المزار الكبير

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي

المزار الكبير

المؤلف:

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: نشر القيوم
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: ٧٠٤

المنزل بعد فتح الباب ، وإقامة الدليل.

وأنت الذي زدت في السوم (١) على نفسك لعبادك تريد ربحهم في متاجرتهم لك ، وفوزهم بالوفادة (٢) عليك والزيادة منك ، فقلت تبارك اسمك وتعاليت : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الا مثلها ) ، (٣) وقلت : ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء ) ، (٤) وقلت : ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة ) ، (٥) وما أنزلت من نظائرهن في القرآن من تضاعيف الحسنات.

وأنت الذي دللتهم بقولك من غيبك وترغيبك الذي فيه حظهم على ما لو سترته عنهم لم تدركه أبصارهم ، ولم تعه اسماعهم ، ولم تلحقه أوهامهم ، فقلت : ( اذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون ) ، (٦) وقلت : ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد ) (٧) وقلت ( ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن

__________________

(١) سام بسلعته كذا وكذا : ذكر ثمنها وعالي بها.

(٢) الوفادة : القدوم.

(٣) الانعام : ١٦٠.

(٤) البقرة : ٢٦١.

(٥) البقرة : ٢٤٥.

(٦) البقرة : ١٥٢.

(٧) إبراهيم : ٧

٦٢١

عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) (١).

فسميت دعاءك عبادة ، وتركه استكبارا ، وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين ، (٢) فذكروك بمنك ، وشكروك بفضلك ، ودعوك بأمرك ، وتصدقوا لك طلبا لمزيدك ، وفيها كانت نجاتهم من غضبك ، وفوزهم برضاك ، ولو دل مخلوق مخلوقا من نفسه على مثل الذي دللت عليه عبادك منك ، كان موصوفا بالاحسان ، ومنعوتا بالامتنان ، ومحمودا بكل لسان ، فلك الحمد ما وجد في حمدك مذهب ، وما بقي للحمد لفظ تحمد به ، ومعنى ينصرف إليه.

يا من تحمد إلى عباده بالاحسان والفضل ، وغمرهم بالمن والطول (٣) ، ما أفشى (٤) فينا نعمتك ، وأسبغ علينا منتك ، وأخصنا ببرك ، وهديتنا لدينك الذي اصطفيت ، وملتك التي ارتضيت ، وسبيلك الذي سهلت ، وبصرتنا الزلفة لديك ، والوصول إلى كرامتك.

اللهم وأنت جعلت من صفايا تلك الوظائف ، وخصائص تلك الفروض شهر رمضان الذي اختصصته من سائر الشهور ، وتخيرته من جميع الأزمنة والدهور ، واثرته (٥) على كل أوقات السنة بما أنزلت فيه من

__________________

(١) غافر : ٦٠.

(٢) داخرين : صاغرين أذلاء.

(٣) الطول : الفضل.

(٤) أفشي : أظهر.

(٥) آثرته : فضلته

٦٢٢

القران والنور ، وضاعفت فيه من الايمان ، وفرضت فيه من الصيام ورغبت فيه من القيام ، وأجللت (١) فيه من ليلة القدر التي هي خير من الف شهر.

ثم اثرتنا به على سائر الأمم ، واصطفيتنا بفضله دون أهل الملل ، فصمنا بأمرك نهاره ، وقمنا بعونك ليله ، متعرضين (٢) بصيامه وقيامه ، لما عرضتنا له من رحمتك ، ونسبتنا إليه من مثوبتك.

وأنت الملئ بما رغب فيه إليك ، والجواد بما سئلت من فضلك ، القريب إلى من حاول قربك ، وقد أقام فينا هذا الشهر مقام حمد (٣) ، وصحبنا صحبة مبرور ، وأربحنا فيه أفضل أرباح العالمين ، ثم قد فارقنا عند تمام وقته وانقطاع مدته ، ووفاء عدده ، فنحن مودعوه وداع من عز فراقه علينا وغمنا ، وأوحشنا انصرافه عنا ، ولزمنا له الذمام (٤) المحفوظة ، والحرمة المرعية ، والحق المقضي ، فنحن قائلون :

السلام عليك يا شهر الله الأكبر ، ويا عيد أوليائه ، السلام عليك يا أكرم مصحوب من الأوقات ، ويا خير شهر في الأيام والساعات.

