بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
نحمدك اللهم ونستعينك ونستهديك ، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد نبي الإنسانية ، المبعوث بخصال الكمال ، والجامع لأشرف درجات الفضل والجلال وعلى آله الطاهرين وصحبه الراشدين.
وبعد :
فإن أي أمة تنطلق في تصحيح مسيرتها وتحقيق نهضتها وعزتها من خلال تراثها لهي جديرة بالاحترام ، ويحق لها الفخر والاعتزاز ، خصوصا إذا كان لها ماض عريق مشرق ، مستند على مبادئ سليمة ، وأسس ثابتة.
لذا نقول : إنه يحق لليمن أن يفخر على شعوب العالم بما له من إرث حضاري ، وثقافة فكرية سليمة ، فاليمن وعلى رغم المحن التي توالت عليه هو من أفضل الشعوب محافظة على هذا التراث الفكري الذي يندر وجوده في سائر بقاع الارض ، بل لقد ساهم في الحفاظ على تراث كثير من الشعوب ، والفرق الاسلامية التي لقيت في بلدانها الهوان والضياع.
ولا غرو فقد كان قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (الإيمان يمان والحكمة يمانية) شاهد صدق على ما لهذا الشعب بكل فئاته من رحابة صدر ، واتساع أفق ، وتفكير سليم ، فإنه صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقلها كوصف عابر ، أو كمدح على خصلة واحدة ، بل قالها مجسدا لكل ما لهذا الشعب من أصالة ، وحضور إسلامي على مر الدهور (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) فها هي اليمن تبرز وحيدة شامخة بسمو روحها ، وترفّع نفوس أبنائها ، وصفاء قلوبهم عن سفاسف الأمور التي ابتلي به الكثير.