والمفيد في «الإرشاد» قال بالأول (١) ، ثمّ أعرض عنه وقال بالثاني في «مسارّ الشيعة» (٢) وتبعه الطبرسي (٣) والحلبي (٤) فشاع هذا وعليه العمل اليوم.
أخبار التشييع والدفن :
في آخر خبر أبي الفرج : واخرج فوضع على الجسر ببغداد ، فنودي عليه : هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه! فاجتمع الناس يتفرّسون في وجهه. وقال بعض الطالبيين : نودي عليه : هذا موسى بن جعفر الذي تزعم «الرافضة» أنّه لا يموت ؛ فانظروا إليه (٥)!
وزاد المفيد : أنّ يحيى البرمكي أمر بهذا النداء وذلك أنّ قوماً زعموا أنّ موسى عليهالسلام هو القائم المنتظر وجعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم! ولذا أمر يحيى بهذا النداء (٦)! وبهذا أفاد المفيد أوّلاً : أنّ دعوة الواقفة بدأت وامتدّت مع امتداد توقيف الكاظم قبل وفاته عليهالسلام. وثانياً : كأ نّهم هم السبب في مدّ ذلك النداء المُشين ، لا عدوان الظالمين إلّاخوفاً من دعوة المهدوية!
لكن هذا لولا ما أسنده الصدوق عن عبد الله الصيرفي قال : حُمل موسى عليهالسلام على نعش إلى مجلس الشرطة ، فأقام السندي عليه أربعة نفر (من الشرطة لابسي
__________________
(١) الإرشاد ٢ : ٢١٥.
(٢) مسارّ الشيعة : ٧٢ من المجموعة.
(٣) إعلام الورى ٢ : ٧.
(٤) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٤٨.
(٥) مقاتل الطالبيين : ٣٣٦.
(٦) الإرشاد ٢ : ٢٤٣.