الإسلام (١) وبخاصة لأخبار طلب البيعة ليزيد بن معاوية من الحسين عليهالسلام وإبائه وخروجه من المدينة إلى مكة ثمّ إلى العراق فكربلاء فقتله بها ، ثمّ أسر اسرته وسبيهم إلى الكوفة ثمّ الشام ثمّ عودتهم إلى المدينة ، والتي أسماها بكتاب «مقتل الحسين» والذي رواه عنه هشام بن محمد بن السائب الكلبي الكوفي النسابة (م ٢٠٤ أو ٢٠٦ ه) وعنه الطبري في تاريخه ثمّ المفيد في «الإرشاد» بالعمدة (٢).
وقد حقّقت الكتاب وفي مقدمته ترجمت له واستظهرت مولده نحو الثمانين للهجرة ، وبدايته بمتابعة أخبار مقتل الحسين عليهالسلام نحو المئة للهجرة وفراغه منها نحو المئة والعشرين فطبيعي أن العباسيين أفادوا من هذا الكتاب وأخباره لإثارة ثورتهم على الأمويين ، من دون أن يكون لدينا أي مؤشّر إلى قيام أي ارتباط أو علاقة عضوية بين أبي مخنف والدعوة العباسية. وامتاز تحقيقي للكتاب بدراسة أسناد تلك الأخبار بالتفصيل في مقدمة الكتاب.
حجّ المنصور وهلاكه بمكّة :
حجّ المنصور بعد وفاة الصادق عليهالسلام في سنة (١٥٢ ه) (٣) وبلغ خبر ارادته الحجّ لسنة (١٥٨ ه) إلى مكة والمدينة ، وكان علي بن أبي حمزة البطائني بمحضر الكاظم عليهالسلام فقال : لا والله لا يرى أبو جعفر بيت الله أبداً! فقدم البطائني الكوفة وسمعهم يتحدثون عن حجّ المنصور فأخبرهم بكلام الإمام عليهالسلام. وخرج المنصور فلما بلغ الكوفة وخرج حتى بلغ البستان ، اجتمع أصحابه إليه وقالوا له : فهل بقي شيء بعد هذا؟! وخرج البطائني بنفسه للحجّ فلما بلغ المنصور إلى
__________________
(١) فوات الوفيات ٢ : ١٤٠ ، والأعلام للزركلي ٣ : ٨٢١.
(٢) والذي استخرجته وحققته وعلّقت عليه ونشر بعنوان : وقعة الطف لأبي مخنف.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٨٠ ، واليعقوبي ٢ : ٣٩٠.