المزار الكبير

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي

المزار الكبير

المؤلف:

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: نشر القيوم
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: ٧٠٤

الباب (١١)

ذكر العمل بالمسجد الجامع بالكوفة

فإذا اتيته فقف على الباب المعروف بباب الفيل ، فإنه روي عن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه أنه قال : ادخل إلى جامع الكوفة من الباب الأعظم فإنه روضة من رياض الجنة (١).

فإذا أردت الدخول فقف على الباب وقل :

السلام على رسول الله ، السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ومنتهى مشاهده ، وموضع مجلسه ، ومقام حكمته ، وآثار آبائه ، آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل ، وتبيان تبيانه (٢).

السلام على الإمام الحكيم (٣) ، الصديق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، القائم بالقسط ، الذي فرق الله به بين الحق والباطل ، والشرك والتوحيد ، والكفر والايمان ، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.

اشهد يا أمير المؤمنين وخاصة المنتجبين وزين الصديقين وصابر الممتحنين ، انك حكم الله في ارضه وقاضي امره ، وباب حكمته ، وعاقد عهده ، وكهف النجاة ، ومنهاج التقى ، والدرجة العليا ،

__________________

(١) عنه البحار ١٠٠ : ٤٠٩ ، رواه الشهيد في مزاره : ٢٢٩.

(٢) في بعض المصادر : بنيان بيناته ، وفي البحار : بنيان بنيانه اي الأبنية التي بنيت في مواضع ظهرت فيها معجزاته ، كبيت الطست.

(٣) الحليم ( خ ل ).

١٦١

ومهيمن القاضي الاعلى ، يا أمير المؤمنين بك أتقرب إلى الله تعالى زلفى ، وأنت وليي وسيدي ووسيلتي في الدنيا والآخرة.

ثم تدخل المسجد وتقول :

الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، هذا مقام العائذ بالله وبمحمد ، وبولاية أمير المؤمنين والأئمة المهديين الصادقين ، الناطقين الراشدين ، الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، رضيت بهم أئمة وهداة وموالي ، سلمت لأمر الله لا أشرك به شيئا ، ولا اتخذ مع الله وليا ، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا ، حسبي الله وأولياء الله.

اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وان عليا وليه ، والأئمة المهديين من ذريته عليهم‌السلام أوليائي ، وحجة الله على خلقه (١).

ثم تصير إلى السابعة مما يلي الأنماط الرابعة ، تصير إلى الأسطوانة بمقدار سبعة أذرع أقل أو أكثر.

فقد روي عن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام انه جاء في أيام السفاح حتى دخل من باب الفيل فتياسر قليلا ثم دخل فصلى عند الأسطوانة الرابعة ، وهي بحذاء الخامسة ، فقيل له في ذلك فقال : تلك أسطوانة إبراهيم عليه‌السلام (٢).

__________________

(١) رواه السيد في مصباح الزائر : ٣٩ ، والشهيد في مزاره : ٢٣١ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤٠٩.

(٢) رواه في الكافي ٣ : ٤٩٣ ، التهذيب ٣ : ٢٥١ ، عنهما الوسائل ٥ : ٢٦٤ ، البحار ١٠٠ : ٤٠١.

ذكره الشهيد في مزاره : ٢٣٢ ، والسيد في مصباح الزائر : ٣٩ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤١٠.

١٦٢

الصلاة والدعاء عندها ، تصلي أربع ركعات وتقول

السلام على عباد الله الصالحين الراشدين ، الذين اذهب الله عنهم الرجس وجعلهم أنبياء المرسلين ، وحجة على الخلق أجمعين ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، ذلك تقدير العزيز العليم.

وتقول :

نحن على وصيتك يا ولي المؤمنين التي أوصيت بها ذريتك من المرسلين والصديقين ، نحن من شيعتك وشيعة نبيك نبينا محمد عليه السلام وعليك وعلى جميع المرسلين والأنبياء والصديقين ، وملة إبراهيم ، ودين محمد النبي الأمي والأئمة المهديين ، وولاية علي أمير المؤمنين.

