الباقر عليهالسلام عند هشام بالشام :
روى الطبريّ الإمامي بسنده عن الصادق عليهالسلام خبراً جاء فيه : أنّ مَسلمة بن عبد الملك كان مع أخيه هشام لمّا حجّ في أوّل خلافته سنة (١٠٦ ه) ، وكان الصادق مع أبيه الباقر عليهماالسلام ، وسمع مَسلمة من الصادق عليهالسلام يقول لمن حوله : الحمد لله الذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً ، وأكرمنا به ، فنحن صفوة الله على خلقه وخيرته من عباده وخلفاؤه! فالسعيد من اتّبعنا والشقيّ من عادانا وخالفنا!
فانصرف مَسلمة إلى أخيه هشام وأخبره بما سمع من الصادق عليهالسلام! وكأنّ هشاماً لم يَر من حِشمته أن يبادر بمؤاخذته على كلمته فلم يعرض لهم حتّى انصرف إلى دمشق ، وانصرف الصادق مع أبيه الباقر عليهماالسلام إلى المدينة ، فأنفذ بريداً إلى عامل المدينة خاله (إبراهيم بن هشام المخزومي) بإشخاص الباقر والصادق معه ، فأشخصهم إليه.
قال الصادق عليهالسلام : فلمّا وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثة ثمّ في اليوم الرابع أذن لنا ، فدخل أبي أمامي وأنا خلفه ، وإذا به قد قعد على سرير الملك ، وخاصّته وجنده وقوف على أرجلهم سماطان متسلّحان (١).
وروى الكليني بسنده عن أبي بكر الحضرمي (٢) قال : لمّا صار أبو جعفر عليهالسلام بباب هشام قال لمن بحضرته من بني امية وأصحابه : إذا رأيتموني وبّخت محمّد ابن علي عليهالسلام وسكتُّ فليقبل عليه كلّ رجل منكم فليوبّخه! ثمّ أمر أن يؤذن له.
فلمّا دخل أبو جعفر عليهالسلام عمّهم بالسلام جميعاً ثمّ جلس! وترك السلام على هشام بالخلافة وجلس بغير إذن فازداد هشام حنقاً عليه فأقبل عليه
__________________
(١) عن دلائل الإمامة في بحار الأنوار ٤٦ : ٣٠٦ ، الباب ٧ : خروجه إلى الشام.
(٢) انظر ترجمته في قاموس الرجال ٦ : ٥٦٩ برقم ٤٤٨٦ وهو عبد الله بن محمّد الكوفي.