القلائد الجوهريّة في تاريخ الصالحيّة

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]

القلائد الجوهريّة في تاريخ الصالحيّة

المؤلف:

أبي عبد الله شمس الدين محمّد بن علي بن طولون الدمشقي الصالحي [ ابن طولون ]


المحقق: محمّد أحمد دهمان
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مطبوعات مجمع اللغة العربيّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٧٥٦

الاصل ثم الدمشقي سمع من جده وعيسى (١) المطعم ويحيى بن سعد وغيرهم وحدث ودرس بدار الحديث الاشرفية بالسفح ، قال ابن مفلح في طبقاته وذكر لي جدي الشيخ شرف الدين انه كان يحفظ شيئا من شرح المقنع للشيخ شمس الدين بن ابي عمر مقدار وجه ويلقيه في الدرس ويتكلم الحاضرون فيه ، ودرس بالجوزية وكان بيده نصف تدريسها ، وناب في الحكم عن ابن قاضي الجبل بعد عزله بصلاح الدين ابن المنجا وقد اعيد بعد وفاته ، مات ليلة الخميس خامس ربيع الاول سنة سبعين وسبعمائة (٢) ودفن بالسفح انتهى.

[البرهان بن مفلح]

وآخر من علم من مدرسيها القاضي البرهان بن مفلح ، وهو العلامة ابو اسحق ابراهيم ابن الشيخ الامام اكمل الدين محمد ابن الشيخ الامام شيخ المسلمين شرف الدين ابي محمد عبد الله ابن الشيخ الامام العلامة أقضى القضاة أبي عبد الله محمد بن مفلح بن محمد بن مفرج الراميني ثم المقدسي الصالحي ميلاده يوم الاثنين خامس عشرين جمادى الاولى سنة عشر وثمانمائة ، ونشأ على الصيانة وعلو الهمة ، ذكره الشيخ تقي الدين الاسدي في تاريخه في سنة خمس وأربعين ، وعمره حينئذ نحو تسع وعشرين فقال في ولاية عز الدين البغدادي : واستنابه القاضي برهان الدين بن مفلح ، وهو شاب له همة علية في الطلب ، وحفظ قوي وهو أفضل أهل مذهبه انتهى. قرأ على جماعة منهم تقي الدين الاسدي المذكور الشهير بابن قاضي شهبة في مختصر ابن الحاجب بجامع التوبة وبالفارسية ، ومنهم قاضي الحنابلة عز الدين

__________________

(١) في الأصل يحيى والتصحيح من شذرات الذهب وسيأتي ذكره مرة ثانية ص (١٦٤ : ١).

(٢) في الأصل وستمائة والتصحيح من الشذرات.

١٦١

البغدادي ومنهم الشيخ يوسف الرومي ، وروى عن جماعة منهم الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن قريج وشمس الدين بن المحب ، ودرس بمدرسة ابي عمر والصاحبة ، ودار الحديث الاشرفية ـ منزله ـ والحنبلية ، والمسمارية والجوزية والجامع المظفري ، وقرأ عليه في أواخر عمره تقي الدين الجراعي سنن ابن ماجه ، وصنف شرح المقنع وسماه المبدع في اربع مجلدات ، وانتهت اليه رياسة الحنابلة واستمر في وظيفة القضاء ومتعلقاتها الى أن اعيد ابن عمه نظام الدين بن مفلح سنة اثنتين وخمسين وتوجه برهان الدين الى مصر وكان والده اكمل الدين قد سبقه اليها فاعيد الى القضاء ورجع الى دمشق ودخلها في يوم الاثنين تاسع عشرين ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين ، ثم اعيد نظام الدين في شعبان منها ، ثم اعيد برهان الدين. كذا قاله الزملكاني ، وفيه نظر ، انما عزله علاء الدين علي بن صدر الدين ابي بكر بن مفلح قاضي حلب كان ، في جمادى الاولى سنة سبع وخمسين ودخل دمشق سلخ [ص ٣٨] الشهر المذكور عوضا عن برهان الدين المذكور والبس تشريفه بذلك الى ان عزل في ثالث عشر ربيع الاول سنة ثمان وخمسين ، واعيد برهان الدين ، وفي ثاني عشر ذي الحجة منها البس التشريف باستمراره على وظيفة القضاء المذكورة ، ثم اعيد القاضي علاء الدين علي بن صدر الدين ابي بكر بن مفلح في سنة ستين ، وفي ثامن عشر جمادى الآخرة منها وصل علاء الدين المذكور من مصر الى دمشق وقرىء توقيعه بالجامع ، ثم اعيد برهان الدين في رابع عشر جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين وقرىء توقيعه بالجامع ، وفي يوم الاثنين سادس عشري المحرم سنة ثلاث وستين ورد الخبر من مصر الى دمشق بعزل برهان الدين من القضاء ، وعزل القاضي قطب الدين الخيضري من كتابة السر ، واستقرار ، القاضي علاء الدين المذكور في الوظيفتين المذكورتين فامتنعا من المباشرة ، وفي يوم الخميس ثامن

١٦٢

عشرين ربيع الآخر منها وصل القاضي علاء الدين المذكور من مصر الى دمشق على الوظيفتين المذكور [ت] ين وقرىء توقيعه بهما بالجامع على العادة ، ثم اعيد برهان الدين واستمر الى ان توفي ليلة الأربعاء رابع شعبان سنة أربع وثمانين وثمانمائة بمنزله بدار الحديث المذكورة بالسفح ، وحضر جنازته النائب والقضاة فمن دونهم ، وحملت جنازته على الأصابع وصلى عليه ولده نجم الدين عمر اماما ، ودفن بالروضة عند أبيه وأجداده ، ثم تولى القضاء ومشيخة دار الحديث هذه ولده نجم الدين عمر المذكور.

