معصيتنا ، فنحن الحجة البالغة على من فوق الأرض دون السماء ، نحن تراجمة وحي الله وخزّان علمه (١) فلعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا وإليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا (٢) والله لو أقررت بما يقول فيّ (غلاة) أهل الكوفة لأخذتني الأرض! وما أنا إلّاعبد مملوك لا أقدر على ضرّ ولا نفع وإنما أنا إمام من أطاعني .. ومن قال : إنّا أنبياء فعليه لعنة الله! ومن شك في ذلك فعليه لعنة الله» (٣).
وسمّاهم السفلة فقال للمفضّل بن عمر الجعفي الكوفي : إياك والسفلة! فإنما «شيعة» جعفر : من عفّ بطنه وفرجه ، واشتدّ جهاده (لنفسه) وعمل لخالقه ، ورجا ثوابه وخاف عقابه (٤).
المفضّل الجعفي بعد أبي الخطّاب :
روى الكشي عن ابن أبي عمير : أنّه لما أحدث أبو الخطّاب ما أحدث خرج جمع من «الشيعة» بالكوفة إلى الصادق عليهالسلام وطلبوا إليه أن يقيم لهم رجلاً يفزعون إليه في أمر دينهم وما يحتاجون إليه من الأحكام. فقال لهم : لا تحتاجون إلى ذلك ، فمتى ما احتاج أحدكم يعرّج إليّ ويسمع مني وينصرف فأصروا وألّحوا فقال لهم : قد أقمت عليكم المفضّل (ابن عمر الجعفي مولاهم) ، فاسمعوا منه وأقبلوا عنه ، فإنّه لا يقول على الله وعليَّ إلّا الحق.
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٣٠٦ ، الحديث ٥٥١.
(٢) المصدر : ٣٠٢ ، الحديث ٥٤٢.
(٣) المصدر : ٣٠٠ ، ٣٠١ ، الحديث ٥٣٨ و ٥٣٩.
(٤) المصدر : ٣٠٦ ، الحديث ٥٥٢.