القلائد الجوهريّة في تاريخ الصالحيّة

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

القلائد الجوهريّة في تاريخ الصالحيّة

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: محمّد أحمد دهمان
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مطبوعات مجمع اللغة العربيّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٧٥٦

ثالث المحرم سنة اربع وثلاثين وستمائة بدمشق ودفن من يومه بتربتهم بسفح قاسيون انتهى.

[تقي الدين الواسطي]

وقال الذهبي في سنة اثنتين وتسعين وستمائة : وابن الواسطي العلامة الزاهد القدوة مسند الوقت تقي الدين ابو اسحق ابراهيم بن على بن احمد بن فضل الصالحي الحنبلي ولد سنة اثنتين وستمائة وسمع من ابن الحرستاني وابن البنا وطائفة ورحل الى بغداد فسمع من الفتح ابن عبد السلام وطبقته واجاز له ابن طبرزد وابو الفخر اسعد وخلق وتفقه واتقن المذهب ودرس بالصالحية وكان فقيها زاهدا عابدا مخلصا قانتا صاحب جد وصدق وقول بالحق وله هيبة في النفوس توفي في يوم الجمعة رابع جمادى الآخرة ودفن بالروضة انتهى.

وقال ابن كثير في تاريخه في سنة اثنتين وتسعين وستمائة المذكورة : الشيخ تقي الدين الواسطي ابو اسحاق ابراهيم بن علي بن احمد بن فضل الواسطي ثم الدمشقي الحنبلي تقي الدين شيخ دار الحديث بالظاهرية بدمشق توفي يوم الجمعة آخر النهار رابع عشرين جمادى الاخرة عن تسعين سنة وكان رجلا صالحا انفرد بعلو الرواية ولم يخلف بعده مثله وقد تفقه ببغداد ثم رحل الى الشام ودرس بالصاحبة عشرين سنة وبمدرسة ابي عمر. وولي في آخر عمره مشيخة الحديث بالظاهرية بعد الفاروثي وكان داعية الى مذهب السلف والصدر الاول وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز ويامر بالمعروف وينهى عن المنكر وكان من خيار عباد الله تعالى رحمه‌الله. وقد درس بعده بالصاحبة الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القوي المرداوي وبدار الحديث الظاهرية شرف الدين

القلائد الجوهرية م ـ ١٦

٢٤١

عمر بن خواجا امام المعروف بالناصح (١) انتهى.

[ابن عبد القوي]

وابن عبد القوي [ص ٦٨] المذكور قال ابن مفلح : محمد بن عبد القوي بن بدران بن عبد الله المقدسي الفقيه المحدث شمس الدين ابو عبد الله سمع من خطيب مردا وعثمان ابن خطيب القرافة وابن عبد الهادي وغيرهم وطلب وقرأ بنفسه وتفقه على الشيخ شمس الدين بن ابي عمر ودرس وافتى وصنف وولي تدريس الصاحبة بعد ابن الواسطي مدة وتخرج به جماعة وممن قرأ عليه العربية الشيخ تقي الدين بن تيمية وله تصانيف وحدث ، روى عنه اسماعيل بن الخباز في مشيخته توفي في ثاني عشر ربيع الاول سنة تسع وتسعين وستمائة ودفن بسفح قاسيون انتهى.

[شهاب الدين المقدسي]

وقال الذهبي في ذيل العبر في سنة عشر وسبعمائة : ومات بالصالحية قاضي القضاة شهاب الدين احمد بن حسن بن ابي موسى بن الحافظ المقدسي مدرس الصاحبة الذي انتزع القضاء من تقي الدين سليمان ابن حمزة ثم عزل بعد ثلاثة اشهر واعيد تقي الدين. روى عنه ابن عبد الدائم وعاش اربعا وخمسين سنة انتهى.

وقال ابن كثير في سنة تسع وتسعين وفي مستهل جمادى الآخرة وصل بريدي بتوليه قضاء الحنابلة بدمشق للشيخ شهاب الدين احمد ابن الحافظ المقدسي عوضا عن التقي سليمان بن حمزة بسبب تكلمه في

__________________

(١) كذا في ابن كثير ١٣ / ٣٣٤ ولكنه اعاد ذكره ١٤ / ٢١ ولقبه بالناسخ.

٢٤٢

نزول الملك الناصر عن الملك يعني لجاشنكير وانه انما نزل عنه مضطهدا في ذلك ليس بمختار. وقد صدق فيما قال انتهى.

وقال في سنة عشر وسبعمائة والقاضي شهاب الدين احمد بن حسن بن عبد الله بن عبد الواحد المقدسي ثم الصالحي الفقيه قاضي القضاة شهاب الدين ابن الشيخ شرف الدين سمع من ابن عبد الدائم وتفقه وبرع في المذهب وافتى ودرس بالصالحية وبحلقة الحنابلة بالجامع الاموي وتولى القضاء نحو ثلاثة اشهر في دولة السبكي ثم عزل لما عاد الملك الناصر الى الملك واعيد القاضي سليمان عزيمة قال البرزالي وكان رجلا جيدا من اعيان الحنابلة وفضلائهم مات في تاسع عشر ربيع الاول من سنة عشر المذكورة ودفن بمقبرة الشيخ ابي عمر انتهى.

