المزار الكبير

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي

المزار الكبير

المؤلف:

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: نشر القيوم
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: ٧٠٤

أبرضوى أو غيرها من ذي طوى (١) عزيز علي (٢) ان أرى الخلق وأنت لا ترى ، ولا اسمع لك حسيسا (٣) ولا نجوى ، عزيز علي ان تحيط بك دوني البلوى ، ولا ينالك مني ضجيج ولا شكوى.

بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا ، بنفسي أنت من نازح ما نزح (٤) عنا ، بنفسي أنت أمنية شائق يتمنى ، من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا (٥) ، بنفسي أنت من عقيد عز لا يسامى (٦) ، بنفسي أنت من أثيل (٧) مجد لا يجازى (٨) ، بنفسي أنت من تلاد (٩) نعم لا تضاهي (١٠) ، بنفسي أنت من نصيف (١١) شرف لا يساوى.

إلى متى أحار فيك يا مولاي ، والى متى ، وأي خطاب أصف فيك

__________________

(١) رضوي ـ كسكرى ـ جبل بالمدينة ، يروى انه عليه‌السلام قد يكون هناك ، وطوى ـ بالضم والكسر وقد ينون ـ واد بالشام ، وذو طوى مثلثة الطاء وقد ينون أيضا موضع قرب مكة.

(٢) عز علي ان تفعل كذا : اشتد وصعب.

(٣) الحسيس : الصوت الخفي.

(٤) نزح : بعد.

(٥) تحنى عليه : تحنن وتعطف.

(٦) سامى : فاخر.

(٧) أثل : تأصل في الشرف.

(٨) يحازى ، يحاذي ( خ ل ).

(٩) تلد بالمكان : أقام.

(١٠) ضاهى : شاكل وشابه.

(١١) نصفه : عمه.

٥٨١

وأي نجوى ، عزيز علي ان أجاب دونك وأناغى (١) عزيز علي ان أبكيك و يخذلك الورى (٢) ، عزيز علي ان يجري عليك دونهم ما جرى.

هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء ، هل من جزوع فأساعد جزعه إذا خلا ، هل قذيت (٣) عين فساعدتها عيني على القذى ، هل إليك يا بن احمد سبيل فتلقى ، هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى.

متى نرد مناهلك الروية فنروي (٤) ، متى ننتقع (٥) من عذب مائك فقد طال الصدى ، (٦) متى نغاديك ونراوحك (٧) فتقر عيوننا (٨) ، متى ترانا ونراك و قد نشرت لواء النصر ترى.

أترانا نحف بك وأنت تؤم الملأ ، وقد ملأت الأرض عدلا ، وأذقت أعدائك هوانا وعقابا ، وأبرت العتاة وجحدة الحق ، وقطعت دابر المتكبرين ، واجتثثت (٩) أصول الظالمين ، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين.

__________________

(١) نغى إليه : تكلم بكلام يفهم.

(٢) الورى : الخلق.

(٣) قذى عينه : قذفت بالغمص والرمص.

(٤) روي من الماء : شرب وشبع.

(٥) ننتفع ( خ ل ) ، نقع بالشراب : اشتفى منه.

(٦) الصدى : العطش الشديد.

(٧) الغداة : البكرة أو ما بين الفجر وطلوع الشمس ، الرواح : العشي أو من الزوال إلى الليل.

(٨) فنقر منها عينا ( خ ل ).

(٩) الابارة : الاهلاك ، جث : قلعه من أصله.

٥٨٢

اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى ، واليك استعدي فعندك العدوي ، وأنت رب الآخرة والأولى.

فأغث يا غياث المستغيثين ، عبيدك المبتلى ، واره سيده يا شديد القوى ، وأزل عنه به الأسى (١) والجوى (٢) ، وبرد غليله (٣) يا من على العرش استوى ، ومن إليه الرجعي والمنتهى.

اللهم ونحن عبيدك التائقون (٤) إلى وليك ، المذكر بك وبنبيك ، خلقته لنا عصمة وملاذا ، وأقمته لنا قواما ومعاذا ، وجعلته للمؤمنين منا إماما ، فبلغه عنا تحية وسلاما ، وزدنا بذلك يا رب اكراما ، واجعل مستقره لنا مستقرا ومقاما ، وأتمم نعمتك بتقديمك إياه امامنا ، حتى توردنا جنانك ومرافقة الشهداء من خلصائك.

اللهم صل على محمد وال محمد ، وصل على محمد جده رسولك السيد الأكبر ، وعلى أبيه السيد الأصغر (٥) ، وجدته الصديقة الكبرى فاطمة بنت محمد ، وعلى من اصطفيت من ابائه البررة ، وعليه أفضل وأكمل ، وأتم وأدوم ، وأكبر وأوفر ما صليت على أحد من أصفيائك وخيرتك من خلقك ، وصل عليه صلاة لا غاية لعددها ،

__________________

(١) أسا الرجل : عزاه.

(٢) الجوى : شدة الوجد من حزن أو عشق.

(٣) الغليل : العطشان.

(٤) تاق إليه : اشتاق.

(٥) القسور ( خ ل ) ، أقول : القسور : العزيز ، الغلام القوي الشجاع.

٥٨٣

ولا نهاية لمددها ، ولا نفاد لأمدها

اللهم وأقم به الحق ، وادحض (١) به الباطل ، وادل به أوليائك ، واذلل به أعدائك ، وصل اللهم بيننا وبينه وصلة تؤدي إلى مرافقة سلفه.

واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم (٢) ، ويمكث في ظلهم ، وأعنا على تأدية حقوقه إليه ، والاجتهاد في طاعته ، واجتناب معصيته ، وامنن علينا برضاه ، وهب لنا رأفته ورحمته ، ودعاءه وخيره ، ما ننال به سعة من رحمتك ، وفوزا عندك ، واجعل صلاتنا به مقبولة ، وذنوبنا به مغفورة ، ودعائنا به مستجابا.

واجعل أرزاقنا به مبسوطة ، وهمومنا به مكفية ، وحوائجنا به مقضية ، واقبل إلينا بوجهك الكريم ، واقبل تقربنا إليك ، وانظر إلينا نظرة رحيمة ، نستكمل بها الكرامة عندك ، ثم لا تصرفها عنا بجودك ، واسقنا من حوض جده صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بكأسه وبيده ، ريا رويا ، هنيئا سائغا ، لا أظمأ بعدها ، يا ارحم الراحمين.

وتدعو بما أحببت إن شاء الله (٣).

__________________

(١) ادحض : أبطل.

(٢) الحجزة في المجاز الاعتصام بالشئ والتمسك به.

(٣) عنه البحار ١٠٢ : ١١٠.

رواه السيد في مصباح الزائر : ٢٣٠ عن بعض الأصحاب ، وفي الاقبال ١ : ٥٠٤ مرسلا.

ذكره العلامة المجلسي في البحار ١٠٢ : ١٠٤ ، تحفة الزائر : ٣٤٢.

٥٨٤

٣ ـ باب التوجه إلى الحجة صاحب الزمان صلوات الله عليه بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة ، تقرأ فيها ( قل هو الله أحد ) ركعتين ركعتين ، وتصلي على محمد وآله عليهم‌السلام كثيرا.

قال أبو علي الحسن بن اشناس : وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الدعلجي ، قال : أخبرنا أبو الحسين حمزة بن محمد بن الحسن بن شبيب ، قال : عرفنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم ، قال :

شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى رؤية مولانا عليه‌السلام فقال لي : مع الشوق تشتهي ان تراه ، فقلت له : نعم ، فقال لي : شكر الله لك شوقك واراك وجهك في يسر وعافية ، لا تلتمس يا أبا عبد الله ان تراه ، فان أيام الغيبة تشتاق إليه ، ولا تسأل الاجتماع معه انها عزائم الله والتسليم لها أولى ، ولكن توجه إليه بالزيارة.

