القلائد الجوهريّة في تاريخ الصالحيّة

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

القلائد الجوهريّة في تاريخ الصالحيّة

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: محمّد أحمد دهمان
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مطبوعات مجمع اللغة العربيّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٧٥٦

والتعبد ، فقيل له في ذلك فقال : اردت بهذا الشعار ان اكون مسخرة الفقراء. وعلى الجملة فكانوا اشكالا عجيبة ، حتى انهم حاكوهم في الخيال ونظم فيهم الاديب السراج ، ثم ذكر نظمه الى آخره.

وقال في ذيل العبر في سنة ست وسبعمائة قدم من الشرق الشيخ براق العجمي في جمع نحو المائة وفي رؤوسهم قرون من لبابيد ولحاهم دون الشوارب محلقة وعليهم اجراس ودخلوا في هيئة يجرون [بشهامة](١) فنزلوا بالمنيبع ثم زاروا القدس وشيخهم من ابناء الاربعين فيه اقدام وقوة نفس وكان يدق له نوبة ونفّذ اليه الكبار غنما ودراهم انتهى.

* * *

[التربة الشهابية]

ومنها التربة الشهابية بالصالحية قال تقي الدين ابن قاضي شهبة في ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثمانمائة : وممن توفي فيه بدر الدين ابن غانم الموقع وناظر التربة الشهابية بالصالحية توفي ليلة الاربعاء حادي عشر وكان مسرفا على نفسه ذميم السيرة عن نحو ستين سنة سامحه الله تعالى انتهى (٢).

__________________

(١) زيادة من تنبيه الطالب المونيخية.

(٢) في الاصل على هامش التربة البهائية بغير خط المؤلف ما يلي : الصحيح انها المعروفة بالشهابية نسبة الى الشهاب محمود ، وفي مختصر تنبيه الطالب للعلموي : التربة الشهابية بالصالحية لم اقف على ترجمة صاحبها وعلق عليها (ص ١٩٨) ما يلي : في بعض النسخ حاشية فيها : سبحان الله عجبي من هذا الرجل كيف يقول لم اقف على ترجمة صاحبها والحال انها تربة الشهاب محمود. وقد سبق ذكرها وسماها البهائية قرب اليغمورية أه بخط اكمل بن مفلح.

القلائد الجوهرية م ـ ٢١

٣٢١

[التربة السودونية]

ومنها التربة السودونية تحت كهف جبريل بالسفح أنشأها سودون النوروزي ، وكان اسمه بين الامراء سودون المغربي لبخله وسوء خلقه ، وكان حاجب الحجاب وامير التركمان بدمشق وهو من بقية [جماعة] الظالم الغاشم نوروز الحافظي مات سنة ثمان واربعين وثمانمائة ، ودفن بتربته هذه واستقر بعده في الحجوبية وامرة التركمان الأمير جاني بك الناصري ، دوادار برسباي الحاجب الكبير كان بدمشق.

* * *

[التربة الصارمية]

ومنها التربة الصارمية (١) البرغشية العادلية غربي الجامع المظفري ، قال ابن كثير في سنة ثمان وستمائة صارم الدين برغش العادلي نائب القلعة بدمشق في صفر ، ودفن بتربته غربي الجامع المظفري. وهو

__________________

يقول محقق هذا الكتاب «القلائد الجوهرية» : ان الاستقراء يدل على ان الشهابية غير البهائية ولا يزال زقاق قبلي قبر عرودك يدعى بزقاق الشهابية حتى اليوم وفي منتصف هذا الطريق دار فيها بعض قبور بقيت الى وقت قريب تزار وينذر لها تدعى بالشهابية بينما يقول ابن طولون : ان البهائية قرب اليغمورية التي بالسكة. وقد اثبتنا في مخطط الصالحية زقاق الشهابية ومكان البهائية تحت رقم «٨٨» باسم تربة مجهولة.

(١) أطنب ابن كنان في وصفها فقال : معظمة حسنة البناء وبها مدفن واقفها ، وبها مسجد صغير مكلس بديع الكلس ، واكثر احجارها من المزي والرخام الاصفر والزخرفة التي لا يرى احسن منها. «المروج السندسية ص ٤٤».

واقول انها اصبحت الآن دارا ولا يزال قبر صارم الدين داخلها وهو افخم واجمل قبر حجري في دمشق ، بل قد يكون الوحيد من نوعه في جميع البلدان العربية والى جانبه عدة قبور جميلة جدا دونه في الفخامة والجمال. وهو غير مسجل في سجل الآثار وقد اثبت موضعه في مخطط الصالحية.