السلام على البشير النذير ، وصلوات الله ورحمته ورضوانه وبركاته على وصيه وخليفته وحجته ، الشاهد لله على خلقه ، علي أمير المؤمنين ، الصديق الأكبر ، والفاروق المبين ، الذي اخذت بيعته على العالمين ، ورضيت بهم أوليائي وموالي وحكاما ، في نفسي وولدي ، وأهلي ومالي ، وقسمي وحلي واحرامي ، واسلامي وديني ، ودنياي وآخرتي ، ومحياي ومماتي.

أنتم الحكمة في الكتاب ، وفصل المقام ، وفصل الخطاب ، واعين الحي الذي لا ينام ، وأنتم حكماء (١) الله ، وبكم حكم الله ، وبكم عرف

__________________

(١) حكم ( خ ل ).

١٦٣

حق الله ، لا إله إلا الله ، وأنتم نور الله من بين أيدينا ومن خلفنا

أنتم سنة الله يسبق بها القضاء يا أمير المؤمنين ، انا لك مسلم تسليما ، وعليك مهيمنا سلما ، لا أشرك بالله ربا ولا اتخذ وليا ، الحمد لله الذي هداني بكم وما كنت لأهتدي لولا أن هدانا الله ، الله أكبر الله أكبر ، الحمد لله على ما هدانا (١).

ثم تصلي في صحن المسجد أربع ركعات للحوائج ، ركعتين بالحمد و ( قل هو الله أحد ) ، وركعتين بالحمد و ( انا أنزلناه ) ، فإذا فرغت فسبح تسبيح الزهراء عليها‌السلام.

فقد روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال لبعض أصحابه : يا فلان اما تغدو في الحاجة ، اما تمر في المسجد الأعظم عندكم بالكوفة؟ قال : بلى ، قال : فصل فيه أربع ركعات وقل :

الهي ان كنت عصيتك فاني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك ، لم اتخذ لك ولدا ولم ادع لك شريكا ، وقد عصيتك في أشياء كثيرة على غير وجه المكابرة لك ، ولا الاستكبار عن عبادتك ، ولا الجحود لربوبيتك ، ولا الخروج عن العبودية لك ، ولكن اتبعت هواي ، وأزلني الشيطان بعد الحجة والبيان ، فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم أنت لي ، وان تعف عني وترحمني فبجودك وكرمك يا كريم.

وتقول أيضا :

__________________

(١) رواه الشهيد في مزاره : ٢٣٢ ، والسيد في مصباح الزائر : ٣٩ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤١٠.

١٦٤

غدوت بحول الله وقوته ، غدوت بغير حول مني ولا قوة ، ولكن بحول الله وقوته ، يا رب أسألك بركة هذا البيت وبركة أهله ، وأسألك ان ترزقني رزقا حلالا طيبا ، تسوقه إلي بحولك وقوتك ، وانا خافض في عافيتك (١).

الصلاة والدعاء عند الثالثة مما يلي باب كندة لزين العابدين علي بن الحسين عليهما‌السلام بعد ثلاث أساطين من باب كندة.

ثم صر في آخرها مما يلي القبلة ، ثم تصلي ركعتين وقل :

بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم ان ذنوبي قد كثرت ولم يبق الا رجاء عفوك ، وقد قدمت آلة الحرمان ، وأسألك ما لا استوجبه عليك ، اللهم ان تعذبني فبذنوبي لم تظلمني شيئا وان تغفر لي فخير راحم أنت يا سيدي.

اللهم أنت أنت وانا انا ، أنت العواد بالمغفرة وانا العواد بالذنوب ، وأنت المتفضل بالحكم وانا العواد بالجهل.