السلام عليك من شهر قربت فيه الآمال ، ونشرت فيه الأعمال السلام عليك من قرين جل قدره موجودا ، وأفجع فقده مفقودا ومرجو

__________________

(١) أجللت : عظمت.

(٢) متعرضين : متصدين وطالبين.

(٣) جد ( خ ل ).

(٤) الذمام : العهد.

٦٢٣

ألم فراقه ، السلام عليك من أليف (١) انس مقبلا فسر ، وأوحش منقضيا فمض (٢).

السلام عليك من مجاور رقت فيه القلوب ، وقلت فيه الذنوب ، السلام عليك من ناصر أعان على الشيطان ، وصاحب سهل سبل الاحسان ، السلام عليك ما أكثر عتقاء الله فيك ، وما أسعد من رعى حرمتك بك ، السلام عليك ما كان أمحاك للذنوب ، وأسترك لأنواع العيوب.

السلام عليك ما كان أطولك على المجرمين ، وأهيبك في صدور المؤمنين ، السلام عليك من شهر لا تنافسه الأيام ، السلام عليك من شهر هو من كل أمر سلام ، السلام عليك غير كريه المصاحبة ، ولا ذميم الملابسة (٣).

السلام عليك كما وفدت علينا بالبركات ، وغسلت عنا دنس الخطيئات ، السلام عليك غير مودع برما (٤) ، ولا متروك صيامه سأما ، السلام عليك من مطلوب قبل وقته ، ومحزون عليه قبل فوته.

السلام عليك كم من سوء صرف بك عنا ، وكم من خير أفيض بك علينا ، السلام عليك وعلى ليلة القدر التي هي خير من الف شهر ، السلام

__________________

(١) أليف : أنيس.

(٢) مض : ألم وأحزن.

(٣) الملابسة : المخالطة.

(٤) برما : ضجرا.

٦٢٤

عليك ما كان أحرصنا بالأمس عليك ، وأشد شوقنا غدا إليك ، السلام عليك وعلى فضلك الذي حرمناه ، وعلى ماض من بركاتك سلبناه.

اللهم انا أهل هذا الشهر الذي شرفتنا به ، ووفقتنا بمنك له ، حين جهل الأشقياء وقته ، وحرموا لشقائهم فضله ، أنت ولي ما اثرتنا به من معرفته ، وهديتنا له من سنته (١) ، وقد تولينا بتوفيقك صيامه وقيامه على تقصير ، وأدينا فيه قليلا من كثير.

اللهم فلك الحمد اقرارا بالإساءة واعترافا بالإضاعة (٢) ، ولك من قلوبنا عقد الندم ، ومن ألسنتنا صدق الاعتذار ، فأجرنا على ما أصابنا (٣) فيه من التفريط ، اجرا نستدرك به الفضل المرغوب فيه ، ونعتاض (٤) به من أنواع الذخر المحروص عليه.

وأوجب لنا عذرك على ما قصرنا فيه من حقك ، وأبلغ بأعمارنا ما بين أيدينا من شهر رمضان المقبل ، فإذا بلغتناه فاعنا على تناول ما أنت أهله من العبادة ، وأدنا إلى القيام بما يستحقه من الطاعة ، واجر لنا من صالح العمل ما يكون دركا (٥) لحقك في الشهرين من شهور الدهر.

__________________

(١) سننه ( خ ل ).

(٢) الإضاعة : الاهمال.

(٣) أصبنا ( خ ل ).

(٤) نعتاض : نأخذ العوض.

