فرجع إليه فأخبره بالجواب فأعجبهم ذلك ، ثمّ قالوا : ارجع إليه وسله : هل الدية لورثته؟ أم لا؟ فرجع وسأله ذلك فقال : لا ، لأنه اتي إليه في بدنه بعد موته ، فيُحجّ بها عنه أو يُتصدّق بها أو تصيَّر في سبيل من سُبل الخير (١).
وكما ألجأتهم مواجهة دعاوى عبد الله بن الحسن إلى الاستناد أحياناً إلى مصحف امهم فاطمة ، كذلك ألجأتهم مواجهة هؤلاء الفقهاء والقضاة أصحاب القياس والرأي ، إلى الاستناد إلى «الجامعة».
فقد روى الكليني بسنده عن أبي شيبة قال : سمعت أبا عبد الله يقول : ضلّ علم ابن شُبْرمة عند «الجامعة» فهو إملاء رسول الله وخط علي عليهماالسلام ، إن «الجامعة» لم تدع لأحد كلاماً ، فيها علم الحلال والحرام (٢).
وتوفي في موسم الحج من هذه السنة (١٤٤ ه) عمرو بن عُبيد الكابلي مولى تيم البصرة المعتزلي صاحب الحسن البصري في مرّان (٣) قرب مكة.
ذكر ذلك الليثي البصري والمسعودي ولم يعيّنا قبل الموسم أم بعده. ويظهر من خبر ذكره الأموي الزيدي : أن ذلك كان بعد الموسم :
دعوة الحسني ومعتزلة البصرة :
قال : اجتمع واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد المعتزليان في دار عثمان بن عبد الرحمن المخزومي البصري فتذاكروا الجور ، فقال عمرو : فمن يقوم بهذا الأمر ممن يستوجبه وهو له أهل؟ فقال واصل : يقوم به من أصبح خير هذه الأُمة! محمّد بن عبد الله بن الحسن! فقال عمرو : ما أرى أن نبايع ولا أن نقوم إلّا
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٨٥.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٧٥.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٧٦ ، ومروج الذهب ٣ : ٣٠٣.