اللهم فاني أسألك يا كنز الضعفاء ، ويا عظيم الرجاء ، ويا منقذ الغرقى ، يا منجي الهلكى ، يا مميت الاحياء ، يا محيى الموتى ، أنت الله لا إله إلا أنت ، سجد لك شعاع الشمس (٢) ، ودوي الماء ، ونور القمر ،

__________________

(١) رواه الشهيد في مزاره : ٢٣٤ ، عنه وعن المزار ، البحار ١٠٠ : ٤١٤ ، المستدرك ٦ : ٣١٣.

(٢) السجود هنا مستعمل في معناه اللغوي ، اي تذلل وانقاد وجرى بأمرك وتدبيرك فيه.

١٦٥

وظلمة الليل ، وضوء النهار ، وخفقان الطير (١)

فأسألك اللهم يا عظيم بحقك على محمد وآل محمد الصادقين ، وبحق محمد وآل محمد الصادقين عليك ، وبحقك على علي وبحق علي عليك ، وبحقك على فاطمة وبحق فاطمة عليك ، وبحقك على الحسن وبحق الحسن عليك ، وبحقك على الحسين وبحق الحسين عليك ، فان حقوقهم من أفضل انعامك عليهم ، وبالشأن الذي لك عندهم ، وبالشأن الذي لهم عندك.

صل يا رب عليهم صلاة دائمة منتهى رضاك ، واغفر لي الذنوب التي بيني وبينك ، وأتمم نعمتك علي كما أتممتها على آبائي من قبل ، ولا تجعل لاحد من المخلوقين علي فيها امتنانا ، وامنن علي كما مننت على آبائي من قبلي ، يا كهيعص ، اللهم صل على محمد وآل محمد واستجب لي دعائي فيما سألتك.

ثم ضع خدك الأيمن علي الأرض وقل :

يا سيدي يا سيدي صل على محمد وآل محمد واغفر لي واغفر لي.

وأكثر من قولك ذلك مهما أمكنك ، واخشع وابك ، وكذلك تقول في الخد الأيسر والسجود الأخير (٢).

__________________

(١) دوي الماء : صوته عند الجري والتحرك ، وخفقان الطائر طيرانه وضربه بجناحيه.

(٢) رواه الشهيد في مزاره : ٢٣٦ ، والسيد في مصباح الزائر : ٤٢ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤١٦.

١٦٦

الصلاة والدعاء عند الأسطوانة الخامسة

روي عن مولانا أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام أنه قال لبعض أصحابه : يا فلان إذا دخلت المسجد من الباب الثاني عن ميمنة المسجد ، فعد خمسة أساطين ، اثنتان منها في الظلال وثلاث منها في صحن الحائط ، فصل هناك ، فعند الثالثة مصلى إبراهيم ، وهي الخامسة من المسجد ركعتين ، وقل :

السلام على أبينا ادم وامنا حواء ، السلام على هابيل المقتول ظلما وعدوانا على مواهب الله (١) ورضوانه ، السلام على شيث صفوة الله المختار الأمين ، وعلى الصفوة الصادقين من ذريته الطيبين ، أولهم واخرهم.

السلام على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وعلى ذريتهم المختارين ، السلام على موسى كليم الله ، السلام على عيسى روح الله.

السلام على محمد حبيب الله ، السلام على المصطفين على العالمين ، السلام على أمير المؤمنين وذريته الطيبين الطاهرين ورحمة الله وبركاته ، السلام عليك في الأولين.

السلام عليك في الآخرين ، السلام على فاطمة الزهراء ، السلام على الرقيب الشاهد لله على الأمم لله رب العالمين.

__________________

(١) اي المقتول لأجل مواهب الله ، أو كائنا عليها.

١٦٧

اللهم صل على محمد واله واكتبني عندك من المقبولين واجعلني من الفائزين المطمئنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (١).