(٥) دركا : لحوقا ووصولا

٦٢٥

اللهم وما ألممنا (١) به في شهرنا هذا من لمم (٢) أو اثم أو واقعنا فيه من ذنب ، أو اكتسبنا فيه من خطيئة على تعمد منا أو على نسيان ظلمنا فيه أنفسنا أو انتهكنا به حرمة من غيرنا ، فصل على محمد واله ، واسترنا بسترك ، واعف عنا بعفوك ، ولا تنصبنا فيه لاعين الشامتين ، ولا تبسط علينا فيه السن الطاغين ، واستعملنا بما يكون حطة وكفارة لما أنكرت منا فيه برأفتك التي لا تنفد ، وفضلك الذي لا ينقص.

اللهم صل على محمد واله ، واجبر مصيبتنا بشهرنا ، وبارك لنا في يوم عيدنا وفطرنا ، واجعله من خير يوم مر علينا ، أجلبه لعفو ، وأمحاه لذنب ، واغفر لنا ما خفي من ذنوبنا وما علن.

اللهم اسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا ، وأخرجنا بخروجه من سيئاتنا ، واجعلنا من أسعد أهله به ، وأجزلهم قسما فيه ، وأوفرهم حظا منه.

اللهم ومن رعى حق هذا الشهر حق رعايته ، وحفظ حرمته حق حفظها ، وقام بحدوده حق قيامها ، واتقي ذنوبه حق تقاتها ، أو تقرب إليك بقربة أوجبت رضاك له ، وعطفت رحمتك عليه ، فهب لنا مثله من وجدك ، وأعطنا اضعافه من فضلك ، فان فضلك لا يغيض (٣) وان خزائنك

__________________

(١) ألممنا : باشرنا وأحطنا.

(٢) اللمم : صغار الذنوب.

(٣) لا يغيض : لا ينقص ولا يقل

٦٢٦

لا تنقص بل تفيض ، وان معادن احسانك لا تفنى ، وان عطاءك العطاء المهنا.

اللهم صل على محمد واله ، واكتب لنا مثل أجور من صامه وتعبد لك فيه إلى يوم القيامة ، اللهم انا نتوب إليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمؤمنين عيدا وسرورا ، ولأهل ملتك مجمعا ومحتشدا من كل ذنب أذنبناه ، أو سوء أسلفناه ، أو خاطر شر أضمرناه ، توبة من لا ينطوي على رجوع إلى ذنب ، ولا يعود بعدها في خطيئة ، توبة نصوحا خلصت من الشك والارتياب ، فتقبلها منا وارض عنا وثبتنا عليها.

اللهم ارزقنا خوف عذاب الوعيد ، وشوق ثواب الموعود حتى نجد لذة ما ندعوك به ، وكآبة ما نستجيرك منه ، واجعلنا عندك من التوابين الذين أوجبت لهم محبتك ، وقبلت منهم مراجعة طاعتك يا اعدل العادلين ، اللهم تجاوز عن ابائنا وأمهاتنا وأهل ديننا جميعا من سلف منهم ومن غبر إلى يوم القيامة.

اللهم صل على محمد نبينا واله كما صليت على ملائكتك المقربين ، وصل عليه واله كما صليت على أنبيائك المرسلين ، وصل عليه واله كما صليت على عبادك الصالحين ، وأفضل من ذلك يا رب العالمين ، صلاة تبلغنا بركتها ، وينالنا نفعها ، ويستجاب لها دعاؤنا ، انك أكرم من رغب إليه ، وكفى من توكل عليه ، وأعطى من سئل من فضله

٦٢٧

وأنت على كل شئ قدير (١).

الباب (٤)

ما يقال في كل يوم من شهر رمضان

اللهم رب شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن ، وافترضت على عبادك فيه الصيام ، وارزقني حج بيتك الحرام ، في عامي هذا وفي كل عام ، واغفر لي الذنوب العظام ، فإنه لا يغفرها الا أنت ، يا عظيم (٢).

الباب (٥)

ثواب العمل في ليلة عيد الفطر والتطوع فيها

١ ـ يروي باسناد عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن جبرئيل ، عن إسرافيل ، عن الله تبارك وتعالى أنه قال : من صلى ليلة الفطر عشر ركعات يقرأ في كل ركعة منها فاتحة الكتاب و ( قل هو الله أحد ) عشر مرات ، ويقول في ركوعه وسجوده :

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، عشر مرات.

