ذو الدمعة والأفطح والكاظم عليهالسلام :
منذ قتل زيد بن علي رحمهالله بالكوفة ، ترك ذريّة صغاراً منهم الحسين وله أربع سنين ، بُعث به إلى المدينة فتكفّله الصادق عليهالسلام فنشأ في حجره وربّاه وكان مقيماً عنده ، فأخذ عنه علماً كثيراً (١).
روى ذلك الاموي الزيدي ، ثمّ روى بسنده عنه قال : مررت بعبد الله بن
__________________
وبشأن عين أبي زياد روى الكليني في فروع الكافي (٣ : ٥٦٩ ، الحديث ٢) بسنده عن الراوي قال : قلت للصادق عليهالسلام : جعلت فداك ، بلغني أنك كنت تفعل في غلّة عين أبي زياد شيئاً احب أن أسمعه منك. قال : نعم ، كنت إذا أدركت الثمرة آمر أن يُثلم في حيطانها ليدخل الناس ويأكلوا. وكنت آمر أن يوضع في كل يوم عشر بنيّات (؟) يقعد على كل بنيّة عشرة ، كلما أكل عشرة جاء عشرة اخرى ، يُلقى لكل نفس منهم مُدّ من رطب.
وكنت آمر لمن لا يقدر أن يجيء فيأكل منها من جيران الضيعة الشيخ والعجوز والصبيّ والمريض والمرأة ، لكل انسان منهم بمدّ.
فإذا كان الجذاذ وفّيت الوكلاء والقوّام والرجال اجرتهم ، وأحمل الباقي إلى المدينة (فهي ضيعة خارج المدينة) ففرقت في أهل البيوتات والمستحقين : الراحلتين والثلاثة والأقل والأكثر على قدر استحقاقهم. وكان غلّتها أربعة آلاف دينار ويحصل لي بعد ذلك أربعمئة دينار (من كل ألف مئة!).
فلذلك طمع فيها محمّد الحسني ثمّ المنصور ، وطلبها الإمام عليهالسلام ولم يردّها ، بل كانوا يبيعون تمرها.
فروى الكليني فيه (٥ : ٢٢٩ ، الحديث ٥) بسنده عن جميل بن صالح قال : إنهم عرضوا تمرها للبيع ، فأمرت مصادف أن يسأل الصادق عليهالسلام هل أشتري منهم؟ فقال له : قل له : فليشتره فإنه إن لم يشتره اشتراه غيره.
(١) مقاتل الطالبيين : ٢٥٧.