المزار الكبير

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي

المزار الكبير

المؤلف:

الشيخ أبو عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: نشر القيوم
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
ISBN: 964-92002-0-7
الصفحات: ٧٠٤

٢ ـ كان مسلكنا في التصحيح ، هو اننا اعتمدنا على النسخة المخطوطة وقابلناه مع كامل الزيارات والبحار وسائر كتب المزار والأدعية ، لاحتمال وجود السقط والتحريف في النسخة المخطوطة وأثبتنا ما كان الأصح من أسماء الرجال وغيره مع التذكر في الهامش وذكرنا في الهامش ـ تسهيلا للباحثين ـ أيضا سائر مصادر الأحاديث والأدعية والزيارات والكتب التي نقلوها.

٣ ـ زدنا في الحواشي بيانات موجزة في تفسير بعض الكلمات أو اللغات وما يرتبط بأسماء الرجال وغيره ، وجعلنا في خاتمة الكتاب فهرسا عاما للطالبين.

٤ ـ ذكر المؤلف في هذا الكتاب زيارات النبي والأئمة عليهم‌السلام وأمورا اخر مرتبطة بها بلا تبويب ، ونحن ذكرناها مع التبويب ليسهل المراجعة إليها لمن أرادها.

يوم شهادة ثاني سيدي شباب أهل الجنة وثالث

الأئمة ، مولانا أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما‌السلام

جواد القيومي الأصفهاني

٨ /٣ / ١٣٧٥

٢١

٢٢

٢٣

٢٤

مقدمة المؤلف

٢٥
٢٦

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القديم احسانه ، الظاهر امتنانه ، العالي سلطانه ، النير برهانه ، الرفيع شأنه ، الذي أنقذنا من الهلكات ، ونزهنا عن الشبهات ، وألهمنا الصالحات ، وأيدنا ان جعلنا من اتباع خير البريات ، ومن انتجبه من صفوة الرسالات ، محمد بن عبد الله ، المؤيد بالمعجزات ، وكاشف الغمرات ، والمنجي من الكربات ، صلى الله عليه وعلى آله ، الداعين إلى الصلوات ، والامرين بايتاء الزكوات ، والمنبهي شيعتهم على فعل الخيرات ، ما دامت الأرضون والسماوات.

اما بعد ، فاني قد جمعت في كتابي هذا من فنون الزيارات للمشاهد المشرفات ، وما ورد في الترغيب في المساجد المباركات والأدعية المختارات ، وما يدعى به عقيب الصلوات ، وما يناجي به القديم تعالى من لذيذ الدعوات في الخلوات ، وما يلجأ إليه من الأدعية عند المهمات ، مما اتصلت به من ثقات الرواة إلى السادات.

وحثني على ذلك أيضا ما التمسته مني الحضرة السامية القضوية المجدية ، أبي القاسم هبة الله بن سلمان ، ضاعف الله مجدها وبلغها أمنيتها ورشدها ، وكبت حاسدها وضدها.

٢٧

فأول ما بدأت به ما ورد من الترغيب في زيارة النبي والأئمة عليهم‌السلام و ما لزائرهم من الثواب ، ثم أذكر ما يقال عند العزم على الخروج إلى زيارتهم عليهم‌السلام ثم اتبع ذلك بزيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ هو المقدم في الفضل ، وأرجو ان يوفق الله تعالى لذلك ، وان يأتي غرض ملتمسها ، ويسهله بمنه ولطفه ، فما المستعان به الا فضله ، ولا المرجو الا طوله ، وهو يسمع ويجيب إن شاء الله تعالى.

٢٨

القسم الأول

فيما جاء في فضل زيارتهم عليهم‌السلام

٢٩

٣٠

باب ما جاء في زيارة النبي والأئمة صلى الله عليهم

وما لزائرهم من الثواب

١ ـ اخبرني الشيخان الجليلان العالمان أبو محمد عبد الله بن جعفر الدوريستي وأبو الفضل شاذان بن جبرئيل رضي‌الله‌عنهما ، قالا : حدثنا الشيخ الصدوق ، عن جده ، عن أبيه ، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه رضي‌الله‌عنه ، قال : اخبرني أبي رحمه‌الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، قال : حدثني عثمان بن عيسى ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : قال الحسن بن علي عليهما‌السلام لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا أبه ما جزاء من زارك ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : من زارني أو زار أباك أو زارك أو زار أخاك كان حقا علي ان أزوره يوم القيامة حتى أخلصه من ذنوبه (١).