ثم يتشهد ويسلم بين كل ركعتين ، فإذا فرغ منها قال الف مرة :

__________________

(١) الصحيفة السجادية ، الدعاء ٤٥ ، عنها الشيخ في مصباحه : ٤٤٥ ، والسيد في الاقبال ١ : ٤٤٢ ، والكفعمي في مصباحه : ٦٤٠ ، البلد الأمين : ٤٨٠ ، وفي البحار ٩٨ : ١٧٢ عن الاقبال.

(٢) رواه مع اختلاف السيد في الاقبال ١ : ١٤٤.

٦٢٨

استغفر الله.

ثم يسجد ويقول في سجوده :

يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، يا ارحم الراحمين يا اله الأولين والآخرين ، اغفر لي ذنوبي ، وتقبل صومي وصلاتي وقيامي.

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والذي بعثني بالحق نبيا انه لا يرفع رأسه من السجود حتى يغفر الله له ، ويتقبل منه شهر رمضان ، ويتجاوز عن ذنوبه ، وإن كان قد أذنب سبعين ذنبا ، اخبرني جبرئيل عليه‌السلام فقلت : يا جبرئيل يتقبل منه خاصة شهر رمضان أو من جميع عباده في بلاده ، قال :

نعم والذي بعثك بالحق نبيا ، يا محمد ان من كرامته على الله وعظيم منزلته يتقبل منه من جميع الموحدين فيها بين المشرق والمغرب صلاتهم ويغفر لهم ويستجيب دعاءهم بعد ما يجيبونه ، والذي بعثني بالحق ان من صلى هذه الصلاة واستغفر بهذا الاستغفار يقبل الله صلاته وصيامه وقيامه ويغفر له ويستجاب دعاءه.

لان الله عزوجل قال في كتابه : ( واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه ) (١) ، قال : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ) (٢) ، وقال : ( فاستغفروا الله ان الله

__________________

(١) هود : ٩٠.

(٢) آل عمران : ١٣٥.

٦٢٩

غفور رحيم ) (١) ، وقال : ( واستغفره انه كان توابا ) (٢).

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذه هدية لي ولامتي خاصة من الرجال والنساء لم يعطها أحد من الأنبياء الذين كانوا قبلي ولا غيرهم (٣).

٢ ـ وروى سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من عبد يصلي ليلة العيد ست ركعات لأشفع في أهل بيته كلهم وان كانوا قد أوجبت لهم النار ، قيل : ولم ذلك يا رسول الله ، قال : لان المحسن لا يحتاج إلى الشفاعة إنما الشفاعة لكل هالك ، يقرأ في كل ركعة خمس مرات : ( قل هو الله أحد ) بعد الحمد (٤).

٣ ـ ويستحب ان يصلي بعد جميع صلواته ركعتين ، الأولى منها بالحمد مرة والف مرة ( قل هو الله أحد ) ، وفي الثانية الحمد مرة و ( قل هو الله أحد ) واحدة.

ويستحب ان يدعو بعدها بهذا الدعاء :

يا الله يا الله يا الله ، يا رحمان يا الله ، يا رحيم يا الله ، يا ملك يا الله ، يا قدوس يا الله ، يا سلام يا الله ، يا مؤمن يا الله ، يا مهيمن يا الله ، يا

__________________

(١) المزمل : ٢٠.

(٢) النصر : ٤.

(٣) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤١٩ ، عنه البحار ٩٨ : ٧٣.

(٤) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١٠١ ، والسيد في الاقبال ١ : ٤٥٩.

٦٣٠

عزيز يا الله ، يا جبار يا الله ، يا متكبر يا الله ، يا خالق يا الله ، يا بارئ ، يا الله ، يا مصور يا الله ، يا عالم يا الله.

يا عظيم يا الله ، يا عليم يا الله ، يا كريم يا الله ، يا حليم يا الله ، يا حكيم يا الله ، يا سميع يا الله ، يا بصير يا الله ، يا قريب يا الله ، يا مجيب يا الله ، يا جواد يا الله ، يا ماجد يا الله ، يا وفي يا الله ، يا ولي يا الله ، يا قاضي يا الله ، يا سريع يا الله ، يا شديد يا الله.

يا رؤوف يا الله ، يا رقيب يا الله ، يا مجيد يا الله ، يا حفيظ يا الله ، يا محيط يا الله ، يا قاهر يا الله ، يا أول يا الله ، يا اخر يا الله ، يا ظاهر يا الله ، يا باطن يا الله ، يا فاخر يا الله ، يا سيد السادة يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا ودود يا الله.

يا نور يا الله ، يا رافع يا الله ، يا مانع يا الله ، يا دافع يا الله ، يا فاتح يا الله ، يا نفاع يا الله ، يا مناع يا الله ، يا جليل يا الله ، يا جميل يا الله ، يا شهيد يا الله ، يا شاهد يا الله ، يا مغيث يا الله ، يا حبيب يا الله ، يا فاطر يا الله ، يا مظهر يا الله.

يا ملك يا الله ، يا مقتدر يا الله ، يا قابض يا الله ، يا باسط يا الله ، يا محيي يا الله ، يا مميت يا الله ، يا باعث يا الله ، يا وارث يا الله ، يا معطي يا الله ، يا مفضل يا الله ، يا منعم يا الله.

يا حق يا الله ، يا مبين يا الله ، يا طيب يا الله ، يا محسن يا الله ، يا مجمل يا الله ، يا مبدئ يا الله ، يا معيد يا الله ، يا بارئ يا الله ، يا بديع يا

٦٣١

الله ، يا هادي يا الله ، يا كافي يا الله ، يا شافي يا الله ، يا علي يا الله ، يا حنان يا الله ، يا منان يا الله.

يا ذا الطول يا الله ، يا متعالي يا الله ، يا عدل يا الله ، يا ذا المعارج يا الله ، يا صدق يا الله ، يا ديان يا الله ، يا باقي يا الله ، يا واقي يا الله ، يا مغني يا الله ، يا ذا الجلال يا الله ، يا ذا الاكرام يا الله.

يا محمود يا الله ، يا معبود يا الله ، يا صانع يا الله ، يا معين يا الله ، يا مكون يا الله ، يا فعال يا الله ، يا لطيف يا الله ، يا جليل يا الله ، يا غفور يا الله ، يا شكور يا الله ، يا نور يا الله ، يا قدير يا الله.

يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله ، يا رباه يا الله.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وان تمن علي برضاك ، وتعفو عني بحلمك ، وتوسع علي من رزقك الحلال الطيب من حيث احتسب ومن حيث لا أحتسب ، فاني عبدك ليس لي أحد سواك ، ولا أحد اساله غيرك يا ارحم الراحمين ، ما شاء الله ، لا قوة الا بالله العلي العظيم.

ثم تسجد ، وتقول :

يا الله ، يا الله ، يا رب يا الله ، يا رب يا الله ، يا رب منزل البركات بك تنزل كل حاجة ، أسألك بكل اسم في مخزون الغيب عندك ، والأسماء

٦٣٢

المشهورات عندك المكتوبة على سرادق عرشك ، ان تصلي على محمد وال محمد وان تقبل مني شهر رمضان ، وتكتبني من الوافدين إلى بيتك الحرام ، وتصفح لي عن الذنوب العظام ، وتستخرج لي يا رب كنوزك ، يا رحمان (١).

٤ ـ واغتسل في آخر الشهر واجلس في مصلاك إلى طلوع الفجر ، واستفتح خروجك بالدعاء قبل ان تدخل مع الامام في الصلاة ، فتقول :

اللهم إليك وجهت وجهي ، واليك فوضت أمري ، وعليك توكلت ، الله أكبر على ما هدانا ، الله أكبر الهنا ومولانا ، الله أكبر على ما أولانا وحسن ما ابلانا ، الله أكبر ولينا الذي اجتبانا.

