المزار الكبير

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي

المزار الكبير

المؤلف:

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: نشر القيوم
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: ٧٠٤

باب الاستيذان :

فإذا أردت الاستيذان فقم عند باب القبة وارم بطرفك نحو القبر وقل :

يا مولاي يا أبا عبد الله يا بن رسول الله ، عبدك وابن أمتك ، الذليل بين يديك ، والمصغر في علو قدرك ، والمعترف بحقك ، جاءك مستجيرا بك ، قاصدا إلى حرمك ، متوجها إلى مقامك ، متوسلا إلى الله تعالى بك ، أأدخل يا مولاي ، أأدخل يا ولي الله ، أأدخل يا ملائكة الله المحدقين بهذا الحرم المقيمين في هذا المشهد.

فان خشع قلبك ودمعت عيناك ، فهو علامة القبول والاذن ، وادخل رجلك اليمنى واخر اليسرى وقل :

بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله ، اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.

ثم قل :

الله أكبر كبيرا ، والحمد لله كثيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، والحمد لله الفرد الصمد ، الماجد الاحد ، المتفضل المنان ، المتطول الحنان ، الذي من بطوله ، وسهل لي زيارة مولاي باحسانه ، ولم يجعلني عن زيارته ممنوعا ، ولا عن ذمته مدفوعا ، بل تطول ومنح.

ثم ادخل ، فإذا توسطت وصبرت فقم حذاء القبر بخشوع وبكاء

٤٢١

وتضرع وقل :

السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله ، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله.

السلام عليك يا وارث علي ولي الله ، السلام عليك أيها الوصي البر التقي ، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور.

اشهد انك قد أقمت الصلاة ، واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وجاهدت في الله حق جهاده حتى استبيح حرمك و قتلت مظلوما.

ثم قم عند رأسه خاشعا قلبك ، دامعة عينيك ، ثم قل :

السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا بن رسول الله ، السلام عليك يا بن سيد الوصيين ، السلام عليك يا بن فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا بطل المسلمين.

يا مولاي ، اشهد انك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة ، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ، ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها (١) ، واشهد انك من دعائم الدين وأركان المسلمين ومعقل المؤمنين.

__________________

(١) أدلهم الظلام : كثف واسود ، ومدلهم مبالغة.

٤٢٢

واشهد انك الامام البر التقي الرضي ، الزكي الهادي المهدي واشهد ان الأئمة من ولدك كلمة التقوى ، واعلام الهدى ، والعروة الوثقى ، والحجة على أهل الدنيا.

ثم تنكب على القبر وتقول :

انا لله وانا إليه راجعون ، يا مولاي انا موال لوليكم ومعاد لعدوكم ، وانا بكم مؤمن ، وبإيابكم موقن ، بشرائع ديني وخواتيم عملي ، وقلبي لقلبكم سلم ، وامري لامركم متبع ، يا مولاي اتيتك خائفا فامني ، واتيتك مستجيرا فاجرني ، واتيتك فقيرا فاغنني.

سيدي ومولاي أنت مولاي حجة الله على الخلق أجمعين ، امنت بسركم وعلانيتكم ، وبظاهركم وباطنكم ، وأولكم وآخركم ، واشهد انك التالي لكتاب الله ، وامين الله ، الداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، لعن الله أمة ظلمتك ، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.

ثم صل عند الرأس أربع ركعات ، فإذا سلمت فقل :

اللهم إني لك صليت ، ولك ركعت ، ولك سجدت ، وحدك لا شريك لك ، لأنه لا تجوز الصلاة والركوع والسجود الا لك ، لأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت ، اللهم صل على محمد وال محمد وأبلغهم عني أفضل السلام والتحية ، واردد علي منهم السلام.

اللهم وهاتان الركعتان هدية مني إلى سيدي الحسين بن علي عليهما‌السلام ، اللهم صل على محمد وعليه وتقبلها مني ، وأجرني

٤٢٣

عليهما أفضل املي ورجائي فيك وفي أوليائك ، يا ولي المؤمنين.