فوائد

[اسماعات بالاشرفية]

(الاولى) اسمع بهذه الدار الامامان القاضيان المحب احمد بن نصر الله البغدادي الحنبلي قاضي القضاة بالديار المصرية ، والشمس محمد بن احمد البساطي المالكي قاضي القضاة بها أيضا جزءا مخرجا من حديث شيخ الاسلام سراج الدين ابي حفص عمر بن رسلان البلقيني تخريج الحافظ ولي الدين ابي زرعة احمد ابن العراقي المصري الشافعي له من مسموعاته لما قدما دمشق مع السلطان الملك الأشرف في يوم السبت رابع عشر ذي الحجة الحرام سنة ست وثلاثين وثمانمائة ، بحضور العلامة الحافظ شمس الدين ابي عبد الله محمد بن ابي بكر عبد الله بن ناصر الدين الدمشقي الشافعي.

(الثانية) اسمع بها قاضي القضاة نجم الدين ابو حفص عمر ابن قاضي القضاة برهان الدين ابراهيم بن مفلح المتقدم ذكره ، ونائبه الشمس ابو عبد الله محمد بن عمر بن ثابت الدورسي الحنبليان مشيخة ابي محمد

١٦٣

عيسى بن عبد الرحمن المطعم المقدسي الدلال تخريج الحافظ ابي عبد الله محمد بن احمد بن عثمان الذهبي له يوم السبت ثالث جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وثمانمائة بحضور المحدث جمال الدين ابي المحاسن يوسف بن حسن بن احمد بن عبد الهادي الصالحي.

[اوقاف الاشرفية]

(الثالثة) الوقف على هذه الدار خمس ضياع بالبقاع وهي : الدير والدوير والمنصورة والتليل والشبرقية وبيت ابن النابلسي المعروف بابن الكشك والجنينة وحكر حارة الجوبان.

* * *

[وصف الاشرفية]

[ص ٣٩] وهذه الدار تشتمل على حرم واحد بشباكين مطلين على جنينة على حافة النهر ، وشماليه ثلاثة أبواب اوسطها كبير ، وقدامها الصحن ، وهو متسع ، ودائره خلاوي تحتية وفوقية ، وفيه بير ، وشرقيه بيت الخلاء ، وغربيه بشمال السلم الهابط الى هذا الصحن واعلاه باب الخلاوي الفوقية وباب مسجد له شباكان مطلان على الطريق ، وشرقيه قبة بها قبور وقبالة هذا الباب قاعة لطيفة وتاريخ بنائها مكتوب على بابها (١) ، وهو متصل بالشباكين المذكورين وبالقبة المذكورة ولها شباكان أيضا.

__________________

(١) هذه المدرسة لا تزال جبهتها الشمالية موجودة وفيها الباب وقد كتب في أعلاه ملخص وقفيتها وتاريخ بنائها وشرقي الباب قبة قد تهدم اعلاها. وباقيها أصبح دارا للسكن وقد استولى على هذه المدرسة بعض الناس بواسطة دائرة الاوقاف الاسلامية التي وضع فيها المسيو جيناردي موظفين يعملون بكل جهدهم لهدم التراث الاسلامي ومن الغريب ان الشيخ محمد بدر الدين الحسني البيباني كان يتناول منها راتبا

١٦٤

الباب الثاني عشر

في مدارس الشافعية

[المدرسة الاتابكية]

منها المدرسة الاتابكية ، غربي دار الحديث الشرفية المقدسية ، وشرقي (١) حمام العرايس.

[تركان خاتون]

قال القاضي عز الدين الحلبي انشأتها بنت نور الدين رسلان بن اتابك صاحب الموصل انتهى.

والصواب انها اخت رسلان هذا لما قال الذهبي في العبر في سنة اربعين وستمائة : والجهة الاتابكية امرأة الملك الاشرف موسى صاحبة المدرسة والتربة «تركان» يعني بالتاء اولا ، خاتون بنت السلطان الملك عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن اتابك زنكي بن آق سنقر.

قال ابو شامة وفي ليلة وفاتها كان وقف مدرستها وتربتها بالجبل ودفنت بها رحمها الله وتقبل منها.

وقال الصفدي توفيت في شهر ربيع الاول سنة اربعين وسبعمائة

__________________

ضخما باسم التدريس فيها مع انها متهدمة متلاشية وكانت دائرة الاوقاف الاسلامية تستخذي أمام طلبات الشيخ المذكور. اما العمل على بناء هذه المدرسة وارجاع مجدها السالف فليس هذا مما يهتم به في نظر كثير ممن يحتكرون الغيرة على الدين او الوطن.

(١) كذا في الأصل ولكن الواقع انها غربي حمام العرائس وشرقي دار الحديث الأشرفية.