فاما كيف يعمل وما املاه عند محمد بن علي فانسخوه من عنده ، وهو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة.

تقرأ ( قل هو الله أحد ) في جميعها ركعتين ركعتين ، ثم تصلي على

__________________

عنه وعن مصباح الزائر للسيد وعن كتاب المزار القديم المحدث النوري في تحية الزائر.

أورده الفيض في الصحيفة المهدوية : ٧٥.

أقول : مراد السيد من بعض أصحابنا صاحب كتاب المزار اي محمد بن المشهدي ، والذي ظاهر لمن تأمل كلامهما ، وظاهر قول السيد في مصباحه وابن المشهدي في مزاره ان الدعاء صدر من الناحية المقدسة عليه‌السلام ، اما أورده العلامة المجلسي في زاد المعاد وأسنده إلى الصادق عليه‌السلام.

٥٨٥

محمد واله وتقول قول الله جل اسمه : ( سلام على ال ياسين ) ذلك هو الفضل المبين من عند الله والله ذو الفضل العظيم امامه من يهديه صراطه المستقيم ، وقد اتاكم الله خلافته يا ال ياسين ، وذكرنا في الزيارة (١) وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين (٢).

٤ ـ زيارة أخرى له عليه‌السلام.

إذا وصلت إلى حرمه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسر من رأى فاغتسل والبس أطهر ثيابك وقف على باب حرمه عليه‌السلام قبل ان تنزل السرداب وزر بهذه الزيارة وقل :

السلام عليك يا خليفة الله وخليفة ابائه المهديين ، السلام عليك يا وصي الأوصياء الماضين ، السلام عليك يا حافظ اسرار رب العالمين ، السلام عليك يا بقية الله من الصفوة المنتجبين.

السلام عليك يا بن الأنوار الزاهرة ، السلام عليك يا بن الاعلام الباهرة ، السلام عليك يا بن العترة الطاهرة ، السلام عليك يا معدن العلوم النبوية.

السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى الا منه ، السلام عليك يا

__________________

(١) لعله أشار بقوله : ( وذكرنا في الزيارة ) إلى أنه يتلو بعد ذلك زيارة الندبة ، فظهر من هذا الخبر ان الصلاة قبل الزيارة وانها اثنتا عشرة ركعة ـ البحار.

(٢) عنه البحار ١٠٢ : ٩٧.

٥٨٦

سبيل الله الذي من سلك غيره هلك ، السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى.

السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى ، السلام عليك يا حجة الله التي لا تخفى ، السلام عليك يا حجة الله على من في الأرض والسماء ، السلام عليك سلام من عرفك بما عرفك به الله ، ونعتك ببعض نعوتك التي أنت أهلها وفوقها.

اشهد انك الحجة على من مضى ومن بقي ، وان حزبك هم الغالبون وأوليائك هم الفائزون ، وأعدائك هم الخاسرون ، وانك خازن كل علم ، وفاتق كل رتق ، ومحقق كل حق ، ومبطل كل باطل ، رضيتك يا مولاي إماما وهاديا ، ووليا ومرشدا ، لا ابتغي بك بدلا ، ولا اتخذ من دونك وليا.

اشهد انك الحق الثابت الذي لا عيب فيه ، وان وعد الله فيك حق لا أرتاب لطول الغيبة وبعد الأمد ، ولا أتحير مع من جهلك وجهل بك ، منتظر متوقع لأيامك ، وأنت الشافع الذي لا تنازع ، والولي الذي لا تدافع ، ذخرك الله لنصرة الدين واعزاز المؤمنين ، والانتقام من الجاحدين المارقين.