٢ ـ وبالاسناد قال : حدثني حمزة بن محمد العلوي رحمه‌الله ، [ قال : حدثني أحمد بن محمد الهمداني قال : حدثني علي بن حمدون الرواسي ] (٢) قال : حدثنا محمد بن الحسين القواريري قرابة يعلي بن عبيد قال :

__________________

(١) رواه الصدوق في أماليه : ٥٧ ، ثواب الأعمال : ١٠٧ بالاسناد ، عنهما البحار ١٠٠ : ١٤١.

(٢) زيادة من المصادر ، لعدم وجود رواية حمزة بن محمد بن محمد بن الحسين القواريري.

٣١

حدثنا جعفر بن أمير البغوي (١) ، قال : حدثنا عثمان بن عيسى الرواسي ، عن العلاء بن المسيب ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين بن علي عليهم‌السلام ، قال : قال الحسن بن علي عليهما‌السلام يا أبتا ما لمن زارنا ، قال : يا بني من زارني حيا وميتا ، ومن زار أباك حيا وميتا ، ومن زارك حيا وميتا ، ومن زار أخاك حيا وميتا ، كان حقيقا علي ان أزوره يوم القيامة وأخلصه من ذنوبه وادخله الجنة (٢).

٣ ـ وبالاسناد قال : حدثني أبي رحمه‌الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن حسن بن علي الوشاء ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : ما لمن زار قبر أحد من الأئمة عليهم‌السلام ، قال : له مثل ما لمن اتى قبر أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قلت : وما لمن زار قبر أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : الجنة والله (٣).

٤ ـ وبالاسناد عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رضي الله عنه ، عن محمد بن الحسن الصفار (٤) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن

__________________

(١) كذا ، وفي ثواب الأعمال : جعفر بن امين الثغري ، وفي الوسائل : جعفر بن امين الشعيري ، و الرجل غير مذكور في كتب الرجال.

(٢) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١٠٨ مع اختلاف ، وفيه : ( الحسين بن علي عليهما‌السلام ) ، عنه البحار ١٠٠ : ١٤١ ، الوسائل ١٤ : ٣٢٧.

أقول : هذه الرواية مع اختلاف مذكورة في الكافي ٤ : ٥٤٨ ، التهذيب ٦ : ٤ ، كامل الزيارات : ٣٩ ، الفقيه ٢ : ٣٤٥ ، علل الشرايع : ٤٦٠.

(٣) عنه البحار ١٠٠ : ١٢٤ ، روى صدره الصدوق في ثواب الأعمال : ١٢٣ ، عنه البحار ١٠٢ : ٣٩.

(٤) كذا ، وفي المصادر : سعد بن عبد الله ، وما هو المذكور في المتن لا يصح ، لأنه لا يمكن رواية

٣٢

الحسن بن محبوب ، عن ابان السدوسي (١) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اتاني زائرا كنت شفيعه يوم القيامة (٢).

٥ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن محمد بن بندار ، عن علي بن إسحاق بن إبراهيم بن إسحاق ، عن محمد بن سليمان الديلمي ، عن أبي يحيى الأسلمي (٣) ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من اتى مكة حاجا ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة ، ومن اتاني زائرا وجبت له شفاعتي ، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة (٤).

٦ ـ وبالاسناد قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله (٥) القرشي ، عن

__________________

جعفر بن قولويه المتوفى سنة ٣٢٩ عن الصفار المتوفى سنة ٢٩٠ ، والمعهود من رواياته انه روى عن الصفار بواسطة أبيه ، راجع معجم رجال الحديث ٤ : ١٠٧ ، ١٥ : ٢٤٩.

(١) كذا ، وفي سائر المصادر : ابان عن السدوسي ، وليس في أصحابنا رجل باسم ابان السدوسي ، و الظاهر أنه أبان بن عثمان الأحمر البجلي ، الذي عده الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق عليه‌السلام ، وهو من الستة الذين أجمعت العصابة على تصديقهم.

(٢) رواه ابن قولويه في الكامل : ٤١ ، عنه البحار ١٠٠ : ١٤٢.

ذكره في الكافي ٤ : ٥٤٨ ، قرب الإسناد : ٦٥ ، المقنعة : ٧٢ ، التهذيب ٦ : ٣ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١٣٩ الوسائل ٤ : ٥٤٨.

(٣) كذا في النسخ ، وفي الكافي والمزار للمفيد والتهذيب : أبي حجر الأسلمي ، وفي العلل : إبراهيم بن أبي حجر الأسلمي.