١٦٥

ودفنت بتربتها (١) في المدرسة التي انشأتها بقاسيون انتهى.

[ارسلان شاه]

ولما قال الذهبي أيضا في مختصر تاريخ الاسلام سنة سبع وستمائة : وفيها مات صاحب الموصل نور الدين ارسلان شاه بن عز الدين مسعود ابن مودود بن الاتابك ، وكان شهما شجاعا مهيبا فيه ظلم وجبروت ، وكانت دولته ثمانية عشر عاما بعد ابيه ، بنى مدرسة للشافعية في غاية الحسن وتملك بعده ابنه عز الدين مسعود انتهى.

وقال فيه في سنة ستمائة : وتزوج الملك الاشرف صاحب حران بأخت صاحب الموصل نور الدين وهي الجهة الاتابكية صاحبة التربة والمدرسة بالجبل انتهى.

وقال ابو السعادات ابن الاثير قال وزيره : ما قلت له في فعل خير الا وبادر اليه.

وقال أبو شامة : كان عقد نور الدين صاحب الموصل مع وكيله بدمشق على بنت العادل على مهر ثلاثين الف دينار ثم بان انه مات من أيام.

وقال ابن خلكان وكان شهما عارفا بالامور تحول شافعيا ولم يكن في بيته شافعي سواه وله مدرسة قلّ ان يوجد مثلها في الحسن توفي في رجب وتسلطن ابنه عز الدين. وقال فيه في سنة خمس عشرة وستمائة وصاحب الموصل السلطان الملك العادل عز الدين ابو الفتح مسعود ابن السلطان نور الدين رسلان شاه الاتابكي ولد سنة تسعين وخمسمائة ، وتملك بعد أبيه وله سبع عشرة سنة ، وكان موصوفا بالملاحة والعدل والسماحة ، قيل انه سم ومات في ربيع

__________________

(١) في الاصل بتربتها والمدرسة.

١٦٦

الآخر وله خمس وعشرون سنة ، وعظم على الرعية امره وولي بعده بعهد منه ولده نور الدين ارسلان شاه ، ويسمى أيضا عليا وله عشر سنين فمات في أواخر السنة ايضا انتهى.

[المدرسون بالاتابكية]

وقال العز الحلبي اول من درس بها تاج الدين ابو بكر بن طالب المعروف بالاسكندري وبالشحرور ، ولم يزل بها الى أن توفي.

وذكر بها الدرس نجم الدين اسماعيل المعروف بالمارداني وهو مستمر بها الى آخر سنة [ص ٤٠] اربع وسبعين وستمائة انتهى.

[صفي الدين الارموي]

ودرس بها العلامة صفي الدين ابو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن محمد الهندي الارموي الشافعي المتكلم على مذهب الاشعري ، ميلاده بالهند في ربيع الاول سنة اربع واربعين وستمائة ، وكان جده لامه فاضلا فقرأ عليه وخرج من دهلي في رجب سنة سبع وستين فحج وجاور ثلاثة أشهر ، ثم دخل اليمن فاعطاه ملكها المظفر اربعمائة دينار ، ثم دخل مصر سنة احدى وسبعين واقام بها اربع سنين ، ثم سافر الى الروم على طريق انطاكية ، فاقام احدى عشرة سنة بقونية خمسا ، وبسيواس خمسا ، وبقيسارية سنة واجتمع بالقاضي سراج الدين فاكرمه ثم قدم الى دمشق في سنة خمس وثمانين فاقام بها واستوطنها ، وولي بها مشيخة الشيوخ ودرس بها بالظاهرية الجوانية والرواحية والدولعية والاتابكية هذه ، وانتصب للافتاء والاقراء في الاصول والمعقول والتصنيف وانتفع الناس به وبتصانيفه ـ الا ان خطه في غاية الرداءة ـ وبتلاميذه ، ووقف كتبه بدار الحديث الاشرفية وكان فيه بر وصلة.

١٦٧

وقال الصفدي وصنف الفائق في اصول الدين وله اوراد واشتغل بالجامع الاموي وكان حسن العقيدة.

وقال الذهبي تفقه بالهند على جده لأمه الذي توفي سنة ستين وستمائة وسار من دله في سنة سبع وستين الى اليمن ثم حج وجاور ثلاثة اشهر وجالس ابن سبعين ، ثم قدم مصر ثم الروم ودرس وتميز واجتمع بالسراج الارموي ثم قدم دمشق وسمع من ابن البخاري وتصدر للافادة ، واخذ عن ابن الوكيل وابن الفخر المصري وابن المرحل والكبار وكان يحفظ ربع القرآن وكان ذا دين وتعبد وايثار وخير.

وقال ابن كثير توفي ليلة الثلاثاء تاسع عشرين صفر سنة خمس عشرة وسبعمائة ولم يكن معه وقت موته سوى الظاهرية وبها مات فأخذ بعده ابن الزملكاني الظاهرية فدرس بها وأخذ ابن صصرى الأتابكية انتهى. ودفن بمقبرة الصوفية.

ثم قال ابن كثير في هذه السنة وفي يوم الأربعاء تاسع جمادى الآخرة درس ابن صصرى بالاتابكية عوضا عن الشيخ صفي الدين الهندي.

