مصير يحيى في خراسان :
كان خالد بن عبد الله القَسري قد جعل على خراسان أخاه أسد القسري فمات عليها قبل عزل خالد عن الكوفة سنة عشرين بعد المئة الهجرية ، فاستخلف على خراسان جعفر بن حنظلة البهراني (١).
قال اليعقوبي : ولمّا قُتل زيد تحرّكت «الشيعة» في خراسان وجعلوا يذكرون للناس أفعال بني امية وما نالوا من آل رسول الله ، حتّى لم يبقَ بلد إلّا فشت فيه هذه الأخبار.
واستخبر يوسف بن عمر : أنّ يحيى بن زيد هرب إلى خراسان فتوارى في بلخ ، فكتب يوسف إلى هشام بالشام بحال يحيى ، وبلغه اضطراب خراسان عليه وكثرة مَن بها ممّن يميل معه ويأتيه. فكتب هشام إلى يوسف بن عمر : ابعث إليّ برجل له علم بخراسان! فبعث إليه بعبد الكريم بن سليط الحنفي التميمي. فسأله عن أمر خراسان وأهلها ومَن بها ممّن يصلح أن يوليه عليها. فكان إذا سمّى له رجلاً من ربيعة قال : إنّ ربيعة لا يُسدّ بها الثغور! ولمّا سمّى له نصر بن سيّار الليثي تفأل باسمه وقال : كأ نّه نصر وسيّار! وكان على كورة من كور خراسان ، فالتفت هشام إلى الغلام وقال له : يا غلام اكتب عهده ، فكتب العهد له وولّاه البلد وعزل جعفر البهراني (٢).
وكتب هشام إلى نصر بشأن يحيى بن زيد ، فأَعدّ نصر جيشاً وجعل عليهم هُدبة بن عامر السعدي ووجّهه بهم إلى يحيى في بلخ ، فطلبوه حتّى ظفروا به فأتوا به إلى نصر فحبسه في حصن في مرو يسمّى «كُهندژ» (٣) أي القلعة القديمة.
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٣٣.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٦ ـ ٣٢٧.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٢٦.