معلوفة الإبل حتّى لو دلّ دليل على عدمها فيه عارضه. نسب هذا إلى الشافعي. وقد عرفت إنكار دلالة التعليق على المفهوم فضلا عمّا ذكر.
نعم ، إشعار التعليق على الوصف على علّيّة الوصف غير بعيد ، لكن لا جدوى في مجرّد الإشعار ما لم ينته إلى حدّ الدلالة.
مفهوم الغاية
كلمتا «من» و «إلى» تدخلان على أمور امتداديّة حقيقيّة أو وهميّة كالزمان والزماني غير القارّ الراسم في الخيال أمرا امتداديّا فيحدّدان مدخولهما من حيث المبدأ والمنتهى ، ولا يحدّدان الفعل المتعلّق للتكليف أو نفس التكليف إلّا ثانيا وبالعرض وبتبع موضوع التكليف لأنّهما غير امتداديّين ، ففي مثل : «سرت من البصرة إلى الكوفة» أو «اغتسل للجمعة من الفجر إلى الزوال» المحدّد بالأداتين هي المسافة المكانيّة أو الزمانيّة الواقع فيها الفعل المتعلّق للتكليف.
نعم ، هذا التحديد لهما بلحاظ الفعل أو الحكم لا لهما في ذاتهما ؛ فإنّهما في ذاتهما لا حدّ لهما ، فمعنى تحديد مسافة ما بين البصرة والكوفة هو تحديدها بما هي مسافة للسير ، فروحه يرجع إلى تحديد السير. وكذا تحديد ما بين المرفق والإصبع هو تحديده بما أنّه يجب غسله ، ومن أجل ذلك يدلّ على تحديد الغسل. ويمكن كون التحديد لنفس الفعل ابتداء ؛ وذلك لأنّ السير والغسل امتداد وهمي باعتبار المسافة الواقعة فيها ذلك ، والامتداد الوهمي كاف في معقوليّة التحديد. ويشهد له استفادة معنى الشروع والختام ، والابتداء والانتهاء من التحديد بهاتين الأداتين ، ولا شروع ولا ختام إلّا في الفعل.
نعم ، قد تنسلخان عن معنى الشروع والختام كما في [الشعر] :
حوض له ما بين صنعاء إلى |
|
أيلة أرض الشام أو أوسع (١) |
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٧ : ٣٣١. من قصيدة السيّد الحميري العينيّة التي مطلعها :
لأم عمرو باللوى مربع |
|
طامة أعلامة بلقع |
وروي باختلاف فيه :
حوض له ما بين صنعا إلى |
|
أيلة والعرض به أوسع |