اشهد ان بولايتك تقبل الأعمال ، وتزكي الافعال ، وتضاعف الحسنات ، فمن جاء بولايتك ، واعترف بإمامتك قبلت أعماله ، وصدقت أقواله ، وتضاعفت حسناته ، ومحيت سيئاته ، ومن عدل عن

٥٨٧

ولايتك وجهل معرفتك واستبدل بك غيرك كبه الله على منخره في النار ، ولم يقبل الله له عملا ، ولم يقم له يوم القيامة وزنا.

اشهد الله وأشهدك يا مولاي بهذا ، ظاهره كباطنه ، وسره كعلانيته ، وأنت الشاهد على ذلك ، وهو عهدي إليك وميثاقي لديك ، إذ أنت نظام الدين ، ويعسوب المتقين ، وعز الموحدين ، وبذلك امرني رب العالمين.

فلو تطاولت الدهور وتمادت الاعمار ، لم ازدد فيك الا يقينا ، ولك الا حبا ، وعليك الا متكلا ومعتمدا ، ولظهورك الا متوقعا ومنتظرا ، ولجهادي بين يديك مترقبا ، فابذل نفسي ومالي وولدي وأهلي وجميع ما خولني ربي بين يديك والتصرف بين امرك ونهيك ، يا مولاي ، فان أدركت أيامك الزاهرة وأعلامك الباهرة ، فها انا ذا عبدك ، متصرف بين امرك ونهيك ، أرجو به الشهادة بين يديك والفوز لديك.

مولاي فان أدركني الموت قبل ظهورك ، فاني أتوسل بك وبآبائك الطاهرين إلى الله تعالى ، واسأله ان يصلي على محمد وال محمد وان يجعل لي كرة في ظهورك ، ورجعة في أيامك ، لابلغ من طاعتك مرادي ، وأشفي من أعدائك فؤادي.

مولاي وقفت في زيارتك موقف الخاطئين النادمين الخائفين من عقاب رب العالمين ، وقد اتكلت على شفاعتك ، ورجوت بموالاتك وشفاعتك محو ذنوبي ، وستر عيوبي ، ومغفرة زللي ، فكن لوليك يا

٥٨٨

مولاي عند تحقيق امله ، واسأل الله غفران زلله ، فقد تعلق بحبلك ، وتمسك بولايتك ، وتبرأ من أعدائك.

اللهم صل على محمد واله وانجز لوليك ما وعدته ، اللهم أظهر كلمته ، واعل دعوته ، وانصره على عدوه وعدوك يا رب العالمين.

اللهم صل على محمد وال محمد واظهر كلمتك التامة ، ومغيبك في ارضك ، الخائف المترقب ، اللهم انصره نصرا عزيزا وافتح له فتحا يسيرا.

اللهم واعز به الدين بعد الخمول ، واطلع به الحق بعد الأفول ، وأجل به الظلمة ، واكشف به الغمة ، اللهم وآمن به البلاد ، واهد به العباد ، اللهم املأ به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا انك سميع مجيب.

السلام عليك يا ولي الله ، ائذن لوليك في الدخول إلى حرمك ، صلوات الله عليك وعلى ابائك الطاهرين ورحمة الله وبركاته (١).

٥ ـ القول عند نزول السرداب :

السلام على مهدي الأمم وجامع الكلم ، السلام على خلف السلف وصاحب الشرف ، السلام على حجة المعبود وكلمة المحمود ، السلام

__________________

(١) عنه وعن الفيد ، البحار ١٠٢ : ١١٦ ، ذكره مع اختلاف السيد في مصباح الزائر : ٢٢٦ ، عنه البحار ١٠٢ : ٩٨.

٥٨٩

على معز الأولياء ومذل الأعداء.

السلام على وارث الأنبياء وخاتم الأوصياء ، السلام على الإمام المنتظر والغائب المشتهر ، السلام على السيف الشاهر والقمر الزاهر والنور الباهر ، السلام على شمس الظلام وبدر التمام (١) ، السلام على ربيع الأيتام وفطرة الأنام ، السلام على صاحب الصمصام (٢) وفلاق الهام (٣).