[حفيد الناصح الحنبلي]

وقال الحافظ شمس الدين الحسيني في ذيل العبر في سنة احدى وخمسين وسبعمائة ومات بدمشق في شعبان شيخنا الامام الفقيه الخير المعمر شمس الدين ابو المظفر يوسف بن يحيى بن عبد الرحمن بن نجم ابن الحنبلي الشيرازي الاصل الصالحي الحنبلي حدث عن ابيه والشيخ شمس الدين وطائفة ودرس بمدرسة الصاحبة بالجبل وله خمس وستون وكان عبدا صالحا انتهى.

[شمس الدين بن مفلح]

ثم درس بها العلامة أقضى القضاة الشيخ شمس الدين محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الراميني الصالحي صاحب كتاب الفروع. ذكر له ابن حفيده في طبقاته ترجمة طويلة فلتراجع قال الحسيني في ذيله في سنة ثلاث وستين وسبعمائة. وفي رجب مات بالصالحية القاضي الامام العالم العلامة شمس الدين ابو عبد الله محمد بن مفلح المقدسي

٢٤٣

ثم الصالحي الحنبلي عن احدى وخمسين سنة افتى ودرس وناظر وصنف وافاد وناب في الحكم عن حموه (كذا) قاضي القضاة جمال الدين المرادي فشكرت سيرته واحكامه وكان ذا حظ من زهد وتعفف وصيانة وورع ثخين ودين متين حدث عن عيسى المطعم وغيره انتهى.

[برهان الدين بن مفلح]

ثم درس بها شيخ الحنابلة برهان الدين ابراهيم [ص ٦٩] بن محمد بن مفرج الراميني الاصل المقدسي ثم الدمشقي الشيخ الامام العلامة الفقيه رئيس الحنابلة برهان الدين وتقي الدين ابو اسحاق ميلاده سنة تسع واربعين وسبعمائة ، وحفظ كتبا عديدة واخذ عن جماعة منهم والده وقاضي القضاة جمال الدين المرداوي وقرأ على القاضي بهاء الدين السبكي ودرس بدار الحديث الاشرفية بالصالحية الماضي ذكرها ، وبالصاحبة هذه وغيرها ، صنف كتاب فضل الصلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكتاب الملائكة ، وشرح المقنع ، ومختصر ابن الحاجب ، وعدم غالبهما في الفتنة التمرية ، وله طبقات اصحاب احمد احترق غالبها ، وناب في الحكم مدة للقاضي علاء الدين بن المنجا وغيره ، ورافقه في النيابة لعلاء الدين المذكور شيخ الحنابلة علاء الدين بن اللحام وانتهت اليه في آخر عمره مشيخة الحنابلة ، وكان له ميعاد بمحراب الحنابلة بالاموي بكرة يوم السبت يسرد فيه على ما يقال نحو مجلد صغير ويحضر مجلسه الفقهاء من كل مذهب ، ولي القضاء مستقلا في رجب سنة احدى وثمانمائة ، وتأخر بدمشق لما جاء تمر وخرج اليه ومعه جماعة وجرى له منه ولاهل دمشق امور وتفاقم الامر وحصل له تشويش في بدنه من بعضهم وتألم الى أن توفي يوم الثلاثاء سابع عشرين شعبان سنة ثلاث وثمانمائة ودفن عند رجلي (١) والده بالروضة رحمه‌الله.

__________________

(١) في الاصل وتنبيه الطالب في (المدرسة الجوزية) رجلين والده.

٢٤٤

فوائد

(الاولى) قال الصلاح الصفدي : محمد بن غازي الموصلي يعرف بالفقاعي شربدار الست ربيعة خاتون أخت العادل له شعر توفي سنة تسع وعشرين وستمائة انتهى.

(الثانية) قال الذهبي في العبر في سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة ومات بمصر المحدث الامام تاج الدين ابو القاسم عبد الغفار بن محمد بن عبد الكافي السعدي الشافعي في ربيع الاول على اثنتين وثمانين سنة سمع ابن عزون والنجيب وعدة وخرج التساعيات واربعين مسلسلات وطلب وكتب الكثير وتميز واتقن وولي مشيخة الصاحبة وافتى ونسخ نحوا من خمسمائة مجلد وخرج لشيوخ انتهى.

وقال تلميذه ابن كثير : فيها القاضي الامام العالم المحدث تاج الدين ابو القاسم عبد الغفار بن محمد بن عبد الكافي بن عوض بن شان (١) بن عبد الله السعدي الفقيه الشافعي سمع الكثير وخرج لنفسه معجما في ثلاث مجلدات وقرأ بنفسه الكثير وكتب الخط الجيد وكان متقنا عارفا بهذا الشأن (٢) يقال انه كتب بخطه نحوا من خمسمائة مجلد وقد كان شافعيا مفتيا ومع هذا ناب في وقت عن القاضي الحنبلي وولي مشيخة الحديث بالمدرسة الصاحبة وتوفي بمصر في مستهل ربيع الاول عن اثنتين وثمانين سنة انتهى.

