وكان عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر الطيّار ومعه أخواه الحسن ويزيد خرجوا من الكوفة إلى اصطخر ، فخرجوا بها في سنة (١٢٩ ه) فوجّه إليه ابن هبيرة : عامر بن ضبارة المرّي الغطفاني فلقيه باصطخر فهزمه ، فخرج إلى خراسان ، وكان أبو مسلم الخراساني قد ظهر بها فحبسه واخوته (١).
الإباضية من حضرموت إلى مكة :
في سنة (١٢٩ ه) اجتمعت الإباضية من الخوارج على عبد الله بن يحيى الأعور الكندي في حضرموت ، وتسمّى طالب الحق ، وكان على حضرموت إبراهيم بن جبلة الكندي فأخرجوه بغير قتال ، وكان أكثر أصحابه من أهل البصرة ، ثمّ خرج إلى صنعاء وهو في ألفين منهم ، وكان على صنعاء القاسم بن عمر الثقفي في نحو ثلاثين ألفاً ، فالتقوا في الجالح من قرى أبين فاقتتلوا قتالاً شديداً وانهزم القاسم! ودخل الأعور صنعاء فأخذ الخزائن والأموال وأقام أشهراً.
ثمّ وجّه أبا حمزة المختار بن عوف الأزدي من أزد البصرة في عشرة آلاف إلى مكة وأمره أن يقيم بها ، وكان على مكة والمدينة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك ، ومشى بينهم عبد الله بن الحسن المثنّى حتّى أخذ عليهم أن لا يحدثوا حدثاً حتّى ينقضي أمر الموسم ، فأجابوا.
فلمّا عادوا من المواقف إلى مكة خطب أبو حمزة ، وكان جلّ أصحابه شباب فقال لهم :
يا أهل مكة! تعيّروني بأصحابي تزعمون أنهم شباب؟! وهل كان أصحاب رسول الله إلّاشباباً؟! أما إني عالم بتتابعكم فيما يضرّكم في معادكم ،
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٢٥٢ ، ٢٥٣ و ٢٥٥ وقال : كان ذلك في رمضان سنة (١٢٩ ه) وفي سنة (١٣٠ ه) قتله وخلّى عن أخويه.