الحاوية لجميع المعارف الإلهيّة والتشريعات السماويّة. والإيمان بالكتب يستدعي نبذ التعصّب واتّباع الهوى.
الركن الرابع : الإيمان بجميع رسل الله تعالى الّذين هم وسائط الفيض ، أرسلهم عزوجل لهداية البشر وإرجاعهم إلى المبدأ وتذكيرهم منسي الفطرة.
الركن الخامس : الإيمان باليوم الآخر ، والاعتقاد به يستدعي مراقبة النفس والعمل بما أمره الله تعالى ، فإنّ ذلك اليوم يوم الجزاء على الأعمال ولا يفلت منه أحد ، قال تعالى : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [سورة الزلزلة ، الآية : ٧ ـ ٨].
هذه هي أركان الإيمان المطلوب في الإنسان ، وهي مجمع الخير والسعادة ، وأما غير ذلك فهو الضلال والبعد عن منبع الخير والكمال ، وهو يستدعي الشقاء والحرمان.
بحث روائي
روى الشيخ في التهذيب بإسناده عن أبي سويد ، عن أبي الحسن عليهالسلام : «كتب إليّ في رسالته وسألته من الشهادات لهم؟ قال : فأقم الشهادة لله عزوجل ولو على نفسك أو الوالدين والأقربين فيما بينك وبينهم ، فإن خفت على أخيك ضيرا فلا».
أقول : يستفاد من هذه الرواية امور :
الأوّل : أنّ الشهادة لله ، لأنّها من أسباب بسط العدل بين الناس ، وأنّ العدل والقسط هما ميزان الله تعالى في أرضه ومن مظاهر صفاته.
الثاني : أنّ الأنساب لا تعوق الحقّ أو القسط مهما بلغ ذلك من الشرف والحسب ، قريبة كانت أو بعيدة ، ولا يختصّ ذلك بالأنساب ، وإنّما ذكر الأنساب في الآية المباركة والروايات ؛ لأنّها الأهمّ والغالب فيشمل غيرها كالمادّيات والاعتباريّات بالأولى.