[احمد بن صصرى]

ثم قال في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة فيمن توفي بها : وقاضي القضاة نجم الدين بن صصرى ابو العباس احمد ابن العدل عماد الدين محمد ابن العدل أمين الدين سالم ابن الحافظ المحدث بهاء الدين ابي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن الحسن بن محمد بن الحسن بن احمد بن محمد بن صصرى التغلبي الربعي الشافعي قاضي القضاة بالشام ولد في ذي القعدة سنة خمس وخمسين وستمائة وسمع

١٦٨

الحديث واشتغل وحصل ، وكتب عن القاضي شمس الدين بن خلكان وفيات الأعيان وسمعها عليه وتفقه بالشيخ تاج الدين الفزاري وعلى أخية شرف الدين في النحو وكان له يد في الانشاء وحسن العبارة ودرس بالعادلية الصغيرة سنة ثنتين وثمانين وبالامينية [ص ٤١] سنة تسعين وبالغزالية سنة اربع وتسعين ، وولي قضاء العساكر في دولة العادل كتبغا ، ثم تولى قضاء الشام سنة ثنتين وسبعمائة بعد ابن جماعة حين طلب لقضاء مصر بعد ابن دقيق العيد ، ثم أضيف اليه مشيخة الشيوخ مع تدريس العادلية والغزالية والاتابكية وكلها مناصب دنيوية انسلخ منها وانسلخت منه ومضى عنها وتركها لغيره واكبر أمنيته بعد وفاته أنه لم يكن تولاها ، وهي متاع قليل من حبيب مفارق ، وكان رئيسا محتشما وقورا كريما جميل الاخلاق معظما عند الدولة والسلطان ، توفي فجأة ببستان بالسهم ليلة الخميس سادس عشر ربيع الأول وصلي عليه بالجامع المظفري وحضر جنازته نائب السلطنة والقضاة والأمراء والأعيان وكانت جنازته حافلة ودفن بتربتهم بالركنية انتهى.

وقال الذهبي في مختصر تاريخ الاسلام ومات قاضي دمشق ورئيسها نجم الدين بن صصري الشافعي في ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة عن ثمان وستين سنة يروي عن الرشيد العطار حضورا وعن ابن عبد الدائم انتهى.

[جمال الدين الزرعي]

ثم درس بها بعده قاضي القضاة جمال الدين الزرعي قال ابن كثير في سنة ست وعشرين وسبعمائة : وفي ذي القعدة سافر القاضي جمال الدين الزرعي من الأتابكية الى مصر ونزل عن تدريسها لمحيي الدين بن جهبل انتهى.

١٦٩

[اسماعيل بن جهبل]

وهو الشيخ العالم محيي الدين ابو الفدا اسماعيل بن يحيى بن اسماعيل بن طاهر بن نصر بن جهبل اخو الشيخ شهاب الدين مولده بدمشق سنة ست وستين وستمائة واشتغل وحصل وافتى ودرس بالأتابكية هذه وسمع من جماعة وحدث. سمع منه البرزالي وخرج له مشيخة وحدث بها ، وناب في الحكم بدمشق وولي قضاء طرابلس مدة تم عزل منها وعاد الى دمشق توفي في شعبان سنة اربعين وسبعمائة ودفن عند أخيه بمقبرة الصوفية.

[ابن جملة]

ثم وليها بعده قاضي القضاة ابن جملة قال ابن كثير في سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وفي يوم الاحد ثالث عشر شوال درس بالأتابكية قاضي القضاة ابن جملة عوضا عن محيي الدين بن جهبل تولى قضاء طرابلس وحضر القضاة وأكابر المدرسين والعلماء.

[ابن المجد]

وقال البرزالي ثم درس بها قاضي القضاة شهاب الدين ابن المجد مع الغزالية والعادلية مع بقاء الاقبالية عليه انتهى.

[صدر الدين القزويني]

وقال ابن كثير في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة : وفي ثاني يوم من ذي الحجة درس صدر الدين ابن قاضي القضاة جلال الدين القزويني بالأتابكية واخوه الخطيب بدر الدين في الغزالية والعادلية نيابة عن أبيهما قاضي قضاة الشام بعد وفاة ابن المجد انتهى.

١٧٠

[تقي الدين السبكي]