٣٢٢

الذي نفى الحافظ عبد الغني المقدسي الى مصر وبين يديه كان عقد المجلس ، وكان من جملة من قام عليه القاضي ابن الزكي والخطيب الدولعي ، وقد توفوا اربعتهم وغيرهم ممن قام عليه ، اجتمعوا عند ربهم الحكم العدل سبحانه انتهى.

* * *

[التربة العزية الحلبية]

ومنها التربة والمسجد الحلبيين بسفح قاسيون (١) ، قال الصلاح الصفدي : عبد العزيز بن منصور بن محمد بن محمد بن وداعة الصاحب عز الدين الحلبي ولي خطابة جبلة في اول امره ، وولي للملك الناصر شد الدواوين بدمشق ، وكان يعتمد عليه ، وكان يظهر النسك والدين ويقتصد في ملبسه واموره. فلما تسلطن الظاهر ولاه وزارة الشام ، ولما ولي النجيبي نيابة السلطنة حصل بينه وبين ابن وداعة وحشة لان النجيبي كان سنيا وكتب ابن وداعة الى السلطان يطلب منه مشدا تركيا فظن انه يكون لحكمه ويستريح (٢) من النجيبي فرتب السلطان الامير عز الدين كشتغدي الشقيري فوقع بينهما [وحشة] وكان يهينه ثم كاتب فيه في المرسوم (٣) بمصادرته فصودر واخذ خطه بجملة كثيرة وعصره

__________________

(١) مجهولة.

(٢) هنا آخر [ص ٩٩] وما بعدها مخروم من الاصل ، وقد تممنا ما نقص بعد ذلك من كتاب «تنبيه الطالب للنعيمي» النسخة المونيخية.

(٣) كذا في تنبيه الطالب المونيخية ، وفي شذرات الذهب (٥ / ٣٢٣) فحصل بينهما وحشة وكان النجيبي يكرهه لتشيعه ، وكان النجيبي مغاليا في السنة وعند عز الدين تشيع فكتب عز الدين الى الظاهر ان الاموال تنكسر وتحتاج الشام الى مشد تركي شديد المهابة تكون امور الولايات واموالها راجعة اليه لا يعارض. وقصد بذلك رفع يد النائب فجهز الظاهر علاء الدين كشتغدي الشقيري فلم يلبث ان وقع بينهما لان الشقيري كان يهينه غاية الهوان فاذا اشتكى الى النائب لا يشكيه ويقول :

٣٢٣

وعلقه وحريمه في قاعة الشد وباع موجوده واملاكه التي وقفها وحل عنها ثم طلب الى مصر فتوجه ومرض في الطريق ودخل مثقلا فمات بالقاهرة سنة ست وستين وستمائة. وله مسجد وتربة بقاسيون وله وقف وبر انتهى.

* * *

[التربة العمادية]

ومنها التربة العمادية شمالي تربة شركس بقاسيون (١) قال الصلاح الصفدي في ترجمة ابي بكر بن الداية : واتفق موته وموت العمادي (٢) بدمشق فحزن عليهما نور الدين الشهيد ، وقال : قص جناحي واعطى أولاد العمادي بعلبك ، وكانت وفاة ابن الداية سنة خمس وستين وخمسمائة. وللعمادي المذكور بقاسيون تربة مشهورة شمالي تربة شركس وهي اول تربة بنيت بالجبل واسمه مكتوب على بابها انتهى ملخصا. وقد قاله الذهبي ، وتبعه الاسدي في السنة المذكورة.

وقال ابو شامة في الروضتين : اولاد الداية خمسة : سابق الدين عثمان ، وشمس الدين علي ، وبدر الدين حسن ، وبهاء الدين عمر ، ومجد الدين محمد وهو الاكبر وكان رضيع نور الدين ، وقد تربى معه ولزمه وتبعه ، وقد ذكر كل واحد وما جرى له فيها.

__________________

انت طلبت مشدا تركيا. فكتب الشقيري الى الظاهر في حقه فورد الجواب بمصادرته. فاخذ خطه بجملة يقصر عنها ماله وضربه وعصره وعلقه فكان كالباحث عن حتفه بظلفه.

(١) راجع موضعها في مخطط الصالحية ، وهي في حالة سيئة مع اعتبار انها اول بناء في جبل الصالحية.

(٢) احد امراء نور الدين وصاحب بعلبك وتدمر (الروضتين ١ / ١٨٠).

