ويشرب النبيذ مخالفاً ليحيى (١) ثمّ استسلم يحيى لأمان الرشيد فحُمل إليه ، فأجازه بجوائز سنيّة كان مبلغها مئتي ألف دينار (٢) وكان الحسين صاحب فخّ خلّف مئتي ألف دينار ديناً فقضى بها دَين الحسين (٣).
أدارسة المغرب :
قال اليعقوبي : وهرب إدريس أخو يحيى إلى المغرب فغلب على فاس وناحية تُتاخم الأندلس واجتمع أهلها عليه ، فقيل : إنّ موسى الهادي أهدى إليه سواكاً مسموماً على يد من وجّهه إليه ، فمات ، وله جنين في بطن أُم ولد له ، فلمّا وُلد سمّته باسمه : إدريس الثاني ، فورث تلك المملكة ووُلده بعده حتّى اليوم (٤).
وذكر ابن الوردي : أنّهم احتزّوا رؤوس رؤساء أصحابه نحو مئة رأس ، واختلط المنهزمون بالحجّاج ومنهم إدريس بن عبد الله المحض وخرج مع الحجاج إلى مصر وعليها واضح الشيمي العباسي مولاهم ، فحمل إدريس على البريد إلى طنجة بالمغرب. وبلغ ذلك إلى الهادي فقتل مولاه واضحاً! ثمّ أرسل الرشيد من اغتال إدريس بالسم. فلمّا ولدت حظيّته ابناً سمّوه باسم أبيه ، ثمّ استقلّ بملكه (٥).
__________________
(١) المصدر السابق : ٣١١.
(٢) المصدر السابق : ٣١٢ ـ ٣١٣.
(٣) المصدر السابق : ٣٢١.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٠٥ وقال : بايع أباه في الموسم خلق كثير وافاه منهم خمسئة بعد الموسم! وقال : وكان له كمال ومجد ومذهب جميل!
(٥) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٩٣ وصحّف فيه فخ إلى وجّ!