فلمّا كان من الغد غدا إلى السيرافي فأخذه ليقتله فأخذ يصيح : يا عباد الله! يأمروني أن أقتل لهم الناس ثمّ يقتلوني! ثمّ قال لابنه إسماعيل : يا إسماعيل شأنك به! قال : فخرج إسماعيل والسيف معه حتّى قتله وهو قاعد (١). ولعلّه عليهالسلام كان وليّ دم المعلّى بضمان الجريرة ويدلّ عليه :
ما رواه الكليني قال : جاء رجل إلى الصادق عليهالسلام وقال : إن المعلّى بن خنيس ذهب بحقّي! يدّعي ديناً عليه! فقال : ذهب بحقّك الّذي قتله. ثمّ قال للوليد بن صُبيح : قُم إلى الرجل فاقض له من حقّه (٢).
وكأنّه كان من المتوقع حيث تنصّل داود العبّاسي من الأمر بقتل المعلّى وألقاه على عهدة عمدة شرطته السيرافي وأقاد الإمام منه! أن يردّ على الإمام عليهالسلام ما صادره من أمواله التي كانت بيد وكيله المعلّى ، ولم يردّها.
فكان ما رواه الكليني أيضاً بسنده عن معتّب مولى الصادق عليهالسلام قال : دخل الصادق عليهالسلام على داود بن علي وقال له : قتلت مولاي وأخذت مالي! قال : ما أنا قتلته ولا أخذت مالك! فقال عليهالسلام : لأدعونّ الله على من قتل مولاي وأخذ مالي! فقال داود : إنك لتهدّدني بدعائك! كالمستهزئ به.
قال معتّب : فلم يزل ليلته راكعاً وساجداً ، فلمّا كان في السحر سمعته يقول في سجدته : اللهم إني أسألك بقوتك القوية ، وبمحالك الشديد ، الذي كل خلقك له ذليل ، أن تصلّي على محمّد وأهل بيته وأن تأخذه الساعة الساعة! فما رفع رأسه حتّى سمعنا الصيحة من دار داود بن علي!
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٣٧٩ ، الحديث ٧١٠ و ٧١١.
(٢) الكافي : ٥ الباب ١٩ ، الحديث ٨ ، وفي التهذيب : ٦ ، الحديث ٣٨٦ باب الديون.