ثم درس بها قاضي القضاة تقي الدين ابو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الانصاري الخزرجي السبكي ولد بسبك من أعمال المنوفية في مستهل صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة ، وحفظ التنبيه ، وقدم القاهرة فعرضه على القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز ، وتفقه في صغره على والده ثم على جماعة آخرهم ابن الرفعة ، وأخذ التفسير عن علم الدين العراقي ، وقرأ القراآت على الشيخ تقي الدين الصائغ ، والحديث على الحافظ الدمياطي ، والأصلين وسائر المعقولات على علاء الدين الباجي ، والمنطق والخلاف على سيف الدين البغدادي ، والنحو على الشيخ ابي حيان ، وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين بن عطاء وسمع الحديث من الجم الغفير [ص ٤٢] ورحل الكثير وجمع معجمه العدد الكثير واشغل وأفتى وصنف ، ودرس بالمنصورية والهكارية والسيفية ، وتفقه به جماعة من الأئمة كالاسنوي وابي البقاء وابن النقيب وقريبه تقي الدين بن أبي الفتح وأولاده وغيرهم من الأئمة الاعلام ، وولي قضاء دمشق في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين عوضا عن جلال الدين القزويني ، وباشر القضاء على الوجه الذي يليق به ست عشرة سنة وشهرا ، وقد درس بدمشق بالغزالية والعادلية الكبرى والاتابكية هذه والمسرورية والشامية البرانية وليها بعد موت ابن النقيب ، قال ولده فما : حل مفرقها ولا اقتعد غرتها أعلم منه ، كلمة لا استثناء فيها. وولي بعد الحافظ المزي مشيخة دار الحديث الأشرفية الدمشقية ، وقد خطب بجامع دمشق مدة طويلة ، وجلس للتحديث بالكلاسة فقرأ عليه الحافظ تقي الدين ابو الفتح السبكي جميع معجمه الذي خرجه له الحافظ شهاب الدين بن ايبك الدمياطي ، وسمع عليه خلائق منهم الحافظان ابو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي ، وفي آخر عمره

١٧١

استعفى من قضاء الشام ورجع الى مصر متضعفا فأقام بها دون العشرين يوما ، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وخمسين وسبعمائة ودفن بمقابر الصوفية هناك.

[بهاء الدين السبكي]

ثم درس بها قاضي القضاة بهاء الدين ابو البقاء ابن السبكي وهو قاضي القضاة ، بقية الاعلام ، صدر مصر والشام ، بهاء الدين ابو البقاء ، محمد ابن القاضي سديد الدين عبد البر ابن الامام صدر الدين يحيى بن علي الانصاري الخزرجي السبكي المصري الدمشقي الحاكم بالديار المصرية والبلاد الشامية ميلاده في ربيع الأول سنة سبع ـ بتقديم السين ـ وسبعمائة ، وتفقه على قطب الدين السنباطي ومجد الدين الزنكلوني وزين الدين بن الكتاني وغيرهم ، وقرأ الأصول على جده صدر الدين ، والشيخ علاء الدين القونوي ، ثم على ابن عم أبيه شيخ الاسلام السبكي ، وقرأ عليه كتاب الاربعين في أصول الفقه ، وقرأ النحو على ابي حيان ، وأخذ المعاني عن القاضي جلال الدين القزويني وروى عنه تلخيص المفتاح ، وسمع الحديث بمصر والشام ، وخرج له الحافظ أبو العباس الدمياطي جزءا من حديثه وحدث به ، وشغل الناس بمصر ، ثم قدم مع قاضي القضاة السبكي الى دمشق فاستنابه ، وتصدى لشغل الناس بالعلم ، وقصده الطلبة ، وحضر حلقته الفضلاء ، وعلا صيته ، وتقدم على شيوخ الشام ، وله اذ ذاك بضع وثلاثون سنة ، واشتهرت فضائله ، ودرس بالاتابكية والظاهرية البرانية والرواحية والقيمرية ، ثم ولي القضاء بدمشق مع تدريس الغزالية والعادلية مدة يسيرة ، ثم طلب الى مصر في أوائل سنة خمس وستين بعد ما نزل عن وظائفه لولده ، فولي قضاء العسكر والوكالة السلطانية ونيابة الحكم الكبرى ثم ولي قضاء القضاة بالديار

١٧٢

المصرية مع الوظائف المضافة الى القضاء ، واستمر نحو سبع سنين ، ثم عزل ودرس بقبة الشافعي والمنصورية ، ثم ولي قضاء الشام ، وقدمها في أوائل سنة سبع وخمسين قاضيا ومدرسا بالغزالية والعادلية والناصرية وشيخا بدار الحديث الأشرفية الدمشقية ، وأضيف اليه قبل موته بشهر الخطابة بالجامع الأموي ، توفي في جمادى الأولى سنة سبع ـ بتقديم السين ـ وسبعين وسبعمائة ، فاجتمع في ميلاده سينان [ص ٤٣] ، وفي وفاته ثلاث ، ودفن بتربة السبكيين بالسفح.

[ولي الدين ابو ذر السبكي]

ثم درس بها ولده قاضي القضاة ولي الدين أبو ذر عبد الله ميلاده في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وسبعمائة بالقاهرة وسمع من جماعة بها وسمع بدمشق من الحافظ المزي وأبي العباس الجزري وغيرهما ، وحفظ الحاوي الصغير وأخذ عن والده وغيره وأفتى ودرس بالشامية الجوانية والرواحية والاتابكية هذه والقيمرية ، وناب في القضاء وولي وكالة بيت المال ، ثم ولي القضاء والخطابة ومشيخة دار الحديث وتداريس سنة سبع وسبعين نحو ثمان سنين ونصف الى أن توفي في شوال سنة خمس وثمانين وسبعمائة ودفن عند والده بتربة السبكيين بالسفح.

[عمر الملحي]

ثم درس بها العلامة أبو حفص الملحي وهو الامام الاوحد المفنن الفقيه المحدث المفسر الواعظ زين الدين ابو حفص عمر بن مسلم بن سعيد بن عمر بن بدر بن مسلم القرشي الملحي «بفتح الميم واللام» الدمشقي ولد في شعبان سنة اربع وعشرين وسبعمائة وورد دمشق بعد الأربعين واشتغل في الفقه على خطيب جامع جراح شرف الدين

١٧٣

قاسم وأخذ عن الشيخ علاء الدين حجي (١) وأخذ علم الاصول عن الشيخ بهاء الدين الاخميمي واشتغل في الحديث وشرع في عمل المواعيد فكان يعمل مواعيد نافعة ويفيد الخاصة والعامة ، وانتفع به خلق كثير من العوام ، وصار لديه فضيلة وأفتى وتصدر للافادة ، ودرس بالمسرورية ، ثم بالناصرية ووقع بينه وبين قاضي القضاة برهان الدين ابن جماعة بسببها وحصل له محنة ، ثم عوض عنها بالأتابكية هذه ثم أخذت منه فلما ولي ولده شهاب الدين احمد قضاء دمشق في سنة احدى وتسعين ترك له الخطابة وتدريس الناصرية والاتابكية ثم فوض اليه دار الحديث الأشرفية فلما جاءت دولة الظاهر برقوق أخذ واعتقل مع ابنه بالقلعة وجرت لهما محن وطلب منهما أموال فرهن كثيرا من كتبه على المبلغ الذي طلب منهما ، وولده هذا درس بالحلقة الكندية بالجامع الأموي في ربيع الاول سنة ست وسبعين ، وولي مشيخة الشيوخ و [وقف] الاسوار والاسرى وغير ذلك ، وقال الحافظ شهاب الدين بن حجي برع الشيخ زين الدين في علم التفسير وأما علم الحديث فكان حافظا للمتون عارفا بالرجال وكان سمع الكثير من شيوخنا وله مشاركة في العربية انتهى. وكان الشيخ تقي [الدين] الاسدي يقول كان القاضي تاج الدين يعني السبكي هو الذي أدخله بين الفقهاء فلما حصلت له المحنة كان ممن قام عليه وكان مشهورا بقوة الحفظ ودوامه اذا حفظ شيئا لا ينساه كثير الانكار على أرباب الشبه شجاعا مقداما كثير المساعدة لطلبة العلم يقول الحق على من كان من غير مداراة في الحق ولا محاباة وملك من نفائس الكتب شيئا كثيرا وكان

__________________

(١) بكسر الحاء المهملة والجيم الثقيلة (راجع ذيول تذكرة الحفاظ ٢٤٧ والضوء اللامع ١ / ٢٦٩) وهو والد شهاب الدين بن حجي الآتية ترجمته ص (١٧٨) توفي علاء الدين حجي سنة (٧٨٢) انظر شذرات الذهب (٦ / ٢٧٤).

١٧٤

كثير العمل والاشتغال لا يمل من ذلك ولم يزل حاله على حسن نظام الى ان قدر الله عليه ما قدر توفي معتقلا بقلعة دمشق في ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة ودفن بالقبيبات (١) وشهد جنازته خلق لا يحصون كثرة انتهى. وقبره مشهور بآخر مقبرة المزرعة شرقي المزار المعروف بصهيب الرومي قبلي الزويزانية وشمالي زاوية الرفاعي شرقي ميدان الحصى ويتبرك بالدعاء عنده.

[بدر الدين السبكي]

ثم درس بها قاضي القضاة بدر الدين ابو عبد الله محمد ابن قاضي القضاة بهاء الدين ابي البقاء المتقدم ذكره. ميلاده في شعبان سنة احدى [ص ٤٤] وأربعين وسبعمائة وسمع من جماعته واخذ عن والده وغيره من علماء العصر وفضل في عدة فنون واشتغل وافتى ودرس وحدث بمصر والشام وغيرهما ودرس بدمشق بالاتابكية مدة والرواحية وغيرهما وناب عن والده في القضاء بالقاهرة وباشر عدة وظائف وولي مشيخة الحديث بالقبة المنصورية ثم ولي القضاء عن ابن جماعة في شعبان سنة تسع وسبعين واعطيت قبة الشافعي ـ التي كانت بيده وتولاها لما انتقل والده الى قضاء الشافعية ـ للبلقيني والمنصورية للقومي ، فباشر سنة ونحو اربعة اشهر ثم عزل واعيد ابن جماعة ، واستمر بطالا ليس بيده وظيفة أزيد من ثلاث سنين ، ثم اعيد الى القضاء في صفر سنة اربع وثمانين فباشر خمس سنين ونحو خمسة اشهر ، ثم عزل ، ثم تولى ابن جماعة ، وولي خطابة الجامع الاموي وتدريس الغزالية ثم صرف في رجب سنة احدى وتسعين ، ثم

__________________

(١) في الاصل «ودفن بالقبيبات» مكررة مرتين وهي محلة مشهورة في الميدان قرب الجامع الكريمي «جامع الدقاق» سميت بذلك لأن أكثر بيوتها ذات قباب ولا يزال بعضها باقيا الى الآن.

١٧٥

ولي القضاء مرتين عن القاضي صدر الدين المناوي وعزل في المرتين به ، ومدة مباشرته في ولاياته الأربع ثمان سنين ونصف في مدة ثمان عشرة سنة ، وولي في آخر وقت تدريس الشافعي واستمر بيده الى ان مات.

