إنّ مقتضى الكتاب والسنّة في صيغة القيادة بعد الرسول هوالتخصيص لا التفويض إلى الاُمّة ولا ترك الأمر إلى الظروف والصدف ، فنقدّم الكلام في السنّة فإنّها صريحة في التعيين وأمّا الكتاب فسيأتي البحث عنه.
فنقول : إنّ سيرة النبيّ الأكرم ونصوصه في موافق مختلفة تثبت بوضوح أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم غرس النواة الاُولى في أمر القيادة منذ أن أصحر بالدعوة وتعاهدها إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة.
وهذه النصوص من الكثرة والوفرة بحيث إنّه لا يمكن استيعابها ولا ذكر كثير منها ، ويكفينا مؤونة ذلك ، الموسوعات الحديثية في المناقب والفضائل والمؤلّفات الكلامية في أمر الولاية ، ونحن نكتفي بالقليل من الكثير.
بُعث الرسول الأكرم لهداية الناس وإخراجهم من الوثنية إلى التوحيد ، ومن الشرّ إلى الخير ، ومن الشقاء إلى السعادة ،وكانت الظروف المحدقة به قاسية جدّاً ، لأنّه بعث في اُمّة عريقة في الوثنية ، ويخاطبهم سبحانه : ( لِتُنْذِرَ قَوْماً