ثم تنكب على القبر وتقبله وتقول :

السلام على الحسين بن علي المظلوم الشهيد ، قتيل العبرات وأسير الكربات ، اللهم إني اشهد أنه وليك وابن نبيك ، الثائر بحقك ، أكرمته بكرامتك ، وختمت له بالشهادة ، وجعلته سيدا من السادة ، وقائدا من القادة ، وأكرمته بطيب الولادة ، وأعطيته مواريث الأنبياء ، وجعلته حجتك على خلقك من الأوصياء.

فاعذر في الدعاء ، ومنح النصيحة ، وبذل مهجته فيك حتى استنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة ، وقد توازر عليه من غرته الدنيا ، وباع حظه بالأرذل الأدنى ، وتردى (١) في هواه ، وأسخطك وأسخط نبيك ، وأطاع من عبادك اولي الشقاق والنفاق وحملة الأوزار والمستوجبين للنار.

فجاهدهم فيك صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، حتى سفك في طاعتك دمه ، واستبيح حريمه ، اللهم العنهم لعنا وبيلا ، وعذبهم عذابا أليما.

ثم اعطف على علي بن الحسين عليهما‌السلام ، وهو عند رجل الحسين عليه‌السلام وقل :

السلام عليك يا ولي الله ، السلام عليك يا بن رسول الله ، السلام

__________________

(١) تردى في البئر : سقط.

٤٢٤

عليك يا بن خاتم النبيين ، السلام عليك يا بن فاطمة سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين ، السلام عليك أيها المظلوم الشهيد ، بابي أنت وأمي عشت سعيدا وقتلت مظلوما شهيدا.

زيارة الشهداء رضوان الله عليهم :

ثم انحرف إلى قبور الشهداء وقل :

السلام عليكم أيها الذابون عن توحيد الله ، السلام عليكم بما صبرتم [ فنعم عقبى الدار ، بابي أنتم وأمي فزتم فوزا عظيما ] (١).

باب زيارة العباس بن علي عليه‌السلام :

تقف عليه وتقول :

السلام عليك أيها الولي الصالح والصديق المواسي ، اشهد انك امنت بالله ، ونصرت ابن رسول الله ، ودعوت إلى سبيل الله ، وواسيت بنفسك ، وبذلت مهجتك ، فعليك من الله أفضل التحية والسلام.

ثم تنكب على القبر وتقول :

بابي أنت وأمي يا ناصر دين الله ، السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق ، السلام عليك يا ناصر الحسين الشهيد ، عليك مني السلام ما بقيت وبقي الليل والنهار.

__________________

(١) زيادة من مصباح الزائر.

٤٢٥

ثم تصلي عند رأسه ركعتين وتقول ما قلت عند رأس الحسين ، وترجع إلى مشهد الحسين عليه‌السلام وتقيم عنده ما أحببت ، الا انه يستحب الا تجعله موضع مبيتك.

باب الوداع :

فإذا أردت وداعه فقم عند الرأس وأنت تبكي وتقول :

السلام عليك يا مولاي سلام مودع ، لا قال ولا سئم ، فان انصرف فلا عن ملالة ، وان أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين ، يا مولاي لا جعله الله اخر العهد مني لزيارتك ، ورزقني العود إليك ، والمقام في حرمك ، والكون في مشهدك ، امين رب العالمين.

ثم قبله وامر سائر وجهك عليه ، وامسح على سائر بدنك ، فإنه أمان وحرز ، واخرج من عنده القهقرى ، لا توله دبرك وقل :

السلام عليك يا باب المقام ، السلام عليك يا شريك القران ، السلام عليك يا حجة الخصام ، السلام عليك يا سفينة النجاة ، السلام عليكم يا ملائكة ربي المقيمين في هذا الحرم ، السلام عليك ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار.

وتقول :

انا لله وانا إليه راجعون ، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

٤٢٦

إلى أن تغيب عن القبر ، فإذا فعلت ذلك كنت كمن زار الله في عرشه (١)

٣ ـ زيارة سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما‌السلام ، وهي زيارة صفوان.