قال الشيخ تقي الدين الاسدي وكان لينا في مباشرته وفي لسانه رخاوة ، وكان ولده جلال الدين غالبا على أمره فمقته الناس.

وقال الحافظ شهاب الدين ابن حجر المصري اشتغل في الفقه وغيره فمهر ، وكان لين الجانب ، قليل المهابة ، بخيلا بالوظائف ، حسن الخلق ، كثير الفكاهة منصفا في البحث ، وكان أعظم ما يعاب به تمكينه ولده جلال الدين من أموره ، توفي في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثمانمائة ودفن خارج باب النصر.

ثم وليها ولده جلال الدين.

[محمد بن الجزري]

ثم درس بها فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الجزري الدمشقي ، قال الاسدي في تاريخه : اخذ عن والده القراآت ويسيرا من النحو ولم يكن يعرف شيئا غير ذلك. وكان عنده إقدام وجراءة ، ويتكلم كلاما كثيرا لا حاصل له ، وسافر الى مصر غير مرة ، وحصل تدريس الاتابكية ونظرها «يعني عن جلال [الدين] بن ابي البقاء» وكان بيده جهات والده نصف خطابة جامع التوبة ، ومشيخة الاقراء في عدة أماكن ، وكان يخطب حسنا ويقرأ في المحراب جيدا ، توفي بمنزله بالاتابكية يوم الاثنين ثالث عشرين صفر سنة اربع عشرة وثمانمائة وهو في عشر الاربعين اظنه ابن خمس وثلاثين سنة ، ونزل عن وظائفه

١٧٦

للشيخ شهاب الدين بن حجي وحصل في وظائفه خباط وذلك ان القاضي لما بلغه ضعفه وانه مطعون عين الاتابكية لشهاب الدين بن حوان وخطابة جامع التوبة لشيخنا شهاب الدين بن حجي ، ثم انه ظهر انه نزل عن جميع وظائفه للشيخ شهاب الدين بن حجي فامضى ذلك القاضي ، ثم ان الشيخ نزل عن نصف خطابة جامع التوبة لابن الحسباني وأظن ان ابن الحسباني لما بلغه وفاة ابن الجزري قصد الشيخ شهاب الدين بن حجي فولاه نصف الخطابة لأنه الناظر الخاص ، وذلك قبل ان يعلم الشيخ بنزول ابن الجزري فالتزم ذلك ، ولقد عجبت من شيخنا في ولايته له مع تصريحه بأن شرط الواقف غير موجود فيه لعدم حفظ القرآن ، ولا أعلم انه وقعت من شيخنا قصة أنكرها كل من سمعها غير هذه ، والجواد لا بد له من كبوة.

ثم ان ابن عبادة الصغير الذي هو شافعي جاء بنزول من ابن الجزري بتدريس الاتابكية فقال قاضي القضاة ابن الاخنائي اسكت لا تتكلم بهذا حتى لا يسمع الشيخ يغتاظ فقال لو وصلت يد ابن حجي الى السماء لا أسكت عنه ، فأنكر هذا من بلغه [ص ٤٥] وبالغ في سب ابن عبادة وسب ابيه الحنبلي وغلب على ظن كل أحد ان ما معه زور مفتعل لا حقيقة له مع عدم أهلية ، وفي يوم الاربعاء رابع عشرين صفر سنة أربع عشرة المذكورة حضر شيخنا درس الاتابكية وحضر معه القضاة ولم أحضر هذا الدرس وبلغني أنه حصل لابن عبادة في هذا المجلس اهانة زائدة وهدد بالكلام القبيح على ما نقل ولم يتكلم بكلمة واحدة.

وفي هذا اليوم توفي يونس ابن القاضي علاء الدين بن أبي البقاء وولي في وظائفه. وحضر في تدريس العزيزية والقيمرية الشيخ شهاب الدين بن حجي ، والمتصدر قاضي القضاة نجم الدين بن

القلائد الجوهرية م ـ ١٢

١٧٧

حجي (١) ، ثم تركه لابن عذري ، وأرسل الى القاضي ابن الاخنائي الشافعي ان يقرره فيه وتدريس الصارمية شمس الدين الكفيري انتهى.

[الشهاب احمد بن حجي]

وشهاب الدين بن حجي المذكور قال تقي الدين الاسدي في ذيله في سنة ست عشرة وثمانمائة : وفيها توفي شيخنا الامام العلامة بقية الشام علاء الدين بن الحافظ المتقن ذو الخصال الزكية والأخلاق المرضية وشيخ الشافعية شهاب الدين ابو العباس احمد ابن الشيخ الامام العلامة علاء الدين ابي محمد حجي بن موسى بن احمد بن سعد ابن غشم بن غزوان بن علي بن شرف بن تركي السعدي الحسباني الأصل الدمشقي مولده بين المغرب والعشاء ليلة الأحد الرابع من المحرم سنة احدى وخمسين وسبعمائة بخانقاه الطواويس بالشرف الأعلى ظاهر دمشق ، ورأيت بخطه رحمه‌الله : الاوليات المصادفة لمولدي عشرة : اول نصف القرن الثامن ، اول السنة العربية ، أول السنة الشمسية ، أول يوم من فصل الربيع ، أول برج الحمل ، أول الليل ، أول الاسبوع ، اول صيرورة الهلال قمرا ، أول سكون الشياطين بعد انتشارها عند ذهاب فحمة العشاء ، وأشرت الى بعض ذلك فيما كتبته على اجازة :

وثامن القر [و] ن مبدا نصفه

ومبدأ الأسبوع وهو الأحد

__________________

(١) هو نجم الدين عمر بن حجي اخو شهاب الدين انظر الضوء اللامع (٥ / ٧٨ ، ١١ / ٢٤٢) وجد مذبوحا على فراشة ببستان في في النيرب سنة (٨٣٠).

