واستمر في صراعه مع اللادينيين الذين يتسترون بإسم التهذيب والتنظيم ومن المؤسف أن تنجح مؤامرة اولئك الذين يظهرون خلاف ما يبطنون فيروّجون إشاعة سبه للعلماء وتنقسم كلمة رجال الدين فمن مناصر له ومن محارب وتنتعش تلك الطغمة التي لا يطيب لها العيش إلا في الأوحال والقيل والقال. لقد ضعفت قوته وضعف عزمه ولبث ملازماً بيته إلى أن توفاه الله ليلة السبت ٢٩ شوال ١٣٥٩ ه. في الكوفة فحُمل على الرؤوس تعظيماً له حتى دفن بوادي السلام في مقام المهدي ونعاه المنبر وبكته الخطابة ورثاه العلامة الجليل الشيخ عبد المهدي مطر بقصيدة فاخرة منها :
نعتك الخطابة
والمنبر |
|
وناح لك الطرس
والمزبر |
وفيك انطوت صفحة
للبيان |
|
بعير لسانك لا
تنشر |
إهتم الخطيب الأديب السيد محمد حسن الشخص سلمه الله بجمع ديوانه وسجّل له كل شاردة وواردة ، وهذه رائعة من روائعه في أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين (ع) :
من هاشم سلبت
أمية تاجها |
|
وفرت بسيف
ضلالها أوداجها |
تخلو عرينة هاشم
من أُسدها |
|
وتكون ذئبان
الفلا ولاجّها |
قوم إذا الهيجا
تلاطم موجها |
|
خاضوا بشزّب
خيلهم أمواجها |
ما بالها أغضت
وعهدي أنها |
|
كانت لكل ملمة
فرّاجها |
ومنها :
للشوس عباس
يريهم وجهه |
|
والوفد ينظر
باسماً محتاجها |
باب الحوائج ما
دعته مروعة |
|
في حاجة إلا
ويقضي حاجها |
بأبي أبي الفضل
الذي من فضله |
|
السامي تعلّمت
الورى منهاجها |
قطعوا يديه
وطالما من كفّه |
|
ديم الدما قد
أمطرت ثجاجها |
أعمود أخبيتي
وحامي حوزتي |
|
وسراج ليلي إن
فقدت سراجها |
أعزز عليك بأن
تراني مفرداً |
|
فاجأت من جيش
العدى أفواجها |
أفدي محيّاً
بالتراب قد اكتست |
|
من نوره شمس
الضحى أبهاجها |