الله أكبر ربنا الذي برأنا ، الله أكبر الذي خلقنا وسوانا ، الله أكبر ربنا الذي أنشأنا ، الله أكبر الذي بقدرته هدانا ، الله أكبر الذي بدينه حبانا ، الله أكبر الذي من فتنته عافانا ، الله أكبر الذي بالاسلام اصطفانا ، الله أكبر الذي بالاسلام فضلنا على من سوانا.

الله أكبر وأكبر سلطانا ، الله أكبر واعلى برهانا ، الله أكبر وأجل سبحانا ، الله أكبر وأقدم احسانا ، الله أكبر واعز أركانا ، الله أكبر واعلى مكانا ، الله أكبر وأسنى شأنا ، الله أكبر ناصر من استنصر ، الله أكبر ذو المغفرة لمن استغفر.

__________________

(١) رواه الشيخ في مصباحه : ٦٤٨ ، والسيد في الاقبال ١ : ٤٦٣ ، عنه البحار ٩١ : ١٢٠

٦٣٣

الله أكبر الذي خلق وصور ، الله أكبر الذي أمات وأقبر ، الله أكبر الذي إذا شاء انشر ، الله أكبر أقدس من كل شئ واطهر (١) ، الله أكبر رب الخلق والبر والبحر ، الله أكبر كلما سبح الله شئ وكبر وكما يحب الله ان يكبر.

اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ، ونبيك وصفيك ، ونجيك ، وأمينك ، ونجيبك ، وصفوتك من خلقك ، وخليلك وخاصتك وخالصتك ، وخيرتك من خلقك.

اللهم صل على محمد عبدك ورسولك الذي هديتنا به من الضلالة ، وعلمتنا به من الجهالة ، وبصرتنا به من العمى ، وأقمتنا به على المحجة العظمى وسبيل التقوى ، وأخرجتنا به من الغمرات إلى جميع الخيرات ، وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات.

اللهم صل على محمد وال محمد أفضل وأكمل ، وأشرف وأكبر ، واطهر وأطيب ، وأتم واعم ، وأزكى ، وأنمى وأحسن وأجمل ما صليت على أحد من العالمين.

اللهم شرف مقامه في القيامة ، وعظم على رؤوس الخلائق حاله ، اللهم اجعل محمدا وال محمد يوم القيامة أقرب الخلق منك منزلة ، وأعلاهم مكانا ، وأفسحهم لديك مجلسا ، وأعظمهم عندك شرفا وارفعهم منزلا.

__________________

(١) أظهر ( خ ل ).

٦٣٤

اللهم صل على محمد وعلى أئمة الهدى ، الحجج على خلقك ، والأدلاء على سنتك ، والباب الذي منه يؤتى ، التراجمة لوحيك ، المستنين بسنتك ، الناطقين بحكمتك ، والشهداء على خلقك.

اللهم اشعب بهم الصدع ، وارتق بهم الفتق ، وأمت بهم الجور ، واظهر بهم العدل ، وزين بطول بقائهم الأرض ، وأيدهم بنصرك ، وانصرهم بالرعب ، وقو ناصرهم ، واخذل خاذلهم ، ودمدم على من نصب لهم ، ودمر على من غشمهم ، وافضض بهم رؤوس الضلالة وشارعة البدع ، ومميتة السنن والمتعززين بالباطل ، واعز بهم المؤمنين ، وأذل بهم الكافرين والمنافقين وجميع الملحدين والمخالفين في مشارق الأرض ومغاربها ، يا ارحم الراحمين.

اللهم صل على جميع المرسلين والنبيين الذين بلغوا عنك الهدى ، واعتقدوا لك المواثيق بالطاعة ، ودعوا العباد إليك بالنصيحة ، وصبروا على ما لقوا من الأذى والتكذيب في جنبك.

اللهم صل على محمد وعليهم ، وعلى ذراريهم وأهل بيوتاتهم وأزواجهم ، وجميع أشياعهم واتباعهم ، من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ، الاحياء منهم والأموات ، والسلام عليهم جميعا في هذه الساعة وفي هذا اليوم ورحمة الله وبركاته.

اللهم اخصص أهل بيت نبيك ، المباركين السامعين المطيعين لك الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا ، بأفضل صلواتك وأنمى

٦٣٥

بركاتك ، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته (١).

ويقول أيضا إذا توجه إلى الصلاة :

اللهم من تهيأ وتعبأ ، واعد واستعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وطلب جوائزه وفواضله ، فإليك يا سيدي وفادتي وتهيئتي واعدادي واستعدادي ، رجاء رفدك وجوائزك ونوافلك ، فلا تخيب اليوم رجائي يا مولاي ، يا من لا يخيب عليه سائل ولا ينقصه نائل.

فاني لم اتك اليوم بعمل صالح قدمته ، ولا شفاعة مخلوق رجوته ، ولكن اتيتك مقرا بالظلم والإساءة ، لا حجة لي ولا عذر ، فاسالك يا رب ان تعطيني مسألتي ، وتقلبني برغبتي ، ولا تردني مجبوها ولا خائبا ، يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم ، أسألك يا عظيم ان تغفر لي العظيم ، لا إله إلا أنت.

اللهم صل على محمد وال محمد وارزقني خير هذا اليوم الذي شرفته وعظمته ، وتغسلني فيه من جميع ذنوبي وخطاياي ، وزدني من فضلك انك أنت الوهاب (٢).

__________________

(١) رواه الشيخ في مصباحه : ٦٥٢ ، والسيد في الاقبال ١ : ٤٨٥ ، والكفعمي في البلد الأمين : ٢٣٩ ، عنهم البحار ٩١ : ١٦.

(٢) رواه مع اختلاف الكليني في الكافي ٤ : ١٦٨ ، والصدوق في الفقيه ٢ : ١١٣ ، والشيخ في التهذيب ٣ : ١٣٨ ، والسيد في الاقبال ١ : ٤٧٧ ، عنهم الوسائل ٧ : ٤٤٤.

٦٣٦

الباب (٦)

في صفة صلاة العيد

فإذا أراد ان يصلي صلاة العيد فليقم مستقبل القبلة ويستفتح الصلاة و تكبر تكبيرة الافتتاح ، فإذا توجه قرأ الحمد و ( سبح اسم ربك الاعلى ) ، ثم يرفع يديه بالتكبير ، فإذا كبر قال :

اللهم أنت أهل الكبرياء والعظمة ، وأهل الجود والجبروت ، والقدرة والسلطان والعزة ، أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا ، ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ذخرا ومزيدا ، ان تصلي على محمد وال محمد ، وان تصلي على جميع ملائكتك المقربين وأنبيائك المرسلين ، وان تغفر لنا ولوالدينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ، الاحياء منهم والأموات.

اللهم انا نسألك من خير ما سألك عبادك المرسلون ، ونعوذ بك مما استعاذ منه عبادك المخلصون.

ثم يكبر ثالثة ويقول :

أول كل شئ واخره ، بديع كل شئ ومنتهاه ، وعالم كل شئ ومعاذه ، ومصير كل شئ ومرده ، ومدبر الأمور ، باعث من في القبور ، قابل الأعمال ، مبدئ الخفيات ، ومعلن السرائر.

ثم يكبر رابعة ويقول :

عظيم الملكوت ، شديد المحال ، حق لا يموت ، دائم لا يزول ، إذا

٦٣٧

قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون.

ثم يكبر خامسة ويقول :

خشعت لك الأصوات ، وعنت لك الوجوه ، وحادت دونك الابصار ، وكلت الألسن عن عظمتك ، والنواصي كلها بيدك ، ومقادير الأمور كلها إليك ، لا يقضى فيها غيرك ، ولا يتم منها شئ دونك.

ثم يكبر السادسة ويقول :

أحاط بكل شئ علمك ، وقهر كل شئ عزك ، ونفذ كل شئ امرك ، وذل كل شئ لعزتك ، وخضع كل شئ لقدرتك ، واستسلم كل شئ لعظمتك ، وخشع كل شئ لملكك.

