الخثعمي (١) فقال له : يا إسماعيل ، اخرج إلى مُرّة (على مرحلة) أو عُسفان (على مرحلتين) فسل (المسافرين من المدينة) : هل حدث بالمدينة حدث؟ قال : فلم ألق أحداً في مُرّة فمضيت إلى عسفان فلم ألق أحداً فرحلت منها فلقيت عيراً تحمل زيتاً فقلت لهم : هل حدث بالمدينة حدث؟ قالوا : لا ، إلّا قتل عراقي (كوفي)؟ يقال له المعلّى بن خنيس! فانصرفت إلى أبي عبد الله فلمّا رآني قال لي : يا إسماعيل قتل المعلّى بن خُنيس؟ قلت : نعم! قال : أما والله لقد دخل الجنة (٢)!
وقدم الإمام عليهالسلام من مكّة إلى المدينة في شهر ربيع الأول سنة (١٣٣ ه) وذكر له قتل المعلّى بن خنيس ، فقام مغضباً يجرّ ثوبه! وكان ابنه إسماعيل حاضراً فقال له : يا أبة أين تذهب؟ قال : (حتّى) لو كانت نازلة لأقدمت عليها! ثمّ خرج وتبعه ابنه إسماعيل! حتّى دخل على داود بن علي العباسي فقال له : يا داود! لقد أتيت ذنباً لا يغفره الله لك! قال : وما ذاك الذنب! قال : قتلت رجلاً من أهل الجنة. ثمّ قال : إن شاء الله!
وكان رجل من بني امية قد تزوّج ابنة الإمام ؛ فقال له داود : وأنت قد أتيت ذنباً لا يغفره الله لك! قال : وما ذاك الذنب؟ قال : زوّجت فلاناً الأموي ابنتك! قال : إن كنت زوجته فقد زوّج رسول الله عثمان ، ولي برسول الله أُسوة!
فقال داود : ما أنا قتلته؟ قال : فمن قتله؟! قال : قتله السيرافي! قال : فأقِدنامنه! قال : نعم!
__________________
(١) قاموس الرجال ٢ : ٣٢ برقم ٧٨٩.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٣٧٦ ، الحديث ٧٠٢ و ٧١٤.