٣٢٤

[التربة العزية البدرانية]

ومنها التربة العزية البدرانية الحمزية (١) بالصالحية عند جامع الافرم ، انشأها حمزة بن موسى بن احمد بن الحسين بن بدران الشيخ الامام العلامة عز الدين ابو يعلى المعروف بابن شيخ السلامية ، وسمع من الحجار ، وتفقه على جماعة ودرس بالحنبلية.

[مكتبة]

قال الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة : ووقف درسا بتربته بالصالحية وكتبا وعين لذلك الشيخ زين الدين بن رجب توفي ليلة الاحد حادي عشرين ذي الحجة سنة تسع وستين وسبعمائة ودفن عند والده وجده عند جامع الافرم بتربته.

* * *

[التربة العادلية]

ومنها التربة العادلية غربي دار الحديث الناصرية (٢) البرانية بسفح قاسيون. قال الذهبي في ذيل العبر في سنة اثنتين وسبعمائة : ومات متولي حماة الملك العادل زين الدين كتبغا المغلي المنصوري ونقل فدفن بتربته بسفح قاسيون مات يوم الجمعة يوم الاضحى وكان في آخر الكهولة اسمر قصيرا رقيق الصوت شجاعا قصير العنق منطوي على دين وسلامة باطن وتواضع. تسلطن بمصر عامين وخلع في صفر سنة ست وتسعين ، والتجأ الى صرخد ثم اعطي حماة انتهى.

وقال تلميذه ابن كثير اثنتين المذكورة : الملك العادل زين الدين

__________________

(١) مجهولة.

(٢) هذه التربة لا تزال موجودة ذات جبهة جميلة وباب ذي مقرنصات وعلى كل من يمينه ويساره كأس شعار المدفون فيها (رنكه).

٣٢٥

كتبغا توفي بحماة نائبا عليها بعد صرخد يوم الجمعة يوم عيد الاضحى. ونقل الى تربته بسفح قاسيون وغربي الرباط الناصري. ويقال لها العادلية ، وهي تربة مليحة ذات شبابيك وبوابة ومئذنة وله عليها اوقاف دارة على وظائف من قراءة واذان وامامة وغير ذلك. وكان من كبار الامراء المنصورية. وقد ملك البلاد بعد مقتل الاشرف خليل ابن المنصور ، ثم انتزع الملك منه لاجين وجلس في قلعة دمشق ثم تحول الى صرخد فكان بها حين قتل لاجين واخذ الملك الناصر ابن قلاوون ، فاستنابه بحماة حتى كانت وفاته بها كما ذكرنا. وكان من خيار الملوك والنياب انتهى.

* * *

[التربة الغرلية]

ومنها التربة الغرلية (١) بقاسيون. قال الذهبي في ذيل العبر في سنة تسع عشرة وسبعمائة. ومات بدمشق الامير سيف الدين غرلو العادلي الذي استنابه العادل كتبغا على دمشق في اواخر سنة خمس وتسعين. وكان احد الشجعان العقلاء وله تربة مليحة بقاسيون انتهى.

[التربة الايبكية الحموية]

ومنها التربة العزية الابيكية الحموية (٢) بالسفح غربي زاوية ابن قوام ابن كثير في سنة ثلاث وسبعمائة : الامير الكبير عز الدين ايبك الحموي

__________________

(١) كانت هذه التربة مجهولة وقد غطي بابها الجميل ببناء امامه فلفتنا اليها نظر الاستاذ صلاح الدين المنجد رئيس الشؤون الادارية في مصلحة الآثار فأزال البناء الحديث وسجلها مع الابنية القديمة. ثم سد الباب مرة ثانية بوضع حانوت فيه شوه هيئة الباب الجميل وغطى بعض الكتابة التي عليه.

(٢) مجهولة.

٣٢٦

نائب دمشق ثم عزل عنها الى صرخد ، ثم نقل قبل موته بشهر الى نيابة حمص ، وفيها توفي يوم العشرين من ربيع الآخر ونقل الى تربته بالسفح غربي زاوية ابن قوام واليه ينسب الحمام بمسجد القصب الذي يقال له حمام الحموي وعمره في ايام نيابته انتهى.

* * *

[التربة القيمرية]

ومنها التربة القيمرية (١) بسفح قاسيون. قال الذهبي في العبر في سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة : وسيف الدين القيمري صاحب المارستان بالجبل كان من جملة الأمراء وابطالهم المذكورين توفي بنابلس ، ونقل فدفن بقبته التي ب [قرب] المارستان انتهى.