السلام على صاحب الدين المأثور والكتاب المسطور ، السلام على بقية الله في بلاده وحجته على عباده ، المنتهى إليه مواريث الأنبياء ، ولديه موجودة اثار الأصفياء ، السلام على المؤتمن على السر والولي للامر ، السلام على المهدي الذي وعد الله عزوجل به الأمم ، ان يجمع به الأرض قسطا وعدلا ، ويمكن له وينجز به وعد المؤمنين.

اشهد انك والأئمة من ابائك أئمتي وموالي ، في حياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد ، أسألك يا مولاي ان تسأل الله تبارك وتعالى في صلاح شأني ، وقضاء حوائجي ، وغفران ذنوبي ، والاخذ بيدي في ديني ودنياي واخرتي ، لي ولكافة إخواني المؤمنين والمؤمنات انه غفور رحيم ، وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله وال محمد الطاهرين.

ثم تصلي صلاة الزيارة اثنتي عشرة ركعة (٤).

__________________

(١) اي بدر النور التمام ، قمر تمام ـ بالكسر والفتح والكسر أفصح ـ إذا لم يكن فيه نقص.

(٢) الصمصام : السيف القاطع الذي لا ينثني.

(٣) الهام جمع الهامة وهي الرأس.

(٤) عنه البحار ١٠٢ : ١٠١

٥٩٠

ويستحب ان يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة الزيارة ، فهو مروي عنه عليه‌السلام :

اللهم عظم البلاء ، وبرح (١) الخفاء ، وانكشف الغطاء ، وضاقت الأرض ومنعت السماء ، واليك يا رب المشتكي ، وعليك المعول في الشدة والرخاء.

اللهم صل على محمد واله الذين فرضت علينا طاعتهم ، وعرفتنا بذلك منزلتهم ، ففرج عنا بحقهم فرجا عاجلا كلمح البصر أو هو أقرب من ذلك.

يا محمد يا علي ، يا علي يا محمد ، انصراني فإنكما ناصراي ، واكفياني فإنكما كافياي ، يا مولاي يا صاحب الزمان ، الغوث الغوث الغوث ، أدركني أدركني أدركني (٢).

__________________

(١) برح الخفاء : وضع الامر كأنه ذهب الستر وزال.

(٢) رواه امين الاسلام الطبرسي في كنوز النجاح ، قائلا : ( دعاء علمه صاحب الزمان عليه سلام الله الملك المنان أبا الحسن محمد بن أحمد بن أبي الليث رحمه‌الله تعالى في بلدة بغداد في مقابر قريش ، وكان أبو الحسن قد هرب إلى مقادير قريش والتجأ إليه من خوف القتل فنجي منه ببركة هذ الدعاء ) ، عنه المحدث النوري في جنة المأوى المطبوع ضمن البحار ٥٣ : ٢٧٥.

أورده الشهيد في مزاره : ٦٤ ، والمفيد في مزاره ، عنه البحار ١٠٢ : ١١٩.

أخرجه الكفعمي في مصباحه : ٢٧٦.

٥٩١

٥٩٢

القسم السادس

في ثواب الحج والزيارة عن الغير

وزيارة القبور

٥٩٣

٥٩٤

الباب الأول

ثواب الحج والزيارة عن الاخوان بالاجر

١ ـ روى أصحابنا جميعا ان أبا عبد الله عليه‌السلام ارسل إلى بعض الشيعة فقال : خذ هذه الدراهم فحج عن ابني إسماعيل ، يكن لك تسعة أسهم من الثواب ولإسماعيل سهم واحد (١).

٢ ـ وقد انفذ أبو الحسن العسكري عليه‌السلام زائرا عنه إلى مشهد أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : ان لله مواطن يحب ان يدعى فيها فيجيب ، وان حائر الحسين عليه‌السلام من تلك المواطن (٢).