الصلاة عند السابعة والدعاء :

وبالاسناد مرفوعا إلى أبي حمزة الثمالي رحمة الله عليه قال : بينا انا قاعد يوما في المسجد عند السابعة ، إذا برجل مما يلي أبواب كندة قد دخل ، فنظرت إلى أحسن الناس وجها ، وأطيبهم ريحا ، وأنظفهم ثوبا ، معمم بلا طيلسان ولا ازار ، عليه قميص ودراعة وعمامة ، وفي رجليه نعلان عربيان ، فخلع نعليه ، ثم قام عند السابعة ورفع مسبحتيه حتى بلغتا شحمتي اذنيه ، ثم أرسلهما بالتكبير ، فلم يبق في بدني شعرة الا قامت ، ثم صلى أربع ركعات أحسن ركوعهن وسجودهن ، وقال :

الهي ان كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحب الأشياء إليك ، الايمان بك ، منا منك به علي لا منا مني به عليك ، لم اتخذ لك ولدا ولم ادع لك شريكا.

وقد عصيتك على غير وجه المكابرة (٢) ، ولا الخروج عن عبوديتك ، ولا الجحود لربوبيتك ، ولكن اتبعت هواي ، وأزلني الشيطان

__________________

(١) رواه الشهيد في مزاره : ٢٣٨ ، عنه البحار ١٠٠ : ٣٨٨.

(٢) المكابرة : المعاندة.

١٦٨

بعد الحجة علي والبيان ، فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي ، وان تعف عني فبجودك وكرمك ، يا كريم.

ثم خر ساجدا يقولها حتى انقطع نفسه ، وقال أيضا في سجوده :

يا من يقدر على قضاء حوائج السائلين ، يا من يعلم ضمير الصامتين ، يا من لا يحتاج إلى التفسير ، يا من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، يا من انزل العذاب على قوم يونس وهو يريد ان يعذبهم فدعوه وتضرعوا إليه فكشف عنهم العذاب ، ومتعهم إلى حين.

قد ترى مكاني ، وتسمع كلامي ، وتعلم حاجتي ، فاكفني ما أهمني من أمر ديني ودنياي واخرتي ، يا سيدي يا سيدي ـ سبعين مرة.

ثم رفع رأسه ، فتأملته فإذا هو مولاي زين العابدين علي بن الحسين عليهما‌السلام ، فانكببت علي يديه أقبلهما ، فنزع يده مني وأومأ إلي بالسكوت ، فقلت : يا مولاي انا من قد عرفته في ولائكم فما الذي أقدمك إلى هاهنا ، فقال : هو لما رأيت (١).

الصلاة والدعاء عند باب أمير المؤمنين عليه‌السلام للحاجة :

تصلي ركعتين وتقول :

اللهم إني حللت بساحتك لعلمي بوحدانيتك وصمدانيتك ، وانه لا قادر على قضاء حاجتي غيرك ، وقد علمت يا رب انه كل ما شاهدت

__________________

(١) رواه الشهيد في مزاره : ٢٣٩ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٣٨٨.

١٦٩

نعمتك علي اشتدت فاقتي إليك ، وقد طرقني يا رب من مهم أمري ما قد عرفته قبل معرفتي ، لأنك عالم غير معلم.

فاسالك بالاسم الذي وضعته على السماوات فانشقت ، وعلى الأرضين فانبسطت ، وعلى النجوم فانتثرت ، وعلى الجبال فاستقرت ، واسالك بالاسم الذي جعلته عند محمد ، وعند علي ، وعند الحسن والحسين ، وعند الأئمة كلهم صلوات الله عليهم أجمعين ، ان تصلي على محمد وال محمد وان تقضي لي يا رب حاجتي ، وتيسر لي عسيرها ، وتكفيني مهمها ، وتفتح لي قفلها ، فان فعلت فلك الحمد ، وان لم تفعل فلك الحمد ، غير جائر في حكمك ، ولا حائف (١) في عدلك.

ثم تبسط خدك الأيمن على الأرض ، وتقول :

اللهم ان يونس بن متي عبدك ونبيك دعاك في بطن الحوت فاستجبت له ، وانا أدعوك فاستجب لي فبحق محمد وال محمد عليك.

وتدعو بما تحب ، وتقلب خدك الأيسر وتقول :

اللهم أمرت بالدعاء وتكفلت بالإجابة ، وانا أدعوك كما امرتني فصل على محمد وآل محمد واستجب لي كما وعدتني يا كريم.

ثم تعود إلى السجود وتقول :

يا عز كل ذليل ، يا مذل كل عزيز ، تعلم كربتي فصل على محمد

__________________

(١) حاف عليه : جار عليه وظلمه.

١٧٠

وال محمد وفرج عني يا كريم (١)

صلاة أخرى للحاجة :

تصلي عند باب أمير المؤمنين عليه‌السلام أربع ركعات وتقول :

اللهم إني أسألك يا من لا تراه العيون ، ولا تحيط به الظنون ، ولا يصفه الواصفون ، ولا تغيره الحوادث ، ولا تفنيه الدهور ، يعلم مثاقيل الجبال ، ومكائيل البحار ، وورق الأشجار ، ورمل القفار ، وما أضاءت به الشمس والقمر ، واظلم عليه الليل ووضح به النهار ، لا تواري منك سماء سماء ، ولا ارض أرضا ، ولا جبل ما في أصله ، ولا بحر ما في قعره ، أسألك ان تصلي على محمد وآل محمد وان تجعل خير أمري آخره ، وخير أعمالي خواتيمها ، وخير أيامي يوم ألقاك ، انك على كل شئ قدير.

اللهم من أرادني بسوء فارده ، ومن كادني فكده ، ومن بغاني بهلكة فأهلكه ، واكفني ما أهمني ممن ادخل همه علي ، اللهم أدخلني في درعك الحصينة ، واسترني بسترك الواقي.

يا من يكفي كل شئ ولا يكفي منه شئ ، اكفني من أمر الدنيا والآخرة ، وصدق قولي وفعالي ، يا شفيق يا رفيق فرج عني المضيق ولا تحملني ما لا أطيق.

__________________

(١) رواه الشهيد في مزاره : ٢٤٢ ، والسيد في مصباح الزائر : ٤٤ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤١٧.

١٧١

اللهم احرسني بعينك التي لا تنام ، وارحمني بقدرتك علي يا ارحم الراحمين ، يا علي يا عظيم أنت عالم بحاجتي وعلى قضائها قدير ، وهي لديك يسيرة ، وانا إليك فقير ، فمن بها علي يا كريم ، انك على كل شئ قدير.

ثم تسجد وتقول :

الهي قد علمت حوائجي فصل على محمد وآله واقضها ، وقد أحصيت ذنوبي فصل على محمد وآله واغفرها لي يا كريم.

ثم تقلب خدك الأيمن وتقول :

ان كنت بئس العبد فأنت نعم الرب ، افعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما انا أهله يا ارحم الراحمين.

ثم تقلب خدك الأيسر وتقول :

الهي ان عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك.

وتعود إلى السجود وتقول :

ارحم من أساء واقترف ، واستكان واعترف (١).

الصلاة والدعاء في مصلى أمير المؤمنين عليه‌السلام :

تصلي ركعتين وتقول :

يا من أظهر الجميل وستر القبيح ، يا من لا يؤاخذ بالجريرة

__________________

(١) رواه الشهيد في مزاره : ٢٤٤ ، والسيد في مصباح الزائر : ٤٥ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤١٧.

١٧٢

ولم يهتك الستر والسريرة ، يا عظيم العفو ، يا حسن التجاوز ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، يا صاحب كل نجوى ، يا منتهى كل شكوى ، يا كريم الصفح ، يا عظيم الرجاء ، يا سيدي صل على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله يا كريم (١).