[أوقاف المدرسة الصاحبة]

(الثالثة) الذي علم الآن من وقفها غالب قرية جبة عسال والبستان

__________________

(١) كذا في الاصل والتنبيه وفي تاريخ ابن كثير ١٤ / ١٥٨ «ابن سنان»

(٢) كذا في الاصل والتنبيه ، وفي تاريخ ابن كثير ١٤ / ١٥٨ «بهذا الفن».

٢٤٥

الذي تحت المدرسة والطاحون وحكورة غالب تلك الحارة جوارها.

قال شيخنا الجمال ابن المبرد قالوا ان تدبير واقفة هذه المدرسة ليس بتدبير جيد لانها شرعت اولا في بنائها محكما فلم تنته المدرسة و [ما] بقي معها الا اليسير فاشترت به وقفا يسيرا ، وأما اختها التي بنت الشامية فانها اجادت التدبير فاشترت الوقف اولا وجعلت كلما تحصل منه شيء بنت به وكان لهما اخت اخرى بنت مدرسة حنفية. ويقال ان هذه انما بنت للحنابلة رغما عليها وحصل لها منهما الاذى بالكلام [ص ٧٠] وغيره على ذلك فجزاها الله خيرا انتهى.

* * *

[وصف الصاحبة]

وهذه المدرسة من احاسن المدارس هيئتها هيئة قاعة متسعة بايوان قبلي به شباكان مطلان على جنينة شمالي نهر يزيد وبه قاعتان (١) شرقية وغربية وايوان شرقي وايوان آخر مثله غربي به قبر. ولصيق هذا الايوان الشرقي باب ينفذ الى سلم بأسفله بيت الماء بماء جار وقبالة هذا الباب لصيق الايوان الغربي التربة ولها عدة شبابيك بعضها الى صحن المدرسة هذه وبعضها الى الطريق وشمالي هذا الصحن شباكان مطلان على الطريق المذكور بينهما باب المدرسة وهو باب معظم محدد بواجهة متقنة وفي أعلى هذه المدرسة عدة خلاوي فك بعضها في هذه الايام لما خربت محلتها (٢).

[المدرسة الضيائية المحاسنية]

ومنها المدرسة الضيائية المحاسنية سألت شيخنا الجمال بن

__________________

(١) في الاصل «قبتان» والصواب ما اثبتناه.

(٢) لا تزال هذه المدرسة موجودة تحتفظ بأكثر بنائها القديم وأصبحت مدرسة حكومية راجع مخطط الصالحية.

٢٤٦

المبرد عنها فقال لا أعرفها ولعلها بالسفح والله اعلم.

[ضياء الدين محاسن]

قال ابن شداد مدرسة ضياء الدين محاسن وكان رجلا صالحا بنى هذه المدرسة وجعلها موقوفة على من يكون امير (١) الحنابلة يذكر فيها الدرس فأول من ذكر بها الدرس الشيخ عز الدين ابن الشيخ التقي ثم من بعده الشيخ شمس الدين خطيب الجبل وهو مستمر بها الى الان انتهى.

قال شيخنا المحيوي النعيمي لعل واقفها الشرابيشي والد نور الدولة علي واقف المدرسة الشرابيشية بدرب الشعارين على المالكية وواقف التربة قبالة جامع جراح انتهى.

[محاسن الشرابيشي]

وقال البرزالي في تاريخه في سنة اربع وثلاثين وسبعمائة : وفي يوم الخميس الرابع والعشرين من صفر توفي شهاب الدين احمد بن نور الدولة علي بن ابي المجد بن محاسن الشرابيشي التاجر السفار ودفن يوم الجمعة بالمكان الذي وقفه والده خارج الباب الصغير قبالة جامع جراح وكان له همة ونهضة وتودد الى الناس انتهى فليحرر.

[محاسن التنوخي]

ورأيت في طبقات الحنابلة : محاسن بن عبد الملك بن علي بن منجا

__________________

(١) كذا في الاصل ونسخ تنبيه الطالب ومختصراته. ولعل الصواب «أميز الحنابلة ـ او من الحنابلة».

٢٤٧

التنوخي ثم الحموي الصالحي الفقيه الامام ضياء الدين ابو ابراهيم سمع من الخشوعي وتفقه على الشيخ موفق الدين حتى برع وافتى وكان فقيها عارفا بالمذهب زاهدا ما نافس في منصب قط ولا دنيا ولا أكل من وقف بل كان يتقوت من شكارة كانت تزرع له بحوران وما آذى مسلما قط ولا دخل حماما ولا تنعم في ملبس ولا مأكل ولا زاد على ثوب وعمامة قرأ عليه جماعة توفي ليلة الرابع من جمادى الآخرة سنة ثلاث واربعين وستمائة بسفح قاسيون ودفن به انتهى.

