متابعة مروان في مصر ومصيره :
مرّ مروان من فلسطين إلى مصر ، فلمّا بلغه سقوط دمشق عبر النيل وقطع الجسر وسار يريد الحبشة ، ووجّه عبد الله بن علي أخاه صالح بن علي في طلب مروان ، فجاء صالح وقد عبر مروان ، فسرّح صالح في أثره عامر بن إسماعيل الحارثي المذحجي فلقيه في قرية بوصير (١) من كورة اشمون من صعيد مصر ، فلم يزل مواقفاً له والحرب بينهما. وانصرف عبد الله بن علي راجعاً إلى دمشق وصالح في قتال مروان (٢) ثمّ هجموا على عسكره وهم يضربون الطبول ويكبّرون وينادون : يالثارات إبراهيم (العباسي) فظن عسكر مروان أن قد احيط بهم (٣) ، فانهزموا وطُعن مروان برمح فصُرع ، وسبق إليه منهم بقّال كوفي فاحتزّ رأسه لثلاث بقين من ذي الحجة ، واحضر الرأس قدام صالح بن علي فأمر أن ينفض فسقط لسانه فبادرت إليه هرة فأخذته! وأرسله صالح إلى السفّاح (٤) فحمل إليه فلمّا وضع بين يديه قال لمن حضره : أيكم يعرف هذا؟ فقال سعيد بن جعدة : هذا رأس مروان بن محمّد بن مروان خليفتنا بالأمس (٥)! فنصب على قناة بباب المسجد فانقطع رجاء شيعة بني امية (٦).
وكان مروان قد أوصى إلى خادم له أنّه إذا قُتل يدخل بسيفه على نسائه وبناته فيقتلهنّ! وكان قد أدخلهنّ في كنيسة بوصير ، فرأوه يحاول الدخول عليهن
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٦٤.
(٢) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤٦.
(٣) مروج الذهب ٢ : ٢٤٦.
(٤) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٢.
(٥) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٤٦.
(٦) تاريخ خليفة : ٢٦٤.