وتقول أيضا :

الهي قد مد إليك الخاطئ المذنب يديه لحسن ظنه بك ، الهي قد جلس المسئ بين يديك فلا تخيبه برحمتك من فضلك ، الهي قد جثا العائد إلي المعاصي بين يديك ، الهي جاءك العبد الخاطئ فزعا مشفقا ، ورفع إليك طرفه حذرا راجيا ، وفاضت عبرته مستغفرا نادما ، الهي فصل على محمد وآل محمد واغفر لي برحمتك يا خير الغافرين (٢).

مناجاة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام :

اللهم إني أسألك الأمان يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ، وأسألك الأمان يوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا.

واسالك الأمان يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام ، وأسألك الأمان يوم لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز

__________________

(١) رواه الشهيد في مزاره : ٢٤٦ ، والسيد في مصباح الزائر : ٤٥ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤١٨.

(٢) رواه الشهيد في مزاره : ٢٤٦ ، والسيد في مصباح الزائر : ٤٥ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤١٨.

١٧٣

عن والده شئ ، ان وعد الله حق ، واسالك الأمان يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ، وأسألك الأمان يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والامر يومئذ لله.

وأسألك الأمان يوم يفر المرء من أخيه ، وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ، لكل امرئ منهم يؤمئذ شأن يغنيه ، وأسألك الأمان يوم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه ، وصاحبته وأخيه ، وفصيلته التي تؤويه ، ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ، كلا انها لظى ، نزاعة للشوى.

مولاي يا مولاي أنت المولى وانا العبد ، وهل يرحم العبد الا المولى ، مولاي يا مولاي أنت المالك وانا المملوك ، وهل يرحم المملوك الا المالك ، مولاي يا مولاي أنت العزيز وانا الذليل ، وهل يرحم الذليل الا العزيز.

مولاي يا مولاي أنت الخالق وانا المخلوق ، وهل يرحم المخلوق الا الخالق ، مولاي يا مولاي أنت العظيم وانا الحقير ، وهل يرحم الحقير الا العظيم ، مولاي يا مولاي أنت القوي وانا الضعيف ، وهل يرحم الضعيف الا القوي.

مولاي يا مولاي أنت الغني وانا الفقير ، وهل يرحم الفقير الا الغني ، مولاي يا مولاي أنت المعطي وانا السائل ، وهل يرحم السائل الا المعطي.

١٧٤

مولاي يا مولاي أنت الحي وانا الميت وهل يرحم الميت الا الحي ، مولاي يا مولاي أنت الباقي وانا الفاني ، وهل يرحم الفاني الا الباقي ، مولاي يا مولاي أنت الدائم وانا الزائل ، وهل يرحم الزائل الا الدائم.

مولاي يا مولاي أنت الرازق وانا المرزوق ، وهل يرحم المرزوق الا الرازق ، مولاي يا مولاي أنت الجواد وانا البخيل ، وهل يرحم البخيل الا الجواد ، مولاي يا مولاي أنت المعافي وانا المبتلى ، وهل يرحم المبتلى الا المعافي.

مولاي يا مولاي أنت الكبير وانا الصغير ، وهل يرحم الصغير الا الكبير ، مولاي يا مولاي أنت الهادي وانا الضال ، وهل يرحم الضال الا الهادي ، مولاي يا مولاي أنت الرحمن (١) وانا المرحوم ، وهل يرحم المرحوم الا الرحمن ، مولاي يا مولاي أنت السلطان وانا الممتحن ، وهل يرحم الممتحن الا السلطان.

مولاي يا مولاي أنت الدليل وانا المتحير ، وهل يرحم المتحير الا الدليل ، مولاي يا مولاي أنت الغفور وانا المذنب ، وهل يرحم المذنب الا الغفور ، مولاي يا مولاي أنت الغالب وانا المغلوب ، وهل يرحم المغلوب الا الغالب ، مولاي يا مولاي أنت الرب وانا المربوب وهل يرحم المربوب الا الرب.