روى صفوان الجمال أنه قال : قال لي مولاي جعفر بن محمد الصادق عليهما‌السلام : إذا أردت زيارة الحسين بن علي صلوات الله عليه فصم قبل ذلك ثلاثة أيام ، واغتسل في اليوم الرابع (٢) ، واجمع إليك أهلك وولدك وقل قبل مسيرك :

اللهم إني استودعك اليوم نفسي وأهلي ومالي وولدي ، ومن كان مني بسبيل ، الشاهد منهم والغائب.

اللهم اجعلنا من الفائزين واحفظنا بحفظ الايمان واحفظ علينا ، اللهم اجعلنا في جوارك وحفظك وحرزك ، ولا تغير ما بنا من نعمتك ، وزدنا من فضلك انا إليك راغبون.

اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب ، وسوء المنظر في المال والاهل والولد ، اللهم ارزقنا حلاوة الايمان وبرد المغفرة ، وأمانا من عذابك ، وآتنا من لدنك رحمة انه لا يملك ذلك غيرك.

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ١٧٢ ، والشهيد في مزاره ، عنهما البحار ١٠١ : ٣٥٠ ـ ٣٥٥.

(٢) في المصادر : اليوم الثالث.

٤٢٧

فإذا اتيت الفرات ، فكبر الله مائة مرة ، وهلل مائة مرة ، وصل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مائة مرة ، ثم قل بعد ذلك :

اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال ، وشدت إليه الرحال ، وأنت سيدي خير مقصود ، وقد جعلت لكل زائر كرامة ، ولكل وافد تحفة ، فاسالك ان تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار ، واشكر سعيي ، وارحم مسيري إليك ، من غير من مني عليك بل لك المن علي ، إذ جعلت لي السبيل إلى زيارته ، وعرفتني فضله وشرفه.

اللهم فاحفظني بالليل والنهار حتى تبلغني هذا المكان ، فقد رجوتك فلا تقطع رجائي ، وقد أملتك فلا تخيب املي ، واجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي ، يا رب العالمين.

فإذا أردت الغسل ندبا فقل :

بسم الله وبالله ، ولا حول ولا قوة الا بالله ، وعلى ملة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى الأئمة الصادقين ، اللهم طهر به قلبي ، واشرح به صدري ، ونور به بصري ، اللهم اجعله لي نورا وطهورا وخيرا ، وشفاء من كل داء وسقم ، وعافني من كل ما أخاف واحذر.

اللهم اجعله لي شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي إليك يا رب العالمين ، انك على كل شئ قدير.

فإذا فرغت من غسلك فالبس ثوبين طاهرين أو ثوبا ، وصل ركعتين ندبا خارج المشرعة ، وهو المكان الذي قال الله جل وعز : ( وفي

٤٢٨

الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الاكل ) (١).

واقرأ في الركعة الأولى فاتحة الكتاب و ( قل هو الله أحد ) ، وفي الثانية فاتحة الكتاب و ( قل يا أيها الكافرون ).

فإذا سلمت فكبر الله ما استطعت وقل :

الحمد لله الواحد المتوحد في الأمور كلها ، الرحمن الرحيم ، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، لقد جاءت رسل ربنا بالحق.

اللهم لك الحمد حمدا كثيرا دائما سرمدا ، لا ينقطع ولا يفنى ، حمدا ترضى به عنا ، حمدا يتصل أوله ولا ينفد اخره ، حمدا يزيد ولا يبيد ، وصلى الله على محمد وآله وسلم.

فإذا توجهت إلى الحائر فقل :

اللهم إليك قصدت ، ولبابك قرعت ، وبفنائك نزلت ، وبك اعتصمت ، ولرحمتك تعرضت ، وبوليك الحسين عليه‌السلام توسلت ، اللهم صل على محمد واله واجعل زيارتي مبرورة ودعائي مقبولا.

فإذا اتيت الباب فقف خارج القبة وارم بطرفك نحو القبر وقل :

يا مولاي يا أبا عبد الله يا بن رسول الله ، عبدك وابن عبدك ، وابن أمتك ، الذليل بين يديك ، المقصر في علو قدرك ، المعترف بحقك ،

__________________

(١) الرعد : ٤.

٤٢٩

جاءك مستجيرا بذمتك ، قاصدا إلى حرمك ، متوجها إلى الله تبارك وتعالى بك.

ء فأدخل يا حجة الله ، أأدخل يا أمير المؤمنين ، أأدخل يا ولي الله ، أأدخل يا باب الله ، أأدخل يا ملائكة الله ، أأدخل أيها الملائكة المحدقون بهذا الحرم ، المقيمون بهذا المشهد.

ثم ادخل رجلك اليمنى القبة واخر اليسرى وقل :

الله أكبر كبيرا ، وسبحان الله بكرة وأصيلا ، والحمد لله الفرد الاحد الصمد الواحد ، المتفضل المتطول الجبار ، الذي من بطوله ، وسهل زيارة مولاي ، ولم يجعلني عن زيارته ممنوعا ، وعن ذمته مدفوعا ، بل تطول ومنح ، فله الحمد.

ثم ادخل الحائر وقم بحذائه بخشوع ، وقل :

السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله ، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله ، السلام عليك يا وارث علي حجة الله ، السلام عليك يا وارث الحسن الداعي إلى الله ، السلام عليك يا وارث نبي الله.

السلام عليك أيها الصديق الشهيد ، السلام عليك أيها البر الرضي ، السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور.

٤٣٠

اشهد انك قد أقمت الصلاة ، واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وعبدت الله مخلصا حتى اتاك اليقين.

ثم ادخل عند القبر وقم عند الرأس خاشعا قلبك ، وقل :

السلام عليك يا بن رسول الله ، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين سيد الوصيين ، السلام عليك يا بن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، السلام عليك يا وعاء النور ورحمة الله وبركاته.

السلام عليك يا خازن الكتاب المشهور ، السلام عليك يا أس الاسلام الناصر لدين الله ، السلام عليك يا نظام المسلمين.

يا مولاي ، اشهد انك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة ، لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ، اشهد انك يا مولاي من دعائم الدين وأركان المسلمين ومعقل المؤمنين.

واشهد انك الامام البر التقي ، المطهر الزكي الهادي المهدي ، واشهد ان الأئمة من ولدك كلمة التقوى ، واعلام الهدى ، والعروة الوثقى ، والحجة على أهل الدنيا من أوليائك.

ثم انكب على القبر وقل :

انا لله وانا إليه راجعون ، يا مولاي انا موال لوليكم معاد لعدوكم ، وانا بكم مؤمن ، وبإيابكم موقن ، بشرائع ديني وخواتيم عملي ، وقلبي لقلوبكم سلم ، وامري لامركم متبع.

يا مولاي امنت بسركم وعلانيتكم ، وظاهركم وباطنكم ، وأولكم

٤٣١

وآخركم ، يا مولاي اتيتك خائفا فامني ، واتيتك مستجيرا فاجرني.

يا سيدي أنت وليي ومولاي وحجة الله على الخلق أجمعين ، امنت بسركم وعلانيتكم ، وبظاهركم وباطنكم ، يا مولاي أنت السفير بيننا وبين الله ، والداعي إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، لعن الله أمة ظلمتك ، ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به.

ثم صل عند الرأس ركعتين زيارة ندبا ، فإذا سلمت فقل بعد ذلك :

اللهم إني صليت وركعت وسجدت لك ، وحدك لا شريك لك ، اللهم صل على محمد واله وبلغهم عني السلام كثيرا وأفضل التحية والسلام ، واردد علي منهم السلام كثيرا.

ثم تقول :

اللهم هاتان الركعتان هدية مني وكرامة إلى سيدي ومولاي أبي عبد الله الحسين بن علي أمير المؤمنين صلوات الله عليهما ، اللهم صل على محمد وال محمد وتقبل مني ، وبلغني أفضل املي ورجائي فيك وفي وليك أمير المؤمنين عليه‌السلام.

ثم انكب على القبر ثانية وقل :

يا مولاي ، اشهد ان الله عزوجل منجز لك ما وعدك ومعذب من قتلك عليه اللعنة إلى يوم الدين.

