الحاكم في السفينة (١) في ذكر مقام طاووس (٢) عند هشام بن عبد الملك : أنه لما دخل عليه ولم يدعه بإمرة المؤمنين ، فقيل له في ذلك ، فقال : ليس كل الناس راضيا بإمرتك ، فخفت أن أكون كاذبا ، وكثير من الفضلاء كأبي حازم ، وعمر بن عبد العزيز (٣) وغيرهما خاطب بأمير المؤمنين لمن واجهه من بني أمية ، وبني العباس ، وتوجيه ذلك أنه كاللقب.
__________________
(١) السفينة : كتاب جليل في سير الأنبياء ، وأهل البيت ، وفنون أخر ، أربعة مجلدة ، للحاكم المحسن بن محمد بن كرامة الجشمي.
(٢) طاووس هو : ذكوان بن كيسان اليماني ، أبو عبد الله ، طاووس الحميري مولاهم ، الفارسي ، يقال : اسمه ذكوان ، وطاووس لقب له ، قال ابن حجر : فقيه ثقة ، فاضل ، من الثالثة ، مات سنة ١٠٦ ه روى عن ابن عباس ، وجابر ، وابن عمر ، وآخرين ، وعنه مجاهد ، والزهري ، وخلق. قال ابن عباس : إني لأظن طاووسا من أهل الجنة ، وقال ابن حبان : حج طاووس أربعين حجة ، وكان مجاب الدعوة ، توفي ببعلبك ، وقبره بها ، وذكر المهدي أنه توفي حاجا ، وما قيل : إن قبره بصنعاء غلط ، وقد غلط أهل الحواشي في اسمه في كتاب الرهن.
(٣) عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، القرشي الأموي ، أبو حفص ، الخليفة العادل ، والفرد الكامل ، ولي الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك ، وكانت ولايته تسعة وعشرون شهرا ، كأبي بكر ، سمع أنس بن مالك ، وصلى أنس خلفه ، والسائب بن يزيد ، وسهل بن سعد ، وخولة بنت حكيم من الصحابة ، وعروة بن الورد ، وابن الزبير ، وابن المسيب ، وخلق من التابعين ، وروى عنه الزهري ، وحميد الطويل وآخرون ، قال مالك بن دينار : لما ولي قالت رعاة الشاء في الجبال : من هذا الخليفة العادل الصالح ، فسئلوا؟ قالوا : لأنها كفت الذئاب والأسد عن الشاء ، وكاتبه الإمام زيد بن علي يعظه ، وقال لعبد الله بن الحسن إذا كان لك حاجة فأرسل إلي فأني أستحي من الله أن أراك على بابي ، وقال له مرة : إن طلبت شيئا تساعدني؟ قال : نعم ، قال : اكشف عن بطنك فكشفه ، فألصق بطنه ببطنه ، وقال : إني لأرجو أن لا يعذبني الله وقد لصقت ببضعة من رسول الله ، قال عمر : كنت أقرأ على شيخ من ولد عتبة بن عبد الله بن مسعود ، فمر بي يوما ، وأنا مع الصبيان نشتم عليا فتبعته ، فأعرض عني ، وقام يصلي حتى أنكرته ، فسألته ، فقال : أنت الذي تشتم عليا ، قلت : قد كان ذلك ، قال : هل ـ