وقال في المختصر في السنة المذكورة : توفي الامير البطل الاوحد سيف الدين القيمري ودفن بقبته التي حذاء المارستان الذي عمله بقاسيون انتهى.

قال ابن كثير في سنة اربع وخمسين وستمائة واقف مارستان الصالحية الامير الكبير سيف الدين ابو الحسن يوسف بن ابي الفوارس ابن موسك القيمري الكردي اكبر الامراء القيامرة كانوا يقفون بين يديه كما تعامل الملوك ومن اكبر حسناته وقفه المارستان الذي بسفح قاسيون وكانت وفاته ودفنه بالسفح في القبة التي تجاه المارستان المذكور وكان ذا مال كثير وثروة انتهى.

* * *

__________________

(١) راجع موضعها في مخطط الصالحية.

٣٢٧

[التربة القمارية]

ومنها التربة القمارية (١) بسفح قاسيون. رأيت بخط الأسدي : قماري خاتون بنت حسام الدين الحسن بن ضياء الدين ابي الفوارس القيمري وقفت الخان بمسجد القصب سنة اربع وتسعين وستمائة وهي صاحبة التربة بالسفح انتهى.

* * *

[التربة الكندية]

ومنها التربة الكندية (٢) بسفح قاسيون وهي تربة العلامة تاج الدين ابي اليمن الكندي الحنفي. قال الصفدي في تاريخه في حرف الزاي : ودفن بتربته بالسفح انتهى.

* * *

[التربة الكاملية]

ومنها التربة الكاملية الصلاحية البرانية (٣) بالجبل تحت كهف جبريل.

[محمد بن المهندس]

قال الحافظ علم الدين البرزالي ومن خطه نقلت : في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وفي ليلة الاربعاء وقت السحر الثالث والعشرين من شوال توفي الشيخ الفقيه الامام المحدث المفيد العدل شمس الدين ابو عبد الله محمد بن الحاج ابراهيم الصالح [ي] بن غنائم بن واقد الحنفي وصلي عليه عقيب الظهر بالجامع المظفري بسفح قاسيون ودفن بتربة والده بالقرب من المدرسة المعظمية. مولده سنة خمس وستين وستمائة تقريبا وكان اشتغل بالفقه وسمع الكثير من اصحاب ابن طبرزد وحنبل

__________________

(١) مجهولة.

(٢ و ٣) مجهولة.

٣٢٨

الكندي ومن بعدهم ونسخ بخطه كثيرا وحصل النسخ والاصول. وتعب في ذلك وخرج لنفسه ولبعض الشيوخ ، ورحل الى الديار المصرية والى حلب. وحج مرات وزار القدس وسمع في البلاد وحصل تحصيلا كثيرا ، وكان من اعيان الشهود والعدول. لازم الشهادة وكتابة الشروط مدة طويلة ، وكان رجلا جيدا فيه ديانة وخير ومحبة للعلم ، واسمع جملة من مسموعاته ، ورافقته في الحج فرأيت فيه حرصا على العبادة والخير ، وكان شيخ الحديث بمشهد ابن عروة ، وبالتربة الكاملية الصلاحية بالصالحية وله وظائف وجهات انتهى.

[محمد بن المهندس]

وقال الذهبي في ذيل العبر في السنة المذكورة : ومات الامام المحدث العدل شمس الدين محمد بن ابراهيم بن غنائم بن المهندس الصالحي الحنفي في شوال عن ثمان وستين سنة سمع ابن ابي عمر ، وابن شيبان فمن بعدهما ، وكتب الكثير ورحل وخرج وتعب ونسخ تهذيب الكمال للمزي مرتين مع الدين والتواضع ومعرفة الشروط انتهى.

[احمد بن المهندس]

وقال السيد في ذيل العبر في سنة سبع واربعين وسبعمائة : ومات شيخنا ابو العباس احمد بن ابراهيم بن المهندس الحنفي سمع الفخر وابن شيبان وخلقا باعتناء أخيه المحدث شمس الدين ، وولي مشيخة الكاملية بالجبل بعد اخيه توفي في شوال انتهى.