__________________

(١) في بعض المصادر في الموضعين : الراحم.

١٧٥

مولاي يا مولاي أنت المتكبر وانا الخاشع ، وهل يرحم الخاشع الا المتكبر ، مولاي يا مولاي ارحمني برحمتك ، وارض عني بجودك وكرمك ، يا ذا الجود والاحسان ، والطول والامتنان ، برحمتك يا ارحم الراحمين (١).

الصلاة والدعاء على دكة الصادق عليه‌السلام :

تصلي ركعتين وتقول بعدهما :

يا صانع كل مصنوع ، ويا جابر كل كسير ، يا حاضر كل ملا ، يا شاهد كل نجوى ، يا عالم كل خفية ، يا شاهدا غير غائب ، ويا غالبا غير مغلوب ، ويا قريبا غير بعيد ، ويا مؤنس كل وحيد ، ويا حي حين لا حي غيره ، يا محيي الموتى ومميت الاحياء ، القائم على كل نفس بما كسبت ، صل على محمد وآل محمد.

وادع بما أحببت (٢).

الصلاة على دكة القضاء :

تصلي ركعتين وتقول :

__________________

(١) عنه وعن مزار الشهيد : ٢٤٨ ، البحار ١٠٠ : ٤١٩.

أورده الكفعمي في البلد الأمين : ٣١٩ ، عنه البحار ٩٤ : ١٠٩.

(٢) رواه الشهيد في مزاره : ٢٥١ ، والسيد في مصباح الزائر : ٥١ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤٢٤.

١٧٦

يا مالكي ومملكي ومعتمدي بالنعم الجسام بغير استحقاق وجهي خاضع لما تعلوه الاقدام (١) لجلال وجهك الكريم ، لا تجعل هذه الضغطة الشديدة ، ولا هذه المحنة متصلة باستيصال الشافة (٢) ، وامنحني من فضلك ما لم تمنح به أحدا من غير مسألة.

انك القديم الأول الذي لم يزل ولا يزال ، وصل على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله (٣).

زيارة مسلم بن عقيل رضوان الله عليه :

تقف على بابه وتقول :

سلام الله وسلام ملائكته المقربين وأنبيائه المرسلين وعباده الصالحين وجميع الشهداء والصديقين ، والزاكيات الطيبات فيما تغتدي وتروح عليك يا مسلم بن عقيل.

اشهد لك بالتسليم والتصديق والوفاء والنصيحة لخلف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المرسل ، والسبط المنتجب ، والدليل العالم ، والوصي المبلغ ، والمظلوم المهتضم.

__________________

(١) اي اسجد بوجهي الذي هو أشرف أعضائي على التراب الذي هو أذل الأشياء ، ويوطأ عليه بالاقدام ، خضوعا لجلال وجهك الكريم.

(٢) الشافة : قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوي فتذهب وإذا قطعت مات صاحبها ، استأصل الله شافته اي أذهبه كا تذهب تلك القرحة ، أو معناه ازاله من أصله.

(٣) رواه الشهيد في مزاره : ٢٥٢ ، والسيد في مصباح الزائر : ٤٠ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤١١.

١٧٧

فجزاك الله عن رسوله وعن أمير المؤمنين وعن الحسن والحسين أفضل الجزاء ، بما صبرت واحتسبت وأعنت ، فنعم عقبى الدار ، لعن الله من خذلك وغشك.

اشهد انك قتلت مظلوما وان الله منجز لكم ما وعدكم ، جئتك يا عبد الله وافدا إليكم ، وقلبي لكم مسلم وانا لكم تابع ، ونصرتي لك معدة ، حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين ، فمعكم معكم لا مع عدوكم ، اني بكم وبآبائكم من المؤمنين ، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين ، قتل الله أمة قتلكم بالأيدي والألسن.

ثم ادخل وانكب على القبر وقل :

السلام عليك أيها العبد الصالح ، المطيع لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وللحسن والحسين صلى الله عليهم وسلم ، السلام عليك ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، وعلى روحك وبدنك.

