وكان على الروم بالقسطنطينية قسطنطين بن اليون ، فلمّا رأى اشتغال المسلمين نزل بجمعه على ملطية ، فقاتله أهلها قتالاً شديداً وألحّ عليهم حتّى نزلوا على أمانه ، فأخرجهم إلى مأمنهم ، وهدمها بما فيها من دار الإمارة والمسجد الجامع.
فبعث السفّاح محمّد بن النضر الحميري بجمع معه إلى طوالة من أرض الروم (١) ثغراً.
وفي ابن الوردي : أنّ قسطنطين استولى على ملطية وقاليقلا (٢) ولم يذكر إخراج المسلمين منها وتخريبها.
وقال : فيها ولّى السفّاح عمّه سليمان بن علي البصرة وكور دجلة والبحرين وعمان ، فقتل سليمان بالبصرة جماعة من بني امية وألقاهم في الطرق تأكلهم الكلاب! وتشتّت من بقي منهم واختفوا في البلاد (٣).
وبنى بالأنبار وانتقل إليها :
أنِف السفّاح بعد بيعته أن يحصر نفسه بقصر دار الإمارة بالكوفة وآثر عليها الحيرة ، واختار القرار بالأنبار لقربها النسبيّ من ديار الأغيار! ولذا بدأ العمل في شراء الأراضي والدور وبنائها وقصر دار الإمارة بها على ما يرام ، منذ بداية العهد العباسي السفّاحي وهو ينتظر في الحيرة أول فرصة لإمكان الانتقال إليها ، بوزارة وزيره المميّز أبي سلمة الخلّال مولى همْدان.
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٦٨.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٤.
(٣) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨٣ و ١٨٤.