فلمّا صرن إلى الكوفة حبس الرجال وأطلق النساء. ثمّ اخذ عبد الله بن مروان بمكّة فحُمل إليه وحُبس معهم (١).
كاتب الأمويين عند الصادق عليهالسلام :
علي بن أبي حمزة البطائني من موالي الأنصار بالكوفة كان له صديق من كتاب (ديوان) بني أُمية بالكوفة (؟) وحجّا لموسم الحج لهذه السنة (١٣٢ ه) وقد عرف الكاتب معرفة البطائني بالصادق عليهالسلام. قال البطائني فقال لي : استأذن لي على أبي عبد الله. فاستأذنت له فأذن له ، فلما أن دخل سلم وجلس ثمّ قال : جعلت فداك! إنّي كنت في ديوان هؤلاء القوم (بني أُمية) فأصبت من دنياهم مالاً كثيراً. أغمضت في مطالبه؟
فقال الصادق عليهالسلام : لولا أن بني أُمية وجدوا من يكتب لهم ويجبي لهم الفيء ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم ؛ لما سلبونا حقّنا! ولو تركهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئاً إلّاما وقع بأيديهم. فقال الفتى : جعلت فداك فهل لي مخرج منه؟ قال : إن قلت لك تفعل؟ قال : أفعل. قال : فاخرج من جميع ما اكتسبت في ديوانهم ، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدقت به ، وأنا أضمن لك على الله الجنة! فأطرق الفتى طويلاً ثمّ رفع رأسه وقال : لقد فعلت جعلت فداك!
قال البطائني : فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئاً على وجه الأرض إلّاخرج منه ، حتّى ثيابه التي كانت على بدنه! فقسمت له قسمة واشترينا له ثياباً وبعثنا له بنفقة! فما أتى عليه إلّاأشهر قلائل حتّى مرض ، فكنا نعوده ،
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٥١.