ثم تأتي إلى قبر علي بن الحسين عليهما‌السلام فتقبله وتقول :

السلام عليك يا ولي الله وابن وليه ، السلام عليك يا حبيب الله

٤٣٢

وابن حبيبه ، السلام عليك يا خليل الله وابن خليله ، عشت سعيدا ومت فقيدا وقتلت مظلوما ، يا شهيد ابن الشهيد عليك من الله السلام.

ثم تصلي ركعتين وتكبر بعدهما من الصلاة على النبي وآله وتسأل حاجتك.

ثم تأتي إلى قبر العباس بن علي عليه‌السلام وتقول :

السلام عليك أيها الولي الصالح الناصح الصديق ، اشهد انك امنت بالله ونصرت ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ودعوت إلى سبيل الله ، وواسيت بنفسك ، وبذلت مهجتك ، فعليك من الله السلام التام.

ثم تنكب على القبر وتقبله وتقول :

بابي أنت وأمي يا ناصر دين الله ، السلام عليك يا بن أمير المؤمنين ، السلام عليك يا ناصر الحسين الصديق ، السلام عليك يا شهيد ابن الشهيد ، السلام عليك مني ابدا ما بقيت وصلى الله على محمد واله وسلم.

وتخرج من عنده فترجع إلى قبر سيدنا الحسين عليه‌السلام فتقيم عنده ما أحببت ، ولا أحب لك ان تجعله مبيتك.

فإذا أردت الوداع فقم عند الرأس وأنت تبكي وتقول :

يا مولاي السلام عليك سلام مودع ، لا قال ولا سئم ، فان انصرف يا مولاي فلا عن ملالة ، وان أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين.

يا مولاي لا جعله الله اخر العهد مني من زيارتك ، وتقبل مني ،

٤٣٣

ورزقني العود إليك ، والمقام في حرمك ، والكون في مشهدك ، امين رب العالمين.

ثم تقبله وتمر سائر بدنك ووجهك على القبر ، فإنه أمان وحرز من كل ما تخاف وتحذر بإذن الله ، وتمشي القهقرى وتقول : السلام عليك يا حجة الله ، السلام عليك يا باب المقام ، السلام عليك يا سفينة النجاة ، السلام عليكم يا ملائكة ربي المقيمين في هذا الحرم ، السلام عليك يا مولاي وعلى الملائكة المحدقين بك ، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك ، السلام عليك ابدا مني ما بقيت وبقي الليل والنهار.

وتقول :

انا لله وانا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وصلى الله على محمد واله وسلم كثيرا (١).

٤ ـ زيارة أخرى له عليه‌السلام زار بها جابر رحمه‌الله.

اخبرني بها الشيخ الفقيه العالم أبو البقاء هبة الله بن نما رضي‌الله‌عنه في شهر رمضان بداره في الحلة بلد الجامعين سنة تسع وستين

__________________

(١) عنه البحار ١٠١ : ٢٥٧.

رواه الشيخ في مصباحه : ٦٦٠ ، باسناده عن جماعة ، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن قضاعة بن صفوان بن مهران ، عن أبيه ، عن جده ، عن الصادق عليه‌السلام ، عنه البحار ١٠١ : ١٩٧.

أخرجه الشهيد في مزاره : ١١٧ ، عن صفوان بن مهران الجمال ، عن الصادق عليه‌السلام.

٤٣٤

وخمسمائة ، قال : أخبرنا الشيخ الأمين العالم أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في شهور سنة عشرين وخمسمائة ، قال : حدثنا الرئيس الاجل السيد أبو البقاء هبة الله بن ناصر بن الحسين بن نصر بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ، قال : حدثنا الشيخ أبو القاسم سعد بن وهب ابن أحمد بن علي بن الحسين بن سلمان الدهقان ، قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن خلف بن الجعد بن سنان البزاز ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن كعب ، قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح ، عن الحسن بن سعيد الأعمش ، عن جابر الجعفي ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال لجابر :

كم بينكم وبين قبر الحسين عليه‌السلام ، قال : قلت : يوم وبعض اخر ، قال : فقال : أفلا أفرحك الا أسرك بثوابه ، قال : قلت : بلى جعلت فداءك ، قال : ان الرجل منكم ليتهيأ فيتباشر به أهل السماء ، فإذا خرج من باب منزله راكبا أو ماشيا وكل الله به الف ملك من الملائكة يصلون عليه حتى يوافي قبر الحسين عليه‌السلام.