* * *

[التربة العيشية]

ومنها التربة المحمدية الامينية العيشية الانصارية شمالي الجامع

٣٢٩

المظفري بسفح قاسيون. قال الحافظ (١) :

[ص ١٠٠] علم الدين البرزالي في تاريخه في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة : وفي بكرة يوم الجمعة وقت اذان الفجر سادس المحرم توفي الشيخ الامين الصدر امين الدين ابو عبد الله محمد بن فخر الدين احمد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن ابي العيش الانصاري الدمشقي وصلي عليه عقب الجمعة بجامع دمشق ، ودفن بتربته بسفح قاسيون ، شمالي الجامع المظفري ، وسألته عن مولده فقال كنت رضيعا سنة ثمان وخمسين وستمائة ، وبيني وبين تاج الدين بن الشيرازي رضاع ، سمع صحيح البخاري على ابن ابي اليسر وجماعة في سنة ست وستين وستمائة وحدث به قبل موته باشهر ، ودخل اليمن في التجارة ، وكان رجلا جيدا فيه خير ودين ، وعمر تحت الربوة مسجدا وطهارة ، وانتفع الناس بذلك ، وتكلم في جامع النيرب ، وفي وقفه ووقف فيه ميعاد حديث قبل الجمعة انتهى.

* * *

[التربة النشابية]

ومنا التربة النشابية غربي الروضة بسفح قاسيون (٢) ، قال الذهبي في العبر في سنة تسع وتسعين وستمائة : وابن النشابي الوالي عماد الدين حسن بن علي وكان قد اعطي طلبخاناه ومات بالبقاع في شوال وحمل الى تربته بقاسيون انتهى.

__________________

(١) هنا ينتهي ما تممنا به الخرم من كتاب «تنبيه الطالب» للنعيمي النسخة المونيخية. وما بعد ذلك هو نص «القلائد الجوهرية».

(٢) مجهولة.

٣٣٠

وقال الصفدي في حرف الحاء : الحسن بن علي بن محمد الامير عماد الدين بن النشابي والي دمشق تعلم الصياغة ، ثم خدم جنديا وتنقلت به الاحوال وولي ولايات بالبر ، ثم ولي دمشق مرة ، ثم ولي البر مرة ، ثم اعطي طلبخاناه ، وكان كافيا ناهضا له خبرة بالامر ، ومعرفة سياسة البلد ، وكان من ابناء الخمسين ، توفي بالبقاع سنة تسع وتسعين وستمائة وحمل الى دمشق ودفن بقاسيون في تربته انتهى.

* * *

[التربة الدخوارية]

ومنها التربة الدخوارية شرقي الركنية بالصالحية (١).

[مهذب الدين الدخوار]

قال الاسدي في سنة ثمان وعشرين وستمائة : مهذب الدين عبد الرحيم بن علي بن حامد الشيخ مهذب الدين الطبيب المعروف بالدخوار شيخ الاطباء ورئيسهم بدمشق ، مولده في سنة خمس وستين ، وأخذ العربية عن التاج الكندي ، وقرأ الطب على الرضي الرحبي ، ثم لازم الموفق بن المطران مدة حتى مهر ، ثم اخذ عن الفخر المارداني لما قدم دمشق في ايام صلاح الدين ، وتخرج به جماعة كثيرة من الاطباء ، وروى عنه الشهاب القوصي وغيره شعرا وصنف في الصناعة الطبية كتبا منها : كتاب الحسبة واختصار الحاوي لابن زكريا الرازي ، ومقالة في الاستفراغ ، واختصر الاغاني وغير ذلك ، ووقف داره بالصاغة العتيقة مدرسة للطب ، وقد اطنب ابن ابي اصيبعة في وصفه ، فقال : كان اوحد عصره وفريد دهره وعلامة زمانه واليه انتهت رياسة صناعة الطب على ما ينبغي واتعب نفسه في الاشتغال حتى فاق اهل زمانه ، وحظي عند الملوك ، ونال المال والجاه. وكان ابوه كحالا

__________________

(١) مجهولة.

٣٣١

مشهورا وكذلك اخوه حامد بن علي ، وكان هو اول امره يكحل ، وقد نسخ كتبا كثيرة بخطه المنسوب اكثر من مائة مجلد في الطب وغيره ، وخدم الملك العادل ، ولازم خدمة صفي الدين بن شكر وحظي عند العادل بحيث انه حصل له منه في مرضة صعبة سنة عشر سبعة آلاف دينار مصرية ومرض الكامل بمصر فعالجه ، فكان مبلغ ما وصل إليه من الذهب نحو اثني عشر الف [ص ١٠١] دينار واربع عشرة بغلة باطواق ذهب والخلع الاطلس وغيرها وذلك في سنة اثنتي عشرة ، وولاه العادل رياسة اطباء مصر والشام ، وكان خبيرا بكل ما يقرأ عليه ، وقرأت عليه مدة ، وكان في كبره يلازم الاشغال ، ويجتمع كثيرا بالسيف الآمدي ، وقرأ شيئا من كتبه ، وحصل معظم مصنفاته ، ونظر في الهيئة والنجوم ، ثم طلبه الاشرف فتوجه اليه سنة اثنتين وعشرين فاكرمه واقطعه ما يغل في السنة نحو الف وخمسمائة دينار ثم عرض له ثقل لسانه واسترخاء فجاء الى دمشق لما ملكها الاشرف سنة ست وعشرين فولاه رياسة الطب وجعل له مجلسا لتدريس الصنعة ، ثم زاد به ثقل لسانه حتى بقي يكاد لا يفهم كلامه فكان الجماعة يبحثون قدامه ويجيب هو ، وربما كتب لهم الذي يشكل في اللوح ، واجتهد في علاج نفسه واستعمل المعاجين الحارة فعرضت له حمى قوية وتوالت عليه امراض كثيرة. توفي في صفر ودفن في تربة له بقاسيون فوق الميطور شرقي الركنية [و] على قبره قبة على اعمدة.

قال بعضهم بعد ما اسهل اشهرا فظهر فيه عبر من الامراض وسالت عينه.

وقال ابن كثير ابتلي بستة امراض متعاكسة ووقف داره بالصاغة العتيقة مدرسة للطب انتهى.

وقال ابن كثير في تاريخه في سنة ثمان وعشرين المذكورة : الدخوار

٣٣٢

الطبيب واقف الدخوارية مهذب الدين عبد الرحيم بن علي بن حامد المعروف بالدخوار شيخ الاطباء بدمشق وقد وقف داره بدرب العجيل بالقرب من الصاغة العتيقة على الاطباء بدمشق المحروسة مدرسة لهم. وكانت وفاته من هذه السنة في صفر ودفن بسفح قاسيون ، وعلى قبره قبة على اعمدة في اصل الجبل شرقي الركنية. وقد ابتلي بستة امراض متعاكسة ، منها ريح اللقوة وكان مولده سنة خمس وستين وخمسمائة وكان عمره ثلاثا وستين سنة انتهى.

* * *

[التربة القرشية]

ومنها التربة القرشية (١) انشاء الحاج عبد الرحمن بن عبد الرحيم ابن طعم القرشي واوقفها في ثامن عشر ذي الحجة سنة سبع وخمسين وستمائة وتوفي في سكنه خامس عشري الشهر المذكور منها.

وفي هذه التربة ـ وهي في أعلى الروضة من جهة الغرب ـ قبر أبي محمد القاسم بن منصور بن محمود بن عساكر الطبيب.

* * *

[التربة المهرانية]

ومنها التربة المهرانية (٢) انشئت للشهيد فتح الدين أبي طالب حسن ابن عبد الله المهراني توفي سنة ثمان وستين وخمسمائة ودفن بها وهي اعلى بركة الاماج.

* * *

[التربة الصيرفية]

وقبليها تربة جمال الدين ابراهيم بن محمود بن عباد الصيرفي توفي في

__________________

(١) مجهولة.

٣٣٣

جمادى الآخرة سنة اربع واربعين وستمائة.

* * *

[التربة السراجية]

وتربة الحلي علي بن عبد الله السراج توفي في جمادى الاولى سنة احد [ى] واربعين وستمائة وهاتان التربتان متقابلتان.

* * *

[التربة المثقالية]

ومنها التربة المثقالية (١) قبالة الجامع الجديد أنشأها المجاهد أبو سعيد مثقال بن عبد الله الجمندار الملكي الناصري المعظمي في حدود سنة احد [ى] وعشرين وستمائة وبها دفن.

* * *

[التربة الايبكية]

ومنها التربة الايبكية (٢) بسوق النجارين خلف البير المشهور ، انشأها الامير عز الدين ابيك بن عبد الله الشجاعي الصالحي في حدود سنة ثلاث وستين وستمائة وكتب اوقافها على باب شباكها القبلي.

* * *

[التربة الفاطمية]

ومنها التربة الفاطمية (٣) والمسجد بها شرقي التربة الكيلانية في

__________________

(١) لا تزال موجودة بعد ان اختلس مسجدها واقسام منها وهي مسجلة مع الآثار القديمة راجع موضعها في مخطط الصالحية.

(٢) مجهولة.