١٧٨

ومبدأ الرابع من محرم

مبتدأ الربيع ـ فادر ـ المولد

قرأ القرآن على المؤدب المقرىء شمس الدين بن حبش وختمه في سنة ستين ، واخذ عن شيخه المذكور علم الميقات ، وحفظ التنبيه وغيره ، وسمع الحديث من خلائق من اصحاب ابن البخاري واحمد ابن شيبان وابي الفضل ابن عساكر والشيخ شرف الدين اليونيني وابن مشرف والتقي سليمان وعيسى المطعم وطبقتهم ، منهم المسند نجم الدين ابو العباس احمد بن اسماعيل بن احمد بن عمر ابن الشيخ ابي عمر المقدسي الصالحي الحنبلي والمسند المعمر ابو عبد الله محمد بن حمد بن عبد المنعم الحراني ، والمسند ابو عبد الله محمد بن محمد ابن عبد الله عوض المقدسي الصالحي ، وتاج الدين ابو العباس احمد بن محمد بن عبد الله بن محبوب الدمشقي والمسند ابو حفص عمر بن الحسن بن مزيد بن اميلة المراغي المزي ، والمسند شهاب الدين ابو العباس احمد بن عبد الكريم بن ابي الحسين البعلي ، والمسند الجليل صلاح الدين ابو عبد الله محمد بن احمد بن العز ابراهيم بن عبد الله ابن الشيخ ابي عمر والخطيب ابو عبد الله محمد ابن عبد الله بن عبد الله (١) بن مالك العجلوني خطيب بيت لهيا (٢) وعلاء الدين ابو الحسن علي بن محمد بن احمد بن محمد بن عثمان ابن المنجأ التنوخي ، والشيخ الفقيه عز الدين ابو الفرج عبد الرحمن بن احمد بن عمر السلمي المعروف بابن السكري ، واجاز له من دمشق قاضي القضاة [ص ٤٦] الفقيه شرف الدين ابو العباس ابن قاضي

__________________

(١) كذا مكررة في الاصل مرتين.

(٢) قرية عظيمة كانت خارج سور دمشق وموضعها بالقصاع جهة المستشفى الانكليزي.

١٧٩

الجبل الحنبلي ، والقاضي الاوحد بدر الدين ابو العباس احمد بن محمد بن احمد بن محمود بن الزقاق الكاتب المعروف بابن الجوخي ، والامام العالم بدر الدين حسن ابن قاضي القضاة عز الدين محمد بن سليمان بن حمزة ، والشيخ الخير تقي الدين ابو محمد عبد الله بن محمد بن ابراهيم الصالحي ابن قيم الضيائية ، وخلائق ، ومن القدس الحافظ صلاح الدين العلائي والشيخ الفقيه تقي الدين القرقشندي ، والخطيب برهان الدين ابو اسحاق ابراهيم بن عبد الرحمن بن ابراهيم ابن سعد الله بن جماعة ، وعز الدين عبد العزيز بن محمد بن ابراهيم ابن سعد الله بن جماعة ، والشيخ تقي الدين محمد بن عمر بن الياس المراغي المقدسي ، وغيرهم ، ومن المدينة المحدث عفيف الدين ابو جعفر عبد الله بن محمد بن احمد بن خلف الانصاري الخزرجي العبادي المعروف بابن المطري ، وغيره ، ومن بعلبك الكاتب شهاب الدين ابو العباس احمد بن علي بن الحسن بن عمرون البعلي ، والشيخ برهان الدين ابراهيم بن محمد بن محمود بن مري الكاتب البعلي ، والشيخ العالم ناصر الدين قرا بن ابراهيم بن محمود بن قرا البعلبكي الحنبلي ، وغيرهم. ومن مصر وحلب وغيرهما جماعة كثيرون ، وقد كتب اسماء مشايخه مجردا في بعض مجاميعه على حروف المعجم ، ومن مسموعاته الكتب الستة والموطأ ، ومسند الشافعي ، وغالب مسند احمد ، ومسند الدرامي ، ومسند ابي يعلى ، ومعجم الطبراني ، وصحيحي ابن خزيمة ، وابن حبان ، والمنتخب من مسند عبد بن حميد ، ومسند ابي حنيفة تخريج الحارثي وتخريج ابن العربي ، وكتب أبي عبيد : الأموال وفضائل القرآن والطهور والغريب ، وغير ذلك مما وقع له من حديث الدراقطني والحاكم والبيهقي والبغوي وابن صاعد والمحاملي وأبي بكر الشافعي ، وأما الأجزاء فلا تنحصر ، وأخذ الفقة عن والده الشيخ علاء الدين والشيخ شمس الدين ابن قاضي شهبة ، وقاضي القضاة

١٨٠