فإذا اتيت قبر الحسين عليه‌السلام قمت على الباب وقلت هذه الكلمات ، فان لك بكل كلمة منهن كفلا من رحمة الله ، قال : قلت : وما هن جعلت فداك ، قال : تقول :

٤٣٥

السلام عليك يا وارث ادم صفوة الله ، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله ، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله ، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله ، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ، السلام عليك يا وارث محمد سيد رسل الله.

السلام عليك يا وارث علي أمير المؤمنين وخير الوصيين ، السلام عليك يا وارث الحسن الزكي الطاهر الرضي المرتضي ، السلام عليك أيها الصديق ، السلام عليك أيها الوصي البر التقي ، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك ، وأناخت برحلك ، السلام على الملائكة الحافين بك.

اشهد أنك قد أقمت الصلاة ، واتيت الزكاة ، وأمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ، وجاهدت الملحدين ، وعبدت الله حتى أتاك اليقين ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

ثم تمشي إليه ، فلك بكل قدم ترفعها وتضعها كثواب المشحط بدمه في سبيل الله.

فإذا مشيت ووقفت على القبر فاستلمه بيدك وقل :

السلام عليك يا حجة الله في ارضه.

ثم انهض إلى صلواتك ، فلك بكل ركعة ركعتها عنده كثواب من حج الف حجة ، واعتمر الف عمرة ، واعتق الف رقبة ، وكمن وقف الف مرة مع نبي مرسل.

٤٣٦

قال : فإذا أنت قمت من عند قبر الحسين صلوات الله عليه ناداك مناد لو سمعت مقالته لأفنيت عمرك عند الحسين عليه‌السلام ، وهو يقول : طوبى لك أيها العبد لقد غنمت وسلمت ، وقد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل.

قال : فان مات في عامه أو من ليلته أو من يومه لم يتول قبض روحه الا الله عزوجل ، وتقيم معه الملائكة يسبحون ويصلون عليه حتى يوافي منزله ، وتقول الملائكة : يا ربنا عبدك قد وافى قبر وليك وقد وافى منزله فأين نذهب ، فيأتيهم النداء : يا ملائكتي قوموا بباب عبدي ، فسبحوني وقدسوني وهللوني ، واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم يتوفى ، فإذا توفى ذلك العبد شهدوا غسله وكفنه والصلاة عليه ، ثم يقولون : ربنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفي فأين نذهب ، فيأتيهم النداء : يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي فسبحوا وقدسوا إلى يوم القيامة واكتبوا ذلك في حسناته (١).

__________________

(١) عنه البحار ١٠١ : ١٦٥.

رواه ابن قولويه في الكامل : ٣٧٤ ، باسناده عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أبي عبد الله الرازي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمد ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر الجعفي ، عن الصادق عليه‌السلام ، وأيضا عن حكيم بن داود ، عن سلمة بن الخطاب ، عن أبي عبد الله الجاموراني ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمد ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر الجعفي ، عن الصادق عليه‌السلام ، عنه البحار ١٠١ : ١٦٣ ، المستدرك ١٠ : ٢٩٩.

ذكره السيد في مصباح الزائر : ١٣٤ عنه عليه‌السلام ، عنه البحار ١٠١ : ٢٢٩.

٤٣٧

٥ ـ وبالاسناد عن حنان بن سدير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : يا سدير تزور قبر الحسين عليه‌السلام في كل يوم ، قلت : لا ، قال : ما أجفاكم ، فتزوره في كل سنة ، قلت : قد يكون ذلك ، قال : يا سدير ما أجفاكم للحسين اما علمت أن لله الف ملك شعث غبر يبكون ويزورون ولا يفترون ، وما عليك يا سدير ان تزور قبر الحسين في الجمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة.

قلت : جعلت فداك بيننا وبينه فراسخ كثيرة ، فقال لي : تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ، ثم ترفع رأسك إلى السماء ، ثم تنحو نحو القبر وتقول :

السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا بن رسول الله ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

يكتب لك زورة ، والزورة حجة وعمرة ، قال سدير : ربما فعلت في الشهر أكثر من عشرين مرة (١).