٣٣٤

الصف القبلي انشأتها الحرمة فاطمة بنت السنقر الطغدسي توفيت في سابع رمضان سنة ست وستمائة ودفنت بالتربة.

* * *

[التربة المنيعية]

ومنها التربة المنيعية (١) شرقي التربة المذكورة [ص ١٠٢] قبلها انشئت للشاب الصالح اسماعيل بن منيع الملكي المعظمي لما توفي يوم الاثنين سابع عشرين المحرم سنة سبع وستمائة.

* * *

[التربة الخواجكية]

ومنها التربة الخواجكية قبالة الصاحبة من جهة الشمال انشأها الخواجا محمد بن علي الصالحي الشهير بابن الحارة وتوفي سنة ست وعشرين وثمانمائة (٢).

* * *

[التربة الساوية]

ومنها التربة الساوية (٣) لصيق التربة المتقدمة قبلها أنشأها الامير شهاب الدين محمد بن ابي بكر بن حسين الساوي وتوفي سادس عشر شعبان سنة خمس وخمسين وستمائة.

[التربة المظفرية]

ومنها التربة المظفرية شرقي الصاحبة (٤) بشمال في القرنة انشأها

__________________

(١) مجهولة.

(٢) كانت مجهولة ثم انهدم جدار على الطريق شمالي مدرسة الصاحبة فظهرت هذه التربة وعليها كتابة تؤيد انها الساوية. انظر موضعها في مخطط الصالحية.

٣٣٥

نقيب قلعة دمشق شمس الدين مظفر بن الحاج ايوب الدمشقي وتوفي في المحرم سنة سبع وستين وستمائة.

* * *

[التربة المحمودية]

ومنها التربة المحمودية (١) شرقي التربة المذكورة ومن قبلها في الصف القبلي انشاء العفيف محمود بن موسى بن هداية الله العجمي وتوفي في شعبان سنة اربع وعشرين وستمائة.

* * *

[التربة التاجية]

ومنها التربة التاجية المقدمية (٢) انشاء تاج الدين محمود بن كامل التفليسي وتوفي في رجب سنة اربع وسبعمائة.

* * *

[التربة الستية]

ومنها التربة الستية انشأتها الحاجة ست العراق بنة الاشجاع (٣) الملكي الناصري لولدها محمد في سنة ست عشرة وستمائة.

* * *

[التربة الطغريلية]

ومنها التربة الطغريلية (٤) لصيق التربة المتقدمة وهي لصيق التي قبلها من الشرق انشاء شجاع الدين طغريل بن حيدر الملكي الناصري وتوفي في سنة اربع وتسعين وخمسمائة.

* * *

__________________

(١) راجع مخطط الصالحية.

(٢) مجهولة.

(٣) كذا في الاصل ولعل الصواب ابنة الشجاع.

٣٣٦

[التربة الظهيرية]

ومنها التربة الظهيرية (١) قبلي التربة المذكورة قبلها انشاء الاجل ظهير الدين الطونبا بن عبد الله عتيق قايماز النجمي وتوفي يوم الاثنين ثامن عشر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وستمائة.

* * *

[الايدكينية]

ومنها التربة الايدكينية (٢) غربي الركنية في صفها انشاء الامير بدر الدين داود بن ايدكين الصالحي متولي قلعة بصرى من قبل السلطان الصالح اسماعيل بن الملك العادل وتوفي في مستهل سنة ثلاثين وستمائة وهي تربة معظمة في واجهتها اربعة حجارة سود محرمة.

* * *

[الكرمانية]

ومنها التربة الكرمانية غربي الركنية بشمال انشئت للاخوين كمال الدين اسرائيل وجمال الدين اسماعيل ابناء عبد الخالق بن كرمان الفقيهان الشافعيان توفيا في مستهل سنة ثلاث بل اربع وثلاثين وستمائة.

* * *

[العبيدية]

ومنها التربة العبيدية شمالي باب الركنية بقبة لطيفة انشأها عبد الرحمن بن احمد بن عبيد سنة ثمان وعشرين وسبعمائة.

__________________

(١) مجهولة.

(٢) في الاصل الايدكرية ، وداود بن ايدكر. انظر موضعها في مخطط الصالحية.

٣٣٧

[التربة الدمانيسية]

ومنها التربة الدمانيسية (١) شمالي الشركسية وتعرف الآن بتربة الشرفا وبها مسجد انشاء الشهيد الشيخ الصالح صدر الدين حميد بن علي الدمانيسي وتوفي في اليوم الرابع عشر من ربيع الاول سنة ثلاث واربعين وستمائة.