الباب (٢)

ما يقول الزائر عن غيره بالاجر ، وما يقول عن أخيه تطوعا

وزيارة قبور الشيعة وما يقال عندها

إذا خرجت زائرا عن أخ لك ، أو حاجا بأجرة ، فصل ركعتين بالموضع الذي يقصده ، فإذا فرغت منهما فسبح ثم قل :

__________________

(١) عنه البحار ١٠٢ : ٢٥٧.

(٢) عنه البحار ١٠٢ : ٢٥٧.

٥٩٥

اللهم ان فلانا أوفدني إليك لعلمه بحسن ثوابك ، معتقدا انك تسمع وتجيب وتعاقب وتثيب.

اللهم فاجعل خطواتي عنه كفارة لما سلف من ذنوبه ، وصلواتي عنه شاهدة له بصدق الايمان ، مثبتة له في ديوان الغفران ، اللهم ما أصابني من تعب أو نصب ، أو سغب أو لغوب ، فاجر فلان بن فلان فيه ، واجرني عليه.

وكذلك تقول عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعند الأئمة عليهم‌السلام.

ثم يقول عقيب الكلام :

السلام عليك يا مولاي من فلان بن فلان ، فاني اتيتك زائرا عنه ، فاشفع لي وله عند ربك ، اللهم أوصل إليه من رحمتك ما يستغني به عن رحمة من سواك.

وإن كان ميتا قال الثابت عنه بعد ذلك :

اللهم جاف الأرض عن جنبيه ، واجعل رحمتك واصلة إليه ، واجعل ما افعله من المناسك شاهدا له برحمتك يا ارحم الراحمين.

وإذا أردت عن أخيك أو أبيك وأمك تطوعا ، فسلم على الإمام عليه‌السلام على نسق التسليم ، ثم قل :

اللهم كن لفلان بن فلان عونا ومعينا ، وناصرا وكالئا وواعيا ، حيث كان بمحمد وآله الطاهرين.

٥٩٦

ثم صل ركعتين ، فإذا سلمت منها فاسجد وقل في سجودك

اللهم لك صليت ، ولك ركعت ، ولك سجدت ، لأنه لا ينبغي الصلاة الا لك ، اللهم قد جعلت ثواب صلاتي وسلامي وزيارتي هدية مني إلى فلان بن فلان ، فتقبل ذلك له مني ، واجرني عليه خير الجزاء برحمتك (١).

وأفضل ما يقال :

اللهم ان فلان بن فلان أوفدني إلى مولاه ومولاي لأزور عنه ، رجاء بجزيل الثواب ، وفرارا من سوء الحساب ، اللهم انه يتوجه إليك بأوليائك الدالين عليك في غفرانك ذنوبه وحط سيئاته ، ويتوسل إليك بهم عند مشهد امامه صلوات الله عليه ، فتقبل منه ، واقبل شفاعة أوليائك صلوات الله عليهم فيه.

اللهم جازه على حسن نيته وصحيح عقيدته وصحة موالاته ، أحسن وأفضل ما جازيت أحدا من عبيدك المؤمنين ، وادم له ما خولته ، واستعمله صالحا فيما اتيته ، ولا تجعلني اخر وافد له بوفده.

اللهم أعتق رقبته من النار ، وأوسع عليه من رزقك الحلال الطيب ، واجعله من رفقاء ال محمد ، وبارك له في ولده وأهله وماله وما ملكت له يمينه.

اللهم صل على محمد وال محمد وحل بينه وبين معاصيه حتى

__________________

(١) عنه البحار ١٠٢ : ٢٥٨.

٥٩٧

لا يعصيك ، واعنه على طاعتك وطاعة أوليائك حتى لا نفقده حيث امرته ، ولا نراه حيث نهيته.

اللهم صل على محمد وال محمد واغفر له وارحمه واعف عنه وعن جميع المؤمنين والمؤمنات ، اللهم صل على محمد وال محمد وأعذه من هول المطلع (١) ، ومن فزع يوم القيامة ، وسوء المنقلب ، ومن ظلمة القبر ووحشته ، ومن مواقف الخزي في الدنيا والآخرة.

