هذا الاحتمال أنّ الشيخ في باب الزيادات ذكر هذه الرواية خالية عن عبارة : « وإن كان عين الشمس أصابته » (١) ولا شك أنّه حينئذ يكون « حتى ييبس » متعلقا بقوله : « فلا تصلّ » ، والجمع مهما أمكن لازم ، وهذا أيضا من مرجّحات كون كلمة « إن » وصلية مطلقا ، ويقرّبه أنّ الوصل مزية في الكلام لا حاجة إلى ذكرها في إفادة أصل المطلوب ، فتدبّر.
فهذه (٢) احتمالات ثلاثة ظاهرة في طهارة المحلّ متأيّدة بالمؤيّدات والمقرّبات.
وممّا يؤيّد أيضا خلوّ الخبر عن مخالفة ظاهر آخره لظاهر أوّله ، وغير ذلك ، على ما أشرنا إليه سابقا. على أنّه عليهالسلام في مقام جواب السؤال صرّح بالمنع في النجس الرطب ، وكذا مع رطوبة ملاقيه وفصّل وطوّل ، فكيف يكتفي في ما هو الأصل في الجواب والعمدة في البيان بمجرّد الإشعار؟! سيّما مع غرابة نفس الحكم ومخالفتها لكل من أحكام الطهارة والنجاسة والمعهود بين المسلمين والمتعارف بينهم فيهما ، على حسب ما أشرنا إليه ، فتأمّل.
على أنّ متن الرواية إنّما هو من عمّار كسائر متون رواياته ، فإشعاره لا اعتداد به كما لا يخفى على الممارس ، فتأمّل.
وممّا لا يلائم الاحتمال الذي فيه الإشعار أنّه كان المناسب حينئذ ذكر الجبهة خاصّة في قوله عليهالسلام : « وإن كانت رجلك. » وعدم ضمّ الرجل وغيره إليه ، بعد ما أطلق اشتراط جواز الصلاة في الموضع بكون التجفيف من الشمس ، وربط هذا القول به ، إذ يشعر حينئذ باشتراط طهارة سائر
__________________
(١) التهذيب ٢ : ٣٧٢ / ١٥٤٨.
(٢) من هنا إلى آخر الحاشية ليس في « ا ».