بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وبه نستعين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
الحمد لله المنعم على عباده بالتكليف ، الحكيم في تصويرهم بعجائب التآليف ، الواضع لأسرار مصالحهم برهانا محفوظا من التغيير والتحريف ، كتابا مكرما ناطقا بالتبشير والتخويف ، شاهدا مصدقا تقوم الملائكة له بالتعظيم والتشريف ، والصلوات على المشرف بالكرامات ، المؤيد بباهر المعجزات ، الخاتم باب النبؤات محمد وعلى آله الأنجم النيرات ، وعلى جميع إخوانه الحاملين للرسالات ، المؤدين لما استحفظوا من الأمانات ، المعصومين من كبائر الزلل والخطيئات ، الخاضعين بالضراعة لباري البريات ، صلاة متكررة في الأوقات ، متضاعفة على مرور الساعات
وبعد :
فإنه لما وقع في النفس جمع الأحكام الواردة في أشرف كتاب ، واقتطاف ثمراته من مدلول اللفظ وفحوى الخطاب ، لتكون هذه الأحكام كافلة لمحاسن العجب العجاب ، منورة لبصائر ذوي الأفهام والألباب ، وكفى بها فضلا إذ هي معلوم أشرف كتاب.
ولما رمت ذلك ، واستطار القلب شوقا لما هنالك (١) ـ أعملت الفكر ، وأجلت النظر في منار أهتديه ، وسبيل أقتفيه ، بعد أن طالعت عدة من كتب الفقه والتفسير ، فوقفت (٢) على ما وضعه الأمير الخطير في كتابه ،
__________________
(١) نسخة ب (إلى ما هنالك).
(٢) نسخة ب (فوقعت).