للمساحة لم ينقض بناء ، والاستدلال بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «على اليد ما أخذت حتى ترد» ولقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من وجد عين ماله فهو أحق به» ظاهر لوجوب الهدم ، وكذا قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ليس لعرق ظالم حق». وقوله تعالى : (وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ) قيل : أراد حرمة الشهر ، وحرمة البلد ، وحرمة الإحرام ، وقيل : كل حرمة تستحل ، وسمي الاستيفاء اعتداء للمشاكلة ، كقوله تعالى : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) والاستيفاء ليس بسيئة ، وفي كلمة عمرو بن كلثوم :
ألا لا يجهلن أحد علينا |
|
فنجهل فوق جهل الجاهلينا |
قوله تعالى
(وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة : ١٩٥]
هذه الآية الكريمة قد انطوى أولها على الأمر بالانفاق ، وآخرها على الأمر بالإحسان ، ووسطها على النهي عن إلقاء الإنسان نفسه إلى التهلكة ، ودلالة الأمر مجملة ، وقد ذكر في الإنفاق وجوه :
الأول : أن ذلك أمر بالانفاق في الجهاد ، وقواه الحاكم ؛ لأن في سياق الآية ما يرشد إلى ذلك ، من حيث إنه تعالى ذكر التهلكة.
وقيل : أراد تعالى الإنفاق في الحج ، وعن ابن عباس : لما أمر الناس بالجهاد
والحج ، كان صلىاللهعليهوآلهوسلم يشعر بذلك ليأخذ الناس أهبة السفر ، فقال ناس من العرب كيف نتجهز وما لنا زاد ، فنزلت.
وقيل : لما أمروا بالإنفاق قال ناس : إن أنفقنا بقينا فقراء ، فقال : لا تخشوا العيلة ، فإن الله رازقكم. عن سعيد بن المسيب ، ومقاتل.