ثم يكبر السابعة ويركع ويسجد ثم ينهض إلى الثانية فيقرأ فيها فاتحة الكتاب و ( والشمس وضحيها ) ، ثم يرفع يديه بالتكبير فيكبر ويقول الدعاء الذي ذكرناه إلى الخامسة ويركع ويسجد.

وان أراد ان يقول بدلا من ذلك في كل فصل :

اللهم أهل الكبرياء والعظمة ، وأهل الجود والجبروت ، وأهل العفو والرحمة ، وأهل التقوى والمغفرة ، أسألك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ذخرا ومزيدا ، ان تصلي على محمد وال محمد ، وان تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وال محمد ، وان تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وال

٦٣٨

محمد صلواتك عليه وعليهم.

اللهم إني أسألك خير ما سالك عبادك الصالحون ، وأعوذ بك مما استعاذ منه عبادك المخلصون (١).

ثم يكرر هذا في كل فصل إلى أن يفرغ منها ، ثم يركع ويسجد ويجلس ويتشهد ويسلم ، فإذا سلم سبح تسبيح الزهراء عليها‌السلام ودعا بما خف عليه من الدعاء.

ثم يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة العيد :

اللهم إني توجهت إليك بمحمد امامي ، وعلي من خلفي ، وأئمتي عن يميني وشمالي ، استتر بهم من عذابك ، وأتقرب إليك زلفي لا أجد أحدا أقرب إليك منهم ، فهم أئمتي فامن بهم خوفي من عذابك وسخطك ، وادخلني برحمتك الجنة في عبادك الصالحين.

أصبحت بالله مؤمنا موقنا مخلصا ، على دين محمد وسنته ، وعلى دين علي وسنته ، وعلى دين الأوصياء وسنتهم ، امنت بسرهم وعلانيتهم ، وارغب إلى الله فيما رغبوا فيه.

وأعوذ بالله من شر ما استعاذوا منه ، ولا حول ولا قوة ولا منعة الا بالله العلي العظيم ، توكلت على الله ، حسبي الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه ، اللهم إني أريدك فأردني ، واطلب ما عندك فيسره لي.

__________________

(١) رواه السيد في الاقبال ١ : ٤٩٥.

٦٣٩

اللهم انك قلت في محكم كتابك المنزل ، وقولك الحق ووعدك الصدق : ( شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) (١) ، فعظمت شهر رمضان بما أنزلت فيه من القران الكريم ، وخصصته بان جعلت فيه ليلة القدر ، اللهم وقد انقضت أيامه ولياليه ، وقد صرت منه إلى ما أنت اعلم به مني.

فاسالك يا الهي بما سألك به ملائكتك المقربون وأنبياؤك المرسلون وعبادك الصالحون ان تصلي على محمد وال محمد وان تقبل مني كلما تقربت به إليك فيه ، وتتفضل علي بتضعيف عملي وقبول تقربي وقرباتي ، واستجابة دعائي ، فهب لي من لدنك رحمة ، واعتق رقبتي من النار ، وامني يوم الخوف من كل فزع ومن كل هول أعددته ليوم القيامة.

أعوذ بحرمة وجهك الكريم ، وبحرمة نبيك ، وبحرمة الأوصياء ان يتصرم هذا اليوم ولك قبلي تبعة تريد ان تؤاخذني بها ، أو خطيئة تريد ان تقتصها مني لم تغفرها لي.

أسألك بحرمة وجهك الكريم يا لا إله إلا أنت بحق لا إله إلا أنت ان ترضي عني ، وان كنت قد رضيت عني فزد فيما بقي من عمري رضى ، وان كنت لم ترض عني فمن الان فارض عني يا سيدي ومولاي الساعة الساعة الساعة ، واجعلني في هذه الساعة وفي هذا اليوم وفي هذا

__________________

(١) البقرة : ١٨٥.

٦٤٠