والظاهر أنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو إسحاق مولى أسلم ، الذي عده الشيخ في رجاله : ١٥٦ ، الرقم : ١٧٢٠ ، من أصحاب الصادق عليه‌السلام.

(٤) الكافي ٤ : ٥٤٨ ، أورده في كامل الزيارات : ٤٤ ، علل الشرايع : ٤٦٠ ، الفقيه ٢ : ٣٣٨ ، التهذيب ٦ : ٤ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١٤٠ ، الوسائل ١٤ : ٣٣٤.

(٥) في الأصل : عامر ، ما أثبتناه هو الصحيح ، قال آغا بزرك الطهراني في كتابه : اعلام القرن الرابع : ٥

٣٣

محمد بن محمد بن الأشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه ، [ عن أبيه ] (١) ، عن جده جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي [ بن الحسين ] (٢) عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إلي في حياتي ، فإن لم تستطيعوا فابعثوا بالسلام ، فإنه يبلغني (٣).

٧ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب الكليني رحمه‌الله ، عن عدة من أصحابه ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسين (٤) ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن زيد الشحام قال : قلت لأبي عبد الله جعفر ابن محمد عليهما‌السلام : ما لمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كمن زار الله فوق عرشه (٥).

٨ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن سلمة

__________________

( إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي ، الراوي عن محمد بن محمد الأشعث الكوفي ـ الخ ) ، راجع معجم رجال الحديث ١ : ٢٨٥.

(١) زيادة من المصادر.

(٢) من المصادر.

(٣) رواه في الكامل : ٤٦ ، المزار للمفيد : ١٤٦ ، المقنعة : ٧١ ، التهذيب ٦ : ٣ ، جامع الأخبار : ٢٣ ، المصباح للكفعمي : ٤٧٤ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١٤٣ ، الوسائل ١٤ : ٣٣٧.

(٤) في الأصل : محمد بن الحسن ، ما أثبتناه هو الصحيح ، لأنه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الذي عده الشيخ في رجاله الأرقام : ٥٦١٥ ، ٥٧٧١ ، ٥٨٩٢ ، من أصحاب الجواد والهادي والعسكري. عليهم‌السلام

(٥) الكافي ٤ : ٤٨٥ ، عنه الوسائل ١٤ : ٣٣٥.

رواه في المقنعة : ٧١ ، كامل الزيارات : ٤٧ ، التهذيب ٦ : ٤ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١٤٤.

٣٤

ابن الخطاب ، عن علي بن سيف بن عميرة ، عن طفيل (١) بن مالك النخعي ، عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن صفوان بن سليمان ، عن أبيه ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة (٢).

٩ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن إسماعيل ، عن الخيبري ، عن يزيد بن عبد الملك (٣) ، عن أبيه ، عن جده قال : دخلت على فاطمة عليها‌السلام فبدأتني بالسلام ، ثم قال : ما غدا بك ، قال : قلت : طلب البركة ، فقالت : اخبرني أبي وهو ذا ، هو انه من سلم عليه وعلي ثلاثة أيام أوجب الله له الجنة ، قال : فقلت لها : في حياته وحياتك ، فقالت : نعم و بعد موتنا (٤)

١٠ ـ وبالاسناد عن سعد بن أبي خلف (٥) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن ابن راشد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : بينا الحسن بن علي عليهما‌السلام في حجر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذ رفع رأسه فقال : يا أبه ما لمن

__________________

(١) عنونه في الكامل : الفضل ، وهو مصحف ، لأنه الطفيل بن مالك بن مقداد النخعي ، الذي عده الشيخ في رجاله ، الرقم : ٣٠٨٢ من أصحاب الصادق عليه‌السلام.

(٢) ذكره في التهذيب ٦ : ٣ ، ولم نجده في الكافي ، عنه الوسائل ١٤ : ٣٤٤ ، أورده في الكامل : ٤٥ ، المزار للمفيد : ١٤٩ مع اختلاف ، عنه البحار ١٠٠ : ١٤٣.

(٣) في الأصل : محمد بن إسماعيل ، عن الحسين بن عبد الملك ، عن يزيد ، والصحيح ما أثبتناه ، لأنه يزيد بن عبد الملك النوفلي ، الذي عده الشيخ في رجاله الرقم : ١٦٥٤ من أصحاب الباقر عليه‌السلام.

(٤) رواه في التهذيب ٦ : ٩ ، عنه البحار ١٠٠ : ١٩٤ ، الوسائل ١٤ : ٣٦٧.

(٥) هو سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري.

٣٥

زارك بعد موتك ، فقال : من اتاني زائرا بعد موتي فله الجنة ، ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة (١).