اللهم صل على محمد وال محمد واجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك ، وتحفته في مقامي عند امامي صلى الله عليه ان تقيل عثرته وتقبل معذرته ، وتتجاوز عن خطيئته ، وتجعل التقوى زاده ، ومما عندك خيرا في معاده ، وتحشره في زمرة محمد وال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وتغفر له ولوالديه ، فإنك خير مرغوب رغب إليه ، وأكرم مسؤول اعتمد العباد عليه ، ولكل موفد جائزة ، ولكل زار كرامة ، فاجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك والجنة ، ولي ولجميع المؤمنين والمؤمنات.

اللهم انا عبدك الخاطئ المذنب المقر بذنوبه ، فأسألك يا الله بحق محمد وال محمد ان لا تحرمني بعد ذلك الأجر والثواب من فضل عطائك وكرم تفضلك.

__________________

(١) قال الجزري : ( هول المطلع ، يريد به الموقف يوم القيامة أو ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت ، فشبه بالمطلع الذي بشرف عليه من موضع عال ) ـ النهاية ٣ : ٤٩.

٥٩٨

ثم ترفع يدك إلى السماء مستقبل القبلة عند المشهد ، وتشير إلى الامام وتقول :

يا مولاي يا امامي ، عبدك فلان بن فلان أوفدني زائرا لمشهدك ، متقربا إلى الله عزوجل بذلك والى رسوله هو إليك ، يرجو بذلك فكاك رقبته من النار ومن العقوبة ، فاغفر له ولجميع المؤمنين والمؤمنات.

يا الله يا الله يا الله ، يا الله يا الله يا الله ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وتستجيب لي فيه وفي جميع إخواني وأخواتي وولدي وأهلي ، بجودك وكرمك (١).

وروي عن بعض العلماء الصادقين عليهم‌السلام انه سئل عن الرجل يصلي ركعتين ، أو يصوم يوما أو يحج أو يعتمر ، أو يزور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أو أحد الأئمة عليهم‌السلام ، ويجعل ثواب ذلك لوالديه أو لأخ له في الدين أو يكون له على ذلك ثواب ، فقال : ان ثواب ذلك يصل إلى من جعل له من غير أن ينقص من اجره شئ (٢).

ومن أراد ان يهدي لأهله وإخوانه طوافا أو صلاة أو صدقة ، فليقل إذا طاف أو صلى :

__________________

(١) رواه الشيخ في التهذيب ٦ : ١١٦ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٥٧.

(٢) عنه البحار ١٠٢ : ٢٥٩.

٥٩٩

اللهم ان هذا الطواف وهاتين الركعتين عن أبي وعن زوجتي وعن ولدي وحامتي وعن أهل بلدي من المؤمنين ، وعن إخواني وأخواتي في مشارق الأرض ومغاربها ، وحرهم وعبدهم ، وابيضهم وأسودهم.

فلا تشاء ان تلقى الرجل فيقول : اني طفت أو صليت عنك الا كنت صادقا.

فإذا اتيت قبر النبي أو أحد الأئمة عليهم‌السلام فصل ركعتين وقف عند رأس الامام وقل :

السلام عليك يا مولاي عن أبي وأمي وزوجتي وعن ولدي واخوتي وأهل بلدي وإخواني وأخواتي ، حرهم وعبدهم ، وأبيضهم وأسودهم.

فلا تشاء ان تقول للرجل : اني أقرأت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عنك السلام الا كنت صادقا (١).

اما زيارة قبور الشيعة :

فإنه روي عن أبي الحسن الأول عليه‌السلام أنه قال : من لم يقدر ان يزورنا فليزر صالحي [ موالينا ، يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر على صلتنا

__________________

(١) رواه الكليني في الكافي ٤ : ٣١٦ ، والشيخ في التهذيب ٦ : ١٠٩. ، عنهما البحار ١٠٢ : ٢٥٥.

٦٠٠