على ما ذكرت من أمر عبد الله ، وإلّا أقدتك منه! فقال : إنّما أردت بما قلت الراحة من حراسته ، فأخّروني إلى العشي. فأخّروه. فحضر بالعشي وأحضر عبد الله معه صحيحاً سوياً ، فاتهمه المنصور أنّه أراد أن يعرف ما عندهم فإذا احتملوا ذلك قتله! (وذلك ليحتج به لعزله عن العهد).
ثمّ أمر المنصور فبني له بيت في الدار ، ثمّ أجرى الماء على أساس ذلك البيت فسقط على عبد الله فمات (١٤٩ ه).
وسأل المنصور عن كاتب نسخة الأمان له : مَن كتبه؟ فقيل : عبد الله بن المقفّع (١) فأضمر قتله. وقد كان ابن المقفّع قد طار صيته في المصنّفين (٢) ولذا استكتبه سليمان العباسي.
الغلاة من أصحاب أبي الخطاب :
كان من موالي بني أسد في الكوفة رجل يدعى محمد الأجدع بن أبي زينب مقلاص ، وتولّى الصادق عليهالسلام فأخذ يحمل رسائل المسائل للشيعة بالكوفة إليه عليهالسلام بالمدينة ويأتيهم بجواباتها (٣) فلذا أو لأنّه كان يعمل الزرود ويبردها قيل له البرّاد ، وقيل : بل كان بزّازاً. ويروي لهم عن الإمام عليهالسلام (٤) ويظهر من خبر عن الكاظم عليهالسلام : أن الصادق عليهالسلام استعمل الأجدع لحمل رسائله إلى شيعته بالكوفة (٥).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٦٨ ـ ٣٦٩.
(٢) التنبيه والإشراف : ٦٦.
(٣) الكافي ٥ : ١٥٠.
(٤) قاموس الرجال ٩ : ٥٩٤ عن الغضائري والطوسي.
(٥) اختيار معرفة الرجال : ٢٩٤ ، الحديث ٥١٨.