__________________

أخرجه الكفعمي في مصباحه : ٤٩٩ ، البلد الأمين : ٢٨٠ ، عنهم البحار ١٠١ : ١٦٤ ، المستدرك ١٠ : ٣٠٢.

(١) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤٨١ ، باسناده عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، رفعه عن حنان بن سدير الصيرفي ، عن الصادق عليه‌السلام ، عنه البحار ١٠١ : ٣٦٧ ، وفي البحار : عن حنان عن سدير ، وهو تصحيف لا محالة.

٤٣٨

الباب (١٧)

ذكر ما يقول الزائر النائب عن غيره

اللهم ان فلان بن فلان قد أوفدني إلى مولاه ومولاي لأزور عنه ، رجاء لجزيل الثواب ، وفرارا من سوء الحساب ، اللهم انه يتوجه إليك بأوليائك الدالين عليك في غفرانك ذنوبه وحط سيئاته ، ويتوسل إليك بهم ، عند مشهد امامه صلوات الله عليه.

اللهم فتقبل منه واقبل شفاعة أوليائه صلوات الله عليهم فيه ، اللهم جازه على حسن نيته وصحيح عقيدته وصحة موالاته ، أحسن ما جازيت أحدا من عبيدك المؤمنين ، وادم له ما خولته ، واستعمله صالحا فيما اتيته ، ولا تجعلني اخر وافد له يوفده ، اللهم أعتق رقبته من النار ، وأوسع عليه من رزقك الحلال الطيب ، واجعله من رفقاء محمد وال محمد ، وبارك له في ولده وماله وأهله وما ملكت يمينه.

اللهم صل على محمد وال محمد وحل بينه وبين معاصيك حتى لا يعصيك ، واعنه على طاعتك وطاعة أوليائك ، حتى لا تفقده حيث امرته ، ولا تراه حيث نهيته ، اللهم صل على محمد وال محمد واغفر له وارحمه ، واعف عنه وعن جميع المؤمنين والمؤمنات ، اللهم صل على محمد و ال محمد وأعذه من هول المطلع ، ومن فزع يوم القيامة وسوء المنقلب ، ومن ظلمة القبر ووحشته ، ومن مواقف الخزي في الدنيا والآخرة.

٤٣٩

اللهم صل على محمد وال محمد واجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك ، وتحفته في مقامي هذا عند امامي صلى الله عليه ان تقيل عثرته ، وتقبل معذرته ، وتتجاوز عن خطيئته ، وتجعل التقوى زاده ، وما عندك خيرا له في معاده ، وتحشره في زمرة محمد وال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتغفر له ولوالديه ، فإنك خير مرغوب رغب إليه ، وأكرم مسؤول اعتمد العباد عليه.

اللهم ولكل موفد جائزة ، ولكل زائر كرامة ، فاجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك والجنة ، لي ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، اللهم وانا عبدك الخاطئ المذنب المقر بذنوبه ، فأسألك يا الله بحق محمد وال محمد ان لا تحرمني بعد ذلك الاجر والثواب من فضل عطائك وكرم تفضلك.

ثم ترفع يديك إلى السماء مستقبل القبلة عند المشهد وتقول :

يا مولاي يا امامي عبدك ـ فلان بن فلان ـ أوفدني زائرا لمشهدك متقربا إلى الله عزوجل بذلك والى رسوله واليك ، يرجو بذلك فكاك رقبته من النار ، فاغفر له ولجميع المؤمنين والمؤمنات ، يا الله يا الله ، يا الله يا الله ، يا الله يا الله ، لا إله إلا الله الحليم الكريم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، أسألك ان تصلي على محمد وال محمد وتستجيب لي فيه و في جميع إخواني وولدي وأهلي ، بجودك وكرمك يا ارحم الراحمين (١).

__________________

(١) رواه الشيخ في التهذيب ٦ : ١١٦ مقطوعا ، عنه البحار ١٠٢ : ٢٥٦.

٤٤٠