وإلى جانب هذه الموهبة بالفصحى فهو ذا ملكة قوية بالنظم باللغة الدارجة متفنن فيها ففي الموال والأبوذية والشعر الدارج لا يُجارى وهناك ميزة يتفرّد بها وهي قدرته على نظم الهزل فكان في شهر ربيع الأول يوم الرابع عشر منه وهو يوم هلاك يزيد بن معاوية يسمعنا من نظمه ما يضحك الثكلى فهناك اصطلاحات تختص بها الأقطار والأمصار والبلدان وترى البعض ينتقد البعض ويضحك منها فهو ينظمها ثم ينوّع القصيدة فبيت بالفارسية وآخر بالتركية وثالث بالكردية ورابع بالهندية ومصطلحات الشرقي والغربي وهكذا ، وهذا مما يكاد ينفرد به :
ومن حسينياته :
ما بال فهر
أغفلت أوتارها |
|
هلا تثير وغى
فتدرك ثارها |
أغفت على الضيم
الجفون وضيعت |
|
يا للحمية عزها
وفخارها |
عجباً لها هدأت
وتلك أمية |
|
قتلت سراة
قبيلها وخيارها |
عجباً لها هدأت
وتلك نساؤها |
|
بالطف قد هتك
العدى أستارها |
من كل ثاكلة
تناهب قلبها |
|
كف الأسى ويد
العدو خمارها |
لهفي لها بعد
التحجب أصبحت |
|
حسرى تقاسي ذلها
وصغارها |
تدعو أمير
المؤمنين بمهجة |
|
فيها الرزية
أنشبت أظفارها |
أبتاه يا مردي
الفوارس في الوغى |
|
ومبيد جحفلها
ومخمد نارها |
قم وانظر ابنك
في العراء وجسمه |
|
جعلته خيل أمية
مضمارها |
ثار تغسله
الدماء بفيضها |
|
عار تكفنه
الرياح غبارها |
وخيول حرب منه
رضت أضلعاً |
|
فيها النبوة
أودعت أسرارها |
وبيوت قدس من
جلالة قدرها |
|
كانت ملائكة
السما زوّارها |
يقف الأمين
ببابها مستأذناً |
|
ومقبلاً أعتابها
وجدارها |
أضحت عليها آل
حرب عنوة |
|
في يوم عاشورا
تشن مغارها |