* * *

[التربة الكجكرية]

ومنها التربة الكجكرية (٢) قبلي خان السبيل انشأها السيفي كجكر بن عبد الله الملكي الناصري في سنة ثنتي عشرة وسبعمائة وبها قبة معظمة.

* * *

[التربة العلوشية]

ومنها التربة العلوشية (٣) أنشئت للشاب الفقيه الامام العالم ناصر الدين منصور ابن شيخ الاسلام علاء الدين علي بن منصور بن علي بن علوش المالكي وتوفي في خامس رمضان سنة ثلاث وثلاثين وستمائة وهي غربي خان السبيل ووقفها مكتوب على شباكها.

* * *

[التربة الخيمية]

ومنها التربة الخيمية (٤) أنشأها تقي الدين ابو بكر بن محمود الخيمي وتوفي ليلة الخميس ثالث عشر ذي الحجة سنة سبع

__________________

(١) اصبحت دارا انظر موضعها في مخطط الصالحية باسم «المدرسة والتربة الدمامينية».

(٢) موجودة بحالة سيئة. انظر موضعها من المخطط. والصواب فيها «الكجكنية ، وكجكن».

(٣) مجهولة.

٣٣٨

واربعين وستمائة وهي شرقي مسجد الاسدية بالسكة.

* * *

[التربة العلانية]

ومنها التربة العلانية (١) شرقي الخوارزمية تحت كهف جبريل وهي على هندام الخوارزمية في هندام الزوايا في الخلاوي [ص ١٠٣] المعدة لخلوات الصوفية.

رأيت على طرزها المكلس انه فرغ منه في شعبان سنة ست وسبعمائة ،

* * *

[التربة الصفوية]

ومنها التربة الصفوية (٢) اوقفها سيف الدولة فضل بن مليح بن عبد الله الصفوي سنة احدى وثلاثين وستمائة وكتب على واجهتها الوقف عليها وهي غربي قبة ابن نجدة وشرقي تربة شرف الذي جددها الغازي غرلو.

* * *

[التربة النظيفية]

ومنها التربة النظيفية (٣) قبالة باب رواق الجامع المظفري من جهة الغرب اوقفها محمد بن علي بن نظيف وتوفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستمائة.

* * *

__________________

(١) مجولة.

(٢) انظر موضعها من المخطط اصبحت دارا.

٣٣٩

[السخاوية]

ومنها التربة السخاوية (١) تربة علي بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الواحد بن عبد الغالب الشيخ الامام علم الدين ابو الحسن الهمذاني السخاوي المصري شيخ النحاة والقراء والفقهاء في زمانه بدمشق ولد سنة ثمان او تسع وخمسين وخمسمائة ، سمع من جماعة ، واخذ اللغة عن ابي اليمن الكندي ، واكثر عن الامام ابي القاسم الشاطبي ، وقرأ عليه وانتفع به حتى فاق اهل زمانه في القراءات والعربية والتفسير وكان له حلقة بجامع دمشق ، وولي مشيخة الاقراء بام الصالح ، وبها كان سكنه ، وبها توفي ، وانتفع به جماعة كثيرون ، واثنى عليه أئمة.

قال الذهبي وكان علامة مقرئا محققا مجودا بصيرا بالقراءات وعللها ماهرا فيها اماما في النحو واللغة والتجويد والتفسير ، وله معرفة تامة بالفقه والاصول ، وكان يفتي على مذهب الشافعي ، وله شعر رائق ، ومصنفات في القراءات والتجويد والتفسير منها : التفسير الى الكهف في اربع مجلدات ، وشرح الشاطبية في مجلدين ، وشرح الرائية في مجلد ، وكتاب جمال القراء وتاج الاقراء ، وشرح المفصل ، ازدحم عليه الطلبة وقصدوه من البلاد وتنافسوا في الاخذ عنه ، وكان دينا خيرا متواضعا مطرحا للتكلف حلو المحاضرة مطبوع النادرة حاد القريحة ، من أذكياء بني آدم ، وكان وافر الحرمة كبير القدر محببا الى الناس ، وكان ليس له شغل الا العلم والافادة ، قرأ عليه خلق كثير الى الغاية.

قال الاسدي : ولا اعلم احدا من القراء في الدنيا اكثر اصحابا منه ، توفي في ثاني عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث واربعين وستمائة ، قال الذهبي في العبر ودفن بتربته بجبل قاسيون.

* * *

__________________

(١) مجولة.

٣٤٠