١١ ـ وبالاسناد عن محمد بن يحيى العطار ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن عبد الله بن محمد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن يونس ، عن أبي وهب القصري (٢) ، قال : دخلت المدينة فاتيت أبا عبد الله عليه‌السلام فقلت : جعلت فداك اتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : بئس ما صنعت لولا انك من شيعتنا ما نظرت إليك ، الا تزور من يزوره الله مع الملائكة وتزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون ، قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك ، قال : فاعلم أن أمير المؤمنين أفضل عند الله من الأئمة كلهم وله ثواب أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضلوا (٣)

١٢ ـ وبالاسناد عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل ابن عمر الجعفي قال : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فقلت له : اني اشتاق إلى الغري ، قال : وما يشوقك إليه ، فقلت : اني أحب ان أزور أمير المؤمنين عليه‌السلام

__________________

(١) رواه في الكامل : ٣٩ ، التهذيب ٦ : ٢٠ ، عنهما الوسائل ١٤ : ٣٢٩ ، وفيهم : ( الحسين بن علي عليهما‌السلام ).

(٢) في الأصل : يونس بن أبي وهب القصري ، ما أثبتناه هو الأصح ، لأن الظاهر أنه يونس بن عبد الرحمان ، ويؤيده وجوده في سائر المصادر وكثرة روايته عن منيع بن الحجاج ، وعدم وجود رجل باسم يونس بن أبي وهب القصري.

(٣) رواه في الكافي ٤ : ٥٧٩ ، الكامل : ٨٩ ، المقنعة : ٧١ ، التهذيب ٦ : ٢٠ ، عنهم البحار ١٠٠ : ٢٥٧الوسائل ١٤ : ٣٧٦.

٣٦

فقال لي : هل تعرف فضل زيارته ، قلت : لا يا بن رسول الله فتعرفني ذلك ، قال : إذا زرت أمير المؤمنين فاعلم انك زائر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقلت : ان آدم عليه‌السلام هبط بسرنديب (١) في مطلع الشمس وزعموا أن عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عظامه بالكوفة ، قال :

ان الله عزوجل أوحى إلى نوح عليه‌السلام وهو بالسفينة ان يطوف بالبيت أسبوعا فطاف بالبيت كما أوحى إليه ، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليه‌السلام فحمله في جوف السفينة حتى طاف ما شاء الله ان يطوفه ، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسطها ، ففيها قال الله عزوجل للأرض : ( ابلعي ماءك ) (٢) ، فبلعت ماءها في مسجد الكوفة كما بدأ الماء منه ، وتفرق الجمع الذي كان مع نوح في السفينة فاخذ نوح التابوت فدفنه في الغري

وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا ، واتخذ عليه إبراهيم خليلا ، واتخذ عليه محمدا حبيبا ، وجعله للنبيين مسكنا ، والله ما سكن فيه بعد آباءه الطيبين آدم ونوح أكرم من أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣) ، فإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فإنك زائر آباء الأولين ومحمد

__________________

(١) سرنديب : جزيرة في بحر الهند ، معجم البلدان ٣ : ٢١٥.

(٢) هود : ٤٤.

(٣) بعد آبائه : اي بعد زمان دفن أبويه ، فلا ينافي كونه عليه‌السلام أفضل منهما ، واخبارنا مستفيضة في أن أئمتنا عليهم‌السلام أفضل من غير نبينا من الأنبياء ـ البحار.

٣٧

خاتم النبيين وعليا سيد الوصيين ، وان زائره يفتح له أبواب السماء ، فلا تكن على الخير نواما (١).

١٣ ـ وبالاسناد عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار ، قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام يقول : اتى اعرابي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله ان منزلي ناء عن منزلك واني أشتاقك وأشتاق إلى زيارتك وأقدم فلا أجدك ، وأجد علي بن أبي طالب فيؤنسني بحديثه ومواعظه ، وارجع وانا متأسف على رؤيتك ، فقال عليه‌السلام : من زار عليا فقد زارني ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، أبلغ قومك هذا عني ، ومن اتاه زائرا فقد اتاني ، وانا المجازي له يوم القيامة وجبرئيل وصالح المؤمنين (٢).

١٤ ـ وبالاسناد عن محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين (٣) ، عن محمد بن إسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن زيد الشحام ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما لمن زار أحدا منكم ، قال : يكون كمن زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

__________________

(١) رواه في الكامل : ٨٩ ، التهذيب ٦ : ٢٢ ، مصباح الزائر : ٤١ ، فرحة الغري : ٢٩ ، عنهم البحار ١٠٠ : ٢٥٨ ، الوسائل ١٤ : ٣٨٤.

