ومنه طهوره ، فقال : إنا ننبذ فنطرح فيه العُكَر وما سوى ذلك ونشربه؟ فقال : شُه شُه! تلك الخمرة المنتنة!
فقال له : أخبرني عن رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد نجوم السماء؟ قال : ويحك أما تقرأ سورة الطلاق؟ قال : بلى. قال : فاقرأ. فقرأ : (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ (١)) قال : أترى هنا في السورة : نجوم السماء؟! قال : لا ، فرجل قال لامرأته : أنت طالق ثلاثاً؟ قال : تُردّ إلى كتاب الله وسنة نبيّه صلىاللهعليهوآله. ثمّ قال : لا طلاق إلّاعلى طُهر من غير جماع ، وبشاهدين مقبولين. ثمّ نهض عليهالسلام.
فقام الكلبي وخرج وهو يضرب بيده على الاخرى وهو يقول : إن كان شيء (من الحق) فهذا.
قال الراوي سماعة بن مِهران : فلم يزل الكلبي يدين الله بحبّ «آل البيت» حتّى مات (٢).
وافتتح المنصور بغداد :
بعد مقتل إبراهيم الحسني بثلاثة أشهر في شهر ربيع الأول سنة (١٤٦ ه) استوطن المنصور بغداد (٣) وأخذ في تكميل عمارتها. وهنا لأول مرّة نشاهد اسم خالد بن برمك وأن المنصور استشاره في نقض ايوان كسرى بالمدائن ونقل آجرُه إلى بغداد ، فقال خالد : هو من أعلام الإسلام فلا أرى ذلك! فقال له المنصور : يا خالد ، مِلت إلى أصحابك العجم! وأمر بنقض القصر الأبيض ، فنقضوا ناحية منه ، فكان ما يغرمون على نقضه وحمله أكثر من قيمة المنقوض المحمول!
__________________
(١) الطلاق : ١.
(٢) اصول الكافي ١ : ٣٤٩ ، ٣٥١.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧٩.