يعني : موسى بن جعفر وولده من بعده فمحمّد بن إسماعيل هو القائم المهدي ، ومعناه عندهم أنّه يهديه الله ليقوم بشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمّد! فالأئمة سبعة كما أنّ السماوات سبع والأرضون سبع والإنسان سبع : قلبه وظهره وبطنه ويداه ورجلاه! ورأسه سبع : عيناه وأُذناه ومنخراه وفمه ولسانه ، فالأئمة كذلك ، فهم سبعيّة! ثمّ تشعّبت منهم القرامطة (١).
وكان محمّد بن إسماعيل يكتب إلى الشيعة في كرخ بغداد ، وإلى أعمال إصفهان كتباً يدعوهم فيها إلى نفسه بمثل ما مرّ ، وظفر عيون المأمون ببعض هذه الكتب ورفعوها إليه (٢) فهو كان حياً على عهد المأمون بعد هارون.
علي بن إسماعيل والكاظم عليهالسلام :
كانت خزاعة من حلفاء بني هاشم في الجاهلية والإسلام ، وكان منهم من الأنصار أُهبان بن أوس ، ومن ولده جعفر بن محمّد بن الأشعث ، الذي مرّ في أخبار الصادق عليهالسلام أنّ جعفر بن الأشعث الخزاعي قال لصفوان بن يحيى البجلي عن سبب دخوله في التشيع والقول بالإمامة بلا معرفة سابقة : أنّ الدوانيقي قال له : يا محمّد ، ابغِ لي رجلاً يؤدّي عني ، فدلّه على خاله ابن المهاجر وأتاه به فأرسله إلى المدينة وآل أبي طالب ولا سيما الصادق عليهالسلام ، فأخبره الصادق بكل ما جرى بينه وبين المنصور حتّى كأ نّه ثالثهم! فاعترف المنصور بأ نّه محدَّث من أهل البيت! فكانت هذه الدلالة سبب قول جعفر الخزاعي بمقالة الإمامة (٣).
__________________
(١) انظر فرق الشيعة : ٦٨ ـ ٧٤.
(٢) ءح ال رضي الله عنهم ج للمعك ض ١٦ : ١١١.
(٣) أُصول الكاص ١ : ٤٧٥ ، وانظر قاموس الرجال ٢ : ٦٦٢ ـ ٦٦٥ ، برقم ١٥٠٧.