اشهد واشهد الله انك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله ، المناصحون في جهاد أعدائه ، المبالغون في نصرة أوليائه ، الذابون عن أحبائه ، فجزاك الله أفضل الجزاء ، وأوفر جزاء أحد ممن وفى ببيعته ، واستجاب له دعوته ، وأطاع ولاة امره.

اشهد انك قد بالغت في النصيحة ، وأعطيت غاية المجهود ، فبعثك الله في الشهداء ، وجعل روحك مع أرواح السعداء ، وأعطاك من جنانه أفسحها منزلا ، وأفضلها غرفا ، ورفع ذكرك في العليين ، وحشرك

١٧٨

مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

اشهد انك لم تهن ولم تنكل ، وانك مضيت على بصيرة من امرك ، مقتديا بالصالحين ، ومتبعا للنبيين ، فجمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه في منازل المخبتين ، فإنه ارحم الراحمين.

ثم انحرف إلى عند الرأس ، فصل ركعتين وصل بعدها ما بدا لك ، وسبح وادع بما أحببت ، وقل :

اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تدع لي ذنبا الا غفرته ، ولاهما الا فرجته ، ولا مرضا الا شفيته ، ولا عيبا الا سترته ، ولا شملا الا جمعته ، ولا غائبا الا حفظته وأديته ، ولا عريا الا كسوته ، ولا رزقا الا بسطته ، ولا خوفا الا آمنته ، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة لك فيها رضى ولي فيها صلاح الا قضيتها ، يا ارحم الراحمين.

فإذا أردت وداعه رضي‌الله‌عنه تقف عليه كوقوفك الأول وقل :

استودعك الله واسترعيك (١) واقرأ عليك السلام ، آمنا بالله وبرسوله وبكتابه وبما جاء به من عند الله ، اللهم اكتبنا مع الشاهدين ، اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي قبر ابن عم نبيك صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وارزقني زيارته ما أبقيتني ، واحشرني معه ومع آبائه في الجنان ، وعرف بيني وبينه وبين رسولك وأوليائك.

اللهم صل على محمد وآل محمد وتوفني على الايمان بك ،

__________________

(١) استرعاه إياه : استحفظه ذكره.

١٧٩

والتصديق برسولك والولاية لعلي بن أبي طالب والأئمة عليهم‌السلام.

وادع لنفسك ولوالديك وللمؤمنين والمؤمنات ، وأكثر من الدعاء ما شئت ، واخرج في دعة الله (١).

زيارة هاني بن عروة رضي‌الله‌عنه

تقف على قبره ، وتسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

سلام الله العظيم وصلواته عليك يا هاني بن عروة ، السلام عليك أيها العبد الصالح ، الناصح لله ولرسوله ولأمير المؤمنين وللحسن والحسين ، اشهد انك قتلت مظلوما ، فلعن الله من قتلك واستحل دمك ، وحشى الله قبورهم نارا.

اشهد انك لقيت الله وهو عنك راض بما فعلت ، ونصحت لله ولرسوله ، وبلغت درجة الشهداء ، وجعل روحك مع أرواح السعداء بما نصحت لله ولرسوله مجتهدا ، وبذلت نفسك في ذات الله ومرضاته ، فرحمك الله ورضي عنك ، وحشرك مع محمد وآله الطاهرين ، وجمعنا وإياك معهم في دار النعيم ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

ثم صل عنده ما بدا لك ، وادع لنفسك بما شئت ، وقبله وانصرف (٢).

__________________

(١) رواه الشهيد في مزاره : ٢٧٨ ، والسيد في مصباح الزائر : ٥١ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤٢٨.

(٢) رواه الشهيد في مزاره : ٢٨٢ ، والسيد في مصباح الزائر : ٥٤ ، عنهما البحار ١٠٠ : ٤٢٩.

١٨٠