(٢) عنه البحار ١٠٠ : ٢٦٢.

(٣) في الأصل : محمد بن الحسن ، ما أثبتناه هو الأصح راجع معجم الرجال ١٥ : ١٠٢

(٤) رواه في الكافي ٤ : ٥٧٩ ، علل الشرايع : ٥ ٦٠ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٦٢ ، كامل الزيارات : ٢٨٣ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١١٩.

٣٨

١٥ ـ وفي رواية الوشاء ، عن الرضا علي بن موسى عليهما‌السلام قال : سمعته يقول : ان لكل امام عهدا في أعناق [ أوليائه و ] (١) شيعته ، وان من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا بما رغبوا فيه كانت أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة (٢).

١٦ ـ وبالاسناد عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، قال : أخبرنا أحمد بن يوسف ، قال : حدثنا هارون بن مسلم ، قال : حدثني أبو عبد الله الحراني ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسين بن علي عليهما‌السلام ، قال : من اتاه وزاره وصلى عنده ركعتين كتب الله له حجة مبرورة ، و ان صلى عنده أربع ركعات كتب الله له حجة وعمرة ، قلت : جعلت فداك و كذلك لكل من زار إماما مفروضا طاعته ، قال : وكذلك لكل من زار إماما مفروضا طاعته (٣).

١٧ ـ وبالاسناد عن عبد الله بن سنان ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : ما لمن زار أباك ، قال : الجنة ، فزره (٤).

__________________

(١) من المصادر.

(٢) رواه في الكافي ٤ : ٥٦٧ ، الفقيه ٢ : ٣٤٥ ، العيون ٢ : ٢٦١ ، العلل : ٥٩٤ ، المقنعة : ٧٥ ، التهذيب ٦ : ٧٨و ٩٣ ، عنهم البحار ١٠٠ : ١١٦ ، الوسائل ١٤ : ٣٢٢.

(٣) رواه في الكامل : ٤٣٤ ، التهذيب ٦ : ٧٩ ، عنهما البحار ١٠٠ : ١٢٠ ، الوسائل ١٤ : ٣٣٠ ، ٥٢٠.

(٤) رواه في التهذيب ٦ : ٨٢ ، عنه الوسائل ١٤ : ٥٤٥ ، ذكره في البحار ١٠٢ : ١ عن مناقب آل أبي طالب.

٣٩

١٨ ـ وفي رواية الحسين بن يسار (١) قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام : ما لمن زار قبر أبيك ، قال : زره ، قلت : فأي شئ فيه من الفضل ، قال : فقال : فيه من الفضل كفضل من زار والده ـ يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ ، قال : قلت : جعلت فداك فان خفت ولم يمكني ان ادخل داخلا ، قال : فسلم من وراء الحائر (٢).

١٩ ـ وفي رواية زكريا بن آدم القمي عن الرضا عليه‌السلام قال : ان الله تعالى نجى بغداد بمكان قبر أبي الحسن موسى عليه‌السلام (٣).

٢٠ ـ وبالاسناد عن علي بن إبراهيم الجعفري ، عن حمدان بن إسحاق النيسابوري ، قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك ما لمن زار قبر أبيك بطوس ، فقال : من زار قبر أبي بطوس غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (٤).

٢١ ـ وفي رواية إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال : قال الرضا عليه‌السلام من زارني على بعد داري وشطون (٥) مزاري اتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها ، إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، وعند الصراط ،

__________________

(١) في التهذيب : الحسين بن بشار ، وكلاهما واحد ، راجع معجم الرجال ٥ : ٢٠٢

(٢) رواه في الكامل : ٤٩٨ ، المقنعة : ٧٣ ، التهذيب ٦ : ٨٢ ، عنه الوسائل ٤ : ١٠٢ ، ١٤ : ٥٤٩

(٣) رواه ابن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٤٤٢ ، عنه البحار ١٠٢ : ٢ ، أورده الشيخ في التهذيب ٦ : ٨٢ ، و فيه : ( قبور الحسينيين ) ، عنه البحار ١٤ : ٥٤٦.

(٤) رواه في الكافي ٤ : ٥٨٥ ، الكامل : ٥٠٥ ، عنهما البحار ١٠٢ : ٤٠ ، الوسائل ١٤ : ٥٥٠.

(٥) شطن عنه : بعد ، وبئر شطون بعيدة القعر.

٤٠