هو ابن الله ـ فإنّ ابن الله هو الله في عقيدتهم ـ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فهو معصوم من جميع معاصي بني آدم ، وإن كان مثلهم يأكل مثل ما يأكلون ويشرب ممّا يشربون ويتلذّذ مثل ما يتلذّذون ويتألّم ومثل ما يتألّمون ، وقد سخّر (عزوجل) أعداءه لقتله أفظع قتله ـ وهو الصلب ـ لأجل فداء البشر وخلاصهم من الخطايا.
وعن بعضهم أنّ المسيح واثنين معه صلبوا ولم يكن المسيح وحده ، وسيأتي في الآيات المناسبة بطلان ذلك.
فداء المسيح
تعتقد النصارى أنّ المسيح فدى نفسه لأجل خلاصهم من الخطايا والأدناس ، كما قال يوحنا في رسالته الاولى : وهو كفّارة لخطايا ، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كلّ العالم أيضا.
واستدلّوا على هذه العقيدة بأمور :
الأوّل : التواتر ، فقالوا : إنّها متواترة ثابتة عندهم خلفا عن سلف ، لا يمكن إنكاره كما في غيره من المتواترات.
الثاني : أنّها وردت في جميع الأناجيل ورسائل العهد الجديد ، وهي كتب مقدّسة لا يجوز إنكار ما فيها.
الثالث : أنّ كتب العهد العتيق بشّرت بالصلب والفداء ونوّهت بهما تنويها.
الرابع : أنّ المسيح إذا كان قد نجا من أعدائه بعناية إلهية خاصّة ، فأين ذهب؟! ولما ذا لم يقف له أحد على عين ولا أثر؟!.
هذه هي أهمّ ما استدلّوا به لإثبات هذه العقيدة. وقبل أن نذكر المناقشة في أدلتهم تلك لا بدّ أن نطرح هذه المسألة على الأدلّة العقليّة.