى اتيته فلما قمت في وسطه غاب عني الشجر وسمعت دويا كدوي النحل.

٢ ـ قال : وأخبرنا يعقوب (١) ، قال : حدثنا ابن فضال ، عن الحسن بن

__________________

(١) هو يعقوب بن يزيد الكاتب ، بقرينة سائر الروايات ، راجع معجم الرجال ١١ : ٣٣٥.

١٣٢

علي بن يوسف ، عن عثمان بن عيسى ، عن محمد بن عجلان ، عن مالك بن ضمرة الرواسي قال : قال لي أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا مالك تخرج إلى المسجد الذي في ظهر دارك فتصلي فيه ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين ذاك مسجد يصلي فيه النساء ، قال : فقال : يا مالك ذاك مسجد ما اتاه مكروب قط الا فرج الله عنده وأعطاه حاجته.

قال : فوالله ما اتيته ولا صليت فيه فلما كان ذات ليلة أخذني أمر واغتممت فذكرت قول أمير المؤمنين عليه‌السلام فقمت في الليل فتوضأت وانتعلت وخرجت ، فإذا على بابي مصباح فمر قدامي ومررت حتى انتهى إلى المسجد ، فوقفت بين يدي وقمت اصلى ، فلما ان فرغت ثم انتعلت ثم انصرفت فمر قدامي حتى انتهى إلى الباب ، فلما ان دخلت ذهب فما أردت ذلك به ليلة قط بعد ذلك الا وجدت المصباح على بابي (١).

٣ ـ وبالاسناد قال : أخبرنا يعقوب ، قال : حدثنا ابن فضال ، عن العباس بن عامر ، عن الربيع بن محمد المسلي (٢) ، عن عبد الله بن ابان ، قال : دخلنا على أبي عبد الله عليه‌السلام فسألنا : أفيكم أحد عنده علم زيد بن علي ، فقال له رجل من القوم : انا عندي علم من عمك زيد ، كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية بن إسحاق الأنصاري إذ قال : انطلقوا بنا حتى نصلي في المسجد مسجد السهلة ، قال : فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : وفعل ، فقال : لا ،

__________________

(١) رواه في الكامل : ٧٩ ، عنه البحار ١٠٠ : ٤٠٣.

(٢) في الأصل : المكي ، ما أثبتناه هو الصحيح ، راجع معجم الرجال ٧ : ١٧٣.

١٣٣

جاءه أمر فشغله عن الذهاب ، فقال :

اما والله لو استعاذ الله حولا لأعاذه سنين ، اما علمت أنه موضع بيت إدريس النبي الذي يخيط فيه ، ومنه سار إبراهيم إلى اليمن بالعمالقة ، ومنه سار داود إلى جالوت ، قال : وأين كانت منازلهم ، قال : في زواياه ، وان فيه لصخرة خضراء فيها مثال وجه كل نبي ومن تحت تلك الصخرة اخذت طينة كل نبي وانه لمناخ الراكب ، قيل : من الراكب ، قال : الخضر (١).

٤ ـ وبالاسناد عن الصادق عليه‌السلام قال : مسجد السهلة منزل صاحبنا إذا قام باهله (٢).

٥ ـ وقال عليه‌السلام : ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه ركعتين بين العشائين ويدعو الله تعالى الا فرج الله كربه (٣).

٦ ـ وبالاسناد قال : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : من صلى في مسجد السهلة ركعتين زاد الله في عمره سنين (٤).

٧ ـ وروي أبو بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال لي : يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم عليه‌السلام في مسجد السهلة باهله وعياله ، قلت : يكون منزله جعلت فداك ، قال : نعم ، كان فيه منزل إدريس ، وكان منزل إبراهيم

__________________

(١) رواه في الكافي ٣ : ٤٩٤ ، الفقيه ١ : ١٥١ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤٣٥ و ٤٣٩ ، الوسائل ٥ : ٢٦٧ ، ذكره مع اختلاف في الكافي ٣ : ٤٩٥ ، التهذيب ٣ : ٢٥٢.

(٢) رواه في الكافي ٣ : ٤٩٥ ، التهذيب ٣ : ٢٥٢ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤٣٩ ، الوسائل ٥ : ٢٦٧.

(٣) رواه في التهذيب ٦ : ٣٨ ، عنه البحار ١٠٠ : ٤٤٠ ، الوسائل ٥ : ٢٦٦.

(٤) عنه البحار ١٠٠ : ٤٠٦.

١٣٤

خليل الرحمان ، وما بعث الله نبيا الا وقد صلى فيه ، وفيه مسكن الخضر والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما من مؤمن ولا مؤمنة الا وقلبه يحن إليه ، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي ، وما صلى فيه أحد فدعا الله بنية صادقة الا صرفه الله بقضاء حاجته ، وما من أحد استجاره الا أجاره الله مما يخاف ، قلت : هذا لهو الفضل. قال : أنزيدك ، قلت : نعم.

قال : هو من البقاع التي أحب الله ان يدعى فيها ، وما من يوم ولا ليلة الا والملائكة تزور هذا المسجد ، يعبدون الله فيه ، اما اني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة الا فيه ، يا أبا محمد ولو لم يكن له من الفضل الا نزول الملائكة والأنبياء فيه لكان كثيرا ، فكيف وهذا الفضل وما لم أصف لك أكثر ، قلت : جعلت فداك لا يزال القائم عليه‌السلام فيه ابدا ، قال : نعم ، قلت : فمن بعده ، قال : هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق ، قلت : فما يكون من أهل الذمة عنده.

قال : يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويؤدون الجزية عن يد وهو صاغرون ، قلت : فمن نصب لكم العداوة ، فقال : لا يا أبا محمد ما لمن خالفنا فيه في دولتنا من نصيب ، ان الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا ، فاليوم محرم علينا وعليكم ذلك ، فلا يغرنك أحد ، إذا قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا أجمعين (١).

__________________

(١) عنه البحار ١٠٠ : ٤٣٦.

١٣٥

٨ ـ وحدثنا جماعة عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن علي الطوسي (١) ، وعن الشريف أبي الفضل المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسيني ، وعن الشيخ الأمين أبي عبد الله محمد بن شهريار الخازن ، وعن الشيخ الجليل ابن شهرآشوب ، عن المقرئ عبد الجبار الرازي ، وكلهم يروون عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رضي الله عنه.

قالوا : حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي بالمشهد المقدس بالغري على صاحبه السلام ، في شهر رمضان من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، قال : حدثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبيد الله السلمي.

قالوا : وحدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي والشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ، قالا جميعا : حدثنا الشيخ أبو منصور محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري المعدل بها في داره ببغداد سنة سبع وستين وأربعمائة ، قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني ، قال : حدثنا محمد بن يزيد بن أبي الأزهر البوشنجي النحوي ، قال : حدثنا أبو الصباح محمد بن عبد الله ابن زيد النهشلي ، قال : اخبرني أبي ، قال : حدثنا الشريف زيد بن جعفر العلوي ، قال : حدثنا محمد بن وهبان النبهاني ، قال : حدثنا أبو عبد الله

__________________

(١) هو أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي.

١٣٦

الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد العلوي (١) ، قال : حدثنا محمد بن جمهور العمي ، عن الهيثم بن عبد الله الناقد ، عن بشار المكاري ، قال :

دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام بالكوفة وقد قدم له طبق رطب طبرزد وهو يأكل فقال لي : يا بشار ادن فكل ، فقلت : هناك الله وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شئ رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ مني ، فقال لي : بحقي لما دنوت فأكلت ، قال : فدنوت فأكلت ، فقال لي : حديثك ، قلت : رأيت جلوازا (٢) يضرب رأس امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها : المستغاث بالله ورسوله ، ولا يغيثها أحد ، قال : ولم فعل بها ذاك ، قال : سمعت الناس يقولون : انها عثرت فقالت : لعن الله ظالميك يا فاطمة ، فارتكب منها ما ارتكب.

قال : فقطع الاكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع ، ثم قال : يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو الله عزوجل ونسأله خلاص هذه المرأة ، قال : ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بان لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله فان حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنا.

قال : فصرنا إلى مسجد السهلة وصلى كل واحد منا ركعتين ، ثم رفع

__________________

(١) في الأصل : أحد بن إدريس محمد بن أحمد العلوي ، ما أثبتناه هو الأصح ، راجع معجم الرجال ١٥ : ٥٥.

(٢) الجلواز ـ بالكسر ـ الشرطي من أعوان السلطان.