[عائشة اخت محاسن]

ورأيت في العبر للذهبي : وماتت عائشة بنت محمد بن المسلم الحرانية اخت محاسن في شوال عن تسعين سنة روت عن القرافي والبلخي حضورا وعن اليلداني ومحمد بن عبد الهادي وتفردت انتهى.

* * *

[المدرسة الشيرازية]

ومنها المدرسة الشيرازية شرقي الصاحبة كانت مدرسة للحنابلة وقد دثرت ولكن رأيت شيخنا الجمال بن عبد الهادي يدرس في فقه الحنابلة بمدرسة [على] هيئة مسجد فيه محراب بعمودين من رخام لصيق المدرسة الركنية الحنفية من الشرق يفصل بينهما طريق آخذ الى نهر يزيد وبئر ماء فليحرر ذلك.

الباب الخامس عشر

في المدرسة الشيخية العمرية

بالصالحية في وسطها نهر يزيد قبلي الجامع المظفري ، وانما أفردتها في هذا الباب وان كانت مشهورة بالحنابلة لانه الآن يدرس بها لهم وللحنفية وللشافعية.

٢٤٨

قال عز الدين بن شداد : مدرسة الشيخ ابي عمر في وسط دير الحنابلة واقفها وبانيها الشيخ ابو عمر الكبير والد قاضي القضاة شمس الدين الحنبلي وكان من الاولياء المشهورين انتهى.

(قلت) ليست في وسط دير الحنابلة وانما [ص ٧١] هي شرقيه.

[ابو عمر]

وقال الذهبي في العبر في سنة سبع وستمائة : والشيخ ابو عمر المقدسي الزاهد محمد بن احمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن حسن الحنبلي القدوة الزاهد اخو العلامة موفق الدين ولد بجماعيل سنة ثمان وعشرين وخمسمائة وهاجر الى دمشق لاستيلاء الفرنج على الارض المقدسة وسمع الحديث من ابي المكارم عبد الواحد بن هلال وطائفة كثيرة وكتب الكثير بخطه وحفظ القرآن والفقه والحديث وكان اماما فاضلا مقريا زاهدا عابدا ، قانتا لله ، خائفا من الله ، منيبا الى الله ، كثير النفع طلق الوجه ذا اوراد وتهجد واجتهاد واوقات مقسمة على الطاعة من الصلاة والصيام والذكر وتعليم العلم والفتوة والمروءة والخدمة والتواضع رضي‌الله‌عنه وارضاه ، فلقد كان عديم النظير في زمانه خطب بجامع الجبل الى ان توفي في الثاني والعشرين من ربيع الاول انتهى.

وقال في مختصر تاريخ الاسلام في سنة سبع المذكورة : والزاهد الكبير ابو عمر محمد بن احمد بن قدامة الصالحي الحنبلي واقف المدرسة المباركة وله ثمانون سنة.

وذكر له جماعة ترجة طويلة منهم البرهان بن مفلح في الطبقات قال فيها وذكر جماعة ان الشيخ ابا عمر قطب واقام قطب الوقت قبل موته بست سنين وكان آخر كلامه «ان الله اصطفى لكم الدين فلا

٢٤٩

تموتن إلا وانتم مسلمون». وحرز من حضر جنازته فكانوا عشرين الفا ودفن بجبل قاسيون انتهى.

[احمد بن قدامة]

واما والده فقال الحافظ الذهبي في العبر في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة : وفيها توفي الشيخ احمد بن محمد بن قدامة الزاهد والد الشيخ أبي عمر والشيخ الموفق وله سبع وستون سنة وكان خطيب جماعيل ففر بدينه من الفرنج مهاجرا الى الله ونزل مسجد ابي صالح الذي بظاهر باب شرقي سنتين ثم صعد الى الجبل وبنى الدير ونزل هو وآله بسفح قاسيون وكانوا يعرفون بالصالحية لنزولهم بمسجد ابي صالح ومن ثم قيل جبل الصالحية وكان زاهدا صالحا قانتا لله صاحب جد وصدق وحرص على الخير رحمه‌الله انتهى.

وقال ابن كثير في سنة سبع وستمائة في ترجمة ابي عمر : ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة بقرية الساويا وقيل بجماعيل وهو الذي ربى الشيخ موفق الدين اخاه واحسن اليه وكان يقوم بمصالحه وهو الذي قدم به من تلك البلاد مع والدهما فنزلوا بمسجد ابي صالح ثم انتقلوا منه الى السفح وليس به من العمارة سوى دير الحوراني قال فقيل لنا الصالحين ينسبونا الى مسجد ابي صالح لا أنا صالحون وسميت هذه البقعة بالصالحية نسبة اليهم انتهى.

[مسجد ابي صالح]

ومسجد ابي صالح المذكور قال ابن شداد في كتابه الاعلاق الخطيرة : مسجد ابي صالح قديم ثم كان يلزمه ابو بكر بن سند حمدونة الزاهد وخلفه فيه ابو صالح صاحبه فنسب اليه سكنه جماعة من الصالحين فيه بير وله مقام وامام ووقف انتهى.

٢٥٠

[ابو صالح]

وقال الذهبي في كتابه العبر في سنة ثلاثين وخمسمائة وفيها الزاهد العابد ابو صالح صاحب المسجد المشهور الكائن بظاهر باب شرقي يقال اسمه مفلح وكان من الصوفية العارفين انتهى.

وقال الشيخ تقي الدين الاسدي الشهير بابن قاضي شهبة في تاريخه في سنة ثلاثين وخمسمائة ابو صالح العابد مفلح بن عبد الله الشيخ العابد ابو صالح الحنبلي واقف مسجد ابي صالح ظاهر باب شرقي صحب الشيخ ابا بكر بن سند حمدونة الدمشقي وكان له كرامات واقوال ومقامات روى الحافظ ابن عساكر من طريق ابي بكر [ص ٧٢] محمد بن داود الدينوري الرقي عن الشيخ ابي صالح قال كنت اطوف بجبل لبنان في طلب العباد قال فرأيت في جبل اللكام رجلا عليه مرقعة جالسا على حجر فقلت يا شيخ ما تصنع هاهنا قال اتفكر وارعى فقلت ما ارى بين يديك الا الحجارة فما تنظر وترعى فتغير وقال انظر خواطر قلبي وارعى اوامر ربي فبحق الذي اظهرك علي الا جزت عني فقلت له كلمني بشيء انتفع به حتى امضي قال : من لزم الباب اثبت في الخدم ، ومن اكثر الذنوب اكثر الندم ، ومن استغنى بالله أمن العدم ، وعنه عن الشيخ ابي صالح قال : مكثت ستة ايام او سبعة ايام لم آكل ولم اشرب ولحقني عطش شديد فجئت النهر الذي وراء المسجد فجلست انظر الى الماء فذكرت قوله تعالى (وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ) فذهب عني العطش فمكثت تمام العشرة ايام. وعنه قال مكثت مرة اربعين يوما لم اشرب فلقيني الشيخ ابو بكر محمد بن حمدونة فادخلني منزله وجاءني بماء وقال لي اشرب فشربت فأخذ فضلي وذهب الى امرأته وقال اشربي فضل رجل قد مكث اربعين يوما لم يشرب الماء. قال ابو صالح ولم يكن اطلع على ذلك مني الا الله عزوجل. قال ابن كثير : ولابي صالح مناقب كثيرة ، توفي في جمادى الاولى ، انتهى.

٢٥١

وشرط النظر فيه للحنابلة وهو بيد شيخنا القاضي ناصر الدين بن زريق وفيه امور مرتبة وحوله بيوت وغالب ما فيه انقطع والبيوت خربت.

[اصل العمرية]

والظاهر ان هذه المدرسة العمرية اصلها من بناية نور الدين الشهيد لما قال البدر ابن قاضي شهبة في كتابه الكواكب الدرية في السيرة النورية قال في المرآة الى ان قال فيها : وفيها ما حكاه لي الشيخ ابو عمر شيخ المقادسة رحمه‌الله تعالى قال كان نور الدين يزور والدي الشيخ احمد في المدرسة الصغيرة التي هي على نهر يزيد المجاورة للدير ونور الدين بنى هذه المدرسة والمصنع والفرن قال فجاء نور الدين لزيارة والدي وكان في سقف المسجد خشبة مكسورة فقال له يا نور الدين لو كشفت السقف وجددته فنظر الى الخشبة وسكت فلما كان من الغد جاء معماره ومعه خشبة صحيحة فزرقها موضع المكسورة ومضى قال فعجب الجماعة فلما جاء الى الزيارة قال بعض الحاضرين يا نور الدين فاكرتنا في كشف سقف واعادته فقال : لا والله انما هذا الشيخ احمد رجل صالح وانا ازوره لا تنفع به وما اردت ازخرف له المسجد وانقض ما هو صحيح وهذه الخشبة يحصل بها المقصود فدعوني مع حسن ظني فيه فلعل الله ينفعني به انتهى.

[مسجد ناصر الدين]

ولكن التحقيق والصواب ان هذه المدرسة التي بناها نور الدين هي المسجد المشهور الآن بمسجد ناصر الدين غربي المدرسة العمرية هذه بدليل قوله : وكان في سقف المسجد ، وقوله المجاورة للدير ـ فان العمرية يفصل بينها وبينه الطريق ـ ووصفها بالصغيرة فانها صغيرة بالنسبة الى العمرية.

٢٥٢

والمسجد المذكور يقال له ايضا مسجد عز الدين ادركنا امامت بيد الشيخ علي البغدادي وبه درس ابن الحبال صار الى شهاب الدين ابن زريق مرتب فيه عشرون من الطلبة.

[دير الحنابلة]

والدير المذكور يعرف بدير الحنابلة وبدير الصالحين وبدير المقادسة كما قدمناه. عليه اوقاف منها اضحية ست زينة تفرق فيه كل سنة بيد القاضي بدر الدين بن عبد [ص ٧٣] الهادي ، وقرية الهامة اختلف فيها فقيل هي وقف عليه وفرقت على اهل الدير مدة وقيل على اهل الدير من الحنابلة وحكم بذلك القاضي محب الدين ابن قاضي عجلون سنة ثمان وسبعين وثمانمائة وهي بيد شهاب الدين بن زريق وبني عبد الملك (١).

(والمصنع) المذكور هو المشهور الآن ببير الشيخ قبلي الدير يفصل بينهما النهر.

والفرن ليس الآن بموجود وكان فوق محل باب مدرسة الأمير محمد بن مبارك فابتاعه منهم وأضافه الى مدرسته استعاض عنه بفرن آخر للمدرسة تحت ذلك وهو الموجود الآن.

وقال الحافظ ضياء الدين المقدسي سمعت ابا العباس احمد بن .. يقول : كان للشيخ ابي عمر همة عظيمة لما شرع في بناء المسجد يعني المعروف بالمدرسة شرع في عمل المصنع الذي فيها لم يشغله بناء المسجد عن عمله انتهى.

__________________

(١) لعل الصواب : بني عين الملك.

٢٥٣

[موضع العمرية]

وقال شيخنا الجمال ابن المبرد قالوا وكان موضع المدرسة مقصبة ، ثم ان الشيخ اتخذ المدرسة موضعها ويقال انه كان ثم ضفادع تنق لا تسكت فلما وضعها الشيخ لم يسمع بعد ذلك في هذا الموضع ضفدع تنق بل ولا في النهر كله.

[هيئة العمرية والزيادات فيها]

وعقد الشيخ النهر ثم بنى المسجد وبنى عشر خلاوي للفقراء عقدا على هيئة البلاد ووضع تحتها هذا المصنع الماء وانا اظن ان الطبقتين الاخريين من جهة الشمال فوق هذه الخلاوي العشرة بالصف الغربي من وضعه.

وكانت مدرسة الشيخ الى طرف الايوانين القبلي والشمالي والى الآن طرف الحيط باد.

[زيادة المرداوي]

ثم زاد بعد ذلك القاضي جمال الدين المرداوي الجهة الشرقية واراد اضافتها الى المدرسة فمنعه اولاد الشيخ. فسمعت شيخنا تقي الدين ابن قندس وغيره من القدماء يخبرون أنه دعا الصناع وقال لهم اريد ان تهدموا لي الحائط الذي بينهما في الليل وتبلطوا مكانه ففعلوا ذلك في الليل فاصبح الحائط وقد زال وبلط مكانه وصارا كالمدرسة الواحدة فاسنمر الامر على ذلك انتهى.

[محمد بن منجك وعمارته]

(قلت) هذه الزيادة هي التي من طرف ايوان الحنفية الشرقي الى الايوان القبلي وقد قال شيخنا المحيوي النعيمي في ذيله في سنة اربع

٢٥٤

واربعين وثمانمائة : وفي يوم الاحد خامس عشر ربيع الاول منها توفي الامير ناصر الدين محمد بن ابراهيم بن منجك احد الامراء بدمشق وصلي عليه بجامع تنكز فانه توفي بالمنيبع وكانت جنازته حافلة حضرها النائب والامراء وغالب اهل دمشق ومبارك شاه قاصد شاروخ ملك العجم ثم حمل الى تربته التي انشأها بجسر الفجل بميدان الحصا فدفن بها وكان ذا عقل تام ودين وافر له المآثر الحسنة منها انه عمر جامعا لصيق تربته المذكورة وجامعا آخر بمنطقة مسجد القصب خارج سور دمشق ، وبمدرسة ابي عمر الجانب الشرقي منها وجاء في غاية الحسن وبدرب الحاج بركة تبوك ، واجرى على الفقراء والارامل صدقات كثيرة وكان مغرما بالاصطياد بالجوارح ماهرا في ذلك ثم انه حج ولما وصل الى المدينة الشريفة في الطلعة أراد المقام بها والتخلف عن الحج لمرض اعتراه واستمر متمرضا الى ان عاد فأوصى الى كاتبه ابن عبد الرزاق وجعل النظر في ذلك للقاضي عظيم الدولة زين الدين عبد الباسط ، وخلف مالا كثيرا وترك ولدا اسمر من جارية [ص ٧٤] حبشية اسمه ابراهيم انتهى.

[زيادة ابن ابي عمر ويلبغا وابن عبد الرزاق]

ثم زاد فيها جماعة منهم ولد الشيخ ابو الفرج بنى الميضأة في جهة القبلة وبنى فوقها خلاوي ويلبغا زاد الساباط الذي على الطريق عند باب المدرسة الغربي ، وشهاب الدين بن عبد الرزاق بنى المدرسة الجديدة. قال شيخنا الجمال ابن المبرد وأنا اذكر وقت بنائها ، ويقال انه رؤي الشيخ في النوم فقيل له عن هذه الزيادة فأشار بها انتهى.

٢٥٥

[ابن الديوان]

(قلت) قال شيخنا المحيوي النعيمي وذكرت في ذيلي على تاريخ ابن قاضي (١) شهبة في سنة سبع واربعين وثمانمائة وفي آخر يوم الخميس تاسع عشرين رجب منها توفي بدمشق شهاب الدين احمد بن زين الدين عبد الرزاق الحنبلي المعروف بابن الديوان الكاتب بديوان ابن منجك ، قال ابن الزملكاني وقد جاوز الخمسين سنة وأفادني ولده تاج الدين ان ميلاده سنة احدى وثمانمائة فعلى هذا لم يصل الخمسين بل نقص منها سنتان كان والده من طلبة الحنابلة رافق تقي الدين ابن قاضي شهبة في الاخذ عن الشيخ علاء الدين بن اللحام وباشر عند الامير محمد بن منجك وصار ابن منجك يلطخ بسببه باعتقاد الحنابلة ويساعدهم وكان فقيرا يركب حمارة لكنه لما باشر عند المذكور وعنده والده قبله (٢) حصل له دنيا وظهر منه كفاية ونهضة وسياسة بحيث ان الامير محمد سلم امره اليه واعتمد عليه في اموره كلها وعمل له الجامعين المشهورين ولما مات اوصى اليه وطلب الى مصر فدارى ورجع ، وكان فيه حشمة وعقل تام وينصر الحنابلة ويذب عنهم ورؤوسهم مرتفعة به ووسع مدرسة الشيخ ابي عمر من جهة الشرق وكان متعبدا كثير الصدقات والاحسان الى جيرانه والفقراء والارامل توفي ليلة الخميس المذكور بعد ضعف طويل عن ثلاث سنين ومع ذلك كان لا ينقطع من الاشتغال وعمل مصالحه ودفن بالروضة وترك مالا كثيرا وعدة اولاد صغار وأوصى الى شمس الدين بن الباعوني زوج اخته.

__________________

(١) الذي في تنبيه الطالب للنعيمي : وذكرت في ذيلي على ذيل ابن قاضي شهبة.

(٢) الذي في التنبيه نسخة المجمع العلمي العربي الفوتوغرافية : لكنه لما باشر عند الملوك وعند والده تنبل [و] حصل له دنيا.

٢٥٦

[حجر السترة]

وقال شيخنا الجمال ابن المبرد وكان تحت محراب المدرسة حجر منصوب كانوا يقولون انه جعل سترة لاجل بيت الخلاء فان الذي نص عليه الامام انه لا بد من سترة وانه لا يكفي حائط المسجد ولا حائط بيت الخلاء فلا بد من سترة غير ذلك وقد سمعت شيخنا ابن قندس وغيره من المشايخ يقولون انما وضع هذا الحجر المنصوب خلف المحراب سترة ثم ان القاضي ناصر الدين بن زريق بفساده وخموله جاء الى هذا الحجر فقلعه وازاله وكان المشايخ يرون انه لهذه الفائدة فجاء هذا الرجل علي جاري عوائده الرديئة ازال ذلك وقلعه بجهله وقلة علمه وحدثتني نفسي عدة مرار باعادته انتهى.

وقال ابن الحنبلي : بنى الشيخ ابو عمر في الجبل المدرسة والسقاية ، وقال ابو شامة وغيره : له آثار جميلة منها مدرسته بالجبل وهي وقف على القرآن والفقه انتهى.

ثم قال عز الدين (١) اول من ذكر الدرس بها الشيخ تقي الدين ثم من بعده عز الدين ولده ثم من بعده الشيخ شمس الدين الخطيب ثم أعطاها لولده نجم الدين الخطيب وهو مستمر بها الى الآن انتهى.

[عبد العزيز المقدسي]

وقال ابن مفلح في الطبقات : عبد العزيز بن عبد الملك بن عثمان المقدسي الفقيه عز الدين ابو محمد سمع من اسعد بن سعيد بن روح وعمر بن طبرزد وغيرهما وتفقه في المذهب ودرس بمدرسة الشيخ ابي عمر وحدث توفي في حادي عشر ذي القعدة سنة اربع وثلاثين وستمائة انتهى.

__________________

(١) أي ابن شداد مؤلف : الاعلاق الخطيرة.

٢٥٧

[علي المقدسي]

وقال فيها : علي بن عبد الرحمن ابن الشيخ ابي عمر الشيخ [ص ٧٥] الامام ابو الحسن ابن شيخ المسلمين شمس الدين المقدسي قتله التتار على مرحلتين من البيرة. قال البرزالي كان رجلا حسنا درس بحلقة الثلاثاء بجامع دمشق وبمدرسة جده الشيخ ابي عمر وام بالجامع المظفري وقتل معه جماعة من الحنابلة مات في ربيع الاول سنة تسع وتسعين وستمائة انتهى.

ثم درس بها الخطيب عز الدين بن العز وقد مرت ترجمته في دار الحديث الضيائية (١) ثم درس بها العلامة صاحب الفروع شمس الدين ابن مفلح وقد مرت ترجمته في المدرسة الصاحبة (٢).

[سليمان بن نوح]

قال تقي الدين ابن قاضي شهبة في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة : وممن توفي فيه القاضي علم الدين ابو الربيع سليمان بن الفقيه نجم الدين أبي المنجا (٣) نوح بن علم الدين سليمان الحجيني الحنبلي اشتغل في اول امره بدمشق على الحنابلة الموجودين كابن الطحان وابن غلام الخطيب وعلى القاضي شهاب الدين الزهري وغيره ثم انه قبل الفتنة سافر الى الديار المصرية وقرأ على الشيخ سراج الدين ابن الملقن وغيره ثم عاد بعد الفتنة الى دمشق وناب في القضاء للقاضي

__________________

(١) راجع صفحة : ١٣٦

(٢) راجع صفحة : ٢٤٣

(٣) في الاصل بن ابي النجا ، وفي التنبيه ابن النجا ، والتصحيح من الضوء ٣ / ٢٦٩ والشذرات ٧ / ١٥٥. وورد اسم «علم الدين بن نوح» منقوشا على الحجر في مرسوم بالمدرسة المذكورة نشرنا نصه في مجلة التمدن الاسلامي المجلد ٤ : ٣١٤

٢٥٨

شمس الدين بن عباده ثم لولده وكان يعرف طرفا من الفقه والنحو والاصول والفرائض ويجلس للاشغال بالجامع الاموي ودرس بمدرسة ابي عمر وكان يكتب على الفتاوى ولكن في عبارته قصور وعليه الخمول وكان دنيىء النفس جدا بحيث انه بعد مباشرته نيابة القضاء جلس يكتب على الشعير الذي يجبى للسلطان برسم الاقامة وكان متساهلا في القضاء الى الغاية القصوى كل قضية زور تروج عنده ودخل في مناقلات كثيرة مزمنة فالله يسامحه توفي يوم الخميس ثاني عشريه بالصالحية وصلي عليه بالجامع المظفري وحضر جنازته القضاة وبعض الفقهاء ودفن بالروضة شرقي قبر الشيخ الموفق عن نحو خمس وستين سنة وترك ثلاث بنات صغار جبرهم الله تعالى انتهى.

[ابن قندس]

ثم درس بها الشيخ الامام العالم العلامة تقي الدين ابو بكر بن ابراهيم بن قندس وقد ذكر له ابن مفلح في طبقاته ترجمة فراجعها وغيره.

[دروس العمرية]

قال الجمال ابن المبرد وبها من دروس العلم للحنابلة الكثير كان كان يدرس يوم السبت الشيخ تقي الدين الجراعي ، ويوم الاحد والاربعاء القاضي برهان الدين بن مفلح ، ويوم الاثنين والخميس القاضي علاء الدين المرداوي ، ويوم الثلاثاء الشيخ يوسف المرداوي ، ثم صار بعدهم يوم السبت لشهاب الدين العسكري ؛ ويوم الاحد والاربعاء لنجم الدين ولد القاضي برهان الدين ، واستناب في ذلك الشيخ علي البغدادي ، ثم بعده شهاب الدين العسكري ، ويوم الثلاثاء صار الي ، ويوم الاثنين للشيخ يوسف الكفرسبي ، ويوم الخميس للشيخ تقي الدين العجلوني انتهى.

٢٥٩

(قلت) ثم بطل تدريس يوم الاثنين والخميس بعد هذين المدرسين.

ثم بعد موت الجمال ابن المبرد صار يباشر التدريس في يوم الجمعة كلها خلا الاثنين والخميس الشهاب العسكري ، ثم بعده صاحبنا الشهاب الشويكي مدة ، ثم ترك أيضا يوم الاربعاء وصار يدرس فيه بالضيائية ، وهو مستمر الى الآن.

ثم قال الجمال ابن المبرد واما الدروس المنسوبة بها فدرس ابن الحبال ، ودرس ابن قاضي الجبل ، ودرس ابن البيطار ، ودرس حلقة يوم الثلاثاء ، ويقال ان تقي الدين الجراعي كان نائبا عن ابن عبادة في حلقة الثلاثاء فانها بيده ويزعمون انها محصورة في عشرة او عشرين وان الوقف عليها نصف حمام الشبلية ثم خرب فعمر بالنصف فبقى الربع والجنينة [ص ٧٦] خلفه والبيت فوقه.

[حلقة للحنابلة]

وأما حلقة الثلاثاء للحنابلة بالجامع الاموي فقد مر انه درس بها ابو الحسن بن ابي عمر المارة ترجمته قريبا ، ودرس بها الشيخ زين الدين بن رجب ، والشيخ شمس الدين بن الفخر ، وقد ذكرت ترجمتهما في غير هذا الموضع.

[بكتمر]

ودرس بكتمر انتهى. (قلت) قال ابن كثير في سنة اربع وعشرين وسبعمائة القاضي (١) سيف الدين بكتمر والي الولاة صاحب الاوقاف

__________________

(١) كذا في الاصل وتنبيه الطالب. والذي في تاريخ ابن كثير : الامير سيف الدين وهو الصواب.

٢٦٠