منهى عنه قبيحا وامّا بلوغ حسن الاوّل وقبح الثانى حد المنع عن النقيض فغير
واضح منه فتأمل.
وفيما ورد فى
استماع الغناء ـ واستغفر الله ـ مما يكره فانه لا يكره الّا القبيح ، دل كالآية
المتقدّمة على حصر المكروهات فى القبائح.
ويؤيد ذلك ما
ورد عن مولانا الرضا ـ عليهالسلام ـ فى صدر الرواية المشتملة على علل الاحكام التى يذكرنا
النقى الجليل المتكلم الفضل ابن شاذان ومضمونه على ما هو ببالى «تعليل الاحكام
بالمصالح» ولا اذكر متن
الرواية ولا يحضرنى كتاب من الاخبار.
ويؤيده ايضا ما
حكى عن بعض انه حصل لنا ـ بملاحظة اكثر المأمورات وانها حسنة ومعظم المنهيات وانها
قبيحة ـ الظن القوى بان جميعها كذلك.
بل ربما حصل من
تتبع الاحاديث وطريق السمع العلم بذلك ، اذ فى كل موضع سئل عن الائمة ـ صلوات الله
عليهم ـ العلة فى حكم احالوا بتقرير العلة ولم يجيبوا قط بان الله يامر بدون سبب
تعبدا.
وهذا الكلام
وان كان للنظر فيه مجال ، الّا انه لا يخلو عن تاييد لما استفدناه من الآثار المتقدمة.
نعم هنا بعض ما
يعارض مظاهره بعض ما ذكرنا مثل قول مولانا السجاد ـ عليهالسلام ـ فى دعاء التحميد من الصحيفة : «ثم امرنا ليختبر
طاعتنا ونهانا ليبتلى شكرنا فخالفنا عن طريق امره وركبنا متون
__________________