١٣٧

الصادق عليه‌السلام يده إلى السماء وقال :

أنت الله لا إله إلا أنت مبدئ الخلق ومعيدهم ، وأنت الله لا إله إلا أنت خالق الخلق ورازقهم ، وأنت الله لا إله إلا أنت القابض الباسط ، وأنت الله لا إله إلا أنت مدبر الأمور وباعث من في القبور ، أنت وارث الأرض ومن عليها ، أسألك باسمك المخزون المكنون الحي القيوم.

وأنت الله لا إله إلا أنت عالم السر واخفى ، أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وأسألك بحق محمد وأهل بيته وبحقهم الذي أوجبته على نفسك ان تصلي على محمد وال محمد وان تقضي لي حاجتي الساعة الساعة.

يا سامع الدعاء ، يا سيداه يا مولاياه يا غياثاه ، أسألك بكل اسم سميت به نفسك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ان تصلي على محمد وال محمد وان تعجل خلاص هذه المرأة ، يا مقلب القلوب والابصار ، يا سميع الدعاء.

قال : ثم خر ساجدا لا اسمع منه الا النفس ، ثم رفع رأسه فقال : قم فقد أطلقت المرأة ، قال : فخرجنا جميعا فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلى باب السلطان فقال له : ما الخبر ، قال : قد اطلق عنها ، قال : كيف كان اخراجها ، قال : لا أدري ولكنني كنت واقفا على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها : ما الذي تكلمت به ، قالت : عثرت ، فقلت : لعن الله ظالميك يا فاطمة ففعل بي ما فعل.

١٣٨

قال : فاخرج مائتي درهم وقال : خذي هذه واجعل الأمير في حل فأبت ان تأخذها ، فلما رأى ذلك منها دخل واعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال : انصرفي إلى بيتك ، فذهبت إلى منزلها ، فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : أبت ان تأخذ المائتي درهم ، قال : نعم وهي والله محتاجة إليها ، قال : فاخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال : اذهب أنت بهذه إلى منزلها فاقرأها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير.

قال : فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام ، فقالت : بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام ، فقلت لها : رحمك الله والله ان جعفر بن محمد أقرأك السلام ، فشهقت ووقعت مغشية عليها ، قال : فصبرنا حتى أفاقت وقالت : أعدها علي ، فاعدنا عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا ، ثم قلنا لها : خذي هذا ما ارسل به إليك وابشري بذلك ، فاخذته منا وقالت : سلوه ان يستوهب أمته من الله فما اعرف أحدا أتوسل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده عليهم‌السلام.

قال : فرجعنا إلى أبي عبد الله عليه‌السلام فجعلنا نحدثه بما كان منها ، فجعل يبكي ويدعو لها ، ثم قلت : ليت شعري متى أرى فرج آل محمد عليهم‌السلام ، قال : يا بشار إذا توفي ولي الله وهو الرابع من ولدي في أشد البقاع بين شرار العباد فعند ذلك يصل إلى ولد بني فلان مصيبة سوداء مظلمة ، فإذا رأيت ذلك حلق البطان (١) ، ولا مرد لأمر الله (٢).

__________________

(١) البطان للقتب الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير ، يقال : التقت حلقتا البطان للامر إذا اشتد.

(٢) عنه البحار ١٠٠ : ٤٤١ ، وعن مزار الشهيد ١٠٠ : ٤٤٣.

١٣٩

الباب (٦)

ذكر الصلاة في زوايا المسجد المعروف بمسجد السهلة

وأخبرني الشريف الجليل أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي أدام الله عزه عند عوده من الحج في سنة أربع وسبعين وخمسمائة بمسجد السهلة ، حدثني والدي علي بن زهرة ، عن جده ، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ، قال : حدثنا الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب ، قال : حدثني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال :

حججت إلى بيت الله الحرام فوردنا عند نزولنا الكوفة ، فدخلنا إلى مسجد السهلة ، فإذا نحن بشخص راكع وساجد ، فلما فرغ دعا بهذا الدعاء :

أنت الله لا إله إلا أنت ـ إلى آخر الدعاء.

ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك وصلى ركعتين ونحن معه ، فلما انفتل من الصلاة سبح ثم دعا فقال :

اللهم بحق هذه البقعة الشريفة ، وبحق من تعبد لك فيها قد علمت حوائجي ، فصل على محمد وال محمد واقضها وقد أحصيت ذنوبي فصل على محمد وال محمد واغفرها لي.

١٤٠