أعوامه أرخت ( غرٌ حسان ). ونشأ مطبوعاً بطابع الاسرة الشريفة ، وكما رباه أبوه ( ومن يشابه أبه فما ظلم ) وشعره يعطيك صورة عن نفسه وما جبل عليه من فخر وكرم وإباء وشمم وذلك ما حبب هذه الاسرة في الأوساط فكان ناديهم في ( الحصين ) محط الادباء والمتأدبين ، ومن شعره قصيدته التي عارض بها قصيدة البارودي التي أولها :
سواي بتحنان
الأغاريد يطرب |
|
وغيري باللذات
يلهو ويلعب |
فقال :
إلى مَ التمني
والأمانيّ خلّب |
|
فليس بغير العضب
ما أنت تطلب |
من العار تغضي
راغماً غير راكبٍ |
|
من العزم طرقاً
للمهمات يركب |
عجبت لعمرو
المجد ترضخ للتي |
|
تشين وترك الخصم
جذلان أعجب |
ألست الذي لم
يكترث لملمة |
|
وأنت لدى
الجُلّى عذيق مُرجّب (١) |
سواء لديه ان
رنا طرف عينه |
|
إلى غاية شرق
البلاد ومغرب |
حرام إلى غير
المعالي محاجري |
|
تصدّ ولا في
غيرها لي مأرب |
ولولا العلى لم
أرتض العيش والبقا |
|
ولكن سبيل المجد
ما أنا أدأب |
ولست بمن إن حيل
دون مرامه |
|
يصعّد لا يدري
الهدى ويصوّب |
فان أنا لم أبلغ
بجدى مساعيا |
|
لنا سنّها قدماً
نزار ويعرب |
فلا ضمنى من
هاشم بيت سؤدد |
|
سما شرفاً فوق
الضراح مطنب |
ولا وخدت بي
للوغى بنت أعوج |
|
ولا اهتزّ في
كفي الحسام المشطب |
فما أنا ممن همه
صر خدية |
|
وعود إذا ما
ينتشي فيه يضرب |
وخود تغنّيه
وتسقيه نشوة |
|
ويصبح لا يدري
إلى أين يذهب |
ولكنني ممن تقرّ
له العدا |
|
لدى الهول لا
ألوي ولا أتنصّب |
وما الفخر في
لهو وعودٍ وقينة |
|
وكاس بها يطفو
الحباب ويرسب |
__________________
١ ـ العذيق مصغر عذق. والمرجب : المحفوف بالشوك.